عنايةالله بمختاريه
"الساكن فى ستر العلى فى ظل القدير يبيت اقول للرب ملجاى وحصنى الهى فاتكل عليه لانه ينجيك من الوبأ الخطر بخوافيه وتحت اجنحته تحتمى" مز 61:1-4
"احاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه"
كنت بنعمة المسيح فى الجيش فى سلاح المهندسين وذهبت مع الكتيبة التى انتسب اليها فى ماموريه بمطار..فى طريق مصر-اسكندرية الصحراوى لتطهير حقل الغام هناك ولما دخلنا هذه المنطقة وعسكرنا فى الخيام خرجت اتمشى.. وبينما انا اتمشى واصلى"ابانا الذى" مجدت مكانا هادئا لا يسكنه احد ولا احد يتمشى فيه فظننت انه هوذا المكان المناسب لكى اتمشى فيه بحريتى واصلى فيه دون انزعاج..ولما دخلت من مدخل هذا المكان المنعزل والمسيج حوله باسلاك شائكة وجدت لافته مكتوب عليها كلام لم ادرك خطورته واهميته وقتها لانى لم اكن اعرف القراءه ولم اهتم بما هو مكتوب اذ كان مكتوب عليها "خطر مميت ممنوع الاقتراب..حقل الغام"
وببساطة لم اعط اهمية لهذه اليافطة ولا للمكتوب فيها..ودخلت ذلك المكان اصلى وانا لا اعرف ان اصلى سوى ابانا الذى وكيرياليسون وبعض الترانيم وبعض مردات الكنيسة التى تقال اثناء القداس الالهى المهم اننى عرفت فيما بعد اننى دخلت حقل الالغام الذى كنا نحن ذاهبين لتطهيره
وانا داخل حقل الالغام ..كان قائد كتيبتى ينظر على من فوق تبه عالية بالنظارة المكبرة وانا لا اعرف وغير منتبه لهذا الامر بالمرة.
ودخلت حقل الالغام اتمشى فيه كمن يتمشى فى حديقة او منتزه ظللت انظر للسماء وارشم الصليب واقول "ابانا الذى" وفجأة وانا ماشى على الالغام دون ان ادرى- رايت الالغام تنفجر من حولى والشظايا تتطاير من كل جانب فى المكان الذى مشيت عليه، وتعجبت انه لم يصيبنى شىء قط..
نظرت تحتى وجدت يدا كبيره مضيئة تشع نورا..مفرودة بذراع مقتدرة ممدودة..وهى تحملنى داخلها وتحيط بى من كل جانب..ولما انفجرت الالغام فى المكان حولى مجدت هذه اليد انقبضت واغلقت ذاتها على بالكامل وانا من الصدمة ومن الاندهاش بهذا المنظر ركعت على ركبة ونصف وساند بكوعى هكذا على جدار اليد الداخلى ..واليد مطبقه على تماما وهى تحملنى بينما انا جالس بداخلها فى الوسط باطمئنان كامل لانها يد كبيرة قوية بذراع ممدودة مقتدرة.وكنت ارى شظايا الالغام وهى تتطاير من حولى مشتعلة نارا محرقه كأنها لهيب وحمم الجحيم وانا جالس فى حمى هذه اليد تحمينى وتحوطنى من كل جهة..اشاهد هذا المنظر العجيب باندهاش..
بعد ذلك جاء قائد الكتيبة مسرعا بعربته الجيب..ونادانى صارخا على انا اخرج بالامر فورا..فخرجت من حقل الالغام كما دخلت دون ان يمسنى ادنى اذى..فتعجب القائد من ذلك جدا لانه لم يجدنى سليما فقط بل حتى الافرول الذى كنت البسه لم يتعفر من التراب الذى اثارته تلك الالغام المتفجرة ولا حتى دخان هذه الالغام علق بالافرول بل كان نظيفا كما هو
فسالنى القائد عن اسمى فقلت له ولما عرف انى مسيحى قال لى متعجبا"انت مسيحى كمان" اى بالضافه الى الجرم الذ1ى ارتكبته بدخولى المنطقه الممنوعه فانا مسيحى وهذا جرم اخر. ولكننى لم اخف من تهديده ولا كلامه
ولما رانى هادئا وثابتا اضاف قائلا"ولكن كيف لم تمت" وظل يمسكنى من كتفى ويهز جسدى ليتأكد اننى سليم ولم تصيبنى اى اصابة.ولما صمت انا عن الاجابة لانه ربما لا يصدق ما اقوله له ولاسيما انه غير مسيحى..
قال لى مهددا: انا عايز اعرف الحكايه دى والا ادخلك السجن الان.
قلت له" يا فندم اعفينى سيادتك من هذا الامر لانى لست شيئا والسيد المسشيح هو الذى أنقذنى وعمل كل شىء.فقال لى مندهشا"عملك ايه"
قلت: وجدت يده مفرودة وذراعه ممدوده وسط حقل الالغام وهى التى حملتنى وحمتنى وحافظت على من الالغام التى انفجرت حولى
فقال لى متحديا:تعال اذن ندخل معا حقل الالغام لاتاكد من هذا الكلام بنفسى
فقلت له بثبات وعدم خوف:لا مانع عندى تعالى ندخل
فذهب هو واحضر من عربته "مكشف الغام" فدخلت انا امامه بدون مكتشف ماشيا
بحريه بلا خوف ولا حذر وكان هو يتعجب من جسارتى ويقول لى "الا تخاف من الموت" فقلت له بايمان:" الذى حفظنى من الالغام والموت فى دخولى وخروجى المرة الاولى ..هو هو.. يحفظنى ايضا الان وفى كل زمان ومكان لانه ملجأ وحصن للمتكلين عليه"
فدخل هو ورائى فى المكان الذى مشيت فيه اولا..وكان مع ذلك خائفا وحذرا اذ من حين لاخر يجس الارض بالمكتشف حتى لا تصادفه الغام فى الطريق.
ثم دخلنا فى المنطقه التى تفجرت فيها الالغام..فوقف هو فجأة وأشار على بالتوقف..ثم ظل ينظر مبهوتا مدة طويلة الى مكان ما ..اذ رأى فى ذلك المكان اليد ممدودة بكاملها واثارها مطبوعه على الارض بكل وضوح وظاهرة تماماعلىالرمال وشظاياالالغام متناثرة حولها ولم تقترب قط من المنطقة التى كانت اثار تلك اليد مطبوعه عليها.
وبعد ان نظر مده طويله بتامل وصمت وذهول..أخذ فجأة من تراب المكان وظل يقبله وهو يشهق ويبكى بحرقه كالطفل..ويقول باعلى صوته بنحيب متصل "سامحنى يا يسوع بتاع النصارى..سامحنى يا يسوع بتاع النصارى: وأنا فى هذا الموقف حاولت أن اهدىء من نفسه المتأثرة المنفعلة بالمشهد.فلم استطع بل ظل يطلب المغفرة من الرب يسوع ويعتذر لى عما بدرمنه
بعد ذلك امر لن يعمل سورمن الاسمنت حول هذا المكان ومنع اى انسان من الدخول او المشى فيه
ثم اخذ من رمال الموضع فى شنطة كبيرة على سبيل البركة.. ولك ان تتخيل ما حدث لهذا الرجل واسرته فيما بعد .
هذه القصة لشخص اسمه(ع.ف) من مركز مغاغة محافظة المنيا