يسوع فى قلبى
اهلا بيك فى منتديات يسوع فى قلبى
ولكن هذة الرسالة تفيد باأنك غير مسجل بالمنتدى
ان كنت تريد المشاركة فقوم بالذهاب الى التسجيل
وان أردت قراءة المواضيع فقط فاأذهب الى القسم الذى ترغبه
يسوع فى قلبى
اهلا بيك فى منتديات يسوع فى قلبى
ولكن هذة الرسالة تفيد باأنك غير مسجل بالمنتدى
ان كنت تريد المشاركة فقوم بالذهاب الى التسجيل
وان أردت قراءة المواضيع فقط فاأذهب الى القسم الذى ترغبه
يسوع فى قلبى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يسوع فى قلبى

منتدى يسوع في قلبي يوجد فيه كل مايخص الدين المسيحي ... شبابيات مسيحية، والقسم الروحي، والكتاب المقدس، وأفلام، وسير القديسين.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Coptic girl
Admin
Coptic girl


محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Azm20213
المساهمات : 3464
نقاط : 8143
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 06/08/2012
انثى

محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Empty
مُساهمةموضوع: محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول -   محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Puce-pالأحد يونيو 29, 2014 9:36 pm

محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول -



هنا ستكون الدورة بإذن المسيح ..


والمناقشات ستكون في هذا الموضوع :
مناقشات دورة اللاهوت الدفاعي - المستوى الأول -




منقول وكتب بواسطة (Molka Molkan )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus.forumpalestine.com
Coptic girl
Admin
Coptic girl


محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Azm20213
المساهمات : 3464
نقاط : 8143
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 06/08/2012
انثى

محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول -   محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Puce-pالأحد يونيو 29, 2014 9:37 pm

دورة اللاهوت الدفاعي – المستوى الأول

المقدمة :
سلام رئيس السلام ، ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، يكون معكم ، اليوم سنبدأ معاً دورة اللاهوت الدفاعي – المستوى الأول – في منتدى الكنيسة العربية ، وقبل البدء في آيّةُ تفاصيل أود أن أقول أننا جميعا إخوة نحب بعضنا جداً وهذا هو الرباط الأسْمى بيننا جميعاً، هذه الدورة لا أريد ان تكون بنظام التعليم التحفيظي التلقيني ، الذي يعتمد على إدخال المعلومات إلى الذاكرة ولو كانت غير مفهومة، هذه الدورة ليس بها أستاذ وتلاميذ ، هذه الدورة ليس فيها من له أي ميزة عن غيره، اللهم إلا الخبرة لبعضنا ( ويوجد مشتركين لديهم خبرة كبيرة جداً ) ، هذه الدورة يشترك فيها الكبير ( عُمْراً ) والصغير وربما يكون بعض الأعضاء أكبر مني أنا شخصياً ، ليس هناك أي تمييز لأي طائفة على أخرى ، لهذا فأرجو أن تكون الدورة مفيدة للكل في كل الجوانب التي سيتم النقاش فيها، والغرض من هذه الدورة هو تدريب كوادر مسيحيّة دفاعية تستطيع أن تجيب عن كل الأسئلة أو تعرف إلى اي مكان تذهب لمعرفة معلومة ما ، بإختصار ، الغرض هو خلق أو تنشيط الفكر نقدي دفاعي عند كل المشتركين، وعندها سيتم إختيار أعضاء منكم قد ثبت نشاطهم وقدرتهم وحبهم لهذه الخدمة ليكونوا من أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي.

التعلم، ربما يكون هذا هو الدافع الثاني، فكل من أعضاء فريق اللاهوت الدفاعي عندما ينظر إلى بدايته، كيف بدأ، وما الأسئلة التي كانت تدور في فكره قبل أن يجد الطريق الصحيح ويبدأ في التعلم، فعندما ينظر أي من أعضاء الفريق إلى هذه الأسئلة الأولى يرى كم كان بسيطاً وكم كانت اسئلته يسهل الإجابة عليها، ربما يعتقد البعض منكم ان هذا يعد من الذكريات التي يجب نسيانها، ولكن هذا الفكر فكر خاطيء تماماً ، لماذا؟ ، لأن الذي يصعد إلى قمة جبل فقد صعد من سفح الجبل إلى قمته، ولولا إجتيازه هذا السفح لما وصل إلى القمة، فكُل سؤال ، وكُل جواب، وكُل حوار، وكُل متابعة، وكُل شغف، وكُل مناظرة، ..إلخ، تقرأها أو تسمعهات تضيف إليك شيء ما، ربما تضيف إليك تساؤل، ربما تضيف إليك فخر، ربما تضيف إليك موثوقية في إيمانك القويم، ربنا تضيف إليك حيرة وشك، ربما تضيف إليك قدرة على النقد اللحظي، ربما تحذف منك خوف ما، ربما تجعلك أكثر إدراكاً للأمور العقيديّة واللاهوتية، ..إلخ، لذا فعلم اللاهوت الدفاعي علم سهل على من يتقنه، ولكنه يحتاج إلى خبرة ويحتاج إلى إستمرارية، فأرجو من الجميع ان يعتنق هذا العلم.
علم اللاهوت الدفاعي، في إعتقادي الشخصي، هو أهم العلوم المسيحيّة، وذلك لأسباب، فالذي يخدم في مجال اللاهوت الدفاعي يستخدم كل العلوم الاخرى تقريباً، حتى العلوم غير المسيحيّة، فمثلا يستخدم علم الآباء في أقسام مثل النقد النصي والقانونية وتفسير الكتاب المقدس ودراسة المسيحييات المبكرة، ويستخدم علم التاريخ الكنسي في معرفة المراحل التي مرت بها الكنيسة عبر كل هذه العصور الطويلة، وفي معرفة المسيحييات المبكرة أيضاً ، ويستخدم علم التاريخ المجرد في معرفة الظروف المحيطة بالأحداث الكتابية وفي فهم أعمق للكتاب وبيان مدى موثوقية الاحداث التاريخيية في الكتاب المقدس، ويستخدم علم الآثار ، ويستخدم علم النقد النصي في معرفة تاريخ إنتقال النص ومدى موثوقية نص الكتاب المقدس ، ويستخدم أيضا علوم الخطوط والتأريخ في المخطوطات، ...إلخ، ويستخدم علوم الإخوة المسلمين في معرفة مدى موثوقية نص الكتاب المقدس عن طريق معرفة مدى موثوقية نص القرآن والمقارنة بينهم ، وتاريخ إنتقال النصين ، القرآني والكتابي ، على ما أعتقد ، فإنه يستخدم كل العلوم الموجودة تبعا لنوع البحث الذي يكتبه، لهذا فأن هذه الدورة هى في المستوى الأول، وعند إنتهاء هذا المستوى سنحدد ما إذا كانت المؤشرات تساعدنا في بداية المستوى الثاني، والذي بدوره سيكون مستوى تخصصياً ، فأنت هنا ستدرس كل ما يمكن ان تتعرض له من نقد أو سؤال بشكل عام، وليس بشرح علم قائم بذاته، ولكن سيظهر لنا أو بحسب إختياركم، من منكم يميل إلى اي علم، وعليه فسنبدأ بالمستوى الثاني والذي سيكون لشرح علوم بحد ذاتها، والذي يحدد هذا القرار، أنبدأ أم لا، هو جديتكم ومدى حبكم للخدمة.

كعادة أي علم، في البداية يكون صعب، أو يكون غير مفهوم، والحل لهذه المشكلة، أن يعتنق الشخص منا هذا العلم، بمعنى أن يجعله هو النشاط المحبب له، هو الهواية، هو الذي اقضي فيه وقت عملي فضلا عن فراغي، يكون هو شغلك الشاغل، في هذه الأحيان ، أقوم أنا ( مولكا ) بتدريب بعض الشباب الصغير، الذي لم يتجاوز عمر أكبرهم عن 15 عاماً!، وأدرس لهم علم النقد النصي، تخيلوا؟!، هذا السن صغير نسبياً ولكن مع إختياري لهم فالمختار يصلح تماماً لهذا العلم، إذن وبعد كل هذا ، ما الغرض من هذا العلم ؟ ما فائدته ؟ كيف سأستخدمه في حياتي ؟ لماذا انتم في هذه الدورة إخوتي الأحباء؟، هل انتم هنا لمحاورة المسلمين مثلا والرد عليهم؟! هل انتم هنا لإفحامهم، هل انتم هنا لتكونوا أصحاب علم وخبرة تتفاخرون به على من لا يملكهم؟ هل أنتم هنا لتتفاخرون على أصحابكم ؟ لماذا أنتم هنا ؟ يجب ان نعرف أمراً هاماً ، نحن هنا لغرض واحد صريح ، فهم عقيدتنا بشكل صحيح ، إنطلاقا من هذه القاعدة تستطيع ان تفعل كل شيء، فلو أنت تعرف عقيدتك بشكل صحيح، ستعرف كيف ترد بهذا الـ" صحيح " على أي فكر " خاطيء " ، مهما كان، لان الظلام لا يزاح إلا بالنور ، فليس عليك أن تبذل مجهود كبير في إزالة الظلام، بل عليك فقط ان تنير هذا الظلام بمصباح، فلا يوجد فيما بعد ظلاماً، عن طريق فهم عقيدتك يتضح لك كيف هى قوية كالصخر وقويمة ولا يمكن نقضها، يجب ان يعرف كل مِنا أن هذا العلم رسالة يحملها كل شخص فينا إلى من بعده إلى مجيء رب المجد يسوع المسيح ، الإيمان نقله إلينا الرسل وحفظه الآباء الآباء إلى يومنا هذا، وهذا ما سننقله ، ونحن لن نهاجم أحد، فقط سننير لهم الطريق.

ما هى المهارات المطلوب تنميتها؟، أول مهارة هى مهارة النقد ، وهى عبارة عن التفكير الإمتحاني، فلكي تستطيع التفكير بذهن صافٍ فلابد من الدراسة النقدية، المهارة الثانية هى مهارة اللغة، فبعض منا ( في المنتدى ) يتحدث العربية ، وبعض منا يتحدث الإنجليزيية بطلاقة، وبعض منا يتحدث الألمانية، بعض منا يتحدث الفرنسية ، وبعض منا يتحدث الآرامية والكلدانية، وبعض منا يتحدث العبرية ...إلخ، اللغة الأم هى الإنجليزيية بطبيعة الحال، نظرا للكم الضخم من الكتب والمراجع التي نمتلكها بهذه اللغة، في شتى المجالات البحثية، بالفعل لن نستخدم كل المراجع والكتب، بل بعض منها وحسب الحاجة وحسب البحث نفسه، لذا فالمهم تطوير النفس في اللغة الإنجليزيية أولا ، ثم التوجه للغات أخرى كتابية ، مثل العبرية واليونانية والآرامية ، ثالث مهارة، هى مهارة التريكز في الأسس، فمثلاً، تجد أحد المسلمين يقولون لك، " أنا أريد كلام يسوع وليس كلام بولس ويوحنا ..إلخ " ماذا تفعل معه هذا الكائن ؟ هو يقصد أنه يريد كلام المسيح بلسانه عندما كان على الأرض جسدياً متأنساً، ما المشكلة التي تواجهك هنا ؟ هل إحضار كلام المسيح؟!! لا، في الحقيقة ليست هذه المشكلة، المشكلة هى في عقل هذا المسلم الذي يفرق بين كلام المسيح بلسانه عندما كان على الأرض جسدياً متنأساً وبين كلام الرسل، فمن الخطأ ان ترد عليه بكلام المسيح، لا لشيء إلا لأن المبدأ مغلوط، فكلام العهدين هو كلام المسيح، لان المسيح هو الإله، فالكل كلام الإله ، فهذا كلام الإلخ بحسب متى وهذا كلام الإله بحسب لوقا وهذا كلام الإله بحسب مرقس وهذا كلام الإله بحسب يوحنا وهذا كلام الإله بحسب بولس وهذا كلام الإله بحسب ....إلخ فيجب ان تبدأ معه من هذا المنطلق، ان كل الكلام هو كلام المسيح له كل المجد، ولا يوجد تفضيل لكلام عن كلام ، رابع مهارة هى، عدم التشتت، فأحياناً يقوم المحاور المسلم بالتشتيت، للهروب من نقطة ما ، او لضعفه فيها او لقلة أدلته فيها ( إن جاز ان نسميها " ادلة " ) فهنا يجب على المسيحي ألا يسمح بهذا، ويستمر في مناقشة تلك النقطة ولا يخرج عنها تحت اي سبب حتى إن كانت النقطة التي سيخرج إليها يعرفها وسهلة.. ، المهارة الخامسة، هى مهارة بعد الرؤية، وهذه المهارة سنكتسبها مع الوقت وتكرار بعض الأسئلة، فيجب على المحاور أن يكتب مشاركته أو بحثه ويكون عالماً ما هى النقاط التي يمكن أن يُرَد عليها او التي ستكون محل نقاش ، وما هو هذا الرد الذي سيأتي عليها، وما هو رده عليها، لأن هذه المهارة تعطي نهاية لأي شبهة مهما كانت، المهارة السادسة هى مهارة الشمولية والدقة، فعندما تكتب بحثا أو رداً على شخص، فيجب ألا تشخصن البحث لتجعله ردا على شخص بعينه فقط ( ولكل قاعدة شذوذ ) فيجب أن تجمع كل الأفكار والأطروحات التي قيلت في هذا الموضوع الذي تكتب بحثاً او رداً عليها، لكي تأتي بكل الشبهات المختصة بهذا الموضوع وترد عليها فيكون ردك كامل ( نسبياً ) وقوي ويعطيك الخلفية الكاملة للرد عليها فتنتهي الشبهة تماماً وحتى إن بقيت فستظل إما تكراراً لا فائدة منه أو نقد بسيط يمكن سحقه تماماً، المهارة السابعة ، وهى مهارة غاية في الأهمية، حيث أن علم اللاهوت الدفاعي عن طريق الممارسة العملية هو علم تراكمي، فيجب أن يكون الشخص منا شغوفاً بالردود الجديدة والقديمة ، بكل أنواعها ، سواء مكتوبة او مسموعة أو مرئية، فكلها أفكار تدخل إلى عقلك وتعرف الرد عليها ومع الوقت تثبت في عقلك بمجرد أن يسأل فيها أي شخص يكون الرد حاضرا لديك، المهارة الثامنة، وهى مهارة خدمية، كل منا ( تقريبا ) يملك حساباً على " فيس بوك " أو " تويتر " او " ياهو " أو " هوت ميل " أو خلافه، وكل منا يعرف أصدقاء يختلفون عن من يعرفهم الآخر، لذلك يجب أن نشارك في نشر هذه الردود الموجودة، فالشبهات محدودة والردود كثيرة، ولكن ما الفائدة إن ظلت تلك الردود في اماكنها بدون قراءة؟ يجب نشر الردود على الفيس وتوتير وعلى الصفحات الخاصة بنا ودعوة الأصدقاء للقراءة ، ربما يكونوا غير مهتمين بهذا الأمر ، ولكن ربما ( جداً ) أن يواجهم سؤالاً في الخدمة أو في الكلية ، او حتى على الفيس بوك من أحد المسلمين، فلو كان يعرف " أين يجد الرد على هذا السؤال " يستجه مباشرة إلى هذه الأماكن ويبدأ البحث فيها، أو إن لم يجد الرد جاهزاً فيستطيع أن يسأل ونجيبه، ولكن كيف سيعرف هذه الاماكن وقتها إن لك يكن يعرف كيف يدخل إليها ويكون قد دخل إليها فعلا ؟! ، لهذا يجب نشر الردود بكل صورها، فمثلا، هذا الموضوع نفسه، هل فكرت وانت تقرأه الآن ، أن تقوم بنشره؟ لماذا لم تفكر في هذا الأمر ؟! أليس هذه معلومات يجب معرفتها؟ رجاءً قم بنشر الموضوع ، ولن يكلفك هذا إلا 5 ثواني!، فيمكنك عمل " شير " على الفيس بوك في ثانية واحدة ستجعل بها الرد يقرأه كل اصدقائك. المهارة التاسعة وهى مهارة تشمل كل هذه المهارات وتفوقهم، وهى معارة التعلم، فطالما أنت إنسان فأنت ستتعلم إلا أن نذهب إلى إلهنا الحنون، فجيب ألا تستكبر من العلم وتتعلم، والأكثر من هذا ، يجب ان تكون انت نقطة إنطلاق لتعليم الآخرين، فتنقل مواضيعا إلى حسابك الشخصي – مثلا الفيس بوك – وتقوم بمناقشتها مع البعض وإن إستعصى عليك سؤال فلك إخوة يمكن ان يساعدوك فيه، وهؤلاء الإخوة أنفسهم هناك من علمهم ومن مازال يعلمهم ويرجعون إليه هم أيضاً فلا يوجد احد كاملا في علمه مِنّا ، المهارة العاشرة والأخيرة الآن، هى مهارة النفس الطويل، فبعض مِنّا يشعر بالرهبة لمجرد أنه رأى مقالاً طويلا عريضاً منمقاً به ألفاظا لا يفهمها، فيقول أن الآخر هذا قوي لانه فعل هذا!، هذا الفكر خاطيء، فالبحث – جدلا – الإسلامي خصوصاً يتميز بثلاثة عوامل رئيسية، الأخطاء المنقطية والمعرفية ، التفسير الشخصي ، ضعف الأدلة ( إن وجدت ) ، فما الذي يجب ان تقع عينيك عليه في كل هذا البحث ( جدلا ) ؟ كل ما يجب ان يقع عليه عينيك هو النقاط الأساسية في البحث والتي إنبنى عليها نقاط أخرى، فأن نقضت هذه النقاط الأساسية فلا يوجد فرعية!، فعليك ان تستخرج نقاط محاورك في ورقة خارجية مثلا او عقلا او على الكمبيوتر مثلاً وتسأل نفسك ، ما الذي يريده من هذه النقطة وكيف ارد عليها ( وليس عليه ).، فاللغة هى وسيلة تواصل بين الشعوب، واللغة لا قيمة لها في حد ذاتها إلا أنها تحمل أفكارا يتم إيصالها للآخر عن طريق هذه اللغة، فيجب ان تركز على الأفكار المنقولة وليس على وسيلة نقلها، وفي كل الحالات لا تخف، فكل شبهة ضعيفة.

مهارات إضافية، هذه المهارات هى مهارات ثانوية ، فهناك مِنا من يجيد التسجيل الصوتي، ومنا من يستطيع مونتاج الفيديوهات، ومنا من يستطيع إستخدام البرامج لتجميع الشبهات في كتاب الكتروني ومنا من يعمل على الفوتو شوب ...إلخ، كل هذه المهارات سنحتاجها فيما بعد لإيصال كل الردود إلى الكل بكل الطرق.

من اين أحصل على الكتب والمراجع ؟، هذا السؤال سابق لأوانه جداً فيجب ان تعرف كيف تستخدم الشيء ثم تستخدمه فعلاً، الكتب موجودة والمراجع موجودة، سنؤجل هذا الحديث إلى نهاية الدورة بكاملها وعن طريق الدورة ستعرف تحديدا إلى اي كتب ومراجع تحتاج، لدينا كتب كثيرة للغاية تقدر بمئآت الآلاف، فلا تشغلوا عقولكم بهذا الآن.
ما هى ضرورة دراسة هذا العلم؟، الضرورات كثيرة، منها فهم أعمق للكتاب المقدس ، كيف وصل إلينا الكتاب المقدس؟ كيف نرد على داعوى التحريف الحديثة؟ كيف نفهم الكتاب المقدس تاريخياً؟ كيف أرد على إبني في البيت؟ كيف أرد على المخدومين في خدمتي ؟ كيف ألقي درساً في مدارس الآحاد؟ كيف أرد على من يسألني؟ كيف ارد على شبهة؟ كيف أصل للمعلومة بسهولة وبدقة؟ كيف أُفرق بين التلعيم الصحيح والخاطيء؟ دراسة كلمة المسيح.
في النهاية، لسنا أساتذة وطلاب، كلنا إخوة، نتعلم ونتشارك جميعنا، نحن سنتعلم من اسئلتكم وحواراتكم ومناقشاتكم المفيدة، سنفيدكم بمعرفتنا وبخبرتنا، وانتم تفيدونا بالنقاش المثمر، وفي النهاية أُذكّر الجميع بأننا مأمورين بالبشارة لكل العالم فيقول الكتاب المقدس"فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" ويقول أيضاً "فدعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم: تاجروا حتى آتي" ويقول أيضا "صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوما" ، وليكن دائما حاضراً لدينا ، أن الإيمان الذي وصل إلينا قد وصل عن طريق بحور دماء سالت بداية من الرب يسوع نفسه الذي إشترانا بدمه وصولا إلى كل شهيد يقتل لأنه "مسيحي" ، فحافظوا على هذا الإيمان الغالي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus.forumpalestine.com
Coptic girl
Admin
Coptic girl


محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Azm20213
المساهمات : 3464
نقاط : 8143
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 06/08/2012
انثى

محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول -   محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Puce-pالأحد يونيو 29, 2014 9:39 pm

المحاضرة الأولى: أساسيات الأيمان المسيحي 01


للأسف الشديد، فإن على مر أربعة عشر قرناً من الزمان قد تأثرنا كثيراً بالثقافة العربية الإسلامية، فنتيجة لإختلاط الشعوب المسيحيّة ( في مصر وسوريا والعراق وفلسطين ..إلخ ) فالعرب، تخالطت اللغات ومع مرور الوقت إستعمل المسيحيون اللغة العربية بدلا من لغاتهم التي كانت قبل " الفتوحات " الإسلامية، وفي نفس هذا الخط الزمني كانت الفجوة الزمنية بين صعود رب المجد يسوع المسيح وبين العصر الحالي تزداد إتساعاً فكانت اللغات التي إستقرت لزمن يصل إلى ستّة قرون بدأت في الإندثار نتيجة عدم إستعمالها ودخول اللغة العربية للحياة اليومية، ومع مرور أجيال صارت اللغات التي أُستُعمِلت من قِبل الآباء هى اللغة الثانية ولم تَعُد تُستَخدم إلا في الصلوات الليتورجية والتي كانت قد إستقرت بالفعل في وجدان الكنيسة ، والتي مازال منها الكثير إلى يومنا هذا يتم تفعيله في الصلوات الليتورجية، ومع مرور الزمن، ودخول اللغة العربية الركيكة بشكل كبير في كل شيء فقد إضطر الآباء في هذه الفترة لإستخدام مصطلحات وتعابير يحاولون بها إيصال المعنى الذي يتم شرحه لعامة الشعب وغيرهم، فحاولوا بقدر الإمكان إتخاذ مصطلحات يضعونها كتعبير عن المصطلحات الأصلية ( مثل كلمة " اقنوم " ، تعبر عن " هيبوستاسيس " ) ومع مرور الوقت وضعف التعليم الآبائي نظراً للظروف المختلفة التي تمر بها كل دولة وكل شعب داخل كل دولة فأصبحت هذه الكلمات العربية ( مثل أقنوم ) هى المستخدمة بشكل شِبة مطلق وبدون شرح دقيق للأصول التي تعبر عنها هذه الكلمات، فإختلط المعنى على كثير من الناس، هكذا كل المصطلحات تقريباً، والحاصل الآن أن نسبة كبيرة من المسيحيية لا يعرفون المعاني الصحيحة التي تقف خلف كل مصطلح بل يكاد لايعرفون المصطلح الأصلي نفسه، هذه واحدة، الأخرى ، أن التعليم الصحيح الآبائي نفسه لم يعد مُفعّل بكثافة ، بل صار في أغلب الأحيان يُدرس في الإكلريكيات والكليات والمعاهد اللاهوتية فقط ومع تزايد أعداد الشعب المسيحي وقلة عدد الكهنة صار الكاهن منهمك ما بين خدماته طوال النهار وبين الصلوات والعظات ..إلخ، فقلت كثافة التعليم وقل المتعلمين، ومن هنا لكي نستطيع أن نرد على كل مخالف، لابد ان نعرف اولا، ما هى النقاط المخالفة، ولكي نعرف النقاط المخالفة لابد ان نعرف طرفي الخلاف، ولكي نعرف طرفي الخلاف لابد أن نعرف ما نؤمن به أولاً ثم الطرف الآخر سنعرفه فيما بعد، ومن هنا فهذا الجزء في هذه الدورة مختص بتصفية المعارف المسيحيية في عقولنا مما علق بها من شوائب عربية وسنتكلم عن بعض هذه المعارف في إيجاز شديد.

بمن نؤمن؟، إن حقيقة الإيمان المسيحي كله يرتكز على المسيح نفسه شخصياً، فيبدأ من العهد القديم وبداية من سفر التكوين ، وسقوط الجنس البشري ، قد وعد الرب الجنس البشري بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحيّة ، وإستمر الزمان وتوالت النبوات عن هذا " النسل " الذي سيسحق رأس الحية ، وتوالى الأنبياء واحداً تلو الآخر يتنبأون عن هذا المنتظر ( المسيح ) إلى أن جاء رب المجد يسوع المسيح إلى عالمنا بحسب الجسد ، ثم صُلِب وقُتِل بمشورة اليهود وتنفيذ الرومان ، ثم خرج الرسل والتلاميذ وملأوا العالم بشارة بيسوع المسيح وإياه مصلوباً ونمت الكرازة في وقت قليل جداً وإنتشرت بشدة في العالم أجمع وتم تأسيس كنائس ورسامة أساقفة وقسس وشممامسة حتى كتب البشير يوحنا سفر الرؤيا والذي فيه قد كتب بطريقة رائعة كيف أعاد الرب الإنسان إلى مجده الأول والقاريء المدقق للكتاب المقدس سيلاحظ أنه بدأ بسقوط الجسن البشري ثم إنتهى بعودة الجنس البشري الصالح إلى الملكوت مرة أخرى ( رجاء بجدية قراءة الأصحاحات الثلاثة الأولى من سفر الكوين وبعدها مباشرة قراءة الأصحاحات الثلاثة الأخيرة من سفر الرؤيا ) ، وبين هذا وذاك يوجد من قسم التاريخ، يوجد من تنبأ عنه الأنبياء ، وأخبر بمجيئه وتحقيق النبوات عنه التلاميذ والرسل الأطهار، وبين من كَتب عن مجيئه الأنبياء وبين من كَتب عن رسالته الرسل، هذا الشخص هو شخص الرب يسوع المسيح له كل المجد، فالكتاب المقدس ليس هو الغاية في حد ذاته، ليست حروفه هى الغاية ، الحروف هذه هى وسيلة لشرح وإيصال رسالة البشارة والخلاص لكل العالم ، لكن ليست هى نفسها حجر الزاوية ، هى تبشر بحجر الزاوية ولكنها ليست هى حجر الزاوية، فكل أرتباطنا هو بالمسيح لأن ليس بأحدٍ غيره الخلاص، فالتلاميذ هم تلاميذ الرب يسوع المسيح ، والرُسل هم رسل الرب يسوع المسيح، وبولس الرسول هو رسول يسوع المسيح ، وفي الليتورجيا نتعامل بالطقسِ مع الرب يسوع المسيح ، ومريم العذراء هى أم يسوع المسيح ونحن أبناء يسوع المسيح والكتاب المقدس هو رسالة خلاص يسوع المسيح ..إلخ، فنجد أن حجر الزاوية هو الرب يسوع المسيح نفسه.

كيف نؤمن؟، يقول القديس بولس الرسول أن " الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله "، فما هى " كلمة الله " المقصودة هنا؟ يستطيع أي شخص منكم أن يقول بكل سهولة، كلمة الله أي الكتاب المقدس أوَيوجد غيرها كلمة الله؟، هذا الفهم صحيحاً ولكنه منقوصاً، لماذا ؟، دعونا نقرأ ما قاله بالترتيب، " فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟» إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ " فهل مازال جوابك هو نفسه الجواب الأول؟ دعونا نوضح شيئاً، من المعروف أن الكنيسة منذ صعود المسيح قد ظلت فترة بلا أي أسفار للعهد الجديد،إلى أن بدأ الرسل يكتبون الرسائل والبشائر، فكيف كانت الكنيسة في هذه الفترة؟ في الحقيقة كانت الكنيسة تعيش في هذه الفترة على التعليم المباشر بالكرازة من فم الرسل أنفسهم ، حيث كان أكثرهم على قيد الحياة وكانوا يتنقلون هم بأنفسهم شرقاً وغرباً، شمالا وجنوباً ، كارزين ببشارة الملكوت وخلاص يسوع المسيح، ثم بعد ذلك كتبوا رسائل إلى هذه المدن التي كانوا قد زاروها وأسسوا فيها كنائس ورسموا فيها أساقفة وقسس، فهل الذين إنتقلوا من هذا العالم في هذه الفترة – أي قبل كتابة أي بشارة أو رسالة – كانوا يؤمنون؟ وبمن وبماذا كانوا يؤمنون وهم ليس معهم " عهد جديد " ؟ هل من مات منهم على بشارة خلاص يسوع المسيح قد دخل الفردوس؟ بالطبع نعم، لماذا؟ لأن البشارة كانت تنتقل بإتقال المبشر أو الرسول أو أحد تلاميذه، فكانت الكرازة الشفهية هى العمدة في الإيمان، الآن يمككنا أن نعيد قراءة ما كتبه القديس بولس الرسول بدقة، " " فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟» إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ "، فهل عرفتم ما هى كلمة الله المقصودة هنا أم لا ؟ كلمة الله المقصودة هنا هى البشارة نفسها، البشارة التي جال الرسل والتلاميذ يحملونها للخليقة كلها والتي كان الفرد المؤمن يكون قد آمن بها حتى بدون إنجيل مكتوب، فكما قلنا أن الرب يسوع المسيح نفسه هو حجر الزاوية، والكتاب المقدس هو وسيلة مكتوبة لإيصال بشارة يسوع المسيح للعالم، لذلك نجد الرسول بولس يقول " كَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ " فالإيمان كان بالكرازة والكرازة كانت بالإرساليات والذين أطاعوا البشارة قد آمنوا بالخبر وهذا الخبر - أي البشارة – هو كلمة الله، فـ"كلمة الله" المقصود بها البشارة بيسوع المسيح نفسه سواء كان شفهياً ( أي ما تكلم به التلاميذ والرسل شفهياً ) أو بالكتاب المقدس ( أي ما كتبه التلاميذ والرسل )، ونلاحظ هنا أن بولس الرسول نفسه لم يكتب إنجيلاً بالمعنى المتعارف عليه الآن، لكن بالرغم من هذا فهو بشارة ورسائله تبشر بيسوع المسيح، وهو ما قلنا عنه في المحاضرة السابقة حين تكلمنا عن المسلم الذي يقول " أنا اريد كلام المسيح وليس كلام بولس " فكلام المسيح نُقِلَ إلينا عن طريق الرسل والتلاميذ ( البشارة ) سواء كان في الأناجيل أو في الرسائل او في الأسفار الأخرى، وهذا يتضح من كلام الرب يسوع المسيح عندما قال " وينبغي أن يكرز أولا بالإنجيل في جميع الأمم " وأيضاً " اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " ومن المعروف بداهةً أنه لم يكن هناك إنجيلاً في حياة الرب يسوع المسيح بحسب الجسد، ومن المعروف أيضا أن كلمة " الإنجيل " تعني " البشارة السارة " وهذه البشارة السارة هى الخلاص بدم يسوع المسيح، فالأصل في الإيمان هو " التبشير والقبول " لذلك فإن " كلمة الله " أي البشارة بيسوع رباً ومسيحاً وبخلاصه للبشرية كلها بدمه المقدس.

من يسبق من؟، هل الكرازة الكتابية ( أي التي يستخدم بها الكتابة ) تسبق الكرازة الشفهية؟ أم العكس هو الصحيح؟، بالطبع وبدون ادنى شك، من يعرف كيف كانت حياة الرسل يعرف تماماً أن البشارة كانت في الـ ـ30 عاماً تقريباً الأولى كانت البشارة فيهم عن طريق اللسان والسفر الفعلي لكل تلميذ أو رسول إلى المكان الذي ينتوي البشارة فيه، ومن هنا يأتي ما نعرفه اليوم بإسم " التقليد "، فما هو التقليد؟ التقليد هو كل ما وصلنا من الرسل عن طريق كتاباتهم أو تعليمهم، أي أنه ينقسم إلى قِسم منقول شفاهةً وقِسم منقول كتابةً، وكل منهما له سلطته الرسولية في كنيسة الرب، ولكن مع مرور الزمن صار التقليد المكتوب ( الكتاب المقدس ) يُنظر إليه بصورة مُغايرة عن النظرة التي يُنظر بها إلى التقليد الشفاهي، وهذا له عوامل كثيرة لا نناقشها الآن، فما فائدة هذه النقطة إذن؟ ، التقليد المكتوب ينقل لنا "بعض" تعاليم المسيح وبعض أفعاله وأقواله، وبالطبع لا ينقلها كلها، فهذا يوحنا تلميذ الرب يسوع المسيح يقول " وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه " ويقول أيضاً " وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة "، فهذا ما كتبه يوحنا الرسول عن المسيح له كل المجد، وهناك آخر كتب أشياء أخرى ، وجميعهم لم يكتبوا كل شيء قاله أو فعله الرب يسوع المسيح ولكن عن طريق حياتهم وتلمذتهم لتلاميذ والكرازة ورسامة الأساقفة والقسس والشمامسة، صاروا يعلموهم ما ما فعله وما قاله رب المجد يسوع المسيح، بل أن هذا كان هو السابق، فكتابة البشائر الأربعة والرسائل قد جاءت بعد الكرازة الشفهية، ومن هنا يأتي أهمية التقليد الشفاهي حيث أن الرسل مع انهم يملكون السلطة الرسولية فقد بشروا بالإيمان شفاهةً وسَفَراً وتَلمذةً ورِسامةً وفيما بعد كتبوا البشائر الخاصة بهم والرسائل، ومن الواضح جدا حتى داخل الكتاب المقدس نفسه أهمية التقليد الرسولي، فيقول بولس الرسول " الأمر الذي دعاكم إليه بإنجيلنا، لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح فاثبتوا إذا أيها الإخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها، سواء كان بالكلام أم برسالتنا " ، فقد جاءت كلمة " التعاليم " الموجودة في ترجمة الفانديك في اللغة الأصلية اليونانية παραδοσεις والتي تعني في الإنجليزيية tradition أي " التقليد " بالعربية، وينص القدي بولس صراحة وحرفيا على مساواة التعليم الرسولي هذا والرسائل ( أي التقليد المكتوب حيث أن القديس بولس كان يكتب هنا في الرسائل ) فقال حرفيا " سواء بالكلام أم برسالتنا " فوضع " الكلام " على نفس مستوى " رسالتنا "، ويقول أيضاً القديس بولس الرسول " وما تعلمتموه، وتسلمتموه، وسمعتموه، ورأيتموه في، فهذا افعلوا " فهُنا يرشد القديس بولس الرسل إلى ما تعلموه وما تسلموه وما سمعوه وما رأوُه، ويأمرهم بأن يفعلوا مثله، وهذا يدل صراحة على سلطة التقليد الرسولي، ويكمل أيضاً القديس بولس الرسول ويقول " ثم نوصيكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم الذي أخذه منا " فهنا يأمرهم أن يتجنبوا كل أخ لا يسلك بحسب التعليم الذي تسلموه منهم ( أي من الرسل )، وأيضاً يكرر القديس بولس بشدة أهمية ما تسلموه منهم فيقول " فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التعاليم كما سلمتها إليكم " وهنا يوجد لفتة جميلة ففي الرسالة هذه ( الأولى إلى أهل كورنثوس ) وهى من التلقيد المكتوب يمدحهم بأنهم يحفظون " التعاليم " أي التقليد المنقول شفاهة، وهذا يعطي دلالة واضحة على أهمية التلقيد المنقول شفاهة بنفس القدر تقريباً مع التلقيد المكتوب، وفي عبارة أراها قوية لدرجة لا يتخيلها إلا المدقق يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية " ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن «أناثيما» " والتدقيق هنا يكون على النحو التالي، فإن القديس بولس سلمهم تعاليم، فيقول لهم، حتى إن بشرناكم نحن ( أي الرسل ) بتعاليم غير هذه التي بشرناكم بها بالفعل سابقاً فلنكن أناثيما، أي ملعونا، ولم يستثن الرسل أنفسهم بل ولا حتى الملائكة، بل ولم يذكر أي صنف آخر من المخلوقات، فلم يذكر مثلا تلاميذهم أو البشر العاديون، وهذا يوضح بشدة مدى اهمية وحرص الرسل أنفسهم على التقليدات التي سلموها في كل كنيسة ومكان كانوا يبشرون فيه بإسم الرب يسوع المسيح، وحرصهم الدائم القوي على صحة هذه التعاليم ومواجهة كل تعليم خاطيء يخرج عن الإطار الرسولي للتعليم الصحيح، ويقول القديس إيريناؤوس "إذا فرضنا أنّ الرسل لم يتركوا لنا كتاباتهم, ألم نكن مضطرّين أن نعتمد على التعاليم التي في التقليد كما سلّموها للذين وضعت الكنائس في عنايتهم؟"[1] بل يقول المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري "إن أولئك الرجال العظماء اللاهوتيين حقّاً -أقصد رسل المسيح- أذاعوا معرفة ملكوت السموات في كل العالم, غير مفكّرين كثيراً في تأليف الكتب"[2] ومن هذين القولين يتضح بشدة أن التقليد الرسولي له اهمية قصوى وبالغة في التعليم الكنسي إذ أن لو لم يكن هناك " عهد جديد " كانت الكنسية ستعتمد فقط على التقليد الرسولي المحفوظ إلى يومنا هذا بل أن يوسابيوس يقول أن الرسل إهتموا بنشر رسالة خلاص الرب يسوع المسيح ولم يفكروا في تأليف الكتب، أي أن التقليد والتعليم كان هو العامل الأهم والشغال بالنسبة لهم، وبإختصار نستطيع ان نقول بأن كل رسول من الرسل كان يعتبر " إنجيلاً متنقلاً يقرأهُ من يذهب إليه " ليوصل إليهم رسالة وبشارة وخلاص المسيح له كل المجد، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته لأدلفوس الأسقف المعترف ضدّ آريوس "إيماننا صحيح يبدأ من تعاليم الرسل و تقليد الآباء و يتأكد بالعهد الجديد و العهد القديم(أي أنّ الإيمان "يتأكد بالعهدين" و ليس "يتكوّن بالعهدين")[3]". و يلخّص أهميته فيقول "علينا أن نعتبر هذا التّقليد, الذي هو تعليم و إيمان الكنيسة الجامعة منذ البدء, الذي أعطاه الرّب, و كرز به الرسل, و حفظه الآباء, و الذي عليه تأسست الكنيسة و قامت[4], و من يسقط منه فلن يكون مسيحيَّاً و لا ينبغي أن يُدعى كذلك فيما بعد"[5]

ما دور التقليد في اللاهوت الدفاعي؟، هذا هو السؤال الذي لأجله كتبت هذه المحاضرة، فإن كنا نعرف كل هذا ونؤمن به ولا غبار عليه ولا مشكلة فيه، فكيف سيفيدنا هذا التقليد عملياً في اللاهوت الدفاعي؟، الحقيقة الفوائد كثيرة للغاية، فعلى سبيل المثال، عندما نتناقش مع أحد الإخوة المسلمين، إلى مَن يكون حق التفسير؟ بالطبع المسلم خارج إطار النقاش أنه ليس له أي حق في التفسير المزاجي لكتابنا، وكلامه يساوي عدمه، فهل للمسيحي حق في التفسير؟ نعم ، للمسيحي حق في التفسير ولكن تحت ضوابط معينة، أهمها هنا هو عدم مناقضة التقليد الرسولي الراسخ في التفسير، لماذا؟ كما قلنا منذ قليل ، التقليد كان سابقاً للكتابة، وعندما جاءت الكتابة كان هناك تقليد موجوداً بالفعل في قلوب وعقول وأنفس الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية، فكان التقليد هذا يُفسِّر ما جاء في الشق الآخر من التقليد وهو " العهد الجديد " في حياة الرسل أنفسهم، فهذا التقليد المكتوب ( العهد الجديد ) جاء مؤكدا على الإيمان الموجود بالفعل ، وموثقاً له في كُتب ومن هنا نتجه للتقليد الرسولي في التفسير، أو لو أردنا نحن التفسير فينبغي علينا ألا نعارض هذا التقليد الرسولي، لماذا؟ لأن هذه الكتابات لم تُكتَب في 2012 بل منذ قرابة الـ 20 قرناً من الزمان، فالظروف جميعها تغيرت تقريبا، فلم نصبح نستخدم اللغات الأصلية للكتاب المقدس ( العبرية واليونانية ) ولا لغات الآباء ( القبطية ، اليونانية ، السريانية ، اللاتينيّة ..إلخ ) بل وتأثرنا بثقافات عربية غريبة علينا ولكن هذا التلقيد في لم يتأثر في أصله، بل صار كما هو خصوصاً لمن يدرسون علم الآبائيات ( الباترولوجي ) وهذا التقيد من نفس الزمن الرسولي أو الآبائي كحد أقصى، وهو نفسه مُسَلَّم من أباء للآباء عن آباء عن آباء، فالنصوص المكتوبة بالأحرف كانت تفهم بالتقليد، اي أن التقليد المكتوب ( العهد الجديد ) كان موثقاً بالكتابة لما هو موجود بالفعل من إيمان بالبشارة الشفهية، لذلك ، فلا يُسمح لأي شخص داخل كنيسة الله بالتفسير المناقض لهذا التقليد ، أو التفسير المزاجي، وهذا كله فضلا عن أن يفسر مُسْلِم كتابنا، بل يصح الإستشهاد بالتقليد بحد ذاته في الحوارات نفسها، كان هذا إستخداماً أولاً عملياً للتقليد في اللاهوت الدفاعي، العامل الثاني وهو عامل هام أيضاً للغاية، وهو عامل القانونية، فكيف سنعرف من كتب أي سفر في العهد الجديد ؟ وكيف سنعرف الظروف المحيطة بكل كاتب من هؤلاء؟ وكيف سنعرف قانونية السفر؟ وكيف سنعرف الكتب المنحولة وغيرها من الكتب؟ كل هذا نجده في كتابات الآباء الأوائل ومن هنا جاءت الأهمية القصوى لهذه الكتابات ، فعلى الرغم من أنها كتابات إيمانية ، أي تُسَلِّم التقليد من جيل إلى جيل إلا أنها تعبر بالنسبة للباحثين حتى من غير المسيحيين كتابات تاريخيية مهمة لدراسة لغة وثقافة وحضارة هذه الفترة الزمنية وهذه الأماكن من العالم ، هذا كان الإستخدام الثاني، وأما عن الثالث، ففي النقد النصي، فعلماء النقد النصي ، قالوا بأن الآباء قد إقتبسوا تقريبا كل العهد الجديد ( إلا آيات قليلة جداً ، تقريباً 8 ) وقال بعض العلماء أنه لو لم يكن لدينا أية مخطوطات اليوم ولا آية ترجمات لإستطعنا جمع كل العهد الجديد من كتابات الآباء فقط، وهذا كله مع الملاحظة أن ليس كل ما كتبه الآباء وصلنا، بل وصلنا كميات قليلة مما كتبوه، فالآباء كتبوا في الردود على شبهات عصرهم، وكتبوا رسائل رعوية ، وكتبوا للشرح والتفسير، وكتبوا لليتورجيا، وكتبوا أشياء أخرى كثيرة، ومن هنا فقد عاشوا الإنجيل حياةً وليس فقط قراءةً، بالطبع هُناك إستخدامات أخرى سنعرفها فيما بعد خصوصاً لمن سيكمل إلى المستوى الثاني فسيتعامل مع هذه الكتابات عملياً بلغاتها الأصلية وترجماتها.

نكتفي بهذا القدر أملاً في أن تدرسوا هذا الكلام وتقرأوه بعناية وترون ما وراء الأسطر، وتتفكرون فيه، ونسعد بتلقي أسئلتكم ومناقشاتكم..

سلام رئيس السلام ..
فريق اللاهوت الدفاعي
23-2-2012

[1]كتاب التّقليد و أهميته في الإيمان المسيحي للأب متّى المسكين صـ 47.
Roberts, A., Donaldson, J., Coxe, A. C., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol.I: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers (417).

[2]كتاب الكنيسة المسيحيّة في عصر الرسل للأنبا يؤانس أسقف الغربيّة صـ 305.

[3] Schaff, P. (1997). The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. IV. Athanasius. (576).

[4]كتاب التّقليد و أهميته في الإيمان المسيحي, الأب متّى المسكين صـ 7.

[5]كتاب الرُّوح القُدُس باقة من أقوال الآباء للقديسين أثناسيوس و أمبروسيوس, مركز الدراسات الآبائيَّة, نصوص آبائيَّة 91, صـ22.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus.forumpalestine.com
Coptic girl
Admin
Coptic girl


محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Azm20213
المساهمات : 3464
نقاط : 8143
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 06/08/2012
انثى

محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول -   محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول - Puce-pالأحد يونيو 29, 2014 9:40 pm

اقروا المحاضرة الاولى والمقدمة وهنزل المحاضرة الثانية فيما بعد
وابن الطاعة تحل عليه النعمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus.forumpalestine.com
 
محاضرات دورة اللاهوت الدفاعي - الجزء الأول -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث روعة عن تاريخ اللغة القبطية ( الجزء الأول )
» موراي وبرديتش وتيبساريفيتش الى الدور الثالث إلي دورة تورونتو
» كينيا تعلن سعيها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2024
» الرجوع الى الله الجزء الثالث
» ليله الرجوع الى الله الجزء الاول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
يسوع فى قلبى :: ساحة الاعضاء :: منتدى سؤال وجواب-
انتقل الى: