حذرت دراسة حديثة لمعهد الأبحاث الصحية في العاصمة التشيكية براغ، من نتائج صحية خطيرة على صحة الإنسان، في حال إهمال علاج البواسير حيث يكون العلاج بالمراحل الأولى من الإصابة أسهل ولا يتطلب أي عمل جراحي في حين مضاعفات الإصابة بمراحل متقدمة ينتج عنها الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان القولون والبروستات.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن البواسير بحد ذاتها لا تصيب بالسرطان، لكن المضاعفات مثل النزيف والتجلط والتغيرات الالتهابية الحادة في تلك المنطقة يؤدي إلى توسع في الشرايين فينتقل عبرها أنواع غريبة ملوثة من البكتريا ينتج عنها المرض الجديد بشكل سرطان في القولون.
الطبيب الجراح أولدرجيخ برجان الشهير في براغ قال إن طبيعة الإنسان تجعله يكابر على المرض في بدايته، ويتأقلم بعد الإصابة بتلك البواسير مع المرض مفضلا تحمل بعض الآلام على مراجعة الطبيب، خاصة النساء اللواتي يصبن بهذا المرض بنسبة 70% مقارنة بالرجال في مرحلة ما بعد الحمل والولادة.
ويضيف برجان أن مرض البواسير، ينتج عنه تدفق كمية زائدة من الدم في الأوردة في منطقة الشرج ليرتفع الضغط فيها محدثا "خلال" في جدرانها لتتمدد وتتورم يصعب بعدها عودة الدم إلى الأوردة في البطن، وتبقى هناك بشكل ما يعرف باسم البواسير.
ويرى برجان أن بعض الحالات يمكن علاجها دون العمل الجراحي، في حال الانتباه للإصابة في بدايتها بوضع برنامج بشكل يراعي التغذية، عبر الإكثار من الألياف والخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة القشرة أو الإكثار من شرب الماء الصافي وعدم الجلوس طويلا والمشي يوميا واستخدام الملابس الداخلية القطنية والاعتناء بالنظافة بشكل دائم، أما في حالة التجلط الدموي الذي ينتج عنه آلام شديدة ونزف الدم المتكرر فيحتاج الأمر إلى عمل جراحي لإزالة الورم، يكون له الفضل الكبير في تجنب تطور المرض لمنع امتداده إلى المستقيم والقولون، وبالتالي الإصابة بالسرطان في بعض الحالات الشديدة.
وحسب الدراسة فإن أنواع البواسير تنقسم إلى داخلية في الشرج وخارجية تظهر بشكل ورم متدلي، يحدث فيه نوع من التجلط الدموي، بعدها يتحول إلى لون أسود أشبه بمنطقة ميتة ينصح بإزالتها فورا، لأنها تسبب تراكم البكتريا الملوثة التي تتسبب في الامتداد لمناطق أخرى في الجسم.
وتنصح الدراسة في حال بقاء البواسير دون اختفاء، بمراجعة الطبيب دون خجل ذلك لأنه هو الوحيد الذي يقدر الحالة وطرق العلاج، لتجنب المضاعفات وتطور المرض إلى مراحل يصعب معها العلاج.