العذراء مريم تقول نعم يارب

ترى هل ستوافق العذراء مريم على الدعوة الإلهية ؟ لقد كانت تعلم إن المرأة التى تكتشف حبلى بدون زوج تكون متهمة بجريمة الزنى وترجم . لقد كانت تعرف إن يوسف النجار لن يفهمها أو يصدقها بل لابد وإنه سيتخلى عنها طاعة للناموس .. لقد عرفت إن هذا الطريق يفضى فى النهاية إلى هوة سحيقة .. ترى هل ستقول نعم لسلوك هذا الطريق ؟
فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك
لابد وإن السماء رنت بأصداء هذه " النعم " المقدسة . بهذه النعم أعطت نفسها بلا تحفظ بين يدى الله .. هذه هى نعم المحبة .. وكانت هذه النعم هى نعم الإستعداد للموت . فهى لم تتراجع عن دفن سمعتها بين الناس ورجائها فى المستقبل فى زواج سعيد .. لقد إستودعت نفسها لطريق يعنى موتها اليومى للذات ولكافة المباهج الذاتية فى هذا الوجود . قدمت النعم بروح الإتضاع الكامل والتكريس الكامل .. لم تتردد ولم يكن لها أى مطلب ذاتى . " ليكن لى كقولك " وهكذا نطقت بهذه الكلمات وهى تقدم ذاتها ورغائبها على مذبح التكريس . فلقد سارت فى طريق غريب لم يسلكه أحد من قبل

من كتاب العذراء مريم فى طريقها مع يسوع

للأم باسيليا شلينك