احذروا الحطب ايها الناس وانتبهوا
"خرج الحطاب من الغابة , يحمل حملا كبيرا من الحطب ,وسار فى طريق السوق وهو يصيح ( حذار حذار . احذروا الحطب ايها الناس وانتبهوا ) .. وكان يقول هذا بصوت عال ,لياخذ المارة حذرهم ,فلا تصيبهم اطراف الحطب فتلوث ثيابهم او تمزقها .. وكان فى الطريق شاب انيق ,جيد الثياب ,ولكنة شديد الكبرياء ,,شديد الغباء فى نفس الوقت فلم يهتم بتحذير الحطاب واستمر ماشيا فى طريقة بلا التفات ولا اهتمام . فاصبتة بعض اطراف الحطب ,فمزقت بعض ثيابة . فوقف يسب الحطاب ويلعنة ,والحطاب صامت لا يجيب . ولكن الشاب لم يكتف بسب الحطاب ولعنة ,واصر على ان يسوقة الى القاضى ,ليعاقبة على تمزيق ثيابة .. ووقف
الحطاب امام القاضى صامتا لا يتكلم كلمة ,تاركا الشاب يتكلم بما يشاء فلما فرغ الشاب من كلامة اخذ القاضى يسال الحطاب
,ولكن الحطاب ظل صامتا ,ينظر ولا يتكلم ,فلما طال صمتة ,نظر القاضى الى الشاب قائلا : اظنة اخرس لا يستطيع الكلام ,او لعلة اطرش لا يسمع ,او مجنون لا يفهم ,فاعف عنة لعجزة وقلة حيلتة . فصاح الشاب قائلا : لا يا سيدى القاضى ,انة ليس اخرس ولا اطرش ولا مجنونا ,فقد سمعتة باذنى وهو يصيح فى الشارع طول مدة سيرة ( حذار حذار احذروا الحطب ايها الناس وانتبهوا ) .. فسال القاضى الشاب الانيق وهل سمعتة بوضوح اليوم ,قبل ان يصل اليك الحطاب ؟ قال الشاب بكل وضوح . فابتسم القاضى ابتسامة استهزاء وقال لة ( اذا كنت قد سمعتة يقول ذلك . فلماذا لم تحذر ؟ ) ..
فتنبة الشاب انة قد وقع بلسانة ولم يجد جوابا يقولة . فسكت . فحكم القاضى ببراءة الحطاب واطلاق سراحة . فروح الى دارة مسرورا . اما الشاب الانيق فخسر القضية وانصرف مكسوفا خائبا ..