يارب
أنا لا أفهمك .. ولكنى أثق فيك
صموئيل صموئيل ..
صوت قوى من السماء لأحد أولاد الله الاتقياء صوت اتاه ثلاث مرات
وفى كل مرة لم يستوعب و لم يعرف أنك أنت الإله الذى تناديه
وفى كل مرة كان يقوم و يخرج إلى سيده , ظنا منه انه يناديه .. ولم يأت إليك !
يا ربى !
صموئيل هذا الذى قال عنه الكتاب أنه من عند الرب ( صم 3: 18 ) و يخدم الرب ( صم 3: 1 ) .. صموئيل لم يعرف
صوتك يا رب !
فكيف لى يا ربى , أنا الشقى .. بطىء الفهم .. ضعيف السمع
كيف لى أن أفهم إشاراتك و همساتك إلىّ !
كثيرا ما طلبت طرقك و مشورتك
وسرت فى طريق ظنا منى أنى سأجدك فى نهايته فى انتظارى
فما أن امشى قليلا إلا و اكتشف أنك لست واقفا فى نهايته
لست واقفا فى نهايته .. لأنك كنت معى طوال الطريق
تارة تتركنى اتعثر و لكن سرعان ما كنت ترفعنى ثانية
علمتنى المشى اليوم بعدما كنت احبو معك بالأمس
ولا أعلم ماذا تعد لى للغد هل ستعلمنى الجرى .. أم ستعلمنى الطيران
حقيقا لا أعلم !
ولكنى واثق أنك ستكون ههنا ممسكا بيدى .. فنركض سويا
واثق أنك ستكون ههنا لتنتشلنى و أنا أهوى قبل أن أقع فانكسر
إلهى !
لأبانا ابراهيم موقفين , مررت عليهما كثيرا ولكنى لم اخرج بالدرس إلا هذه المرة
فابانا ابراهيم وقف أمامك يصلى و يصارع معك من أجل أن تشفق على أهل سدوم و عمورة
فلا تهلك البار مع الأثيم ( تك 18: 23 )
وظل فى صراعه معك حتى أخرجت الأبرار من بين الأثمة لكى لا يهلكوا معهم
ابراهيم صلى إليك و دخل فى صراع معك من أجل أناس لا تربطهم به أى علاقة
لكنى لم أجد يا رب هذا الصراع و تلك الصلاة بلجاجة حين طلبت منه أن يأخذ ابنه اسحق ليقدمه ذبيحة !
بل وجدت من ابراهيم طاعة و تسليم عجيب
وجدت ثقة فيك لا حدود لها !
هنا فقط يا ربى ادركت أن كائن محدود مثلى لن يقدر أن يستوعب اللامحدود مثلك
" فما ابعد أحكامك عن الفحص و طرقك عن الاستقصاء "
فمن استراحوا و عاشوا فى سلام و حياة التسليم
لم يستريحوا لأنهم فهموا تدابير احكامك
ولكنهم استراحوا لأنهم فهموا انهم لن يضيعوا
وهم بين يديك
ألست أنا المحبوب ( دا 10: 11 )
ألست أنا المنقوش على كفك ( أش 49: 16 )
إلهى
أنا لا أفهمك .. و لكنى أثق فيك