عمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"
(متى28: 19)
تعليق على إنجيل الاحتفال بصعود الربّ
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 - نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
دليل على التبشير الرسولي
هذه هي قاعدة إيماننا، هذا هو أساس إيماننا،
هذا ما يعطي ثباتًا لتصرّفاتنا.
أوّلاً: الله الآب، غير المولود، وغير المحدود وغير المرئي؛
الله الواحد، خالق الكون؛
هذا هو البند الأوّل من إيماننا.
البند الثاني: كلمة الله، ابن الله، يسوع المسيح، ربّنا،
كُشِفَ عنه للأنبياء وفقًا لنوعيّة نبوءاتهم ووفقًا لمشروع الآب؛
من خلاله، كان كلّ شيء؛ وفي نهاية الأزمنة،
تجسّد من الروح القدس وصار إنسانًا مرئيًّا وقابلاً للمس،
للقضاء على الموت ولإبراز الحياة ولإجراء المصالحة بين الله والإنسان.
والبند الثالث: الروح القدس الذي من خلاله، تنبّأ الرسل،
وتعلّم آباؤنا أمور الله، وأُرشِدَ الأبرار إلى طريق الحقّ؛
في نهاية الأزمنة، حلّ بطريقة جديدة على البشر،
كي يجدّدهم في الأرض كلّها، من أجل الله.
لذا، يوضع عماد ولادتنا الجديدة تحت علامة هذه البنود الثلاثة.
يمنحنا الله الآب إيّاه في سبيل ولادتنا الجديدة
في ابنه من خلال الروح القدس.
فأولئك الذين يحملون في داخلهم الروح القدس
يُقادون إلى الكلمة الذي هو الابن،
والابن يقودهم إلى الآب،
والآب يمنحنا الخلود.
بدون الروح القدس، من المستحيل رؤية كلمة الله؛
وبدون الابن، لا يمكننا الاقتراب من الآب.
فإنّ معرفة الآب هي الابن،
ومعرفة الابن تحصل من خلال الروح القدس،
والابن يعطي الروح وفقًا لمشيئة الآب.