ولد القديس سنة 555 في أماثوس في قبرص.
كان والده آبيفانيوس احد المتنفذين في الحكم هناك.
لا نعرف عن نشأته الا انه تلقى بعض العلوم وتزوّج وأنجب اولادا
وان زوجته واولاده ماتوا وبقي وحيدا.
ثم فجأة ظهر قصد الله فيه. ففي سنة 610 استرجع نيقيتا - قريب الامبراطور هرقل- الاسكندرية بعد تمرد قام به والي المدينة فوقا.
وتم انتخاب يوحنا بطريركا على الاسكندرية
واتخذ اسم يوحنا الخامس.
واظهرت الايام أنه بالرغم من ان ظروف انتخابه كانت غير عادية
فإن ما جرى كان بتدبير من الله.
عندما استلم القديس يوحنا مهمته كان سكان مصر يومها من اصحاب الطبيعة الواحدة
ولم يكن في الاسكندرية غير سبع كنائس ارثوذكسية.
بيد انه عندما غادرها كان العدد قد بلغ السبعين.
كان اول عمل قام به انه أحصى فقراء المدينة
ووزع عليهم كل ما كان في صندوق البطريركية.
اهتم ايضا بإيواء الذين لا مأوى لهم، لا سيما خلال اشهر الشتاء
وفتح سبعة مستشفيات في انحاء المدينة وزود كلاً منها باربعين سريرا
وعمل على توفير بعض المال والمؤن للمحتاجين
لم يميز يوحنا بين الارثوذكس واصحاب الطبيعة الواحدة فكان يحسن الى كل من احتاج الى المساعدة.
كان الشعب في الاسكندرية يخرج من القداس بعد قراءة الانجيل
ويجتمعون في باحة الكنيسة.
فكان البطريرك يخرج الى خارج الكنيسة بعد تلاوة الانجيل
ويجلس هناك بين الشعب.
وكان تصرفه يثير استغراب الناس وتسآلهم. فكان يقول لهم:
يا اولادي
حيث تكون الرعية فهناك ينبغي ان يكون الراعي ايضا.
ادخلوا الى الكنيسة
فأدخل معكم وإلا فسأبقى هنا معكم.
لاني انما أتيت الى الكنيسة من اجلكم وكان بإمكاني ان ابقى في الدار البطريركية وأقيم الخدمة هناك لو كان الأمر يخصّني وحدي
هذا الموقف من قبل البطريرك كان يربك القوم.
ولئلا يحرجهم مرة بعد مرة بدأوا يلتزمون البقاء في الداخل الى آخر الخدمة الإلهية.
رقد بالرب في مسقط رأسه في أماثوس في قبرص
وكان قد عرج عليها في الطريق الى القسطنطينية.
كان ذلك في عام 619م.
لقب بيوحنا الرحيم لكثرة ما قام به من احسانات الى شعبه.
تعيد له الكنيسة في 21 تشرين الثاني.