بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
يندر أن يوجد انسان لا تقابله مشاكل في حياته .
إنما المهم كيف يواجهها . بحيث يحلها . أو علي الأقل لا يزيدها تعقيداً .
حلول خاطئة
1- البعض يواجه المشكلة بالاضطراب والحزن :
وربما أيضا بالبكاء . وقد يصل الأمر أحياناً إلي الانهيار . . وهذا الأمر كثيراً ما يحدث عند بعض النساء . . . وينبغي أن نعرف أن البكاء لا يحل مشكلة . وأن الذي يواجه المشكلة بالحزن والاضطراب . إنما يسئ إلي نفسه وإلي صحته . كما أنه أثناء الاضطراب يعجز العقل عن التفكير الهادئ السليم . وربما يرتبك في أخطاء يقع فيها . وتتعقد معه الأمور . . وقد يتسبب ضيقه وحزنه . في بعض أمراض تصيبه : مثل ضغط الدم . أو قرحة المعدة . أو الكبد أحياناً .
2- والبعض قد يواجه المشكلة بحيلة خاطئة :
ہ مثال ذلك : في قصة يوسف الصديق : لما رفض الزنا مع امرأة سيده وهرب منها : كيف واجهت تلك المرأة هذه المشكلة ؟ إدعت عليه باطلاً أنه هو الذي أراد اغتصابها ! فألصقت به تهمة زورا !
ہ مثال آخر : تلميذ يواجهه امتحان . وهو غير مستعد له . فيواجه هذا الامتحان بطريقة من طرق الغش وهي كثيرة . أو يحاول أن يهرب من لجنة الامتحان خفيةً . دون أن يقدم ورقة الإجابة . . !
ہ مثال ثالث : مجرم في جريمة قتل أو سرقة . يحاول أن يتخلص من اتهامه في الجريمة . بأن يحاول اثبات وجوده في مكان آخر غير مكان الجريمة في وقت ارتكابها !
ہ علي أن كل هذه الحيل قد تكتشف . فلا تنفع صاحبها . بل ربما تضيف إليه جرماً آخر !
3- وهناك من يحاول حلّ مشكلته . بأية خطية يلجأ إليها :
ہ كإنسان يعمل علي حلّ مشكلة الفقر بالسرقة . أو بالاحتيال علي الآخرين . أو بالنصب . أو بقبول الرشوة . أو باللجوء إلي خطية أخري !
علي أن الخطيئة - وإن بدت موصلة الي الغرض في بادئ الأمر - ما أسهل أن تؤدي إلي نتائج سيئة أو خطيرة فيما بعد . كأن توصل إلي السجن . أو إلي سوء السمعة علي الأقل .
ہ ومن أمثلة معالجة المشكلة بخطية : فتاة تزني وتحمل سفاحاً . فتعالج هذه المشكلة بالإجهاض . وهكذا تضيف إلي خطية الزني خطية القتل . قتل الجنين . وبالإجهاض تدفع نفسها في مشاكل أخري . . وربما يتقدم أحد ليتزوجها . فتواجه مشكلة أخري وهي خداعه وإثبات بكوريتها . فتلجأ إلي خطايا أخري للوصول إلي ذلك الخداع . .
4- وهناك أمثلة أخري لمحاولة معالجة المشكلة بخطية :
ہ أحيانا يحاول شخص أن يحل مشكلته بالكذب أو الإنكار . فيقول لم أفعل . أو لم يحدث . أو يحاول أن ينسب الفعل إلي غيره . . وإن لم يصدقوا إنكاره . يحاول أن يثبت كذبه بالقَسَم فيحلف باطلاً . وهكذا يضيف خطية أخري إلي ما سبق .
ہ والبعض قد يعمل إلي مواجهة الخطية بالانتقام : الانتقام ممن يتهمه . أو الانتقام ممن كشفه أو ممن يظن أنه السبب !
5- وهناك من يواجه المشكلة بالغضب والنرفزة :
ہ كأب يضع الترمومتر في فم ابنه المريض . وإذ يكشف إرتفاعاً في درجة الحرارة . يلقي بالترمومترفي عصبية فيكسره . مع ما يتلفظه من كلمات السخط . وتبقي درجة الحرارة مرتفعة . لم ينقصها غضبه !
ہ أو أب يلاحظ إهمال ابنه . أو تأخره في العودة مساءً . فيضربه في عنف . ويمنعه من الخروج من البيت . وتحدث مشاكل جديدة نتيجة لعنف الأب . مثل الدواء الذي له آثار جانبية . . وقد لا يكون هذا التصرف علاجاً علي الإطلاق . .
ہ ومن أمثلته أيضا الزوج "الحِمش" الذي يعالج أخطاء زوجته بعنف . بضرب أو طرد أو حبس في البيت . . ويكون هذا نقطة البدء في فشل حياته الزوجية . .
6- هناك أيضا من يحاول أن يحل مشكلته بالعناد :
وهذا النوع تكون في نفسيته ألوان من الكبرياء أو الأنانية . وقد يسمي هذا عزة النفس أو الكرامة . . فيصر علي رأيه أو علي تصرفه . مهما قاد هذا العناد إلي نتائج سيئة . . ويستمر في تشدده . وتتعقد مشكلته أكثر من الأول . ولا ينفعه عناده بشئ . ولا ينال بها كرامته .
7- والبعض يلجأ في حل مشكلته إلي القهر أو الإرغام :
وهذا الإسلوب له أشكال متنوعة : فقد يكون مادياً أو معنوياً . والنوع المادي يدخل فيه الإيذاء . والنوع المعنوي يدخل فيه التهديد . وما أكثر الوان التهديد .
وأحيانا يكون القهر بأسلوب سلبي . كمداومة البكاء أو النكد . كما يفعل النساء أو الصغار . أو الإضراب عن الطعام كما يفعل الكبار . وهذا القهر السلبي يلجأ إليه من لا طاقة لهم علي عمل إيجابي . . واسلوب القهر عموماً . هو وسيلة لإرغام الغير علي قبول ما لا يرضاه . وحتي لو استجاب له قهراً . لا يكون مقتنعاً عقلاً . ولا يكون راضياً قلباً . .
وللأسف قد يلجأ الوالدان أحيانا إلي طرق من الإرغام الأدبي . لكي تتزوج ابنتهما بمن لا ترضاه . تحت ضغط مرض الأب أو الأم بسبب رفضها قبول زيجة يظنان هما أنها الأفضل ! أو تحت ضغط الإلحاح المستمر أو التخويف . .