[
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سيرة القديس تكلاهيمانوت الحبشي القس
4) الكهنوت
ثم رُسَمَ كاهنًا، ومن ذلك الوقت زادت صلواته وعبادته وأصوامه مع محبة مُتَّقِدة للجميع في أن يتعرَّفوا أكثر على المسيح إبن الله، وبقى مع والده يساعده في الخدمة، حتى إنتقلت والدته "أجزهاريا" (سارة) إلى السماء في 12 مسرى، وبعدها بأيام قليلة إنتقل والده أيضًا إلى السماء.
وفي يوم ما بينما كان يمارس هوايته في الصيد في الغابات كعادته، ظهر له رب المجد يسوع محمولًا على أجنحة الملائكة وأبرق حوله بنور عظيم قائلًا: "أنا هو إلهك، حافِظَك من طفولتك.. لا يعود عملك صيد الوحوش بل صيد الناس. ومن الآن لا يكون إسمك "فرح صهيون" بل "تكلا هيمانوت" (والذي يعني "فردوس الآب والإبن والروح القدس"). ثم إختفت الرؤيا السماوية.
كتانا تؤمن بالمسيح
سمع القديس أن بلاد "كِتانا" يعبدون شجرة يسكن بها شيطان يخافون منه، ويسيطر عليهم جماعة من السحرة.
إحتدَّت روح القديس تكلا هيمانوت، كيف يَسْتَعبِد الشيطان وأتباعه السحرة أبناء الله المخلوقين على صورته، فقام وذهب إلى تلك البلاد كما دعاه الله، وما أن إقترب من المدينة التي بها الشجرة، حتى سمع الشيطان صلواته، وصار يصرخ ويقول: "إبعدوا تكلا هيمانوت، إنه إنسان خطر عليكم، لا تدعوه يدخل المدينة، فهو شرير!"
فطلب القديس تكلا هيمانوت شفاعة الملاك ميخائيل ومعونة الله في هذا العمل لإنقاذ الشعب. فإقترب من الشجرة وطلب منها بإيمان قوي أن تتحرَّك وتتبعه، فكانت الشجرة تمشي في إتجاه خطواته، وكانت جذورها تُحْدِث صوتًا كالرعد عند إنتزاعها من الأرض، فأصاب الرعب كثيرين، وكانت فروعها تقتل كثيرين في الطريق.. وكان الشيطان يصرخ ويقول: "لماذا تُعَذِّبني؟! أما يكفيك إنني تركت لك أرض "طلانس"؟ فأمره القديس أن يعترف أمام الناس أنه مُضِل، ويقر مَنْ هو الإله الحقيقي، فاعترف الشيطان أن المسيح هو الإله الحقيقي وحده.
ومن ذلك الوقت بدأ القديس يُعَلِّمهم الإيمان بالثالوث الأقدس، ثم عمَّدهم جميعًا، وبلغ عددهم 111.500، وأقام لهم كنيسة يتناولون فيها من الأسرار المقدسة. ومما ساعَد هذه البلاد على قبول الإيمان بالمسيح يسوع أن القديس تكلا هيمانوت بصلواته إلى الله أقام الذين ماتوا أثناء حركة شجرة الشيطان. وقد عَمَّد القديس نحو 60 ألفًا، وصارت "كتانا" كلها مسيحية..
ثم خرج القديس إلى برية "يكيس" للتفرُّغ للصوم والصلاة، وظل على هذا الحال طويلًا، وكان ملاك الله يرشده إلى ما يعمله كل حين، وذات يوم سمع صوتًا يناديه ثلاث مرات قائلًا: "امض إلى بلاد "الداموت" لأن لي هناك شعبًا كثيرًا، وابن لي كنيسة على اسم السيِّدة العذراء."
وفي طريق لـ"الداموت"، طاردته الشياطين، وكان ينتصِر عليهم بقوة الصليب المُحيي. ولما وصل بدأ في هدم الأصنام التي كان يعبدها الناس.
وقد عرف القديس أن الأمير به شيطان، فصلى القديس إلى الله وخرج منه الروح الشرير على شكل قرد. فآمن الأمير بالله وإعتمد هو وزوجته وابنه. وذاع خبر قدرته على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين بصلاته إلى الله.
سمع الملك "موتملي" بخبر عِماد إبنه الأمير على يد القديس، فتألَّم كثيرًا، وأرسل جنده إلى الأمير لِيُسَلِّم لهم القديس فرفض، ولما علم الملك بذلك، أرسل كثير من الجند للقبض على إبنه الأمير والقديس وإحضارهم مُقَيَّدين.
ولما وصلا إلى الملك، أمر بتعذيبهما كثيرًا، لكن ملاك الله شفاهم. ثم تم إلقاؤهم بكهف ملئ بالوحوش، لكن أنقذهم الملاك مرة أخرى. وقد حاول الملك نفسه الهجوم على الأنبا تكلا هيمانوت برمح، فيبست يده وصار يصرخ من الألم، حينئذ وسوس له الشيطان أن كل هذه النكبات من هذين الرجلين، ولابد من قتلهما! فأصدر أمره أن يُعَلَّق الرجُلان على شجرتين في حديقة قصره، وما أن عُلِّق القديس من رقبته على الشجرة بالحِبال حتى مالَت الشجرة بجذعها القوي حتى لامَسَت أقدام القديس الأرض، ونزل بسلام. وإذا بأنوار بهية من السماء تضئ المكان فرفع الناس أنظارهم فرأوا طغمات سمائية تُسَبِّح وتُمَجِّد الله.. وحدث هذا وغيره من الأمور حتى آمن الكثيرين، ثم الملك نفسه بعد ذلك.