حوار مع النفس
يالعظم محبتك يا رب يا لعظمة رحمتك أنا البائس الفقير المخلوق من تراب المملوء غشا وفسادا قبلت أن تقطع معي عهدا ، وتعطيني وعدا، بأني أصبحت إبنك ، أصبحت منقوش علي كفك ، أصبحت محفوظ مثل حدقة عينك .
كيف يا رب!!!؟ كيف أصبح إبنا لك ؟ كيف أصبح إبنا للذي أوجد الحياة ؟ إبنا لمن ليس في قدرته ومجده أحد .
يا لحقارتك يا نفسي أبعد كل هذا وكل هذه الوعود مازلتي تسبحين في بحر الحياة و سفن اليأس تحيط بك ، فضعي كل هذه الوعود أمامك لكي لا يحاربك العدو ولا تبقي لليأس بقيه معكي بل أطلبي قوه من الذي يعطي بسخاء ولا يعيير.
أطلبي من الذي قال لكي لا تخافي بظل جناحي أسترك وبين منكبي أحميكي ،
أتركي ماضيكي يا نفسي وأحتمي فيه ولا تنظري إلي آثامك لأنه قد حملها عنك ،
لا تهتمي للطريق لإنك لست وحيده ولست أنتي من يجتاز الطريق بل محمولة علي أكتاف من وعدك بالنجاة وقال لكي لا تخافي من سهم العدو لاني بقلبي حفظتك ، الذي قال لكي أيضا أطلبيني وقت الضيق أنقذك فتمجديني ، مجديه يا نفسي وأطلبيه ولا تخشي شيئا .
لا تخشي الحروب لانه هو يحارب عنك .
لا تخافي من الجوع لانه هو رازق القوت وهو الذي قال لكي أشبع بالخير عمرك وأجدد مثل النسر شبابك .
لا تخافي يا نفسي من العطش لانه يفتح لكي في الصخرة ينبوع ماء حي ولا تعطشي إلي الأبد .
لا تخافي يا نفسي من الأمراض لانه قال لكي أنجيكي من وباء الظلام ومن هلاك الظهيرة ويوصي ملائكته بكي علي الأيدي يحملونك في كل طرقك.
أنصتي إلي صوته يا نفسي وأقبلي دعوته لانه واقف علي الباب يقرع ، هلم إليه يا نفسي وأفتحي له إنه جاء ليتعشي معك فلا ترفضيه ، لاتقولي له قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه ،قد غسلت رجلي فكيف أوسخهما ، بل أنهضي من رقاد الكسل وأفتحي لحبيبك فيدخل ويتعشي معك وأنتي معه .
أطلبي رحمته، أطلبي حبه وحنانه ،
أطلبيه يا نفسي فهو سامع .......