تحويل الحياة كلها الى صلاة :
_
( أرفعك يا الهى وأبارك إسمك الى الدهر والابد
فى كل يوم أباركك وأسبح إسمك الى الدهر والابد ) "مز 145: 1 _ 2"
أن نكرم ونمجد ذاك الذى نؤمن به كلمة الله ربنا وملكنا وبه نمجد الاب ,هذا هو واجبنا ,ليس فقط فى أيام معينة ومخصصة , كما يفعل الاخرين .
وإنما بصفة دائمة عبر الحياة كلها وبكل وسيلة .
سبع مرات فى النهار سبحتك " مز 119: 164" .. بهذا يصبح الشعب المختار ,مطيعآ الاوامر التى كانت قد اوعطية له والتى كان يقدسها .
وهذا لم يكن فى مكان ما ومحدد ,ولكن عبر الحياة كلها, وفى كل مكان , سواء كان الانسان الروحى يعيش لوحده , او فى وسط جماعة تشاركه الايمان .
فعليه أن يمجد الله , اى ينادى بحمده من أجل معلرفة الحياة الحقيقية . اذا كان حضور رجل ذى سيرة صالحة يؤثر على الاخرين بسبب المهابة المحيطة به .
والذى يقترب منه يصير الى حالة أفضل , فكم بالاحرى الانسان الذى يكون دائمآ فى حضرة الله !
من خلال معرفة الحكمة , وطريقة السلوك فى الحياة , وصلاة الحمد والتسبيح كيف لا يصير كل يوم الى الافضل فى الكلام والاعمال والتصرفات ؟
إذآ لنحيا كل الحياة كما لو كانت كلها عيد , فى يقينية أن الله حاضر كلية فى كل مكان , أثناء عملنا وكدنا نرنم ,وفى أثناء أسفارنا نلهج بالتسابيح على كل حال
كمواطنين سمائيين .
الانسان الروحى يظل فى علاقة صميمية مع الله ,بحيث أنه يبدوا فى نفس الوقت وقورآ وفرحآ فى كل الاحوال :
وقورآ بسبب وعيه الدائم بالله ’ , وفرحآ بسبب كل الخيرات التى يمنحها الله للبشر .. أنه يشكر الله دائمآ من أجل التمتع المشروع بكل الخيرات : !
الطعام والشراب والروائح اللطيفة , إنه يقدم البكور لذاك الذى اعطاه كل شيئ مقدمآ الشكر من خلال ذاك الذى هو العطية الكبرى والمنحة العظمى , كلمة الله .
الصلاة هى _أتجاسر واقول_مناجاة داخلية مع الله , حتى ولو تهامسنا معه بهدوء , أو تحدثنا معه فى صمت ودون أن نحرك الشفاه ,فهذا يعتبر صراخآ داخليآ .
والله دائمآ يصغى الى هذا الصوت الداخلى .. نعم إن الانسان الروحى الحقيقى يصلى عبر حياته كلها . لان الصلاة بالنسبة له هى الجهاد الدائم للاتحاد مع الله .
وهو يطرح عنه كل شيئ غير نافع , ويكون أساس كل شيئ أن كل عمل يُعمل بالمحبة .. فأن حياته كلها تصبح ليتورجية مقدسة .
العلامة كليمندس الاسكندرى