+ اول كل شئ فلنهتف مع داود النبى قائلين : " أحبك يا رب يا قوتى " (مز 1:18) . ولماذا ؟
لان " الله محبة ومن يثبت فلا المحبة يثبت فى الله والله فيه " (1 يو 4:16) .
+ ينبغى ان نفهم اولا ان الحب هو طبيعة الرب وجوهره .. " الله محبة " وهذه الطبيعة فياضة ومنسكبة بغزارة
إلهية تفوق كل عقل وكل تصور وعلى كل جنس البشر وكل الخليقة .
+ كل من يتأمل فى طبيعة محبة ربنا يذوق كل يوم حلاوة جديدة ويشعر بمذاقة منعشة لنفسه .
* يقول ماراسحق السريانى : " النفس المحبة لله سعادتها فيه وحدة لان الحب هو المسيح . فمن عاش فى
هوى حب المسيح فقد استنشق من ههنا نسيم نعيم الابربر بعد القيامة " ( وهنا يربط الحب على الارض بالحياة
الابدية ) .
الحب إذن هو اساس الحياة والتدين . وبدونه لا تستقيم الحياة ولايتذوق الانسان لها طعما . ليس فى مسيحيتنا
فرائض لكن الديانة كلها حب . وتبعية الانسان لخالقه دافعها هو الحب وجوهرها حب فياض من الانسان لله
كصدى واستجابة طبيعية لمحبة الله للإنسان .
* ويختم اقوال القديس الشيخ الروحانى ( يوحنا سابا) عن الحب بقوله " طوبى للذين هم سكارى بمحبتك يا رب ولحسنك الذى لا ينطق به " .
+ الحب ينمو فينا من نحو الله من خلال التأمل فى صفاته وكمالاته الإلهية , ومن خلال التأمل فى الصليب وصنيع
محبة الرب معنا بسفك دمه عليه , وحياة التسبيح الذى لا ينقطع والنطق باسم الرب المحبوب , والانحصار معه فى
المخدع والخلوة .
+ اقوال اخيرا ان انحصار النفس فى الحب يعطيها سيولة ورقة وتعاطفا ورحمة تشمل كيان الانسان كله وتنضح
عليه بالتمام .