لماذا ندرس تاريخ الكنيسة؟
يعتبر تاريخ الكنيسة القبطية بكل مكوناته من أحداث و حقائق وسير قديسين ، وحركة التغير من جيل الى جيل وفق المواقف التاريخية العامة هو الأساس لمعرفة قصة الكنيسة منذ أن أسسها رب المجد يسوع المسيح ، والهدف من وجودها وعند هذه المعرفة ندرك مدى أهمية ومعنى أنتمائنا لها ، و أننا أستمرار لتاريخها أو حلقة من حلقاتها المقدسة وهذا بالتالى يحرك فى نفوسنا شعورا بالأرتباط الشخصى بهذا التاريخ الكنسى المقدس فيه نجد أنفسنا ، وعنده نجد دربنا نحو المراعى الحقيقية لوجودنا على الأرض ألا وهو ملكوت الله.
ومن ناحية أخرى نجد هذا التاريخ الذى يصنعه الأنسان ويشكل أحداثة وفلسفاته ودروسه ، فهو ذات التاريخ الذى يصنعه أيضا الله بالأشترالك مع الأنسان ، لأن فيه شهادة واضحة المعالم للدور الألهى فى حياة الأنسان وحياة الكنيسة بل وحياة العالم كله .
ومن ثم فدراسة تاريخ الكنيسة لها أهمية وضرورة فى حياتنا بشتى جوانبها وفى كافة مجالاتها وهذه الأهمية ترجع إلى :
1: أن الكنيسة هى جماعة المؤمنين الأعضاء فى جسد السيد المسيح الواحد وهو رأس هذا الجسد وهذه الكنيسة .
2: أن الله يعمل فى هذه الكنيسة التى تخصه ، ويعمل أيضا فى الأنسان الذى يكون ويشكل التاريخ ، أحداثا و مواقفا وأشخاصا .
3: أن دراسة وفهم الماضى بكل ما فيه من خبرات أيجابية وسلبية يساعدنا على أستشراف المستقبل ، فنختار المناسب لنا و العصر الذى نعيش فيه والظروف التى نحن عليها .
4: تعميق روح الأنتماء و الأرتباط بالكنيسة فى كل مكوناتها : ( الله ، والملائكة ، والقديسون ، والمؤمنون ) .
5: معرفة دور المسيحية فى تغير حياة الأنسان وحياة العالم وتاريخها معا ، مما يعطى شهادة حية لعمل الروح القدس و شهادة ملكوت الله الممتد إلى الأرض .
ولهذا نجد أن هذه الدراسة الواعية تؤهلنا الى أكتشاف العديد من العناصر الهامة فى تاريخ الكنيسة أنذاك منها :
1: معرفة أساس الايمان المسيحى الأرثوذكسى ومدى حفظه والتمسك به كوصية للأنجيل (2تى14,13:1 )وذلك من خلال :
+ تعاليم الكنيسة الأولى .
+ الشهداء الأبرار وحفظ الأيمان .
+ مواجهة الهرطقات و الدفاع عن الأيمان .
+ أبطال الأيمان .
2: التبصر للحياة المسيحية المعاشة فى حياة الكنيسة خلال حياة القديسين والفضائل المقدسة التى تسربلوا بها ، وأن كل سيرة تحوى دور النعمة الألهية فيها والأنجيل المعاش المفتوح المقروء من جميع الناس أى الأيمان الحى بخبراته الروحية الفائقة .
3: مواقف القديسين وأثرها مثل : الشجاعة ، الدفاع عن الأيمان ، التحول والتغير ، الثبات والأحتمال ، الجهاد والمثابرة ، التعليم والثقافة ، دورهم فى نهضة الكنيسة على مر العصور ، الأمكانيات التى أعطاها الله للأنسان وكيفية أستخدامها .
4 : الرصيد الهائل من التعاليم والمبادئ والمفاهيم الروحية من خلال : مدرسة الأسكندرية ، فكر الأباء القديسين .
5 : العلاقة اليومية الحية مع الكنيسة المنتصرة فى السماء من خلال : شفاعة القديسين ، أعياد القديسين .
6 : المنهج الروحى والكنسى فى حياة الشركة المسيحية و علاقات المحبة و النظام والترتيب فى الكنيسة .