طفلي لا يأكل، إنه لا يحب الخضراوات، لا يمضغ ... إلخ، كثيرا ما تتكرر هذه العبارات علي لسان الأمهات اللاتي يعانين من لحظات جلوس أطفالهن علي المائدة، وتمثل المشكلات المرتبطة بالطعام من 60 إلى 70 ٪ من الزيارات لأطباء الأطفال، وهذا يدل على أهمية هذه المسألة.
ينبغي أن يحتل المناخ علي مائدة الطعام الأسبقية على كل شيء؛ لأن ما يحدث على الطاولة هو تغذية للعلاقة مع الطفل أكثر بكثير مما نضعه في أفواهم .
أحيانا يكون التوتر علي المائدة كبيراً جدا، على سبيل المثال (اجلس بشكل جيد، يجب أن تأكل الخضروات الخاصة بك، أسرع...)، فلا يوجد أي تبادل، ومن ثم لا توجد المتعة، وبالتالي تتولد المشاكل المتعلقة بوجبات الطعام.
ابتكري المحادثات التي تهم الأطفال، فبعض الأطفال يستغرقون ساعات لتناول الطعام، فبالنسبة لهم يكون اهتمام الطفل الرئيسي هو الحصول على اهتمام والده أو والدته بالكامل لنفسه، ولكن إذا كنت تقولين لطفلك "أنهِ طعامك بسرعة ولنفعل ذلك معا"، يمكن أن يكون ذلك دافعا للطفل.
وجبات الطعام هي حقا لحظات خاصة في حياة الأسرة لعدة أسباب:
-تقاسم متعة الواجد معا:
إن وجبات الطعام هي واحدة من اللحظات الحصرية التي تتشارك فيها العائلة بأكملها في الزمان والمكان والروح.
-قانون الأسرة:
مائدة الأسرة هي المكان المناسب لتشرب القواعد؛ حيث نتعلم، وحيث يقول المرء أشياء.. فهى بالتالي مكان مهم جدا.
-نقل القيم الثقافية والاجتماعية:
هذا النقل يسمح بتجدد الروح مع إبعاد المتعة والجوانب العاطفية والاجتماعية لإعداد الطعام، والتي اختزلت الآن في الفكرة المبسطة عن "الجيد" أو "السيئ" بالنسبة للوزن.
يفضل استبعاد أسلوب الطهي التقليدي بسبب تجرده من الدهون، البروتين، الكربوهيدرات وحساب السعرات الحرارية بشكل كبير، ويعتقد كثيرون أن المطبخ "المنزلى" ليس "مطبخا صحيا".
-التعلم والتأثير في المجتمع:
هذا هو المكان حيث يتعلم الأطفال عادات الأكل الجيدة التي تستمر مدى الحياة في كثير من الأحيان، وبالتالي للحد من تسهيل الخيارات الغذائية التي تشجع علي تناول وجبات خفيفة في أي وقت والقوائم الغذائية الفردية.
هذا هو أيضا المكان المناسب حيث يتم تعليم الطفل كيفية الجلوس علي الطاولة والاستماع إلى الآخرين وطرح الأسئلة... إلخ.