ما اعمق القلب الذى يعيش فى سلام داخلى يملك الهدوء عليه ... وكل ضيقات العالم لا تزعجه...انه يستمد سلامته من الداخل وليس من الظروف المحيطه...الانسان القوى يجعل الظروف الخارجيه المحيطه به تخضع لمشاعره...تخضع لقوة قلبه ولحسن تحكمه فى انفعالاته ولا يخضع هو لها ان حدث حادث معين يفحصه بفكر مستقر ويبحث عن حل له...ما اصدق ذلك الكاتب الروحى قال (ان قطعه من الطين يمكنها ان تعكر كوبا من الماء ولكنها لا تستطيع ان تعكر المحيط ياخذها المحيط ويفرشها فى اعماقه ويظهر لك الماء النقى).
لا فكر فى الضيقه التى اصابتك ولا فى اضرارها ومتاعبها..بل فكر فى ايجاد حل لها ان كثرة التفكير فى الضيقه هى التى تحطم الاعصاب وتتعب النفس ..واحيانا يكون التفكير فى الضيقه اشد ايلاما للنفس من الضيقه ذاتها..اعرف ان كل ضيقة لها حل وكل ضيقه لها مدى زمنى معين وتنتهى فيه..فكر فى حل لضيقتك..فان وصلت اليه تستريح وان لم تصل ثق بروح الايمان ..ان الله عنده حلول كثيره..احذر ان يوقعك الشيطان فى اليأس او ان يصور لك الامر معقدا لا حل له فان الانسان المؤمن لا ييأس..المؤمن يعرف ان الله موجود وانه رحيم وان رحمته غير محدوده وهو ضابط الكل والعالم كله فى قبضة يديه..لذلك فان المؤمن يستريح فى اعماقه ويلقى على الرب كل همه ويستودعه جميع مشاكله..اعلموا فى كل ضيقه ان التجارب التى يسمح بها الله لها شروط منها :
1/انها على قدر احتمالنا
2/كل تجربه معها المنقذ
3/لابد انها تؤول بكل المقاييس الى نفعنا
التجارب هى مدرسة الصلاه فانها تدرب الانسان كيف ينحنى امام الله وكيف يرفع قلبه قبل ان يرفع يديه الى الله .
مقال لقداسة البابا شنودة الثالث