كلمـــــــــــة منفعـــــــــــــة
الأمـــــــــانة في القليل
قال الكتاب :
"" كنت اميناً في القليل ، فسأقيمك علي الكثير "" .
أي كنت أميناً في الأرضيات ، فسأقيمك علي السمائيات . كنت اميناً في هذا العالم الحاضر ، فسأقيمك علي الأبدية .....
ويمكن تطبيق هذا المبدأ في مجالات شتي كثيرة ....
* ان كنت اميناً في محبتك للقريب ، يمكن أن يقيمك الرب علي محبة العدو ، أي يعطيك النعمة التي تستطيع بها أن تحب عدوك ....
* ان كنت أميناً من جهة خدمة الرب في وقت فراغك ، يمكن أن يهبك الرب الحب الذي به تكرس حياتك كلها له .
* ان كنت أميناً من جهة عدم قبولك للخطايا الارادية ، يمكن أن ينقذك الرب من الخطايا غير الارادية ....
* ان كنت أميناً في حفظ عقلك الواعي من الفكر الشرير ، يعطيك الرب حينئذ نقاوة العقل الباطن ، ويعطيك الرب ايضاً نقاوة الأحلام ....
* ان كنت أميناً في سن الطفولة ، يقيمك الرب علي الأمانة في سن الشباب ، وهي اكثر حروباً .
* ان كنت اميناً من جهة عدم ادانة الأخرين بلسانك ، حينئذ يعطيك الرب عدم الادانة بالفكر وهي اصعب .
* وبالمثل ان كنت اميناً في ضبط نفسك من جهة الغضب الخارجي الظاهر ، حينئذ يهبك الرب النقاوة من الغضب الداخلي ايضاً ، النقاوة من الغيظ والحقد وأفكار الغضب .
* ان كنت أميناً في الروحيات العادية ( ثمار الروح ) ، يمكن ان يقيمك الرب علي مواهب الروح ، وبدون الأمانة في الأولي لا تعطي الثانية .
ان الله يختبرك أولا في الشئ القليل فان وجدك أميناً فيه ، حينئذ يأتمنك علي ماهو أكثر . أما ان اظهرت فشلك وعدم أمانتك في القليل ، فمن الصعب أن يقيمك علي الكثير ....
وكما قال الكتاب المقدس "" ان جريت مع المشاة فاتعبوك ، فكيف تستطيع ان تباري الخيل ؟ ""
العجيب أن كثيرين يظنون في أنفسهم القدرة علي القيام بمسؤليات كبيرة بينما هم عاجزون عن القيام بما هو أقل منها . النعمة التي معهم لا يستخدمونها ، ومع ذلك يطالبون بنعمة أكبر ، ناسين قول الرب "" كنت أميناً في القليل ، فسأقيمك علي الكثير "" ( مت 25 : 21 ) ، انه شرط ...
++ مبارك من يدخل الي اعماق الكلمة ، ويدخلها الي أعماقه ، ويتفاعل معها ++ ( البابا شنودة الثالث )