لا تيأس فالأرض مهما امتلأت أشواكاً، بمجرّد حرثها تصير جيدة وصالحة للزراعة، فابدأ من الآن بحرث تُربة قلبك من جديد، إجمع أشواكها واحرقها بنار الحُب الإلهيّ، وأروها بماء التوبة، وألقِِ عليها بذار الإيمان والرجاء، وتأكد أنّها سوف تثمر.
ولا تقل: إنّي سقطت ولا أستطيع القيام،
فاليأس من حيل الشيطان،
وهو الذي قاد يهوذا الإسخريوطيّ إلى الانتحار!
فما أكثر الذين قد سقطوا وقاموا من قبلك، وها سليمان الحكيم يقول:
" الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ " (أم16:24)،
وكيف لا نستطيع القيام والمسيح قد
وضع لسقوط وقيام كثيرين؟ (لو34:2).
تطلّع إلى راحاب الزانية،
التي سقطت مراراً، وقد لقبت بالزانية،
كيف عندما تابت قبلها الرب،
وزادها شرفاً بأن جاء من نسلها المسيح؟
(مت5:1).
وانظر إلى السامرية والحياة الفاسدة التي عاشتها،
لقد عاشت مع ستة رجال في الخطية،
ولكن ما أن تقابلت مع يسوع ورأت الطهارة تملأ عينيه،
تحرَّكت عواطفها النبيلة،
فآمنت وبشَّرت بعريسها السماوي (يو18:4).
وها الابن الضال مثل عظيم يفتح لنا أبواب الرجاء
ويعلمنا أن باب السماء مفتوح وأحضان الله
ستظل مفتوحة إلى الأبد..
تأمّل سقطة داود الملك والنبيّ العظيم.. كيف زنى وقتل؟!
ألا يستحق هذا الزاني الموت رجماً بالحجارة كما تنص الشريعة،
لكنه تاب ونظر الله إلى توبته أكثر مما نظر لسقطته.
منقول