سيدي
لقد ملأ الحزن قلبي ، وضاقت بي الدنيا
لقد غرقت في همومي ومشاكلي،وبدأت ستائر اليأس تحيط بي فلا ارى سواها ولكن مازال قلبي يصرخ اليك .. متى تجيب؟ .. هل نسيتني ؟ .. هل مازالت غاضب مني انا الدوده الحقيره ؟
انا اغرق سيدي .. وقلبي يلتهب شوقا اليك .. فا انت طوق نجاتي .. آلا تسمعني ؟ آلم تعد تحبني ؟!
بالامس كانت دموعي تغلبك وكان حبك لا يحتملها،قائلا لي حول عني عيناك فانهما قد غلبتاني .
ولكني اليوم غارقا في بحار اليأس والالم ، تحيط بي التجارب من كل جانب ،ويبكي قلبي بمراره ، اما عيناي ،فقد ذبلتا من كثرة دموعي . بل وابعد أذناي عن تلك الاصوات التي تفزعني ،
قائلا لي: أين الهك ؟
أين من أحبته نفسك ؟
أين من تشتهين غسل قدميه بدموعك ، كما فعلت
الخاطئه؟
.. انه ليس ههنا ،حتى قدميه لن يسمح لك بلمسها
انت دوده حقيره تافهه،لا يراها ولن يسمعها .
ابقى مكانك في وحل ذلك العالم،فكيف تجرؤين على التطلع لأكثر من ذلك ! ان حاولت الخروج من الوحل .. حتما ستموتين
آه سيدي .. ليتني اموت .. فالموت اهون من أحتمال بعدك عني وانا في هذا الحال .
موتي أهون من هزيمتي وكسرتي هذه .. آه يا نفسي يا لشقاوتك .. ما أبشعها لحظه .. حينما يغيب الحبيب والصديق الذي تتلهفين للمسه حبه وتتوقين لدفئ نظرته الحانيه
التي كانت تخطفك الى عالم ليس له مثيل ، عالم يحتويك ، ويضمك في أحضان الحب الالهي .. الذي يسمو بك الى الشفافيه التي كثيرا ما أفتقدتيها وسط كل هذه التجارب .
نعم ذاك الحب الذي كان يعطيكي بسخاء ويهبك كنوز لم تعرفي قيمتها الا بعد ان فقدتيها .
ماذا افعل سيدي حتى تراني
تسمعني
تحسني
تضمني
تحتويني ؟
+ أبني وحبيبي .. انا قريب جدا منك .
ولكني .. لا أراك
+ كن شديدا في الضيقه . لا تجعل الضيقه تحطمك ، انما حطمها انت بامانك .
كيف سيدي، وانا أحس بالغرق في بحار اليأس .. وكيف لا أراك ؟
+ انها دموعك حبيبي هي السبب .
! ولكن الدموع تغسل الروح وتقربها منك
+ ! ولكنك خائف .
نعم انا كذلك ، فالتجارب تطحنني
+ أنها دموع الخوف ، تجعلك لا تراني .. لا تحسني ، خوفك معناه ، الشك في حبي .. فكيف
تراني والشك يملئك ؟
.. سيدي انا ضعيف
ان الزجاجه اذا وقعت على صخره ، لا تتحطم الصخره .. وانما تتحطم الزجاجه .. كن اذا صخره .. أريدك ان تكون الصخره . انظر حبيبي لتلك المراه الباكيه ، انها كانت تمسك برضيعها الوحيد ، ولكنه افلت من بين يديها وسقط فا أنكسر بعض عظامه ، وذهبت به الى المستشفى ، فقام الاطباء بعلاجه ،لكن ..
لكن ماذا سيدي ؟
+ أتصلت المستشفي بهيئة أساءة معاملة الأطفال لتأتي احدى المسؤلات وتصير مسؤله عن الرضيع ، قدمت الأم الى المحاكمه لأنها أهملت في حق رضيعها ، وطلبت الهيئه استلام الطفل والقيام بتربيته مع حرمان الأم من أمومتها ! ورعايتها له . لقد افلت الطفل من بين يديها فلا تستحق ان تمارس الأمومه . تفقد حقها بي التمتع به في بيتها ،أو تربيته!
بل ربما تتعرض لمحاكمه قاسيه من أجل اهمالها
ما أصعب ذلك .. هل يمكن أن يفلت الطفل من بين يدي امه ؟
وهل تستحق كل هذا العقاب ؟
+ ممكن حبيبي تفلت من يدي أمك ولكن .. ابداا
+ " لن تفلت من يدي " +
سيدي .. هل تحبني ؟
+ .. أما زلت تسأل حبيبي ؟
هات يدك وضعها هنا لتعرف مدى حبي .
أنها آثار الحربه والمسامير .. و .. أكليل الشوك .. آه ، أول مره
ألمس ندبات ذاك الاكليل ، انها رهيبه !
.. ما أعظم حبك الهي
ولكن .. سيدي .. لماذا كل هذه التجارب والضيقات .. انها تطفو فوق رأسي كحمل ثقيل
+ انها صليبك ، اكليلك ، وتأخذ منها خبره في الحياه ، انها لصقلك حبيبي ، حتى يظهر معدنك الطيب .. أترفض حمل صليبك ؟ أم تريد الهروب كما فعل بطرس من قبل ؟
بطرس " الصخره " ! ولكنه حينما نظر الى عيناك جرى ليحمل صليبه ، بل وصلب ورأسه الى أسفل .
+ .. اذن .. هيا يا حبيبي وأنظر الي
.. هيا أنزع عنك دموع الخوف .. حتى تراني .. هيا أنزع عنك الشك في حبي .. حتى تحس حضني
سيدي .. أنا أحبك كثيرا .. ولكن أنهكت التجارب قواي وأحس بعدم القدره على حمل الصليب .
+ سأحمله عنك
أحس بالمراره
+ سيكون حبي حلاوه لحلقك
أنا أغرق سيدي
+ أنا طوق نجاتك .. أنسيت ؟
ابدا .. لن تفلت من يدي
شل عقلي عن التفكير ، فلا أجد مخرج من أي مأزق
+ أنا هو الباب .. فقط ألقي على كل الاحمال .. هل تفكر في حلول وأنت في حضني
لا .. لن أفعل .. بل سأفكر في حضنك وأنا في وسط الهموم
+ عندما تفكر في حضني ستجد نفسك فيه
وعندما تكون في حضني .. لن تكون هناك هموم . فقط أترك نفسك في حضني وأنزع دموع الخوف وسترى زراعي تحملك
أنزعه عني سيدي ذاك الخوف الرهيب
لا حبيبي .. أن خفت لن تراني
لا .. لن أخاف بعد، لن أشك لحظه أنك ستحملني وتنقذني
أحبك يا ألهي
يا قوتي
يا طوق نجاتي