كارولين كامل يكفى أن أكون فتاة حتى يتم التحرش بى فى شوارع المحروسة، أضف إلى ذلك أننى فتاة غير محجبة، فهذا فى نظر الكثيرين أدعى للتحرش بى، وهذه مخاوف أجبرتنى الظروف أن أتكيف وأتعايش معها، لأننى أعلم أن أختى المحجبة أو المنتقبة يتم التحرش بها أيضا. ففى النهاية الأنثى مقهورة فى جميع الأحوال، تسير مرتعبة فى عز النهار من الأيدى العابثة أو الألفاظ الخادشة، ولكن ما آلمنى حقا هو ما أتعرض له على مدار يومين من تحرشات لفظية وتهويشات وقطع الطريق أمامى ليس لأننى أنثى فقط وإنما لأننى مسيحية. لست ممن يعلقون الصليب فى رقبتهم، ولكن عدم وجود غطاء على شعرى يجعل احتمالات كونى مسيحية أكبر، وجاء الكلام عن فيلم مسىء لرسول الإسلام من قبل أشخاص يحملون الجنسية الأمريكية والهولندية سببا ليصبح التعرض لى أكثر وقاحة ورعبا، وصل إلى حد التهديد بإلإبادة وتطهير أرض مصر المقدسة من المسيحيين الكفرة. أمس الأول فى ميدان رمسيس شعرت وكأننى مخرجة الفيلم أو كاتبة السيناريو، أو أننى الذى دفعت تمويله حين استوقفنى شخص غاضب وهو يصرخ فى وجهى :«اوعوا تكونوا فاكرين انكوا هتفلتوا باللى عملتوه».. وعبثا حاولت أن أخبره أننى لم أفعل شيئا أصلا، وأذكره بأن القرآن يقول «لا تزر وازرة وزر أخرى», وفى ميدان الشون بالمحلة الكبرى، كنت مع أمى وشقيقتى أمس، حين «زفنا الغاضبون» بالسباب الذى لا يليق بمن يدعى أنه متدين وغاضب لدينه، هل يمكن ان يجتمع الحديث عن الرسول مع ألفاظ تخدش الحياء وتطعن فى الشرف وتتحدث عن العورات؟. لا أعلم السبب فى أن كل ما يصدر من إساءة للإسلام خارج مصر أدفع ثمنه فى الشارع، أشجب وأندد بالإساءة ولكننى لست مضطرة للدفاع عن نفسى أو الاعتذار عن حماقات تصدر من أشخاص لمجرد أنهم يعتنقون ديانتى نفسها، وهو نفس الإحساس الذى كان يواجه به المسلمين بعد أحداث سبتمبر حين كانوا يدانون جميعا بالإرهاب لمجرد أنهم مسلمون. لماذا يطالبنى شارع غاضب بالاعتذار عن شىء لم أفعله، ولماذا يطالبنى العقلاء بتحمل الاهانات التى تصل لحد أن يهددنى شخص يقدم نفسه بأنه متدين وغاضب من أجل رسوله، بالاغتصاب فى قلب الشارع معتقدا أنه بذلك سيرضى الله ورسوله وسينتصر لدينه، وصولا إلى أن يهدد أسرتى بالقتل لأننا «كفرة من أحفاد القردة والخنازير» كما يرددون على مسامعنا. لرسول الإسلام حق سأقف معكم بكل ما أملك لاسترداده والدفاع عنه.. ولى حق يضيع كل يوم فى الشوارع فمن يدافع عنه ويساعدنى فى استرداده؟