ولد هذا الأخ من أبوين وثنيين . آمن منذ صبوته بالسيد المسيح، وامتاز بميله الشديد نحو النسك والعبادة، فشاعت سيرته، وقربه البابا أثناسيوس إليه . ويبدو من سيرته أنه كان يونانيًا لا يعرف القبطية، لأنه كان يتحدث مع القديس باخوم بواسطة مترجم . كما جاء في السيرة أنه لما ذهب إلى الدير الباخومي تعلم القبطية .
أحب تادرس ربنا يسوع واشتاق إلى الرهبنة، فترهب إثني عشر عامًا بالإسكندرية، وقد رسمه البابا أثناسيوس أغنسطسًا . وفي ذات يوم ذهب مع بعض الإخوة إلى القديس باخوميوس، فسأله الأب ( بواسطة المترجم ) عن الإخوة المنعزلين بالإسكندرية والكهنة، وانتهى الحديث بأن كشف له باخوم بأن الإنسان الذي ينَّعم جسده بالأكل والشرب لا يقدر أن ينعم بالطهارة . إذ كان مع باخوم عصا صغيرة ضرب بها الأرض مرتين وقال : " هل تسقي هذه الأرض وتضع فيها زبلاً ولا تنبت زوانًا ؟ هكذا الجسد إن هو تنعم بالأطعمة والأشربة والراحة، فانه لا يستطيع أن يكون في طهارة، لأن الكتاب يقول بأن الذين للرب يسوع المسيح قد صلبوا الجسد وشهواته" .
تاق تادرس أن يعيش في الأديرة الباخومية، فسلمه الأب إلى أحد الشيوخ حيث قام بتهذيبه، وتعلم تادرس القبطية، فانتدبه الأب لخدمة الضيافة يقرأ الكتب المقدسة ويفسرها للشبان من الرهبان .
أقام الأب أبًا على اليونانيين مع الإسكندرانيين . وكان إذا جاء أحد يوناني يحدثه الأب عن طريق هذا الأب .
جاء عنه أنه ذهب يومًا إلى الأب باخوم ويقول له : "إنني سمعت عن كرنيليوس أن عقله لا يطيش أثناء الصلاة، وإنني جُربت اليوم بعدم ضبط الفكر ثلاث مرات فماذا أفعل ؟ " أجابه القديس باخوم بأن كرنيليوس لم يأخذ هذا إلا بمداومة الجهاد .
ومكث تادرس 13 سنة راهبًا في الدير وتنيح بسلام .