أ نوار مباركة من السماء .. هي التي تحدّد معالم الخطا الانسانية في الأرض
.. ليتبيّن الناس مسالكهم في دروب المادّة وتساميهم في أيمان السماء وفق
نور مبين وطريق في الهدى مستقيم .. وفي هذه العناية الربّانيّة المجيدة
الفائقة تترسّخ الخطا البشريّة على
أرض صخريّة تثبّت التعاليم الكتابيّة في الأيمان والخلق والعبادة
والمعاملات و الارتقاء الحضاري وفق مرافقة مباشرة يراها المؤمنون دائما في
حياتهم المتغارقة في الحقّ والحقيقة ويجتمع فيها الناس الآن بدعم سماوي
روحيّ جديد ( 12- فان من له سيعطى ويزاد , وأمّا من ليس له فالذي عنده سيأخذ منه ) متىّ -13 .
فالقيام استعداد في قوّة الفهم وحسن التلقي .. فليقف الجميع عند القول
والفكر والمعنى لا عند القائل فقد قال وأغلظت القلوب وتسكّرت العقول فلم
يرى ولم يعرف وأنكر بقوله وفعله حتى صلب .. وقد يذهب المؤمنون في مذاهب
اليأس والتشكك لهذا التخبّط الأيماني المتشعّب في جميع المتدينين رغم
الصحوة الدينيّة الحاصلة والغيرة لكسب المزيد من الأخوة في كلّ درب وسبيل
ولم يدروا أن علم الله حكمة مطلقة وعلم الناس جهالة مفرطة ..
والكلّ والجميع في الدرب الصحيح والطريق المستقيم ..
وربما أولئك الاشتراكيون وهؤلاء العولميّون والطبيعيون المادّيون وأصحاب
النظريات الخاصّة وقد أخذوا في العقل والحزم والارادة وغاصوا في علوم النفس
والروح والفلسفة والقانون وميادين الصناعة والتجربة والمختبرات هم في
الدرب نفسه يتلمسون نداءات الروح
ليتعمّدوا بعد هذا العمر .. فما ينفع المتعمّدين صغارا صمتهم عن الحق
وغفلتهم عن الحقيقة وقد علق الجسم بطينه ولم تنجو الروح بصحوة التعميد ..
واني أهيب بالجميع استماعا بالروح والقلب لفهم القول ومعرفة القائل .. لا
ترقّبا في العين وتنصّتا في الآذان فالصورة .. الصورة في استبصار الحق
ومعرفة الحقيقة .
( 28- الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان آتيا في ملكوته . ) متّى -16
. ان المجيىء الثاني للسيّد المسيح في آخر الزمان اعتبارا من انسكاب الروح
القدس وتأسيس كنيسة العهد الجديد ورؤية التلاميذ بعضا من أحداث مجيئه في
ملكوته قبل موتهم وثم رفعه ومجيئه في علم ورسالة والآن في بيان وعدالة
وخلاص ومحبة ..
وعلم المعرفة والبيان لم يبدأ حتّى الآن حتّى تتلمّسوا الروح فيكم صالبين
الأجسام في الحيطان .. لا تظنوا أننا جميعا في مخاطبة الحرف والصوت والصورة
فالصور قد ذهبت منذ زمن بعيد .. بيد أننا في خطاب الأرواح للأرواح وفي
حياة باقية ووعي متّصل وأيمان متسامية نقترب ونبتعد وفقا للطالب والمطلوب
.. ولكنّه دائما وأبدا حاضرا موجود ..
( 28- ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس
لا يقدرون أن يقتلوها . بل خافوا بالحريّ من الذي يقدر أن يهلك النفس
والجسد كليهما في جهنّم . ) متّى -10 .
فأين الموت والهلاك وأنتم بحقائقكم وأعيانكم وأصولكم الباقية في قمّة الحضارة وسموّ العلم والحكمة واليقين ( 23- فاني الحق أقول لكم انّكم لا تكملون مدن اسرائيل حتّى يأتي ابن الانسان . ) متّى -10 .
والسور الحقيقي لاسرائيل ليس الذي تبنيه بالحديد والاسمنت والكهرباء
والتقانة .. انّما هو بناء ايماني قويم وحبّانسانيّ عظيم ينزع الخوف ويقيم
الأمان والسلام والعدل في الأرض .. وليس للدّروع الصاروخيّة والترسانات
الذريّة والتحضيرات اللاّمتحضّرة للأسلحة المتطوّرة في الدول البرى هي
السور العظيم الآمن الذي يطرد الخوف ويجلب السلام لمالكيها بل هي جميعها
السبب الحقيقي المقلق والمقرّب للخوف والمنذر بالهلاك ولا سبيل للانسانيّة
اليوم الا المحبة والمحبة فقط في تعاون دولي مخلص وفعّال وحقيقي لنزع
وتفكيك والتخلّص النهائي من جميع مكامن الخوف وأسباب الدمار الجزئي أو
الكامل لتنجو الأم والابن ( الأرض والانسان ) .
( لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض ما جئت لألقي سلاما بل سيفا ) متّى10
والسيف مازال يكلمكم بالجراح ويهوي بأجسام الخطيّة لدرب الموت والهلاك
والهاوية ومازلتم مسمّرين على الصليب متجاوزين الروح والنفس الحيّة التي لا
تموت فيكمة وها قد مضت الأيام الثلاثة الدائرة فيكم .. وحان وقت القيام في
الروح لتدخلوا في الأمان والسلام والمحبة فتخلصوا من الخوف للأبد مبعوثين
من موتكم الجسمي لقيامكم الروحي وتروا من جديد العائد من الأموات وهو يحي
الموتى ويبعث من في القبور .. والسلام والمحبة للجميع .. والأمان والعدالة
لكل بني الانسان .. والخلاص والصلاح لبني البشر والأرض والسماوات لأبد
الآبدين .