يسوع فى قلبى منتدى يسوع في قلبي يوجد فيه كل مايخص الدين المسيحي ... شبابيات مسيحية، والقسم الروحي، والكتاب المقدس، وأفلام، وسير القديسين. |
|
| لماذا دعوناه قديساً ؟ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:35 am | |
| لماذا دعوناه قديساً ؟
الكلمة صار جسداً لكى يقدم جسده من أجل الجميع ألأنبا أثناسيوس الرسولى إن مقياس عظمة المسيحى طبقاً لمقاييس المسيحية هو مدى علاقتة مع الرب يسوع وتطابق حياته مع حياة الرب يسوع , فالرب يسوع كلمة الرب قدم نفسه لأجل أحبائه , إذا الموضوع كله محدود فى ليرى الناس نوركم أى محبتكم وخدمتكم وتضحيتكم فنحن ملح الأرض خلقنا الرب لمجد أسمه فكيف نمجد أسمه إذا إن لم تكن حياتنا كلها فى خدمته . أى أننا دعونا البابا كيرلس قديساً لأنه :- أولاً : فى علاقته مع الرب يسوع صار فى درجة عالية من الروحانية .. وثانياً : لأنه وضع حياته لخدمة شعب الرب تعبده وتقشفة سماه أبويه عازر وسمته الكنيسة أبونا مينا عندما رسم كاهنا وسمته البابا كيرلس السادس رئيس آباء الكنيسة القبطية , أنه شخصية واحده وأنساناً واحداً بالرغم من إختلاف الإسم الذى أطلقة عليه أهل البشر فلم يرتفع قلبه وأتضع متكلاً على الرب لم يصنع مجداً لذاته ولكن للرب يسوع صنع مجداً , هو المتعبد والمتوحد للرب يسوع الراهب فى أديرة الجبال والمتوحد فى شقوق الأرض , مجاهداً ناسكاً فى أصوام وصلوات ليلاً ونهاراً فنمى فى الفضائل الروحية .. وأعتمد على القوة الإلهية التى عضدته فى هذه المرحلة التى كانت كل أساس لحياته فى المستقبل . أما عن نسكه وزهده وفقره فقد عاش حياة التجرد وكانت ملابسه بسيطة سواء الملابس الخارجية السوداء أم ملابس الخدمة فكان يلبس التونية والبلين حتى فى أيام الأعياد أو المناسبات ونلاحظ هذا فى صور عودة رفات مار مرقس فقد إرتدى رؤساء الكنائس أفخر ما عندهم أما هو فكان يلبس ملابسة العادية البسيطة التونية والبلين .. وفى وصيته .. أوصى أن يدفن بالملابس التى تكون على جسده وقت نياحته ولا لزوم لغيرها . وفى طعامه كان قليل الأكل منذ نعومة أظفارة لم يشتهى أنواع الطعام الغالى قكان يأكل طعاماً بسيطاً كالخبز والزيتون والملح والدقة .. ألخ وعندما أصبح راهباً وزاهداً عن العالم ظل على عادته . أما أثاث مغارته أو الطاحونة أو فى دير مارمينا أو حتى فى قلاية البطريركية فكان بسيطاً جداً , وكان كل شئ من الأثاث مخصصاً للأحتياجات الملحة التى تتطلبها مكانته فقط . أما عن الزيارات والحفلات العامة والمهرجانات فقد رفض الذهاب إليها وأعلن عن موقفه عندما سيم بابا للكنيسة كتبت جريدة الوفد فى يوم 25/ 5/ 1959م أى بعد أسبوعين فقط من سيامته المقدسة : " أعد نظام جديد لزيارات البابا كيرلس كيرلس السادس , لن يخرج قداسته من قصرة ( المقر الباباوى ) إلا للزيارات الرعوية للكنائس والأديرة والإيبارشيات , ولن يلبى قداسته الدعوة إلى الحفلات العامة لأنه لا يميل إليها ولا تتفق مع طبيعة زهده وتوحده . وهناك أدله وبراهين عديده بمكن الخوض فيها لأستخراج ما يدل على تعبده وتقشفه منها تعاليمه وكتاباته وأيضاً فى فلسفة خدمته ورعايته وقيادته للكنيسة . أما أنا فصلاة الصلاة كانت هى علاقة بين الأنبا كيرلس السادس وإلهه وكانت أيضاً صلتة بينه وبين مصدر وجوده , صلاته كانت حضور وشركة مع الروح القدس الروح الإلهية , رفع القلب والعقل والمشاعر وخصصها لإله الكون , وذلك فى صورة تسبيح دائم مستمر وهذا هو عمل ملائكة الرب , وصلاته كانت حوار مفتوح مع الرب الإله كان قصيراً كان فى وسط الناس فى العالم , ولكن عندما كرس نفسه جعله الحوار مفتوح دائما لا يغلقه وبهذا أمكنه القول : أما أنا فصلاة وبالصلاة إختبر كباقى القديسين قوتها وفعلها فى حياتهم , هى مصدر تعزيتة هى ينبوع قداستة , صلاته امتلاء من نعمة الروح القدس وموهبتها , وصلاته كانت هى القوة الوحيدة الفعالة لمواجهة عدو كل خير وحروبه المتنوعة , صلاته هى برجه الحصين الذى سقطت تحته كل حيل العدو الشريرة . صلوا كل حين ولا تملوا وكان يصلى كل حين بدون ملل كل حين وفى كل مكان وفى كل ساعة صلواته لم تنقطع لحظة واحدة سكب نفسه أمام الرب يسوع يصلى فى منتصف الليل , فى السحر , فى الصباح الباكر , طول النهار , عند المساء فى حجرته فى قلايته , فى مغارته , فى أكله وشربه , فى نومه ويقظته . صلوات القداس الإلهى كل يوم بلا أنقطاع يوماً واحداً أما صلاة القداسات فكان عجيباً فقد كان أبونا مينا يصلى قداساً إلهياً كل يوم , ويأخذ الرب يسوع فى جسده فيجدد مثل النسر شبابه , وبالسيد المسيح كان يواجه يومه , فواجه كل مشاكله به , وواجه به كل ضيقاته , وكان معه فى الصعوبات والأوقات الحرجة , وكان يطلب من الرب يسوع فى صلاته كل إحتياجاته لنفسه ولأولاده أو لمن يطلب منه أن يذكره أو لبلاده وقد روى المتنيح الأنبا مينا الصموئيلى أسقف دير الأنبا صموئيل أنه عندما كان يسكن مع أبونا مينا فى الطاحونة سأله بخصوص عمل القداسات اليومية فسأله : - لو شائت العناية الإلهية وأصبحت بطريرك هاتعمل أيه ... ؟ - سوف أجعل الكنائش تصلى كا يوم . - إنهم كهنة علمانيين وعندهم مشاكل . - على الأقل فى ايام الأربع والجمع والآحاد . - ولو فرض أن هناك كنيسة فقيرة لا تقدر أن تخصص قرابنى لأعداد القربان . - هاعمل القربان فى البطريركية , وارسله لهم بواسطة عربات - أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس . وبالفعل عندما أصبح أبونا بطريركا بأسم البابا كيرلس السادس .. أقام القداسات اليومية , وعلى كل المذابح فى البطريركية , وكان يذهب إلى الكنائس باكراً جداً قبل حضور قسيس الكنيسة وذهب عدة مرات والكنيسة مقفوله وتفتح الكنيسة بمعجزات شتى وكتب معجزاته فيها الكثير من التفاصيل عن هذا الموضوع , وكان الشعب الفبطى عندما يعرف بحضور باباع كانوا يتسابقون لنوال بركته وهكذا تعلم الشعب أهميه حضور القداسات فى حياتهم وتناولوا من السرار المقدسة , وللآن رغم مرور عشرات السنين على نياحته ما زالت كنائس كثيرة تقيم القداسات اليومية وإمتلأت الكنائس بالمصليين فى كل الأوقات وقد قال البابا شنودة الثالث : " إن البابا كيرلس السادس أمضى حوالى 40 عاماً فى خدمة الكهنوت , وقد حرص فى كل يوم أن يقيم القداس ولا يوجد فى تاريخ الكنيسة كله إنسان مثله استطاع أن يقيم مثل هذه القداسات أنه صلى ما يزيد عن 12 ألف قداس وهذا أمر لم يحدث فى تاريخ اى بابا من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان .. كان يعهد إلى الرب بمشاكله ويرى ان القداسات والصلوات هى التى تحل له المشاكل وليست المجهودات البشرية " وقد سجل أبونا مينا (الأنبا كيرلس السادس) إختباراته الروحية عن أهمية الصلاة والقداس فى الحياة مع الرب يسوع فكتب قائلاً : " ** أطلب فى القداس بلجاجة كل ما أنت محتاج إليه , لأنه هذا هو الوقت المقبول , هذا .. هذا الوقت الذى تفتح أبواب السماء , هذا الوقت الذى يكون فيه المسيح حاضراً مقدماً جسده ودمه لنا لنأكل ونحيا ونفوز بغفران خطايانا .. " وكتب إلى أحد الرهبان يرشده فقال له : " بكل نشاط إجتهد فى تقديم القرابين وأطلب وتضرع بكل قلبك وقت حلول الروح القدس لكى يتراءف على العالم بعين الرحمة وينظر إلى كنيسته , ويعيد لها سابق مجدها .. أطلب عنى وعن ضعفى " . القس رافائيل آفا مينا - ينبوع تعزية أما وصيته لأولاده الرهبان فى دير الأنبا صموئيل فقال لهم : " إجتهدوا جداً فى خدمة القداس , وبما ان الرب أراد وبدأتم لتقيموا القداس يومياً , وهذه نعمة عظيمة لا يعبر عنها , فإحرصوا كل الحرص على المداومة عليها مهما كانت المقاومات " . أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس . أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم علاقة البابا الأنبا كيرلس العجيبة ب مار مينا القديس الذى أستشهد منذ قرون ماذا تعنى الشفاعة فى المنظار المسيحى ؟ القديس مار مينا هو شهيد أسشتهد فى العصر الرومانى ومن كثرة العجائب أطلق عليه أسم مار مينا العجائبى , ارتبط الأنبا كيرلس بهذا الشهيد الذى أستشهد منذ العصر الرومانى , هذه العلاقة المتبادلة نسميها فى بعض الأحيان صداقة , تكون ذو دلاله فيطلب الأنسان حلا مشكلة أو شفاء من مرض .. ألخ الذى يعيش فى العالم أى فى الكنيسة المجاهدة فى الحياة ممن يرتبط معه من عضو فى الكنيسة المنتصرة , تسمي الكنيسة هذا النوع من العلاقة امتبادلة بين الكنيستين الشفاعة , وفى الحقيقة أن الرب نفسه هو الذى يسمع الطلبات ويكلف القديسين والشهداء بتنفيذها بقوة منه , وهى علاقة حب إلهية كاملة ليس فيها نقصان بين من فى الأرض ومن فى السماء تحركها قوة الرب يسوع فيقبل الطلبات ويصعدها إلى القديسين فيتشفعون أمامه لأجلنا أمام مركز الحب فيجيب لطلباتهم وينفذونها بقوته , فنحن حينما نقف أمام الديان العادل نقف مرتعبين من كثرة ذنوبنا , فلا سبيل لنا إلا أن نتشفع بأحد احباؤنا من الذين يقفون مسبحين أمام الرب الإله . هؤلاء هم الذين أنتصروا ونرتبط بهم إربتاطاً روحياً مقدساً , هم شفعائنا يساعدوننا فى الأمور الروحية وجهادنا اليومى , يؤازروننا ويعضدوننا ويشجعوننا , وقودوننا إلى الرب يسوع لنتذوق جمال عشرته وحلاوة الإتحاد به والحياة معه والقداسة فيه يوم بيوم , لأن القديسين والشهداء كانوا يجاهدون ويثابرون من أجل الحصول على الملكوت الذى هو فيه . ومن ناحية اخرى فإننا نتخذ الشفيع مثلاً ومثالاً لحياتنا أى بالمنظار المسيحى نتمثل بإيمانه , صديقاً معيناً ساهراً لا ينام مصلياً أمام الرب يسوع , الصديق الغير مرئى والوفاء الذى ينبع من الإله المقدس , علاقة نرجوا منها كل خير وبركة وفرح وسلام وهدوء وطمأنينه , أنه معنا لأننه بالرب يساعدنا فى كل أعمالنا وخطواتنا , روحا مقدسة يرسلها الرب فى نومنا وراحتنا ويساعدنا فى تصرفاتنا فينبهنا على أخطائنا هو المعلم ونحن تلاميذه , لأنه سلك هذه الطريق قبلنا فنسلك معه فى احياة الروحية المملوءة نعمة وحقاً , وببساطة شديدة يأتى إلينا حينما نطلبه بقوة الرب يسوع الذى يرسله ومعه فعل المعجزة إذا أردنا , والمعجزة تعنى الإعجاز بالآيات والعجائب الجسدية والنفسية وحل مشكلاتنا . علاقة الأنبا كيرلس والشهيد مار مينا العجيبة عجيبة ونادرة العلاقة بين العلاقة التى كانت بين البابا الأنبا كيرلس والشهيد العظيم مار مينا العجائبى الذى قتله الرومان لتمسكه بمسيحه , هذا الأرتباط هو أرتباط حى وفريد ونموذجى وعجيب ولا يمكن تفسيرة طبقاً لعلوم العالم المادى الذى نعيش فيه , الإرتباط بينهما كان إرتباطاً أذهل الجميع وأدهش الكل , فكان كل من يذكر البابا كيرلس يذكر مار مينا , وأصبح كل من مار مينا والأنبا كيرلس إنسان الرب الذى يتأهب ليصنع مشيئة الرب فى كل حين . أما بداية أرتباط البابا كيرلس أو عازر منذ طفوليته , فهل كان يتكلم معه ويحاكيه كشخص موجود معه , لأن شخصية مار مينا لم يغب عن ذهنه ولم يتركه لحظة . وذهب عازر للرهبنة وجاء يوم تكريسه فيأتى السنكسار اليوم يحمل سيرة مار مينا الشهيد القبطى فحمل عازر أسم مار مينا وتهلل روحه وإبتهجت نفسه فقد أصبح عازر حامل أسم مينا لأنه فى هذا الإسم تاريخ حبه وصلة حياته . وكان مار مينا مع أبونا مينا فى الطاحونة فى المغارة .. فغى كنيسته بمصر القديمة .. فى البطريركية .. فى كل مكان كان يطلبه كان يعينه . وكان من المتوقع أن يحتفظ أبونا مينا البراموسى المتوحد بإسمه عندما أختير بطريركاً ليكون البابا " مينا الثالث" ولكن ظهر البابا كيرلس الخامس له فى حلم قبل القرعة الهيكلية فشعر أنها دعوة من السماء لينال هذا السم لذلك حرص أن يسمى كيرلس السادس ولم يكن هناك وقت أو زمان أو مكان معين لهذه العلاقة العجيبه فكان الرب يرسل مار مينا حينما يطلبه البابا كيرلس : فى الصباح .. وفى حر النهار وقيظه .. فى المساء .. فى وقت السحر .. فى نصف الليل .. فى الصلاة .. فى القداس .. فى الأصوام .. فى القرارات .. فى النسكيات كتاب مع القديسين عن طريق القداسة . وعن هذه العلاقة تكلم البابا شنودة الثالث فقال : " ولست ادرى عندما تصعد روح البابا كيرلس السادس ليلاقى القديس مار مينا فى البدية , بأى طريقة سيتقابلان .. ؟ لأنه لم يحب البابا كيرلس السادس أحداً فى حياته أكثر من مار مينا !!! " وقد سجلت جماعة أبناء البابا كيرلس السادس معجزاته ومعجزات مار مينا فى أكثر من 25 كتابا وكذلك الكثير من الكتب الألاف من المعجزات والعجائب والمواقف وشفاء الأمراض التى صنعها الشهيد مار مينا بمجرد طلبها منه ابونا مينا ( البابا كيرلس السادس ) وذلك بمجرد أن يقول : " يا مار مينا " كان القديس يتدخل بمحبته الكبيرة وبسرعة مدهشة , وكانت الجمل التى تخرج من فم قداسته حينما يأتيه شعبه لحل مشاكلهم : " سنرسل لكم مار مبنا .. مار مينا هايتصرف .. مار مينا سيحل الأمر .. مار مينا سينهى الموضوع .. أذهبوا مار مينا معاكم .." وكثيرون جاءوا إليه طالبين صلواته من أجل الإنجاب فيقول لهم : " هاتجيبوا مينا " وتتم النبوة ويعود الزوجان فرحين ومعهما أبنهما المولود مينا وكم من الألوف الذى اطلق عليهم فى عصرة أسم مينا تيمناً بهذا الأسم الذى كان باباهم يحبه ويتشفع به . مار مينا فى حياة ابونا مينا 1- فى عام 1945 م تأسست جمعية مار مينا العجائبى بالأسكندرية - وهى جمعية ثقلفية هدفها إحياء ذمرى أبطال المسيحية والكنيسة ومعالم التاريخ القبطى المهمل الذى ديس تحت أقدام العرب المسلمين . 2- ميناء الخلاص مؤسسها يسوع الملك ومديرها مار مينا العجائبى وهى كنيسة ودير مار مينا بمصر القديمة . 3- إقامة الكثير من الكنائس والعديد من المذابح على أسم القديس مار مينا العجائبى . 4- إطلاق إسم مار مينا على الكثير من ألاباء الرهبان والكهنة . 5- فى 7 أغسطس 1960 م قام البابا كيرلس السادس بسيامة مطران على أيبروشية جرجا باسم نيافة الأنبا مينا مطران جرجا . 6- قام بسيامة أول راهب فى دير مار مينا بمريوط على أسم مينا أقامينا - ثم أصبح الأنبا مينا أفامينا أسقفا (تنيح) قصة إنشاء دير مار مينا فى العصر الحديث قام البابا كيرلس السادس بأعمال هامة لم يقم بها أى بابا من قبله ومن الأعمال الهامة التى قام بها تعمير دير الأنبا صموئيل المعترف - وقام بأنشاء دير مار مينا العجائبى فى صحراء مريوط وهذا الدير له شهرة تاريخية كبيرة وكان من اكبر أديرة العالم واشهرها تاريخياً حيث وصلت شهرته فى العصور القديمة من قوارير الزيت التى وجدت فى أوربا ونقلها زواره إلى هناك وستجد أحداث إنشاؤه فى العصر الجديث فى موضوع دير مار مينا فى هذا الموقع أباً وقائداً وراعياً ساهراً الأقباط شعب ذو حضارة ولا تستقيم أمور الكنيسة إلا إذا كان رئيس الاباء يجمع صفات كثيرة مثل : الأبوة - التعليم - القيادة - تحمل المسئولية - البذل - الأختبارات الروحية - الأمتلاء والروح القدس وحصولة على النعمة الإلهية - الأمانة والتدقيق - السهر واليقظة على الشعب - الأبوة الصادقة الحانية - المحبة الفائقة تمثلاً بالرب يسوع - الحكمة والفهم - الخدمة والتعب والجهاد - النصح والإرشاد - وبإختصار شديد متبعاً قول الرب : " ولأجلهم أقدس ذاتى , ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق (يوحنا 17: 19) ولم يصل البابا كيرلس السادس إلى هذه الدرجة من الأبوة والقيادة والرعاية بين يوم وليلة , بل أنه تدرج فى المسئوليات الكنسية المختلفة حتى وصل إلى أن يكون بابا الجميع , ولم تكن بداية باباويته يوم رسامته ولنها بدأن حينما وضع نفسه تلميذاً للأب العالم الجليل القمص عبد المسيح المسعودى القمص عبد المسيح المسعودى الكبير ولد سنة 1848 م وذهب إلى دير البراموسى وهناك صار راهباً سنة 1884م ثم جاء أبن أخية القمص عبد المسيح صليب المسعودى وسيم قساً سنة 1886 م ثم قمصاً بأسم جرجس سنة 1891م .. وقد قام بطبع كثير من الكتب الكنسية والطقسية , وقد كتاباً يعد من أعظم الكتب التى كتبها التحفة البراموسية التى حوت 1172 صفحة وكان يعتبر موسوعة فى الحساب الأبقطى والتواريخ العالمية , ومن الكتب الأخرى التى قام بكتابتها كتاب التحفة السائلين فى ذكر أديرة ورهبان المصريين , وقد قام ايضاً بمراجعة الكثير من الكتب وأعاد تنسيق مكتبة مكتبة الدير ورتبها وبوبها , وقام بشراء كثير من الكتب الجديدة التى تظهر فى المكتبات , وكان أيضاً دارساً للعديد من الكتب التى ضمتها المكتبة ويظهر هذا من تعليقاته عليها المكتوبة بالحبر الأحمر وتعليقاتة لم تكن فقط على الصفحات ولكنها أمتدت إلى الحروف الناقصة أو الزائدة , وعاش لمدة 87 عاماً وتنيح سنة 1935م القراءة كانت مكتبة الدير هو المكان الذى بدأ به علاقته بالرب يسوع وكان يقرأ كثيراً ليجصل على الستنارة والمعرفة , جتى لا يهلك من عدم المعرفة , وقد ذكر هذا الأمر فى نقل إختباراته وخبراته الروحية إلى أبنه الراهب المبتدئ مكارى السريانى ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية) فكتب قائلا له : " وداوم وأكرم القراءة أكثر من الصلاة , لأن القراءة هى ينبوع الصلاة الذكية , لأنه كما قلت لك إن أول عمل فى الفضيلة هى القراءة بغرض مستقيم , أعنى تقرأ لمعرفة السير فى طريق الفضيلة , فالذى يقرأ فى الكتب لأجل معرفة طريق الفضيلة , ينفتح امامه طريق الفضيلة , والذى يدخل طريق الفضيلة يفنح عليه باب التجارب والذى يدخل باب التجارب يفتح أمامه باب المعونة الإلهية التى تخلصة من تلك التجارب , أما الباب الأخير فهو موهبة تعطى من الرب يسوع .. " أصدقاء الأنبا صموئيل - كتاب الأنبا صموئيل القدوة والمعلم
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:36 am | |
| طفولة وشباب البابا كيرلس السادس الملقب بــ بابا المعجزات الأنبا كيرلس السادس كان اسمه سابقاً عازر يوسف عطا نزح جدود أسرته المسيحية فى أواخر حكم المماليك (1251م - 1517م ) من قرية الزوك الشرقية المنشأة بسوهاج , ويرجع أسم قرية الزوك عركة الشرقية بسوهاج بنى حرب من القبائل القربية (1) التى أحلها خلفاء بنى امية والعباس محل القباط الذين تركوا البلاد وهربوا من قسوة الإحتلال الإسلامى لمصر , واستقرت فى طوخ دلكة بالمنوفية , وبمرور الوقت عرفت هذه العائلة النازحة من الصعيد بأسم عائلة الزيكى نسبة إلى قرية الزوك التى جائت منها (2) ويوسف عطا هو الجيل الثانى من العائلة المهاجرة من الصعيد . وفى أواخر القرن التاسع عشر تركت هذه الأسرة المنوفية وأستقرت فى دمنهور . وكان سبب أنتقال يوسف عطا أنه عمل وكيلاً عاماً لإدارة أعمال أحد كبار الملاك بالبحيرة والغربية والمنوفية ,, ولادته وطفولتة ونشأته فى وسط روحى مسيحى فى يوم السبت 21 أغسطس سنة 1902 ولد المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس فى أسرة مباركة مُحبة للمسيح، وهو الطفل الثانى ودعى بإسم " عازر " وكان الثانى بين أخوين آخرين كبيرهما حنا وصغيرهما ميخائيل وكان والده يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها ، وكان يتفاني في خدمة أمة الكنيسة الأرثوذكسية حريصاً على حفظ تراثها , وكانت الأسرة تحافظ على المناخ الروحى حريصة على حضور صلوات القداسات الإلهية وسير الاباء القديسين حريصين على الإحتفال بتذكاراتهم وسيرتهم العطرة وخاصة القديس مينا العجائبى , وكانوا يذهبون سنوياً لقضاء عيده فى ديرة بأبيار الغربية . وأستقر بهم الأمر فى بلدة دمنهور وهناك تربى عازر فى وسط جو عائلى روحى ونشأ منذ طفولتة مبكرة محباً للكهنوت ورجال الكهنوت ، ينام على حجر الآباء الرهبان وحين جائت امه وحملته بين زراعيها وهو نائماً معتذره فقال لها : " لا داعى للأعتذار لأنه من نصيبنا " ولما كانت بلده طوخ كانت وقفاً على دير البراموس في ذلك الوقت وكان من بينهم الراهب الشيخ القمص تادرس البراموسى وأرتبط به عازر وهو أبن أربع سنوات . واعتاد الرهبان زيارة منزل والده من حين لآخر لما عرف عنه من حب وتضلع في طقوس الكنيسة . وحدث أن أنتقلت الأسرة إلى الأسكندرية حيث عمل يوسف وكيلاً لدائرة أحمد يحي ياشا وهو والد عبد الفتاح يحي باشا رئيس الوزراء فى الفترة من (1933 - 1934 م ) وكانت هذه الدائرة مقراً لرجال الوفد وبالتالى كانت مركز للحركة الوطنية فى فترة الثورة العظمى التى أشعلها سعد زغلول قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى ص 18. الشاب التقى عازر يوسف عطا وقضى عازر فترة الدراسة الثانوية فى الإسكندرية وبعد حصوله على البكالريوا (الثانوية العامة او التوجيهى ) ألتحق بالعمل بشركة كوكس شيبينج للملاحة , وكان عازر أميناً مخلصاً ملتزماً لعمله (3) أى انه كان مثال المسيحية الحقيقية . ولم يكن عازر مثل بقية الشباب الذين تجرهم لهو الحياة وملذاتها فقد وضع هدفاً لحياته هو محبة الرب يسوع , يفرح لحضور صلوات القداس الإلهى والتناول من السرار المقدسة , كان يشغل ذهنه وعاطفته بالرب يسوع , يقضى الليل ساهراً فى معرفته من خلال قراءته للكتاب المقدس ويتكلم معه فى صلاة عميقة طويلة دائم التأمل فى أحكامه وحكة الرب الإلهية , وكان يحب قراءة سير الاباء القديسين والآباء النساك المتوحدين لينفذ قول الكتاب أقرأوا سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم , وتركت سيرة القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم (تنيح عام 1914م) اثراً فى حياة الناس فى ذلك الوقت (4) , كما أن الحياة الروحية الطاهرة التى للبابا كيرلس الخامس وشفافية روحه كانت نبراساً يضئ لشباب هذا الجيل (5) كما أن العلاقة الغريبة التى كانت تربط عازر الشاب مع شاب آخر أستشهد من قرون هو الشاب مار مينا العجائبى كانت علاقة غريبة حقاً لم تحدث من قبل أن يرتبط أنسان حى بقديس استشهد من قرون بهذه الدرجة (راجع معجزات البابا كيرلس السادس حوالى 25 كتاب ) لعازر مع مدير الشركة الأسترالى وكان مدير الشركة استرالياً صعب فى إدارته شديد الوطأة على موظفيه فكانوا يتجنبون مقابلته , وكان من عادته أنه يقف أحيانا اعلا السلم فى مواجهة المدخل يراقب الداخلين , وكان عازر قبل أن يبدأ عمله فى الساعة 9 صباحاً يمر على الكنيسة المرقسية , وذات مرة كان المدير واقفاً على السلم كعادته فلما ذخل عازر حيا المدير بتلقائية لطيفة , فسأله عن سبب تأخره , فأجابه ببساطة قائلاً : " أن عمله يبدأ الساعة التاسعة والآن الساعة التاسعة تماماً " فقال المدير للرئيس المباشر عن لعازر : " لقد علمنى هذا الشاب أن احترمه لرباطة جأشه " لعازر والقائد الإنجليزى فى أحد الأيام كلفه المدير بالإشراف على الإجراءات الجمركية الخاصة بقائد أمريكى كبير عائد إلى أنجلترا , وحينما فتحوا حقائب القائد فى صالة التفتيش فوجئ عازر بعثوره على حافظة نقود القائد وسط ملابسه , ولما أنتهى من عمله عاد إلى المدير يحمل إليه حافظة النقود , وكان القائد جالساً إلى جواره , ففرح بإستلامها وعندما فتحها وجدها كاملة لم ينقص منها شئ فقد م إلى عازر مائة جنيه أسترلينى مكافأة فرفضها رفضاً باتاً , وفى اليوم التالى فوجئ مفاجأة ثانية هى زيادة مرتبه 10 جنيه شهرياً .
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:38 am | |
| عازر لم يحتمل السكنى بين الناس أولئك الذين أشرقت عليهم بشعاع حبك يارب لم يحتملوا السكنى بين الناس الشيخ الروحانى أشتاق إلى درجة الملائكة الخادمة وكان إشتياق عازر يوسف منذ نعومة أظفارة متجه إلى حياة الرهبنة المكرسة للرب , فكتب عن مشاعرة قائلاً : " .. من صغر سنى كنت أميل إلى الهدوء والجدة , ولبس الملابس السوداء , ولما بلغت سر الرشد :نت أسمع كثيراً عن الأديرة والرهبان , فكان يلتهب قلبى ناراً , وأشتاق للذهاب إلى الدير .. " راجع كتاب : حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس , وأيضاً فى كتاب : 25 عاماً على نياحته - قراءة فى حياة أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر ص 40 ملأتم الهوا كلاماً وفى وسط العالم ترجم مشاعرة لتصبح حياة يعيشها فلجأ إلى الوحدة والإنفراد والعبادة والنسك , خمس سنوات كامله عمل فيها فى شركات الملاحة للسياحة بالإسكندرية (كوك شيبينج) سنة 1921م درب نفسه على حياة التعبد والنسك . فى هذه السنوات الخمس كان مشهوداً له بالأمانة والإخلاص فى عمله ، وبالرغم من مشغوليته فى عمله إلا أن عمله لم يفصله عن علاقته بالرب يسوع , فكان يقضى الليل ساهراً فى الصلاة والتأمل , وأخذ يدرب نفسه على الصمت والتأمل الروحى , فكان كثيراً ما يقول لأقاربه واخوته عندما يكثرون فى الكلام والمزاح : " ملأتم الهوا كلام ! " وحتى بعد أن اصبح بابا الأسكندرية قال مرة لأحد رجال الكهنوت : " هديت الكنيسة بكتر الكلام " وعند قرائته للكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسية ودراستها كان يرجع إلى إرشاد بعض الكهنة العارفين بتفسير المعانى الروحية أما سير القديسين فقد ألهبت نار قلبه . وكان يجاهد في حياة نسكية كاملة فعاش زاهداً في بيته وبالرغم من هذه الحياة الفريدة فلم يلاحظ عليه أى أحد شيئاً مختلفاً وفى هذه المرحلة نفذ الوصايا فى الخفاء كما قال رب المجد يسوع . فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ، ويترك طعامه مكتفياً بكسرة صغيرة وقليل من الملح . عازر يترك العالم وينعزل وإشتاق عازر لخدمة الكنيسة متشبهاً بجيش شهدائنا الأقباط وآباء كنيستنا حماة الإيمان الذين أرسوا مبادئ الإيمان المسيحى للعالم أجمع ، فكان عليه أن يسير فى طريقهم المبني على دراستهم العميقة في الكتاب المقدس . فكان عازر مفلحاً في جميع طرقه لأن الرب كان معه لأنه بقدر ما كان ينموا فى سلم الفضيلة وينجح روحياً كان ينجح عملياً . وأخيراً فاضت محبته للرب يسوع وأشتاق للأنطلاق من الحياه الجزئية إلى الحياة المكرسة الكاملة للرب يسوع ولسان حاله يقول هوذا حياتى يارب كلها لك لأن نفسى اشتاقت لعشرتك الإلهية الدائمة , وهكذا أراد أن ينطلق ويبعد عن العالم قائلاً فى نفسه معك يارب لا أريد شيئاً وفوجئ حنا شقيقة الكبير يوماً بمكالمة تليفونية ذات صباح تستدعيه لمقابلة مدير عام كوكس , وعندما ذهب وكان يتسائل عن سبب إستدعائه زهل من المفاجأة إذ أراه المدير الإستقالة التى قدمها عازر له وكتب فيها : " بما أن لدى أعمالاً هامة لا يسعنى أن أتخلى عنها لذلك أقدم إستقالتى من العمل وأرجوا أن يتم قبولها حتى نهاية شهر يونيو سنة 1927 م " . وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر وأسرته وأقاربه ورفضهم ذهابه إلى الدير للرهبنة فإلتجأ إلى الرب يسوع فى صلاة حارة لكى يعطيه نعمة فى عيونهم وكتب يقول : " .. عرضت الفكرة على والدى وأخوتى ففى أبتداء الأمر وجدت مقاومة شديدة ورفضاً كلياً منهم , فلم يثنى عزمى , بل داومت الصلاة إلى الرب متضرعاً إليه تعالى أن يعطف قلوبهم , وأن يسمحوا لى بالذهاب إلى الدير فسمع الرب صوت تضرعى وأستجاب إلى طلبتى , وفعلاً سمح لى والدى بالذهاب " القس رفائيل أفا مينا - ينبوع تعزية وذهب إلى الأنبا يؤنس مطران البحيرة والمسئول عن دير البراموس طالباً الرهبنة ولكنه طلب مقابلة أخيه الأكبر ووالده فعاد حزيناً إلى بيته , وأخيراً نصحة والده أن يذهب إلى اب أعترافه القس يوحنا جرجس الكبير لأخذ مشورته بعد التقدم للأسرار المقدسة ثم يصنع ما ترتاح نفسه , وبعد القداس أوصى أبونا يوحنا والد عازر أن يوفق على تحقيق أمنية أبنه عازر وقال : " إننى أرى أنه رسم لنفسه طريقاً مستقيماً لأن الرب هو الذى دعاه للرهبنة " قصد الأنبا يؤنس البطريرك الـ113 وبرفقته والده وشقيقه الأستاذ حنا وحاول نيافة الأنبا يؤنس صعوبة طريق الرهبنة وتجاربها المتنوعة ولكنه كان مصراً إصراراً عجيباً وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البراموس بوادي النطرون فأجابه عازر عندما طلب الرهبنه : " هذه كلها رسمتها أمامى , ولى الان خمس سنوات أمارس طريق الرهبنة بكل حرص وأنا فى بيت أبى " وبارك الأنبا يؤنس إختياره ووعد بترتيب الأمر وقال الأنبا يؤنس : " سأهئ لك سبيل الرهبنة " ، وقبلت استقاله عازر من العمل في يوليو سنة 1927م (وكانت أستقالته صدمة لصاحب الشركة وحاول استبقاءه برفع مرتبه إغراء وتقديراً منه لأن عمله كان أميناً . ولكن عازر وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر إلى الوراء ) وأنتظر بكل رجاء موعد الرحيل إلى الدير حتى أستدعاه الأنبا يؤنس وحدد موعد السفرإلى دير البراموس فى 27 / 7 / 1927 م وأرسله برفقة الأب القس بشارة البراموسى ( نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا فيما بعد ) وكان القس بشارة يحمل خطاب توصية من الأنبا يؤنس لأمين الدير القمص شنودة البراموسى ليقبل عازر كطالب رهبنة فى الدير . ذهب إلى الرهبنة حاملاً قفة فطير وفى 5 أبيب سنة 1643 ش الموافق 12 يوليو 1927م وكان يوم عيد الرسل بكر عازر إلى الكنيسة حاملاً على كتفه قفة مملوءه فطير كانت أمه قد صنعته لتوزيعه على الفقراء والرهبان , وقد اصر هو على أن يحمل الفطير بنفسه وأمام معارضة عائلته قال : " ألم يحمل رسل السيد المسيح القفاف المملوءة كسراً المتبقية من الخمس خبزات والسمكتين ؟؟ "ولما وصل إلى الكنيسة وزع الفطير بيده معلنا أبتهاجه لقبوله فى الرهبنة . فاصطحبه القس بشارة البراموسى ( اصبح أنبا مرقس مطران طهطا وطما وأبو تيج ) إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا بإضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم القمص شنوده البرموسى أمين الدير لاستقباله ظناً منهم أنه زائر كبير، وعندما تحققوا الأمر قبلوه في سلك الرهبنة فوراً مستبشرين بمقدمه، إذ لم يسبق أن قوبل راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة. واعتبرت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك الرهبنة وتبوئه مركزاً سامياً في الكنيسة. وقرأ أمين الدير مضمون الرسالة المرسلة من المطران أخذ عازر إلى القلاية التى سيقيم فيها فقام على الفور بتنظيفها وترتيبها وفرشها بورق سميك كان قد احضره معه , وإرتدى جلبابا أسود وطاقية سوداء .عازر يصبح راهباً بأسم مينا البراموسىويقول عازر (أبونا مينا البراموسى) : " ... وكان يوم تركت العالم من أسعد أيام حياتى , فتوجهت إلى دير البراموس الكائن ببرية شهيت , ووصلنا إلى بلدة الهوارية الساعة العاشرة مساء , ومنها وصلنا إلى الدير الساعة الثانية بعد منتصف الليل , فدخلت الدير وكأنه الفردوس والآباء الرهبان شبه الملائكة , فإسترحت قليلاً إلى ان دق الناقوس للصلاة ,فذهبت للكنيسة وحضرت القداس وأخذنا نعمة فوق نعمة , وقضيت مدة الإختبار وكانت حوالى تسعة أشهر , وبعدها أراد الرب ان ألبس شكل الرهبنة , فأجمع الاباء الرهبان على تزكيتى فوافق الرئيس على ذلك , ورسمت راهباً بالكنيسة القديمة التى بها اجساد القديسين , وكان الرهبان إختلفوا على الأسم , وأخيراً أتفقوا أن الإسم الذى بسنكسار اليوم هو الذى يكون أراد به الرب , وفعلاً كان تذكار نياحة الراهب مينا , فدعيت بهذا الأسم المبارك الذى للشهيد مينا العجائبى ... " 25 عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 42 .. وراجع أيضاً حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس عازر ينتظر السيل الإلهى وما لم يحكية أنه تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب المسعودى البراموسى والقمص يعقوب الصامت. أولئك الذين كان شيوخ الدير القديسين في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة والنسك فهذا كل ما تمناه كل حياته حياة التعبد للرب . وكان عازر درب نفسه على الصلاة يحضر إلى الكنيسة فى الصلوات الجماعية ثم يعود إلى قلايته مباشرة فى سكون وصمت , وبعد قضاءه عدة ايام فى فى الدير ذهب لزيارته فى القلاية خمسة من شيوخ الرهبان أحدهم القمص عبد المسيح المسعودى الكبير , وسعدوا باستقباله لهم ونظامه فى قلايته وتحمسه فى طريق الرهبنة وحينئذ قال القمص عبد المسيح لباقى الشيوخ : " اصله حارت ومستنى السيل " أى أنه حرث ارضه وبذر الكلمة وأعد نفسه منتظراً لسيل النعمة , وحين هم الآباء الشيوخ الخمسة أحتضنه القمص عبد المسيح وقال له : " من هذه الساعة وهبك لى الرب لتكون إبناً مباركاً " والواقع أن تلمذه عازر لشيخ الرهبان القمص عبد المسيح كان بركه عظمى منحها الرب للشاب الذى تطلع إلى طريق الرهبنه (باب السماء) منذ صباه . وفي كنيسة العذراء القديمة في الدير سيم راهباً . فكان ساجداً أمام الهيكل وعن يمينه جسد الأنبا موسى الأسود وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس ودعى "بالراهب مينا" وذلك في 17 أمشير سنة 1644ش الموافق 25 فبراير سنة 1928م وسمع هذا الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلاً " سر على بركة الله بهذه الروح الوديع الهادئ وهذا التواضع والانسحاق، وسيقيمك الله أميناً على أسراره المقدسة. وروحه القدوس يرشدك ويعلمك".. " ليباركك الرب يا ابنى وليؤهلك لنعمته , وليفض عليك من روحه القدوس فيجعلك أميناً إلى النفس الأخير " . فازداد شوقا في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء والقديسين ، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار اسحق السريانى . فاتخذ كثيراً من كتاباته شعارات لنفسه مثل : "ازهد في الدنيا يحبك الله" و .. "ومن عدا وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته وأرشدت عليه" وكانت كتاباته الثر الكبير فى تكوين رحانيته النسكية وتشكيل فكره وصياغة طريقه ونمو وجدانه الروحى وعواطفه تجاه الإرتباط بالرب يسوع , فكان هذا النوع من التلمذة لقديس مثل مار أسحق هو السلم الذى نمت عليه فضائلة . وكتب أبونا البراموسى يصف فترة حياته فى الرهبنه فقال : " .. فأخذت من هذا اليوم اتعلم قوانين الرهبنة من ألاباء , وكنت أدرس فى كتب القديسين ولا سيما كتاب القديس العظيم مار أسحق السريانى , فكنت أشعر بنعمة الرب تزداد على يوماً بعد يوم .. فمكثت أشعر بنعمة الرب نحو أربعة سنوات , كنت مطيعاً للجميع لآخذ بركتهم , وكنت أشتاق لخدمة الشيوخ كثيراً , فمكثت فى خدمة الراهب الشيخ عبد المسيح المسعودى العلامة مدة سنة , وتعلمت التسبحة قبطى على يد جناب القمص باخوم وهو اب أعترافى , وخدمت القمص أنطونيوس مدة سنة .. " 25عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 44 .. وراجع أيضاً حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس وبدأ يعيش الحياة التى كان مشتاقاً ليعيشها فقام بخدمة الشيوخ من الرهبان الغير قادرين على الحركة , وأعتنى بالمكتبة وكان شغوفاً بالقديس مار أسحق السريانى وشغل نفسه بنسخ كتبه فى خمسة مجلدات وقام بتغليفها بغلاف انيق وذلك بتوجيهات القمص باخوم , الراهب مينا البراموسى يصبح قساً وحدث ان حضر للدير نيافة الأنبا ديمتريوس مطران المنوفية (1930م - 1950م) لزيارة الدير , فزكاه جميع الآباء لنوال نعمة الكهنوت لما رأوا محبته وخدمته وطاعته كما أدركوا إمتلاءه بالنعمة أمامهم يوماً بعد يوم , وفى يوم الأحد 18 / 7/ 1931م الموافق 11 أبيب سنة 1647 ش وأثناء صلوات القداس الألهى وضع نيافة الأنبا ديمتريوس عليه اليد ودعاه قساً , أما الراهب مينا فكانت دموعه تزرف طوال القداس .. ودقت أجراس الدير إبتهاجاً بهذه السيامة المباركة , هكذا أهله الرب يسوع أن يقف أمامه على مذبحه المقدس لأول مرة في كنيسة أولاد الملوك "مكسيموس ودوماديوس" بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات في الدير . فكان قلبه الملتهب حباً للرب يزداد التهابا يوماً بعد يوم . لا سيما بعد رسامته كاهنا وحمله الأسرار الإلهية بين يديه.. ميناء الخلاص فى ديسمبر 1929م قام أبونا مينا بأعداد مجلة دينية أطلق عليها اسم "ميناء الخلاص" لأطلاع الرهبان على الروحانيات وكانت لها فائدة كبيرة لهم , وقد أعد هذه المجلة بتشجيع القمص عبد المسيح المسعودى أبيه الروحى , ولما لم تكن هناك امكانيات لطبعها فقد كان يقوم بنسخها بخط يده عدة مرات حيث كانت توزع على الرهبان فى الدير .. وقد كتب بخط يده الهدف من أصدار هذه المجلة فقال : " لما كان الغرض الوحيد من صدور هذه المجلة هو بالنسبة لكثرة تكرار قراءة أقوال الآباء القديسين , وما تحويه من فوائد التى تعود على النفوس بالتعزية الكاملة , ورايت نفسى ترتوى من تلك التعليم المقدس , فكرت ألا أبخل على أخوتى الذين هم فى أحتياج عظيم لمثل هذا التعليم المقدس . فطلبت من السيد المسيح مصدر البركات مواهب الخيرات أن يعطينى عونا , ومساعدة لكى يمكن أن أوصل من هذا الماء الحى الذى يروى ظمأ القلوب إلى نفوس أخوتى لكى ترتوى نفوسهم ىمن تلك التعاليم النافعة لحياتهم الروحية , فسمع صوت تضرعى ويهئ لى هذا الطريق الذى لم يكن يخطر على بالى وهو أن أقوم بنشر هذه المجلة وليس لى فضل فى ذلك , لأن الفضل عائد على من نطقوا بهذه الأقوال المقدسة التى هى بإرشاد من الرب وتعليم الروح القدس الساكن فيهم " وكان يكتب لكل راهب نسخة من ميناء الخلاص وأستمر يوزعها طوال السنوات الخمس التى قضاها فى الدير . أبناء البابا كيرلس السادس - كتاب مدرسة الفضائل وكانت عبارة ميناء الخلاص هى عنوان خدمته فى السنوات التالية , فقد نقل إختباراته وتعاليمة وإرشاداته ورسائلة عبر جسر الميناء الذى يخلص الجميع حتى يصل شعب الرب إلى أرض الميعاد الذى هو الملكوت الذى اعده المسيح لأحباؤه المنتصرين . وفى سنة 1947م أنشأ معهد ميناء الخلاص وذلك عندما بنى كنيسة مار مينا بمصر القديمة وشمل الآتى : - 1- مدرسة المعلمين الأولية القبطية لتعليم الأطفال . 2- الدراسات الدينية فى الطقوس والعقيدة وشرح الكتاب المقدس . 3- اعداد نشرات ودراسات دينية بالمراسلة . 4- انشاء مكتبة عامة للأطلاع . وكان يفكر فى مشروع للتدريب المهنى وحدثت ظروف جعلته يؤجل تنفيذ هذا المشروع إلى عام 1962م حتى أسس أسقفية الخدمات العامة التى تولت إقامة هذه المشاريع فى القاهرة . وفى 13 ديسمبر عام 1969م أى بعد 40 سنة من صدور العدد الأول من ميناء الخلاص أقام البابا كيرلس السادس صلاة تبريك أرض فى الأنبا رويس لأقامة مبنى مطبعة ميناء الخلاص خلف معهد الدراسات والكلية ألأكليريكية (حالياً مطبعة الأنبارويس) - وقد حضر هذه الصلاة أصحاب النيافة :- الأنبا شنودة أسقف التعليم (حالياً البابا شنودة) - المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات - المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف - المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى - إلى جانب وكيل عام البطريركية - مدير الديوان البطريركى - لفيف من الآباء والكهنة - أعضاء هيئة الأوقاف القبطية - كما حضر الصلاة حشد كبير من الشعب القبطى . وقام بعض الأحبار الحاضرين وغيرهم بألقاء بعض الكلمات . وقال الأنبا شنودة أسقف التعليم : " أن البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح إستقبل المطبعة ألولى بالألحان والتراتيل واليوم يستقبل قداسة البابا فريق شماسة الكاتدرائية وخورس الكلية الإكليريكية بالألحان عند قدومة لإقامة صلاة تبريك فى المكان المخصص لبناء المطبعة " وقد ذكرت مجلة مدارس الأحد أن ألات الطباعة والتجليد قد أهديت من أتحاد الكنائس الإنجيلية فى ألمانيا إلى المعاهد الدينية بالكنيسة القبطية . مجلة مدارس الأحد - العدد 1و 2 يناير وفبراير 1970 م أبونا مينا البراموسى فى مدرسة الرهبان اللاهوتية كلف أبونا مينا البراموسى لكى يدرس فى المدرسة اللاهوتية التى أسسها البابا يؤنس التاسع عشر (4) واطاع بفرح بالرغم من حبه لحياة الوحدة ومكث بهذه المدرسة لمدة سنتين وتفوق فى دراسته لمحبته للعلم والدراسة الدينية , وأرتبط بصداقة القمص كيرلس الأنبا بولا ( الأنبا كيرلس مطران البلينا ) وكذلك القمص الأنطونى ( الأنبا أبرآم أسقف الجيزة والقليوبية وقويسنا) وأتفقا على تأدية صلاة العشية كل مساء والقداس الإلهى كل صباح باكراً , هدم بيت القربان وبعد فترة من الزمن فوجئا ببيت القربان متهدماً , ولكن من نعمه الرب يسوع أنه كان فى مواجهه بيت الرهبان مخبز أفرنجى فأخذ القس مينا القربان إليه ورحب صاحب المخبز به , ورفع الصديقان الأمر إلى القمص ميخائيل مينا مدير الكلية , فعقد مجمعاً للتشاور فى هذا الأمر , وإتفقا على إقامة صلوات العشية والقداس الإلهى يومياً بالتناوب بين كل الكهنة والرهبان .. وكانت هذه الفترة وهذه المشكلة فرصة للتدريب على إقامة شعائر الصلوات المقدسة وأخذ كل راهب يحضر العظات وكان هدم بيت القربان بركة لكل من اقيم أسقفاً من الرهبان فيما بعد . وترك ابونا مينا البراموسى المدرسة هارباً وذهب إلى دير القديس شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج عندما علم أن البابا يرشحة ليكون أسقفاً على الغربية والبحيرة , وكان هناك سبباً آخر هو حبه لحياة الوحدة . ولكن البابا يؤنس رفض السماح له بالبقاء فى دير الأنبا شنودة فذهب إلى القاهرة وقابل قداسة البابا الذى عرض عليه أما أن يستمر فى دراسته فى المدرسة أو يرجع إلى ديرة ففضل الرجوع إلى دير البراموس القس رفائيل أفامينا : ينبوع تعزية إشتياق أبونا مينا لحياة الوحدة والإتحاد والتوحد مع الرب يسوع قال أبونا مينا البراموسى عن هذه الفترة من حياته : " فكنت أشتاق بل وأتوق أن أسلك طريق الوحدة , , هذا الطريق الذى كثيراً ما تكلم عنها الآباء , لا سيما القديس مار أسحق الذى يأمر كل راهب بقوله : يجب على كل راهب ترك العالم , وجاء إلى الرهبنة , لا ينبغى أن يمكث بالمجتمع كثيراً , بل بعد أن يتعلم طقس الرهبنة وقوانينها , ينفرد بقلاية وحدة حتى يأخذ تجربة الحروب , وكما فعل السيد المسيح له المجد الذى كثيراً ما إنفرد فى الجبال والبرارى وتجرب من ابليس .. " 25عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 46 .. وراجع أيضاً حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس اشتاقت نفسه إلى الانفراد في البرية والتوحد فيها وعندما أشتاقت نفسه للوحدة إشتياقاً شديداً صلى إلى الرب يسوع وسجل هذه الخواطر فى كتاباته وقال : " هذه الفكرة , أى فكرة السكن فى مغارة , بقيت عندى من كام سنة , من ثلاثين سنة تقريباً ... عندما كانت تخطر بفكرى هذه المسألة كان قلبى يفزع وجسمى يقشعر من الخوف , صارت تتردد كثيراً وكثيراً جداً هذه الأفكار , كنت عند ورودها أكون فى ضيق وكآبة لا تقدر لكونى لا أجسر على القدوم على عمل مثل هذا ... هل تعرف سبب إقامة القداديس الكثيرة سببها هذه الفكرة ,, سأقيم بالدير مبتهلاً متضرعاً إلى السيد المسيح أن ينظر إلى بعين رحمته ويهيئ الطريق أمامى , وبعد أخذ آراء الآباء , وإقامة القداديس بالدير .. " . القس رفائيل أفا مينا - ينبوع تعزية فقصد مغارة القمص صرابامون (1925 - 1930 م) المتوحد الذي عاصره مدة وجيزة متتلمذاً على يديه ، وكانت هذه المغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة ولكنه وجد معارضة شديده من آباء الدير نظراً لصغر سنه فى الرهبنة فلم يقضى غير 5 سنوات فقط فى رهبانيته , ولكن كان أبيه الروحى عبد المسيح المسعودى يؤيده ويرشده ويشجعه نحو طريق التوحد وبعد مناقشة قصيرة أعلن خمسة من شيوخ آباء الرهبنه فى الدير موفقتهم وقالوا : " فلتكن مشيئة الرب وعنايته , وليستمر القس مينا تحت رعاية أبيه الروحى " فتهلل قلب أبونا مينا وهتف قائلاً : " فليكن اسم الرب مباركاً " وأدى مطانية للآباء. ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له بالتوحد فوافق البابا لمعرفته أشتياق أبونا مينا البراموسى للوحده فى الصورة المقابلة المغارة التى سكنها أبونا مينا البراموسى الليلة الأولى فى حياة الوحدة والإنفراد كتب ابونا مينا يصف موافقة البابا والليلة الأولى فى حياة الوحدة وإختباراته فقال : " عاودنى الشوق لطريق الوحدة فلا أرى بداً من تنفيذ هذا الشعور , وفعلا عند سفرى لطريق الدير أرشدنى السيد المسيح عن المغارة التى بالجبل التى بناها القمص سرابامون , فأخذت الفلاحين , وتوجهت إليها وقمنا بتنظيفها , ومكثت هناك , ولا يمكننى أن أصف أول ليلة أقمت فيها , فكنت أشعر أن العدو ( الشيطان) قد جمع كل قواته على أنا الضعيف , وأحدث مخاوف عديدة وأصوات مزعجة , وزلازل مخيفة , كل ذلك طبعاً الطبع البشرى ضعيف والخوف لا بد منه , ولكن أنظروا عناية الرب وكأن بقوة خفية كانت تشجعنى , وتقول لا تخف منهم , ولا ترتاع أمامهم لأن الذى معك أكثر من الذين عليك .. وكما يقول داود النبى , تقدمت فرأيت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى لكى لا أتزعزع من أجل هذا فرح قلبى , وتهلل لسانى , مثل هذه الأقوال كنت أسمع , فذهب عنى الخوف وتشجع قلبى .. وفى اليوم التالى حضر الاباء الرهبان وأرادوا ان يأخذونى معهم بالقوة , فلم يفلحوا , فأرسلوا تلغراف لغبطة البطريرك وآخر للرئيس , وبعد مقاومة شديدة من الجميع وافق البطريرك على بقائى , فشكرا للرب على إحساناته , سرت على بركة الرب الطريق , وكنت أتوجه غلى الدير كل أسبوع لتناول الأسرار المقدسة وآخذ مؤونتى من الدير , وصادفت فى طريقى مدة إقامتى بالمغارة حروب شديدة ومقاومات وأضطهادات سأكتب عنها بالتفصيل .. " وقد وكله لتعمير الدير الأبيض إن أمكن ، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه فترة قصيرة ثم أقام فترة من الوقت في مغارة بجوار مغارة القمص عبد المسيح الحبشي . فكان يحمل على كتفه صفيحة الماء وكوز العدس أسبوعياً من دير البراموس إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه إلى يوم نياحته . زيارات من الكبار وفى يوم من ايام سنة 1933 م حدث أن د/ حسن فؤاد مدير مصلحة الآثار العربية ومعه أمريكى مدير لكلية لاهوت بنيويورك ذهبا وزارا دير البراموس , وعند خروجهما ألتقيا بأعرابى عرض عليهما زيارة الناسك المتوحد , وسمع ابونا مينا المتوحد قرعاً على بابه لأول مره منذ أن توحد فى البرية فلما فتح وجد الشخصين الأمريكى والمصرى , وادخلهما فلما جلسا قال له ألمريكى : إنه جاء ليجمع كل ما يمكنه من المعلومات عن الرهبنة القبطية تمهيداً لوضع كتاب عنها , وقضى الأثنان ما يقرب من ساعتين , يسأله المريكى ويجيب ابونا مينا المتوحد , وجاء وقت إنصرافهما عبر الأمريكى عن فرحته بالمعلومات الوفيرة التى أستقاها منه , أما المصرى فأخرج كارته الشخصى وأعطاه لأبونا مينا المتوحد وقال له : " شكراً لك يا ابى فقد رفعت راسنا عالياً وشرفت الرجل المصري , وأرجوا أن اتمكن من تقديم البرهان العملى عن عمق تقديرى وإحترامى لك " وزاره البطريرك الأنبا يؤنس عام 1934م وكان فى زيارة للدير الذى قضى فيه رهبنته وفوجئ ابونا مين المتوحد الناسك بزيارة البابا الأنبا يؤنس الذى صمم لرؤيته بالرغم من شيخوخته وعناء المشى فى الصحراء وأعجب بعلمه وروحانيته وفضائله ، وشهد بتقواه مؤملا خيراً كبيراً للكنيسة على يديه. يشهد للحق فى كل وقت :حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم . فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الأمروهو فى قلايته البعيدة ، أسرع إلي رئيس مستنكراً ما حدث منه ، وخرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألاممهم النفسية ، وتوجه معهم إلى المقر البابوى ، وقص على الأنبا يؤنس البطريرك الأمر ، وبعد التحقيق تأكد أنهم ظلموا فأمر بعودته
إلى ديرهم وأثنى على ابونا مينا البراموسى المتوحد . إوكان أبونا مينا مشتاق لأعادة تعمير دير مار مينا فاستأذن غبطه البابا في أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط ، أكبر وأشهر أديرة مصر على مر التاريخ العالمى ولكنه لم يحصل على الموافقة . حياة أبونا مينا فى الطاحونة فى عام 1936 م توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة (الذي نقل بقوة الصوم والصلاة ايام المعز لدين الله الفاطمى ) بعد موفقة البابا يؤنس ، وبينما هو يتجول بين الطواحين سأله الخفير المنوط بحراستها عن نيته , فلما أخبره عن قصده فقال له : " ممنوع قطعياً لأى شخص أن يسكن فى إحداها مالم يحصل على إذن من مدير المصلحة , فذهب أبونا مينا فى اليوم التالى إلى مصلحة ألاثار وقدم كارت د/ حسن فؤاد للفراش الواقف ببابه وقال له : " من فضلك قل للسيد المدير أن من أعطيته هذا الكارت يرجوا مقابلتك " وكم كانت دهشة الفراش كبيرة إذ رأى مدير المصلحة يخرج بنفسه ويعانق الناسك بحرارة شديده ويدخله إلى مكتبه , وما أن عرف بطلبه حتى كتب له خطاباً إلى الغفير يامره فيه بان يدع العابد يتخير الطاحونة التى يريدها ويقيم فيها وقد اختار الناسك طاحونة لا سقف لها ولا باب وقد أعد وكيل مصلحة ألاثار عقداً معه صونا له من المضايقات إيجار طاحونه من الطواحين الذى أنشأها الفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية فى مصر , وساعده على ايجار الطاحونة التى يريدها , وقام بتوصية مفتش الاثار بزيارته , وامر خفير المنطقة التابع لهيئة الاثار أن يقضى كل إحتياجاته فى الصورة المقابلة نص العقد بين أبونا مينا البراموسى وهيئة الآثار فى مصر حنا يوسف عطا - القس رافائيل أفا مينا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس .. وراجع أيضاً عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 49 وفي 23 يونيو سنة 1936م وأستأجر الطاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش صاغ سنوياً . وأقام فيها مستمتعاً بعشرة إلهية قوية . وعاش ابونا مينا حوالى ست سنوات فى هذه الطاحونة لم يفتر يوما عن إقامة صلاة القداس الهى , فأقام مذبحا فى الدور الثانى وكان يمارس صلواته وعباداته وأنضم إلى زمرة القديسين الذى وصفهم الكتاب المقدس بأن "وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم. تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" عب 11 : 38 "لعظم محبتهم في الملك المسيح "(القداس الإلهي). وهناك تحولت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر إلى نور يجذب الذين فى الظلمة وفى وسط هموم العالم حتى تحولت الطاحونة إلى منار ثم إلي مزار - ووهب له الرب يسوع موهبة إخراج الشياطين وشفاء المرضى . وحدث أن حضر إليه رمزى قلدس ( الأنبا مينا الصموئيلى رئيس دير الأنبا صموئيل السابق) ليكون تلميذاً له وشماساً فى خدمة القداس , وفى اثناء زيارة الأنبا باسيليوس مطران الأقصر وأسوان (1936- 1947م) لكنيسة القديسة بربارة طلب أبونا مينا منه ان يرسم رمزى قلدس راهباً , فوافق وكرسة راهباً بأسم "مينا" وعًرف بأسم مينا الصغير وكان ذلك فى سنة 1930 م. وكان أبونا مينا الصغير له دوراً فى مساعدة ابونا مينا البراموسى المتوحد فى تعمير دير القديس النبا صموئيل المعترف بعد ذلك راجع لمزيد من المعلومات القمص باسيليوس الصموئيلى : كتاب بستان الفضائل الأنبا مينا الصموئيلى
وكان أبونا مينا يصلى قداساً إلهياً يومياً , فكان يستيقظ فى الثانية صباحاً ليصلى صلاة نصف الليل ثم يصلى التسبحة كاملة وبعدها يخبز القربان , ثم يرفع بخور باكر ثم يقيم القداس الإلهى الذى ينتهى نحو الساعة الثامنة , وكان يصلى صلاة خاصة لكل من يأتى إليه طلباً للعون أو الخلاص من ضيقة أو مشكلة أو للشفاء أو المشورة , وفى المساء يقوم برفع بخور عشية وعمل تماجيد للقديسين . شفاعة مينا العجائبى تنجيه من اللصوص حدث أن داهمه اللصوص مرة في الطاحونة ظناً منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئاً سوى قطعة الخيش الخشنة التي ينام عليها وبعض الكتب . أما القديس فأخذ يزحف على الأرض لأن رأسه كانت تنزف نزفاً شديداً حتى وصل إلى أيقونة شفيعه العجائبى وصلى أسفلها وهو في شبه غيبوبة، وفي الحال توقف النزيف وقام معافى , على أن علامة الضرب هذه في جبهته لم تزل موجودة إلى يوم انطلاقه إلى الأخدار السماوية. ولذياع صيته وتقواه كان الكثيرون على مختلف طوائفهم ومللهم مسيحيين ومسلمين يسعون إليه للتبرك منه وطلب صلواته. فقام بطبع كارت خاص به كتب عليه عبارة " باسم الله القوى" باللغتين القبطية والعربية ثم إحدى الآيات التي كان يعيشها القديس ويحياها مثل "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه" ،أو غيرها من الآيات المحببة إليه ، وكان يوزعه على زائريه. كما أصدر مجلة بسيطة شهرية أطلق عليها اسم" مجلة ميناء الخلاص". هل الرب يسوع أرسل الذئب ؟ الذئب يحب القهوة ليحميه من اللصوص ومن الطريف أن أبونا مينا بعد أن سكن الطاحونة التى بلا باب أو سقف بعضاً من الوقت , فوجئ ذات مساء بدخول ذئب إليه , فرسم علامة الصليب المقدس وسأله : ماذا تريد يا مبارك ؟ " فجلس الذئب قابعاً عند قدميه وقضى ليلته معه , وفى الصباح الباكر وبعد ان صلى ذهب وأعد لنفسه فنجاناً من القهوة , فأخذ الذئب يشمشم فى الفنجان فإبتسم رجل الرب يسوع إبتسامه فهم منها مايريده وقال : " وأنت كمان عايز فنجان قهوة يا مبارك؟ " وأعد له فنجاناً كبيراً شربه الذئب وذهب إلى حال سبيله , ومن ذلك اليوم تعود الذئب أن يأتى إليه فى المساء ويبيت معه ويشرب القهوة فى الفجر ثم يخرج .. وتذكر المؤرخة أيريس حبيب المصرى هذه الحادثة لمؤرخة أيريس حبيب المصرى فى كتابها السابع ص 23 هذه الحادثة وتقول : " وحدث أن كان فى زيارة القس مينا قريب لى أسمه جورجى إبراهيم وتأخر عنده إلى قرب الغروب , وفيما هو خارج إنزعج لرؤية ذئب يدخل الطاحونة فقال له أبونا مينا المتوحد : " هذا شريكى فى الطاحونة " الا أنه لم يبق في هذا المكان الذي تقدس بالصلوات المرفوعة والذبيحة الإلهية المقدمة يومياً طويلا إذ أنه أثناء الحرب العالمية الثانية في 28 أكتوبر سنة 1941م ظنه الإنجليز المحتلون جاسوساً ، فخشوا منه وطلبوا إليه مغادرة المكان وكانت فى نفسه رغبه فى تعمير دير مار مينا فى مريوط وأستأذن البابا على أن حرب العالمين والجيوش الإنجليزية المتحاربة مع الألمانية فى إيطاليا جعلت تنفيذ رغبته صعبه ولكن تحقيقاً لرغبة أبونا مينا المتوحد كلف الأنبا يؤانس الأستاذ حبيب المصرى بأن يكتب له خطاب توصية الذى طلب فيه السماح للراغب فى التوحد بالإقامة بين خرائب دير البطل الشهيد مار مينا ولكن القائد البريطانى رفض الطلب - فخرج متوجها إلى بابليون الدرج وأقام في فرن بكنيسة السيدة العذراء وكان يتنقل منها إلى دير الملاك القبلى - عاش في العالم وهو ليس من العالم، تعلق بالسماويات وزهد في الارضيات، عرف معنى الغربة التي قالها مخلصنا، فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه، وعمل بيديه وسهر. لأنه كان يحس تماما أن ليس له ههنا مدينة باقية وإنما يطلب العتيدة إلى أن بدأ بتشييد كنيسة ودير مار مينا تعمير دير الأنبا صموئيل المعترف وفي سنة 1942 م كان الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا يشرف على دير الأنبا صمؤيل المعترف بجبل القلمون بمغاغة من المعروف أنالأنبا غبريال الخامس قضى فى هذا الدير سنين رهبنته قبل أن يصبح البابا الـ 88 لسنة 1401 م - 1420 م , ولم يكن لهذا الدير أوقاف أو أملاك كما أن رهبانه قليلين ولكنهم يحتاجون لمن يرعاهم ويدبر لهم إحتياجاتهم سواء أكانت روحية أم مادية , فكلم الأنبا أثناسيوس الأنبا يوساب مطران جرجا وقائم مقام بطريرك (البابا يوساب الثانى فيما بعد) فأسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون سنة 1944م . وسرعان ما التف الشباب المتدين الذين استهوتهم الحياة الرهبانية حوله وكان كثير منهم جامعيين الذين رأوا فى قداسة أبونا مينا مثلاً روحياً لهم ، ومن زهدوا العالم وزيفه فذهبوا إليه ليعلمهم طريق الحياة ، فاحتضنهم ورعاعهم فى محبة صادقة ، وتتلمذ العديد على يديه وهناك العديد من الرسائل التى أرسلها لهم أبونا مينا وما زال بعضا منهم يحتفظون بها حتى الآن , فترعرع الدير وازدهر، فبدأ أولاً بتعمير كنيسة الدير القائمة بداخله وعنما قام الأنبا أثناسيوس بتكريسها رسمه قمصاً وكلما كان البنيان الروحى يثمر فى نفوسهم البشرية كانت سرعان مباني الدير تعلوا وبنى أسواره المتهدمة بفضل تشجيع الغيورين الذين تسابقوا على رصد أموالهم أوقافا للدير , وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى , الكتاب السابع ص 23 : " وأعلن الآب الحنون مدى رافته بأن سمح للرهبان أن يكتشفوا جسد النبا بسادة أحد الأساقفة الذين أستشهدوا خلال إضطهاد دقلديانوس " وفي وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة الزورة , وأبتهج أهل المنطقة من الأقباط وخاصة أهل الزورة ودير الجرنوس .. وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف الأسبق رتبة الأيغومانس (القمصية) الذي قال يومها "أشكر إلهي الذي خلق من الضعف قوة كملت به نعمته في الابن المبارك القمص مينا وأتم هذا العمل العظيم" ومنح الراهب الصغير نعمة الكهنوت وصار الراهب مينا الصغير وكيلاً لأبونا مينا أثناء فترة وجوده فى القاهرة , وكان أثنائها يتبادلان الرسائل بخصوص إحتياجات الدير والخدمات الروحية . + وعندما أصبح أبونا مينا بطريركاً بأسم الأنبا كيرلس السادس , وفى أول أجتماع للمجمع المقدس فى شهر ديسمبر 1959م وبحضور 18 مطرانا وأسقفاً وبتأييد باقى اعضاء المجمع الأساقفة السبع الذين لم يتمكنوا من الحضور أصدر المجمع قراراً بالإعتراف بدير القديس الأنبا صموئيل وإعتباره من ضمن الأديرة القبطية راجع الأسقف إيسوذورس - كتاب الخريدة النفيسة - فى تاريخ الكنيسة الجزء الثانى . + وعين البابا كيرلس تلميذه القمص مينا الصغير رئيساً للدير , وظل القمص مينا الصغير يخدم الدير حتى عندما جلس البابا شنودة رئيساً للدير فأقامه البابا شنودة أسقفاً للدير فى عام 1985م .. وأستمر أبونا مينا الصغير أسقفاً للدير إلى يوم نياحته فى 3 أبريل 1989م .. فأقام قداسة البابا شنودة نيافة الأنبا باسيليوس أسقفاً للدير فى 26 مايو 1991م . موكب الخدام وكان أبونا مينا المتوحد الشمعة المضيئة التى يرى الشباب من بذله وطريقة خدمته طريق الرب يسوع إلى الملكوت , فكانوا يذهبون إليه ويقيمون عنده ويخدمون معه , وأختار كل واحد منهم طريقاً مختلفاً , فمنهم من أراد أن يكرس خدمته كراهباً إذ إشتاق إلى حياة الفضيلة بعيداً عن العالم , ومنهم من قبل تكريس خدمته فى الكهنوت وخدمة الشعب , والآخرين أستمروا فى خدمة القرية التى بدأت من كنيسة مار مينا هذه الفئات كونوا عمالقة الخدمة فى الجيل التالى وحملوا مشعل الروح لينطلقوا فى سباق مع الزمن ليكسبوا على كل حال قوم وهم :- ** نظير جيد (قداسة البابا شنودة الثالث) وقد قال عنه : " كنت أعرف أبونا مينا منذ عام 1948م , وسكنت فى بيته بمصر القديمة بين عامى 1950 و 1951م .. كنت أحب فى ابونا مينا الطيبة والتعبد والهدوء " راجع كتاب الأقباط فى وطن متغير تأليف غالى شكرى ** سعد عزيز (المتنيح الأنبا صموئيل الذى قتل فى حادث المنصة الشهير وكان أسقف الخدمات العامة) ويقول الأنبا صموئيل فى مذكراته : " ذهبت مع يوسف أسكندر إلى ابينا مينا المتوحد بمصر القديمة بعد القداس عرضنا عليه فكرة نيتنا فى الذهاب إلى دير الأنبا صموئيل , فرحب وطلب أن نمكث معه فى الكنيسة إلى أن نتعلم بعض النظم والمردات الكنسية , ثم بعد العيد نذهب إلى الدير ,, وفى يوم الخميس 18/ 3/ 1948م بدأت أبيت فى الحجرة التى خصصت لى بجوار قبة الهيكل حيث أبدأ حياة التكريس بنعمة الرب , الذى أثق أنه سيدربنى على البر والفضيلة , وينمى إيمانى ومحبتى والرجاء ويرشدنى إلى ما يجب حسب مسرته السرمدية .. " راجع كتاب أصدقاء الأنبا صموئيل - بدايات فى حياة ألأنبا صموئيل + عبد المسيح بشارة (نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف ) + يسطس الدويرى (المتنيح الأنبا ديسقوروس أسقف المنوفية) + سليمان رزق (المتنيح نيافة الأنبا مينا أفامينا) + يوسف أسكندر (الأب متى المسكين) + ظريف عبداللة (المتنيح القمص بولس بولس) + وهيب زكى (المتنيح القمص صليب سوريال) وكتب المتنيح القمص صليب سوريال عن تشجيع أبونا مينا المتوحد فى حياتهم كخدام فقال : " وفى كل هذه الخطوات كان مرشدنا ومعلمنا وأب أعترافنا جميعاً كخدام فى مدارس الأحد بالجيزة رجل الرب المختار أبونا مينا المتوحد , نتردد عليه ونأخذ مشورته وننال بركة صلواته , وكان إرشادة بركة عظيمة من الرب يسوع , من بها علينا فى وقت صعب فيه المشورة الإلهية التى تحتاج إلى رجل صلاة , وكأن السماء وهبته لنا نهرع إليه فنجد فى نصائحة الثمينة ما يشجعنا ويبعث فينا الأمل فلا يطفئ سراج رجائنا فى خدمة الرب " القمص صليب سوريال - الكتاب الأول - سيرته الذاتية + الأستاذ ميخائيل أفندى إبراهيم وقد كان مرتبط بأبونا مينا المتوحد منذ ان عرفه فى عام 1948 م وحتى سيامته كاهنا على كنيسة العذراء أم النور بكفر عبده وهو الأب الطوباوى الذكر المتنيح " القمص ميخائيل إبراهيم "
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:41 am | |
| أبونا مينا المتوحد ينشئ كنيسة مار مينا كنيسة على أسم مارمينا ولما لم يتمكن أبونا مينا أن ينفرد في برية مار مينا بصحراء مريوط , وكان صديقاً للقمص داود مرقس وتعرف أيضاً على أبينا قلاديوس كاهن كنيسة السيدة العذراء ببابلون الدرج فقضى فترة حياته الأولى بعد ان نزل من المقطم بين هاذين الصديقين فصمم على بناء ولو كنيسة صغيرة باسم شفيعه العجائبى تكون مناره للهداية . وكان لايملك ثمن متر واحد .... ويروي أيضا المهندس يوسف قائلا : في إحدي زياراتي لأبونا مينا في دير الملاك القبلي ، كان قداسته واقفا علي سطح الكنيسة ، ينظر للأراضي التي أمامه وقال لي : " الأرض دي مارمينا عايزها عشان يبني عليها كنيسة ... وصاحبها مسافر وعايز يبيعها بتلاتة جنيه المتر ... غالي .." ، فقلت في نفسي " ده معهوش ثمن متر واحد ... إزاي هيشتري هذه الأرض ..." ، وفي الأسبوع التالي قال لي : " مش الراجل صاحب الأرض ... رجع من السفر ة ولما عرف أن مارمينا عاوزها .. قال ها أعطيهلكم ... باتنين جنيه للمتر ... وكانت فيه واحدة ست واقفة معها المبلغ ودفعته في الحال ..". واشتري قداسته الأرض وبني الكنيسة ، وبدأ في كل سنة يضيف إليها شيئا فشيئا ، وبني أيضا بيتا للطلبة المغتربين من كتب طريق الفضيلة 1994 وبالفعل بمعونة الرب أقام الكنيسة فى مصر القديمة - ومن المنح والهبات والهدايا المتواضعة التي كان يعطيها له أفراد الشعب الذين أحبوه وعرفوا طريق الرب وكانوا يقصدونه طالبين الصلاة للشفاء من العلل وغيرها , وفكر هو ومحبيه فى شراء أرض يقيم عليها كنيسة بإسم الشهيد الشاب الباسل وأيضاً مكاناً لسكنه فإشتروا 500 متر مربع . وفى سنة 1949م استطاع ببركة ربنا يسوع أن يبنى قلاية له وكنيسة باسم حبيبه وشفيعه مارمينا وقد رسم الكنيسة وخطط لها المهندس الأرثوذكسى الصميم حنا نسيم والمهندس حنا نسيم هو الذى خطط ورسم كنيسة مار مرقس بشارع كيلوباترا بمصر الجديدة وكان من اكبر المساهمين فيها . وكان يستقبل فيها الشباب الجامعي المغترب وعزم على التوسع في البناء فأقام داراً للضيافة ليقيم فيها هؤلاء الشباب مقابل قروش زهيدة , وقد بنى غرفة فوق السطح للناسك المتوحد أبونا مينا وأقيمت فى مواجهة الكنيسة سلسلة من الغرف نصفها لتعليم أولاد الحى الفقراء الحرف البسيطة كالحدادة والسباكة والنجارة ونصفها الثانى للطلبة المغتربين وفى هذه الفترة عاود إصدار مجلة ميناء الخلاص . وعندما أكتمل البناء ذهب الأنبا اثناسيوس ومعه الأنبا آبرآم (مطران الجيزة) وقاما بشعائر التكريس المقدسة , وبدأ الناس يتوافدون على هذه الكنيسة وسعد الشباب بالعشرة الإلهية لأن المكان أختبروا فيه العشرة مع الرب يسوع وأبعدهم عن أجواء العالم الصاخب وجعلهم ينمون فى روحانية عميقة حتى خرج الكثيرون من هذا المكان المتواضع ليسوا حاملي الشهادات العلمية من جامعاتهم فحسب بل أنهم تركوا العالم وأصبحوا رهباناً أتقياء بعد أن تدربوا على حياة الفضيلة والزهد وحياة الصلاة الدائمة والسهر حيث كانوا يشاهدون معلمهم يستيقظ كل يوم مع منتصف الليل ليبدأ الصلاة وقراءة فصول الكتاب على ضوء مصباح صغير داخل حجرته المتواضعة . وقبل أن يطرق الفجر أبوابه اعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ، ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان، ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين ، ثم يقطعه أحجاماً متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلو المزامير حتى يفرغ منه، وعرقه يتصبب، ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلو صلاة التسبحة، ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلى قلايته ومكتبته وخدمته ، وهكذا كانت حاجاته وحاجات الذين معه تخدمها يداه الطاهرتان ، يغسل ثيابه لنفسه ويطبخ ويخدم الجميع. | |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:42 am | |
| المعجزات الإلهية لم تقتصر على الأقباط فقط ذكرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى قصة الكنيسة القبطية ايريس حبيب المصرى الكتاب السابع ص 25 معجزتين أولهما مع سيدة مسلمة من آل الشريعى بسمالوط اصيب أبنها بخراج فى اذنه اليمنى وأكد الطبيب ضرورة إجراء عملية جراحية وحدد لها الميعاد ايضا! , وفى اليوم السابق للعملية كانت راكبة الترومواى (وسيلة من وسائل النقل تتحرك بالكهرباء وتسير على قضبان حديدية) وشاء الرب ان تجلس إلى جانب جار قبطى , فلما رأى الهم بادياً عليها عرض أن يستصحبها إلى القمص مينا المتوحد فرحبت بالفكرة , ولما قابلاه غمس قطعة قطن صغيره فى زيت القنديل المضاء أمام أيقونه مارمينا وقال لها : " ضعى هذه القطنة فى اذن أبنك وبنعمة الرب لن يحتاج إلى عملية " وأطاعته عن ثقة ولما استصبحت أبنها إلى الطبيب فى اليوم التالى أبدى دهشته إذ وجد الأذن سليمة تماماًَ - وقد ظلت هذه السيدة محتفظة بصورة القمص مينا فى حافظة نقودها طول حياتها . والمعجزة الأخرى مع سيدة بروتستانتية من عائلة تكلا ببهجورة كانت عاقراً : فقصدت القمص مينا ليصلى لها : وبعد الصلاه على رأسها قال لها : " بإذن الرب زى اليوم يكون عندك مينا " فلما تحقق رجاؤها ذهبت لتشكره وسألته : " تصلى لى علشان طفل تانى " فإبتسم إبتسامه حلوة وقال : " بمشيئة الرب يكون عندك دميانه برضه زى اليوم وكفاية كده " وتهللت السيدة فرحاً وقالت : " الحق معاك .. كفاية كده" إرادة الرب أولاً واخيراً وتذكر المؤرخة ايريس حبيب المصرى عن حادثة عائلية فقالت : كان لى عم أسمه لمعى حنين المصرى (كان ضابط مباحث ) مرض وظل مريضاً لفترة طويلة يتزايد عليه المرض , فرأى قريب له يحبه كثيراً أن يطلب إلى القمص مينا الذهاب إليه للصلاة فوق رأسه و ولبى رجل الرب يسوع الطلب , وخلال الصلاة طلب كوباً من الماء صلى عليه , وقرب نهاية الصلاة إنشرخ الكوب , وفى طريق العودة قال لقريبى الذى صحبه : " إن إرادة الرب هى أن ينتقل لمعى إلى فردوسه" وما هى إلا ايام إلا وإنتقل عمى بعدها وتعلق المؤرخة أيريس حبيب المصرى وتقول وفى هذه الحادثة علامة على أن الرب يستجيب , أنه يصغى لطلباتنا ويجيب عليها ولكن إجابته ليست بالضرورة كما نشتهى . كان مثالاً فى الزهد والنسك وتقشف المعيشة ( الدقة ) يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلى : " كان ابونا مينا المتوحد لا يهتم بما لنفسه .. فلا يهتم بما يلبس أو بما يأكل .. أكل أو لم يأكل .. كله عنده سيان .. كان يأكل الخبز بالدقة والكمون أو الملح ويقول : " يا سلام ده شهد .. ده عسل " ودائماً شاكراً الرب على كل حال . وذكرت أحدى السيدات أن أمها كانت تقوم بإعداد الدقة وتحملها إلى أبونا مينا المتوحد فى الطاحونة , فكان دائماً يوصيها قائلاً : " أوعى تحطى سمسم فى الدقة " وقال أحد احباء البابا كيرلس : " أنه حدث أن إستقبل البابا أحد رجال الدين الأجانب بغرفته الخاصة بالكاتدرائية بكلوت بك , ورأى هذا الرجل أن غرفة قداسة البابا متواضعة جداً ولا تليق بأن يعيش فيها البابا فعرض على قداسته إستعداده بأن يقوم بفرشها بأفخم الأثاث وعمل ديكورات إذا اذن البابا .. فضحك البابا وشكره على محبته وقال له : " إن الغرفه بوضعها هذا لا تزال أحسن بكثير من مزود الحيوان الذى ولد فيه المسيح " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 23 - 25 محاولة خطف أبونا مينا المتوحد بعد ترشيحه للبطريركية تحت عنوان حاول خديعة البابا روى أحد الرهبان كتاب معجزات البابا كيرلس الجزء 9 إصدار أبناء البابا كيرلس السادس - مكتبة مارمينا 74 أ شارع شبرا بجوار بنك القاهرة ص 39 قائلاً : " فى أحد الأيام قبل الغروب , قال أبونا مينا المتوحد لأبنائه طالبى الرهبنة : أن شخصاً سيحضر طالباً الصلاة من أجل مريض , وأننى لا أرغب فى مقابلته , لذلك سأعتكف فى القلاية .. وعند حلول الظلام أقبل شخص , وأراد إصطحاب القمص مينا للصلاة من أجل مريض وأن المريض موجود فى سيارة بالقرب من السكة الحديد (سكة حديد حلوان قريبة من كنيسة مار مينا بمصر القديمة ) فطلبنا منه أن يحضرالمريض ما دام لا يبعد عن الكنيسة إلا مسافة قصيرة ويجلس فى سيارة, ولكنه رفض مصراً أن يصطحب معه أبونا مينا متعللاً بأن المريض لا يمكنه مغادره السيارة لشدة مرضه , ثم دخل فناء الكنيسة , وأخذ يبحث عن السلم المؤدى إلى قلاية أبونا مينا , والغريب أنه لم يهتدى إليه بالرغم أنه كان أمام عينه ولم يره . وفى النهاية أنصرف الرجل , وقد تبعه أحدهم ( من طالبى الرهبنة) - إذ تشكك فى صحة الرواية التى سمعها من الرجل - ووجد الرجل يكلم رجال آخرين يقفون حول السيارة وليس بينهم مريض غير قادر على الحركة كما أدعى , فعاد وأخبر اباه الروحى بما رأى . مرت سنوات طويلة .. ورسم أبونا مينا بطريركاً , وأتاه أحد الأشخاص باكياً , يشكو الفاقة , ويطلب المساعدة , وأعترف له بأنه كان واحداً من الذين توجهوا إلى كنيسته بمصر القديمة لأختطافه فى السيارة بتحريض من شخص كان يعمل خادما بالبطريركية , ولكنه للأسف كان ذا نفوذ .. وسطوة .
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:43 am | |
| إختيار أبونا مينا ليكون بابا بأسم الأنبا كيرلس السادس الـ 116 بعد نياحة البابا يوساب الثانى تم إختيار الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائم قام بطريرك : وكان المجمع المقدس يتكون وقتها من الاباء الآتى ذكر أسماؤهم : - 1- نيافة الأنبا أغابيوس مطرانية ديروط وصنبو وقسقام (1929م- 1964م) 2- نيافة الأنبا ساويرس مطران المنيا ( 1930 م - 1965 م ) 3- نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب ( 1930 م - 1965 م) 4- نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط ( 1931 م - 1969 م) 5- نيافة الأنبا كيرلس مطران قنا وقوص ( 1931 م - 1965 م ) 6- نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا (1934 م - 1980 ) 7- نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط 8- نيافة الأنبا متاؤس مطران الشرقية ( 1946 م - 1975 م) 9- نيافة الأنبا يؤنس مطران الخرطوم وجنوب السودان ( 1947 م - 1968 م) 10- نيافة الأنبا كيرلس مطران البلينا ( 1948 م - 1970 م ) 11- نيافة الأنبا باخوميوس أسقف الدير المحرق ( 1948 م - 1964 م) 12- نيافة الأنبا ارسانيوس أسقف دير الأنبا بولا ( 1948 م - 1964 م ) 13- نيافة الأنبا ثيؤوفيليس أسقف دير السريان (1948 م - 1989 م) 14- نيافة الأنبا يؤنس مطران الجيزة والقليوبية وقويسنا ( 1949 م - 1963 م) 15- نيافة الأنبا أبرآم مطران الأقصر وأسنا وأسوان ( 1949 م - 1974 م ) 16- نيافة الأنبا الأنبا مكاريوس أسقف دير البراموس ( 1949 م - 1965 م ) 17- نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية ( 1951 م - 1981 م) 18- نيافة الأنبا آبرآم اسقف الفيوم ( 1951 م - 1986 م ) 19- نيافة الأنبا باسيليوس أسقف دير الأنبا بيشوى ( 1951 م - 1963 م) 20- نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة ( 1952 - 1981 م ) 21- نيافة الأنبا بطرس مطران أخميم وساقلتة ( 1952 م - 1978 م ) أستمرت مناقشات الكنيسة ممثلة فى المجمع المقدس للكنيسة والمجلس الملى لمراجعة مسألة إختيار البطريرك وكانت تدرس كل شروط ومواصفات والقوانين والنظم بكل عناية وأهتمام , وتباينت الآراء واختلفت الإتجاهات بين مؤيد ومعارض , ولكن كان نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك رجلاً طوباوياً محباً للكنيسة غيوراً عليها وكان أيضاً راعياً صالحا ورجلاً حكيماً ً وبحكتمة المعهودة عالج الموقف وضعت لائحة أنتخاب البطريرك الجديد على أن يكون من الرهبان وله اكثر من 15 سنة راهباً وعمره فوق 40 عاماً ومشهود له بالتقوى والقداسة والورع . وصدر القرار الجمهورى بأتخاذ الإجراءات فى الترشيح والإنتخاب ثم القرعة الهيكلية لتحديد الأنسان المختار لقيادة شعبه . المرشحون شكلت لجنة لترشيح وقبول وفحص كافة التذكيات المقدمة وأختيار خمسة مرشحين فقط , واللجنة التى شكلت برئاسة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك وعضوية الآباء والأراخنة الآتى اسماؤهم : - 1- نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط . 2- نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب . 3- نيافة الأنبا مرقس مطران ابو تيج وطهطا . 4- نيافة الأنبا كيرلس مطران البلينا . 5- نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة . 6- نيافة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم. 7- نيافة الأنبا ثيؤفيليس أسقف دير السريان . 8- نيافة الأنبا باسيليوس أسقف دير الأنبا بيشوى . 9- الأستاذ / مريت غالى . 10- الأستاذ / نجيب أستينو . 11- الأستاذ / حلمى بطرس . 12- الأستاذ / عزيز مشرقى . 13- الأستاذ / كامل المصرى . 14- الأستاذ / راغب حنا . 15- الأستاذ / كامل أسحق أبادير . 16- الأستاذ / كمال رزق . 17- الأستاذ / ايوب فرج . يقول الكتاب المقدس "أعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم" أر 3 : 15 .إن اختيار قداسته يدعو إلى العجب. فقد كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة 2 نوفمبر 1957م. أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب . وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل ، أجمع الرأي على تنحى الخامس، فتقدم السادس وأصبح الخامس، ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم، وبعد التشاور والتفاهم أصدرت اللجنة قراراً يوم 3 مارس سنة 1959 (24بابه سنة 1675 ش) بتحديد يوم الجمعة 17 أبريل لأنتخاب ثلاثة من بين المرشحين ففاز القمص دميان المحرقى والقمص أنجليوس المحرقى والقمص مينا البراموسى فكان أخرهم ترتيباً أيضاً في أصوات المنتخبين. وبقى إجراء القرعة الهيكلية في 19 أبريل 1959م . ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة. وقدموا إلى اللجنة تذكيات لكثيرين من ألاباء والرهبان التقياء كمرشحين للكرسى البطريرك , اما أبونا مينا البراموسى المتوحد فلم يتطلع إلى الترشيح وتقديم تذكية بأسمه , ولكن نيافة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك كان يعرفه جيداً ويحبه فقدم تذكية باسمه قبل أغلاق باب الترشيح بيوم واحد ثم دارات المحادثة التالية : - حنا يوسف عطا للة - القس رافائيل أفامينا - مذكراتى عن حيتة البابا كيرلس السادس .. وراجع 25 عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 21 نيافة الأنبا اثناسيوس : لماذا لم تقدم تذكية لترشيح نفسك يا ابونا مينا ؟ ابونا مينا : يا سيدنا حفظ الرب حياتك . الرب يختار الراعى الصالح الذى يرعى شعبه ببر وطهارة قلب . نيافة الأنبا اثناسيوس : كان لا يجب ألا يفوتك هذا الواجب . ابونا مينا : من أنا الدودة الصغيرة حتى أتطلع لهذه المهمة الخطيرة , وأحمل هذه الأمانة العظمى التى تعطى لمن يختاره الرب وليس لمن يشاء أو يبغى . نيافة الأنبا اثناسيوس : لكن ما زلت انتظر منك الجواب , لماذا لم تقدم تزكية ؟ وتترك الرب يدبر ما يشاء ! ابونا مينا : يا سيدنا آبائى الرهبان كثيرون , وتقدموا بتزكياتهم وكلهم أهل لهذا المنصب الخطير . نيافة الأنبا اثناسيوس : يا ابونا مينا أنا قدمت تزكية بأسمك فى الوقت المناسب . ابونا مينا : حفظ الرب حياتك يا سيدنا , رايح يروح فين الصعلوك بين الملوك . نيافة الأنبا اثناسيوس : الرب يرفع الفقير من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه . ابونا مينا : دامت حياتكم يا سيدنا والرب يدبر .
وبعد أن أجتمعت لجنة الترشيحات لكافة التزكيات المقدمة وبعد عدة أجتماعات ومناقشات تم قبول كل من ألاباء الاتى أسماؤهم : - 1- القمص دميان المحرقى . 2- القمص تيموثاوس المحرقى . 3- القمص أنجليوس المحرقى . 4- القمص مينا انطونى . 5- القمص مينا البراموسى المتوحد . وفى 3 مارس سنة 1959 م أصدرت لجنة الترشيحات والفرز لكافة التزكيات قراراً بتحديد يوم الجمعة 17 ابريل 1959 م لأنتخاب ثلاثة من الرهبان الخمسة المرشحين للبطريركية . لجنة للأشراف على الإنتخابات وفرز أصوات الناخبون لتصفية المنتخبين من خمسة إلى ثلاثة : - رئاسة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك وعضوية الآباء والأراخنة الآتى اسماؤهم :- 1- نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة . 2- نيافة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم. 3- نيافة الأنبا ثيؤفيليس أسقف دير السريان . 4- الأستاذ / كامل المصرى 5- الأستاذ راغب حنا . 6- الأستاذ ونيس فلتس . 7 - الستاذ إبراهيم مينا نصار . 8- الستاذ عدلى عبد الشهيد . 9- الستاذ ميشيل نقولا . 10 الدكتور كمال رزق . 11- الدكتور أيوب فرج . 12 - الدكتور ناثان أقلاديوس . وفى الصباح الباكر يوم 17 ابريل توافد الناخبون الذين لهم حق الإنتخاب جميعاً وسجلوا أسماؤهم فى مقر البطريركية بالكنيسة المرقسية الكبرى للإدلاء بأصواتهم وبعد غلق صناديق الإنتخابات يدأ فرز الأصوات وسجلت النتائج كما يلى :- الأول : القمص دميان المحرقى وحصل على 324 صوتاً . الثانى : القمص أنجيليوس المحرقى وحصل على 319 صوتاً . الثالث : القمص مينا البراموسى المتوحد وحصل على 280 صوتاً . أما القمص تيموثاوس المحرقى فقد حصل على 229 صوتاً , والقمص مينا ألنطونى حصل على 80 صوتاً . وعلى هذا فقد تم أختيار الثلاثة الذين حصلوا على أعلى الأصوات . تواضعه أثناء إنتخابه أراد الصحفيين أن يلتقطوا لأبونا مينا المتوحد صورة ليضعوها مع صور المرشحين للبطريركية فأسرع وأخفى وجهه بالشال وأما الذين لا يفهمون فإستهزأوا به قائلين : " أبو طرحة ده هايعمل أيه... ! ؟ " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 29 الإختيار الإلهى ويوم الأحد الموافق 19 ابريل 1959 م هو يوم إجراء القرعة الهيكلية , فقام الشعب القبطى بجميع طوائفة والأراخنة والأساقفة بإقامة صلوات القداس الإلهى من أجل إختيار البابا البطريرك . ووضعت أمام الهيكل أربعة ورقات فى مظروف كبير ثلاثة بها أسماء الآباء الثلاثة المرشحين والرابعة باسم السيد المسيح ثم ختم بالشمع ألحمر ووضع المظروف على المذبح المقدس , وبعد إنتهاء صلاة القداس قان المتنيح الانبا اثناسيوس قائم مقام البطريرك بفتح المظروف أمام الشعب وأحبار الكنيسة , واختير طفلاً صغيراً ليسحب ورقة واحدة . وراقب الجميع فى سكون يد الطفل وهى تمتد داخل المظروف وأخرج ورقة فكانت باسم القمص مينا البراموسى المتوحد , وهنا دقت أجراس الكنائس وهلل الشعب لأختيار هذا الآب الطوباوى المبارك الممتلئ من نعمة الروح القدس أبونا مينا . وترقب الشعب القبطى فى انحاء البلاد أختيار البابا من خلال إذاعة القداس الإلهى وإجراءات القرعة الهيكلية , وساعة خروج الورقة المختارة وقراءة اسم الأب الناسك والعابد حبيب المسيح وصديق القديسين ابونا مينا البراموسى دقت اجراس مصر كلها فى وقت واحد أعلانا ببدء عهداً جديداً .
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:44 am | |
| أعمال البابا كيـــرلس السادس بدأ البابا كيرلس السادس رجل الصلاة والمعجزات بتطوير الكنيسة وإخراجها من العصور الوسطى بعدة إجراءات هادئة وأهمها رسامة أساقفة أكفاء . البابا كيرلس يختار كفاءات من الرهبان الجامعين ليصبحوا اساقفة أبونا مينا المتوحد ( البابا كيرلس السادس) شجع الشباب المثقف الحاصلين على مؤهلات جامعيه أو أعلى منها ومن
خدام مدارس الأحد وأولاده فى دير مار مينا على الرهبنة , وقد أقام رهباناً منهم فى دير الأنبا صموئيل ولكن لظروف خاصة ذهب بعضهم غلى دير السريان والبعض الآخر دير البراموس . وقد سجل بقلمه تأثير الجهل وعدم الثقافة على ضعف الرهبنة , وقد شعر بالفرح الشديد عندما أرشد الرب يسوع المتنيح البابا يؤنس الـ 19 فى أنشاء المدرسة اللاهوتية للرهبان بحلوان وقد أقام ميخائيل مينا رئيساً لها . وعندما كان البابا كيرلس كاهنا بأسم أبونا مينا المتوحد كتي رسالة إلى المجلس الملى يطالبهم بأن يعملوا لصالح الطنيسة بإرسال سبعة رهبان إلى البعثات اللاهوتية فى اليونان بدلاً من أرسال راهب واحد فقط كتاب ينبوع تعزية - القس الراهب رافائيل أفا مينا ولم يكن أبونا مينا يشجع الجيل الجديد على الرهبنة والإنخراط فى الخدمات الكنسية للشعب القبطى المختلفة وإنما كان يتابعهم كأولاداً صغاراً يحتاجون إلى الخبرة والروحانية وكان يكتب لهم الرسائل ويتابع مراسلاتهم بالرغم من بعده عنهم وكان من خلالها يدربهم ويعلمهم على حياة الرهبنة التى سلك كل دروبها وطرقها العديدة من قبل وكان يؤسس تعليمه على تعاليم الاباء الأولين القديسين وكان دائماً موجود عندما يسألونه عن إختباراته الروحية ويرشدهم ويسجل كلماته لهم عبر الرسائل , وكان يشعر أنه مسئولاً عنهم , ويسعى لإعدادهم بصورة أصلية وعميقة وكان واسع الأفق حينما جهزهم لمستقبل خدمة الشعب القبطى .. فغختار مب بينهم ليكونوا فى سكرتاريته , كما أقام أساقفة منهم ليقودوا العمل الرعوى الذى تفتقر إليه كنيسة الرب ولما كان الإختيار لأكثر الكفاءات والأكثر روحانية فقد كانت الثمار هى الريادة والصحوة الكبرى, ولأول مرة فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتم أنشاء أسقفيات على فكرة عامة مثل التعليم والخدمات وبهذا كان التغيير الذى نشهده الآن ونذكر من هؤلاء الأساقفة الأجلاء :- المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس , المتنيح الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف , وسيم الأنبا شنودة أسقف التعليم فى 30 سبتمبر 1962م (أصبح قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد) , وسيم المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة (تنيح فى حادث المنصة عند أغتيال السادات وقد أغتاله اعضاء العصابة الإسلامية الجهاد فى حادث المنصة الشهير) , الأنبا دوماديوس مطران الجيزة . المتنيح العلامة الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى والدراسات العليا فى 15 مايو 1967 م (الذى يقال انه أوريجانوس العصر الحديث) , المتنيح الأنبا أندراوس أسقف دمياط ودير القديسة دميانة , المتنيح الأنبا اغابيوس أسقف ديروط وصنبو وقسقام . وفى عهده قامت أسقفية الخدمات والأنبا صموئيل بالخروج إلى العالم وبأنشطة داخلية لم يحدث لها مثيل من قبل ورتبت خدمات القرى , وانشأت منشآت المعاهد فى منطقة مصر القديمة وعزبة النخل لتعليم الصغار الحرف وغيرها من المهن اليدوية للعائلات الفقيرة . وقال البابا شنودة عن الفكر التقدمى للبابا كيرلس السادس : " .. كان البابا كيرلس السادس يعمل حساباً قبل أى قرارا يتخذه للمطارنة والأساقفة الذين يرفضون التجديد - ولكن فى سبتمبر 1962 م تغير هذا الموقف من جانب الأنبا كيرلس الذى لم يكن رسم أساقفة من أبنائة (يقصد تلاميذه فى الرهبنة) بعد .. فأقدم على رسامة ثلاثة أحدهم على إيبارشية بنى سويف , والثانى للخدمات العامة , وكنت الثالث للتعليم , وكانت هذه المرة الأولى التى يرسم فيها أساقفة بلا إيبارشيات , وكانت رسامة أساقفة عموميين متفرغين للخدمات والتعليم أمراُ جديداً وهم بمثابة سكرتارية للبابا بدرجة أسقف , ولا شك أن رسامة أساقفة عموميين مبدأ ناجح وكذلك تقسيم الإيبارشيات مبدأ ناجح أيضاً راجع كتاب غالى شكرى - الأقباط فى وطن متغير ولم يقتصر البابا كيرلس السادس على أنشاء أسقفيات مبنية على أفكار أو تقسيم إيبارشيات ذات مساحات كبيرة قد تضم محافظتين مثل إيبارشيتى الجيزة والقليوبية وإيبارشية الدقهلية ودمياط إلا أنه أنشأ ايضاً إيبارشية جديدة فى حلوان , كما قام البابا كيرلس السادس بسيامة بعض الكهنة الذين أعطوا دفعات كبيرة فى الخدمة مثل سيامة المتنيح القمص بيشوى كامل على كنيسة مار جرجس باسبورتنج , ومعه القمص قنسطنطين نجيب على كنيسة مار جرجس بباكوس يوم 2 ديسمبر 1959م وذلك بيد المتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية راجع كتاب قيثارة الكنيسة النبا بنيامين مطران المنوفية - بقلم امير نصر . وبعد اربعة أيام أى فى يوم 6 ديسمبر 1959م كانت سيامة القمص ميخائيل داود على كنيسة العذراء بروض الفرج - شبرا أين هم من قاوموا خدمته ؟ لم يكن طريقة مفروشاً بالورود كما يظن الكثيرين فقد كان مطارنة وأساقفة المجمع المقدس القدامى لم يكونوا على درجات عالية من التعليم وعندما بدأ البابا كيرلس فى رسامة أساقفة متعلمين وحاصلين على شهادات جامعية لدرجة أن منهم الأنبا باسيليوس مطران القدس الذى حصل على درجة دكتوراه وهى أعلى درجة فى الدراسات العليا المتقدمة وغيره من الآباء الأساقفة , إجتمع بعض الأساقفة والمطارنة القدامى بهدف عزل البابا أو إيقافه ورأوا أن أنهم إذا عرضوا هذا الأمر على المجمع وهو مجتمع فلن يفوزا بما يبغوه , وتحمس ثلاثة من الأساقفة لجمع التوقيعات على إنفراد فذهب إثنان منهما إلى الصعيد وقطعا تذكرة درجة أولى فى القطار وهى العربة التالية للجرار (ماكينة القطار التى تشد العربات التى خلفها ) وفى الطريق إذا ببعض الفلنكات القديمة لم تحتمل مرور القطار فإنقلب القطار الذى أستقله الأسقفين وكان نتيجة إندفاع القطار بسرعة ان ركبت جميع عربات القطار فوق العربة الأولى وماتا الأسقفين ميتة شنيعة وقد نشرت جريدة الأخبار هذا الخبر . أما الثالث فقد كلف بجمع التوقيعات فى الوجه البحرى وذهب إلى بعض الأساقفة وأخذ فعلاً توقيعاتهم ووصلت هذه الأخبار إلى البابا وكان فى الأسكندرية , فترك المدينة وذهب إلى دير مار مينا ودخل على المقصورة وهو حزيناً وقال له بصوت عال : " يا مار مينا أنا موش جايلك تانى ديرك إن لم تحل هذه المشكلة " وكان الأسقف مريضاً بالسعال وأعطاه الدكتور زجاجة ليشرب منها حتى تهدئ هذا السعال فكان يضع الزجاجة بجانب السرير , وفى يوم من الأيام كان خادم القلاية التى يسكنها هذا الأسقف يرش المكان ضد الحشرات والصراصير (إسمها فى ذلك الوقت بوليس نجدة ) ونسى ووضعها بجانب زجاجة الكحة وفى الليل شرب منها الأسقف بدون أن يدرى ووجدوه فى الصباح قد أسلم الروح ونشرت أيضاً الصحف هذا الخبر فى وقتها . زياراته الرعوية بدأ البابا كيرلس السادس زياراته الرعوية بالأسكندرية فى 25 مايو 1959 م - فقام بزيارة جميع الكنائس وكان يطمئن على احوالها والتعرف على إحتياجاتها , وقام ايضاً أثناء وجوده بالقاهرة بزياره كنائسها .. أما بالنسبة للإيبارشيات فقد زار : السويس الشرقية - الدقهلية - الغربية - المنوفية - الجيزة - القليوبية - بنى سويف - المنيا - أسيوط .. وأقام الصلوات والقداسات الإلهية فى كنائس الإيبارشيات مع الاباء المطارنة والأساقفة وكانت أجراس الكنائس تدق بوصوله وكانت رناتها تعلن فى كل كنيسة عن العهد الجديد . وعندما كان يعلم الأقباط بزيارة باباه كانت الجموع تتدفق وتزدحم على محطات السكك الحديدية لإستقبال قداسته بالفرح والتهليل والتراتيل . خدمات للصلاة فى الكفور والنجوع أهتم البابا كيرلس السادس بالمناطق البعيدة عن أماكن الكنائس والتى تحتاج غلى رعاية متميزة ومتواصلة وفى مقدمتها خدمة "المذابح المتنقلة" وبهذه الخدمة أستطاع الألوف من القباط من سكان المناطق البعيدة والنائية أن يحضروا القداسات والصلوات والتناول من الأسرار المقدسة . أسقفيات لمختلف الخدمات الكنسية وقد كان البابا كيرلس قد أنشأ مكتباً للخدمات الإجتماعية وعهد برئاسته إلى القمص ميخائيل الأبن البكر للقمص داود مرقس صديقه الفوى , وفى صيف سنة 1962 م ذهب القمص ميخائيل مندوباً عن الكنيسة القبطية إلى مدينة " بوسى ليحضر مؤتمراً مؤتمراً للخدمة الإجتماعية حيث تناقش المجتمعون : فة أن الخدمة يجب أن تشمل الجميع بلا تفرقة بين جنس ودين ولون , وحال إنتهائه , وبعد الإنتهاء من هذا المؤتمر ثم ذهب إلى باريس ليحضر مؤتمر " التعاون بين الرجل والمرأة " وتداول المجتمعون الحديث عن الأسرة المثالية والتشريعات الأسرية المعمول بها فى مختلف الدول .. وهل تتفق وكيان السرة وموقف الكنيسة من تحديد النسل , وقد خرجوا بقرار هو أن الرب يستهدف الخصوبة الروحية للأسرة فى المقام الأول . وقامت أسقفية الخدمات فى عهده فى خدمة الدياكونية فى القرى المحرومة والفئات المهمشة الذين لم يكن لهم احد ليذكرهم , وقامت لاحقاً هذه الأسقفية بإضافة خدمات للأحياء الشعبية الفقيرة وقدمت برامج التنمية المختلفة وركزت هذه البرامج على رفع عدد العاملين بهذه الأسر ومن هذه الأنشطة : مراكز تنمية الفتاة - محو المية - فتح مستوصفات طبية - التدريب المهنى - الحضانات .. الخ لمزيد من تفاصيل هذه الأنشطة راجع أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية - كتاب اليوبيل الفضى 1987م ولأول مرة فى تاريخ الكنيسة يؤسس البابا كيرلس السادس أسقفيات على فكرة وليست على أيبروشية لها شعب , وقد باغت القبط بهذه المفاجأة أذهلتهم وأفرحتهم , ففى عصر السبت 29 سبتمبر 1962م وقف أمامه الراهبان مكارى وانطونيوس (من دير السيدة العذراء - السريان) بناء على طلبه , وكانت المفاجأة إذ فوجئ كلاهما والحاضرين بوضع يد البابا الوقور يده على رأس كل منهما بالتتالى وبترديد الصلوات الخاصة بإلباسهما الأسكيم المقدس تمهيداً لرسامتهما أساقفة تبعاً للتقليد الكنسى القبطى , وفى صباح اليوم التالى فى حفل الرسامة كانت المفاجأة الثانية وهى رسامتها أساقفة فى حقل الخدمة , فرسم القمص مكارى أسقفاً للعلاقات العامة والخدمات الإجتماعية بأسم " الأنبا صموئيل " ورسم القمص أنطونيوس أسقفاً للإكليريكية والتربية الكنسية بأسم " الأنبا شنودة" وإستكمالاً للتقليد الكنسى أقيم صباح الجمعة 5 أكتوبر بتقليد الأسقفين الجديدين مهام كرامتهما فى مقر عملهما , وقد أناب قداسة البابا أنبا يؤنس مطران الخرطوم لتلاوة تقليد الأنبا صموئيل , وأنبا يؤنس مطران الجيزة لتلاوة تقليد الأنبا شنودة , وسار الأسقفان الجديان بصحبة المطرانين فى موكب كنسى من الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية إلى أرض الأنبا رويس , حيث أقيم فى المعهد العالى للدراسات القبطية حفل الستقبال وألقى أنبا يؤنس مطران الجيزة كلمة قال فيها : " أنه يعتبر هذا اليوم من الأيام السعيدة فى كنيستنا الحبيبة , ثم عن الرسالة العليا الموضوعة على كل منهما متمنياً للأسقفين الجديدين الإرشاد والتوفيق من الروح القدس . النهضة الروحية التى اثمرت فى عصره وامتدت حتى هذا اليوم وأنطلقت فى عصرة الخدمات الروحية وأمتلأت الكنائس بالشعب القبطى الذى وجد راحة فيها وكثر المصلين فى القداسات الإلهية - وفى الإجتماعات الروحية - الإفتقاد المستمر - نشاط كبير للتربية الكنسية - سهرات للصلوات روحية - إجتماعات لدراسة الكتاب المقدس - إجتماعات للشباب - إجتماعات للشابات - تعلم عدد كبير من الطفال والصبية والشباب للألحان الكنسية - بداية أعادة تعلم اللغة القبطية - الرحلات الدينية غلى ألديرة - التعليم الكنسى والعظات - خدمة الدياكونية - برامج الخدمات الإجتماعية - مشروع التمية المختلفة .. ألخ خدمة الأقباط فى بلاد المهجر فى عهد قاسة البابا كيرلس السادس هاجر الكثير من الأقباط تاركين مصر بسبب القوانين الإشتراكية التى أصدرها جمال عبد الناصر فى الستينيات من القرن العشرين وأضرت بمصالحهم فى الأعمال الحرة وضيقت على أرزاقهم وتجمعوا فى بلاد مثل أمريكا وكندا وأستراليا وأوربا وأفريقيا والدول العربية وغيرها من انحاء العالم وكان يتعهدهم بابوته وكثيراً ما كانوا يحضرون إلى مصر ويذهبون لزيارته وتعهدهم بأبوته ورعايته وابوته المعهودة , وحرص البابا كيرلس السادس على إرسال كهنة إلى أغلب هذه البلاد حتى لا يضيع الشعب القبطى فى وسط شعوب البلاد التى هاجروا إليها وكانت مهمتهم هو الإفتقاد وأقامة الصلوات والقداسات والخدمات والأنشطة المختلفة . وفى أول عام بعد سيامته أرسل القمص مكاريوس السريانى ( المتنيح نيافة الأنبا أثناسيوس أصبح مطران بنى سويف) إلى بعض دول شرق أفريقيا وكان قد سبق للمتنيح البابا يوساب أن سام فيها الأنبا مرقس - راجع القمص صموئيل تاوضروس - فى كتاب باباوات الكرسى الإسكندري | |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:46 am | |
| عودة رفات مار مرقس رسول المسيح لأرض مصر فى 8 / 5/ 1965 م قام البابا كبرلس السادس والآباء الأحبار نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ونيافة الأنبا كيرلس مطران قنا ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج ونيافة الأنبا صموئيل .. بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر فى منزله لدعوته لوضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الكبرى , وقد أعلن الرئيس أثناء الزيارة بمساهمة الدولة بمبلغ مائة ألف جنيه لبناء الكاتدرائية .
فى 24/ 7/ 1965م أثناء إحتفالات بعيد الثالث عشر لثورة يوليو .. إحتفلت الكنيسة بوضع حجر الأساس للكاتدرائية فى أرض الأنبا رويس . فى الصورة المقابلة البابا كيرلس السادس والمذبح الذى أهدته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكتب المتنيح ألعلامة الأنبا غريغوريوس عن موضوع رفاة مار مرقس الرسول فى جريدة وطنى يوم الأحد جريدة وطنى 25 /6/2006م السنة 48 العدد 2322 فقال : " في روما-الفاتيكان في يوم 15 من بؤونة من عام 1684 للشهداء الاطهار,الموافق السبت 22 من يونية لسنة 1978 لميلاد المسيح,وفي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس,وهو المائة والسادس عشر في سلسلة باباوات الكرازة المرقسية,تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية,من يد البابا بولس السادس بابا روما في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان. وكان الوفد مؤلفا من عشرة من المطارنة والأساقفة (بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين) وثلاثة من الأراخنة.أما المطارنة والأساقفة فهم علي التوالي بحسب أقدمية الرسامة:الأنبا مرقس مطراس كرسي أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها ورئيس الوفد,والأنبا ميخائيل مطران كرسي أسيوط وتوابعها,والأنبا أنطونيوس مطران كرسي سوهاج والمنشاة وتوابعها,والأنبا بطرس مطران كرسي أخميم وساقلتة وتوابعها,والأنبا يوحنس مطران كرسي تيجري وتوابعها بأثيوبيا,والأنبا لوكاس مطران كرسي أروسي وتوابعها بأثيوبيا,والأنبا بطرس مطران كرسي جوندار وتوابعها والأنبا دوماديوس أسقف كرسي الجيزة وتوابعها,والأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي,والأنبا بولس أسقف كرسي حلوان والمعصرة وتوابعها. وأما الأراخنة المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية,فهم :الأستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لإدارة أوقاف البطريركية,والأستاذ فرح أندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية,والأستاذ المستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية. وقد غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 13 من بؤونة الموافق 20 من يونية في طائرة خاصة رافقه فيها نحو تسعين من أراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة. وكان في استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدون من قبل البابا بولس السادس,وسفير جمهورية مصر العربية لدي الفاتيكان. وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 من بؤونة الموافق 22 من يونية لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مارمرقس الرسول.وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري,وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبراندز أمين عام لجنة العمل علي اتحاد المسيحيين,والمطران أوليفوتي مطران البندقية (فينسيا) وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي.وقد أقلتهم عربات الفاتيكان الخاصة تتقدمها الدراجات البخارية إلي القصر البابوي بمدينة الفاتيكان. وفي الساعة الثانية عشرة تماما دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران كرسي أبو تيج وطهطا وطما ورئيس الوفد,ويتبعه سائر أعضاء الوفد القبطي من المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة,وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص وافقا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد بعد الآخر.ثم جلس علي عرشه وجلس أعضاء الوفد وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد القبطي مشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مارمرقس الرسول.ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها إنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده باسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين أوفدهم نيابة عنه لاستلام رفات مارمرقس الرسول.ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه,وحمل بابا روما ورئيس الوفد القبطي معا الصندوق الحاوي لرفات مارمرقس,وسار الجميع اثنين اثنين في موكب رسمي,وانتقلوا من مكتب البابا إلي قاعة كبيرة كانت قد أعدت لتستقبل الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة,ووضع صندوق الرفات علي مائدة خاصة.ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله.وفعل كذلك رئيس الوفد البابوي القبطي وتلاه بقية أعضاء الوفد وفي أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مارمرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة,وقد استحوذت علي قلوب الجميع,مصريين وأجانب.ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة,وكان الموقف كله مثيرا وخيم علي القاعة جو عميق من الروحانية والتقوي والقداسة والورع. ثم جلس بابا روما علي عرشه وعندئذ نهض الأنبا غريغوريوس وألقي نيابة عن الوفد القبطي خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلي البابا بولس السادس,معبرا عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مارمرقس الرسول بعد أحد عشر قرنا ظل فيها جسد مارمرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه شهيدا. ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس علي عرشه,أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية,ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة,وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي,وكيرلس عمود الإيمان,وبنتينوس,واكليمنضس,راجيا أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما,وطلب البابا الروماني في خطابه إلي رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية,أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلي البابا كيرلس السادس واكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها. بعد ذلك نهضا البابا بولس السادس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية.فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس وكنيسة مصر القبطية وهي أربع: (1) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء,ويضم كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية وهو مجلد بجلد فاخر بلون بني ممتاز,وكتب عليه الإهداء باللغتين القبطية والإنجليزية من البابا كيرلس السادس إلي البابا بولس السادس مع الإشارة إلي تاريخ اليوم وهو السبت 22 من يونية لسنة 1968 لميلاد المسيح الموافق 15 من بؤونة لسنة 1684 للشهداء. (2) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشتمل علي قطعة نسيج أثرية ثمينة ترجع إلي القرنين الخامس والسادس الميلاديين عثر عليها في بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا,وقد كانت هذه القطعة ضمن محفوظات معهد الدراسات القبطية بالقاهرة قدمها للبابا كيرلس السادس مساهمة وتعبيرا عن السرور العام بعودة رفات مارمرقس. (3) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل اسطوانات القداس الباسيلي وألحانه كاملة,التي أصدرها قسم الموسيقي والألحان بمعهد الدراسات القبطية. (4) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل سجادة ممتازة طولها متران,30 سنتيمترا من صنع فلاحي قرية الحرانية بمصر تحت إشراف الفنان الدكتور رمسيس ويصا واصف,وقد سجلت علي هذه السجادة رسوم عدة,تمثل قصة يوسف الصديق كاملة. وقد أعجب بابا روما بهذه الهدايا الثمينة كل الإعجاب وشكر بابا الإسكندرية شكرا جزيلا وقال إنه سيحتفظ بهذا كله في الفاتيكان ذخيرة لكل الأجيال.ثم وزع البابا بولس السادس بيده هدية تذكارية لكل أعضاء الوفد البابوي القبطي,عبارة عن صليب رسم عليه المسيح مصلوبا,ويقفان علي جانبي الصليب القديس بطرس الرسول علي يمين المسيح,والقديس بولس الرسول علي يساره.ومن خلف الصليب نقش اسم بولس السادس الحبر الأعظم.كما أهدي البابا لجميع الكهنة والمرافقين ميداليات تذكارية نقشت عليها صورتا ماربطرس وماربولس الرسولين من جهة,وعلي الوجه الآخر نقشت صورة بولس السادس الحبر الروماني. ثم قدم البابا الروماني للأنبا مرقس رئيس الوفد البابوي القبطي وثيقة رسمية بتاريخ 28 من مايو لسنة 1968 تشهد بصحة الرفات,وإنها بالحقيقة رفات مارمرقس الرسول,وإنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار,وقد وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي الروماني ووكيل عام مدينة الفاتيكان.وكانت الساعة قد صارت الواحدة بعد الظهر,وبذلك انتهي الحفل الرسمي لتسليم رفات القديس مرقس,وعاد الوفد القبطي في موكبه الرسمي إلي فندق ميكل انجيلو (الملاك ميخائيل) بروما. بركة مارمرقس الرسول تشمل الجميع.
المكان الذى يوجد فيه مزار (رفاة) القديس مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر أسفل الكاتدرائية المرقسية بأرض الأأنبا رويس بالقاهرة
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:49 am | |
| علاقة الرئيس جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس لم تكن بداية العلاقة فى سنة 1959 م بين الرئيس جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس مشجعة على الإطلاق فقد أرسلت برقيات عديدة ضد أبونا مينا المتوحد عندما كان مرشحاً ليكون بطريركاً !! فأستدعى الرئيس عبد الناصر وزير التموين وكان وقتها السيد الدكتور كمال رمزى ستينو وقال له : " شزف الموضوع ده .. فأنا لا أريد أن أدخل فى صراعاتكم " أما موضوع الشكاوى فإن ابونا مينا رجل الصلاة , يعطى الناس قطناً مبللا بالزيت لأجل شفاء المرضى راجع كتاب جامعة الروح القدس - إصدار أبناء البابا كيرلس السادس بداية العلاقة بين البابا كيرلس وجمال عبد الناصر طلب البابا كيرلس مقابلة جمال عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض , وكان يريد البابا أن يعرض عليه بعض مشكلات الأقباط والمضايقات التى تتعرض لها الكنيسة , ولم يجد البابا أى استجابه لرغبته فى مقابلته . وحدث أن كان للبابا صديق عضو فى مجلس الشعب وكان يحبه وكان دائم الزيارة له , وكان له ابن مريض , فطلب العضو أن يصلى البابا لجل أبنه , وربنا شفاة بصلاته . وفى يوم زاره عضو مجلس الشعب (البرلمان فى ذلك الوقت) ووجد البابا متضايق وزعلان فسأله عن السبب ولما عرف قال : " أنا علاقتى جيده ووطيده مع عبد الناصر " ورتب موعد مع جمال عبد الناصر , وحضر عضو مجلس الشعب قبل الميعاد وأصطحب البابا فى سيارته للقصر الجمهورى . وقابل جمال عبد الناصر البابا كيرلس بفتور شديد جداً وأبتدره قائلاً بحده : " إيه .. فيه ايه !! هم الأقباط عايزين حاجة .. مالهم الأقباط .. هما كويسين قوى كدة .. أحسن من كده أيه ... مطالب .. مطالب .. مطالب " وكانت مقابلة عبد الناصر باينه من اولها ومع ذلك قال البابا كيرلس السادس مبتسماً : " موش تسألنى وتقول لى : فيه إيه .. !! " فرد محتداً قائلاً : " هوه فيه وقت أقولك .. وتقول لى ..ما هو مافيش حاجة .. " ووجد البابا نفسه فى موقف دقيق فغضب وزعل جداً وقال لعبد الناصر : " ده بدل ما تستقبلنى وتحيينى بفنجال قهوة , وتسمعنى , وفى الاخر يا تعمل يا ما تعملش كده من الأول تحاول تعرفنى إن مافيش وقت لعرض موضوعاتى !! " وخرج البابا زعلان قائلاً لعبد الناصر : " منك لله ... منك لله ... " ورجع البابا للبطريركية مع عضو مجلس الشعب الذى راح يعتذر طول الطريق فقال له البابا كيرلس : " إنت كتر خيرك ,, تمكنت من تحديد الموعد .. أما أستقبال عبد الناصر لى بهذه الطريقة , أنت مالكش ذنب فيه !! " وذهب البابا لصلاة العشية والتسبحة والصلاة ودخل لينام . وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل حضر عضو كجلس الشعب وطرق الباب وفتحه بواب المقر الباباوى , وقابل تلميذ البابا سليمان , وقال له : عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالاً " .. ولكن حاول سليمان افعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا نائم " غير أن عضو مجلس الشعب أقترح أن يطرق على باب البابا كيرلبس مرتين فغذا لم يرد يذهب ويقول لجمال عبد الناصر أنه وجد البابا نائم , ولكنهم قبل أن يطرقوا على باب البابا فوجئوا ان البابا مرتدياً ملابسه ويفتح الباب ويقول له : " يالا يا خويا .. يالا .. !! " وكان جمال عبد الناصر له ابنه مريضة احضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضوياً وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه .. فدخل البابا مباشرة على حجرة أبنة جمال عبد الناصر المريضة وقال لها مبتسماً : إنت ولا عيانة ولا حاجة " وأقترب منها قداسة البابا وصلى لها ربع ساعة , وصرف الروح النجس وعادت الأبنة إلى طبيعتها تماماً (1) . وهنا تحولت العلاقة التى كانت فاترة فى يوم من الأيام إلى صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة إلى قال الرئيس جمال عبد الناصر يوماً : " أنت منالنهاردة ابويا .. أنا هاقولك يا والدى على طول , وزى ما بتصلى لأولادك المسيحيين صلى لأولادى .. ومن دلوقت ما تجنيش القصر القصر الجمهورى , البيت ده بيتك وتيجى فى أى وقت أنت عاوزه " كتاب البابا كيرلس السادس رجل فوق الكلمات - مجدى سلامة ..
وعبر الكاتب الصحفى الشهير محمد حسنين هيكل عن العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر فقال : " كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة , وكان بينهما إعجاب متبادل , وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر فى أى وقت يشاء , وكان كيرلس حريصاً على تجنب المشاكل , وقد إستفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبد الناصر فى حل مشاكل عديدة .. " وأيضاً البابا كيرلس وعبد الناصر وعبد الناصر - محمود فوزى وفى لقاء من اللقاءات العديدة التى تمت بين البابا والرئيس فى سنة 1959 م قال البابا : " إنى بعون الرب سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الرب وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالرب والحب للوطن .. " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس فأثنى الرئيس جمال عبد الناصر على وطنية البابا كيرلس ومدى وعيه وإلتزامه بتربية أولاده على حب الرب والوطن إبنة الرئيس عبد الناصر تتعجب عن علاقة البابا كيرلس بأبيها ويوماً سالت منى عبد الناصر المستشار زكى شنودة عندما كانت تعمل فى دار المعارف قائلة : " البابا بتاعكم فيه أيه ؟ " .. فرد المستشار مستفهما وقال : " يعنى أيه فيه أيه ؟ " فقالت منى : " بابا لما يجيله أى رئيس دولة يودعه حتى باب الصالون فقط , ولكنه لما يجى البابا بتاعكم يودعه حتى باب السيارة ويفضل واقف إلى أن تتحرك السيارة " ورد المستشار شارحاً : " لأنه راجل بسيط وليس له مطالب ولا مطامع ولا يخاف منه فى شئ ولا عاوز حاجة , فأبوك كان شاعراً بهذا ولذلك أحبه " راجع ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس - المستشار زكى شنودة كيفية بناء الكاتدرائية ؟ وكان أمل البابا كيرلس بناء كاتدرائية جديدة للقديس مار مرقس ومقر جديد للبطريركية فى منطقة النبا رويس , ولكن كيف يحقق هذا الأمل ؟ .. وكيف يطلب من عبد الناصر ؟ يقول الأستاذ حسنين هيكل : " وكان هناك مشكلة أخرى واجهت البطريرك كيرلس السادس , فقد كان تواقاً إلى بناء كاتدرائية جديدة تليق بمكانة الكنيسة القبطية , كان بناء كاتدرائية جديدة مشروعاً محببا إلى قلب البطريرك , لكنه لم يكن يريد أن يلجأ إلى موارد من خارج مصر يبنى بها الكاتدرائية الجديدة , وفى نفس الوقت فإن موارد التبرعات المحتملة من داخل مصر كانت قليلة لأن القرارات الإشتراكية اثرت على اغنياء الأقباط , كما أثرت على أغنياء المسلمين , ممن كانوا فى العادة قادرين على إعانة الكنيسة بتبرعاتهم , إلى جانب أن المهاجرين ألقباط الجدد لم يكونوا بعد فى موقف يسمح لهم بمد يد المساعدة السخية , ثم أن أوقاف الأديرة القبطية أثرت فيها قوانين إلغاء الأوقاف , وهكذا وجد البطريرك نفسه فى مأزق , ولم ير مناسباً أن يفاتح جمال عبد الناصر مباشرة فى مسألة بناء الكاتدرائية فلقد تصور فى الموضوع أسبابا للحرج , وهكذا فقد تلقيت شخصياً دعوة من البطريرك لزيارته وذهبت فعلاً للقائة بصحبة الأنبا صموئيل الذى كان أسقفاً بدار البطريركية , , وفى هذا اللقاء حدثنى البطريرك عن المشكلة , وأظهر تحرجه من مفاتحة جمال عبد الناصر مباشرة فى الأمر حتى لا يكون سبباً فى إثارة أى حساسيات , ثم سألنى ما إذا كنت أستطيع مفاتحة الرئيس فى الموضوع دون حرج للبطريرك ولا حرج على الرئيس نفسه .. وعندما تحدثت مع الرئيس عبد الناصر فى هذا الموضوع , كان تفهمة كاملاً , كان يرى أهمية وحقوق اقباط مصر فى التركيب الإنسانى والإجتماعى لشعبها الواحد , ثم أنه كان يدرك المركز الممتاز للكنيسة القبطية ودورها الأساسى فى التاريخ المصرى , ثم أنه كان واعياً بمحاولات الإستقطاب التى نشط لها مجلس الكنائس العالمى .. وهكذا فإنه قرر على الفور أن تساهم الدولة بنصف مليون جنية فى بناء الكاتدرائية الجديدة , نصفها يدفع نقداً ونصفها الآخر يقدم عيناً بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام والتى يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء . وطلب إلى الرئيس إبلاغ البطريرك بقرارة , وكان الرجل شديد السعادة عندما قمت بإبلاغه إلى درحة أنه طلب إلى إثنين من الأساقفة , أحدهما الأنبا صموئيل , أن يقيما قداس فى بيتى , وكان بالغ الرقة حين قال : " إن بركات الرب تشمل الكل , أقباطاً ومسلمين " وتم بناء الكاتدرائية وحضر جمال عبد الناصر إحتفال إفتتاحها " كتاب خريف الغضب - للصحفى الشهير محمد حسنين هيكل وأكد البابا شنودة الثالث الموقف الرجولى الرائع الذى وقفه الرئيس جمال عبد الناصر تجاه بناء الكاتدرائية فقال : " لا ننسى أن الرئيس جمال عبد الناصر أعطى تصريحا لبناء الكاتدرائية الكبرى وحضر حفل وضع الأساس فيها ثم حضر حفل إفتتاحها وألقى كلمة طيبة جداً وتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه فى 1967 م , كان المبلغ أيامها كبيراً , وكلف الرئيس عبد الناصر إحدى شركات القطاع العام بأن تقوم بعمليات بناء الكنيسة الكبرى , وأسرعت الشركة فى بنائها بحيث أنتهى الهيكل الخراسانى فى سنة واحدة , على هذا الحجم الضخم , والديون التى بقيت صدر قرار بالتنازل عنها فى عهد عبد الناصر , وبعض منها فى عهد السادات ... كتاب السادات والبابا - أسرار الصدام بين النظام والكنيسة .. أنور محمد
الرئيس جمال عبد الناصر يحضر إحتفال إفتتاح الكاتدرائية بالرغم من الآمه وبعد الإنتهاء من ألقاء الكلمات فى حفل إفتتاح الكاتدرائية قام البابا وعبد الناصر والإمبراطور هيلاسيلاسى لصعود سلم الكاتدرائية لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية . وحدث أن أمسك الرئيس جمال عبد الناصر بيد البابا كيرلس متوكئاً وصدرت عنه آنه خفيفة فألتفت إليه البابا سائلاً : " مابالك ياسيادة الرئيس , ولم تتألم , لعلنى أنا الذى يحق لى أن أتأوه , إذ ما زلت أشعر بألم فى ساقى أثر الجلطة التى أصابتنى فى العام الماضى .. فرد الرئيس عبد الناصر : " أننى أشعر بألم فى ساقى أيضاً " .. فقال البابا منزعجاً : " ولماذا لم تخبرنا بذلك إننا كنا على إستعداد لتأجيل الحفل حتى تتمائل سيادتكم للشفاء الكامل " ولكن رد الرئيس جمال عبد الناصر : " لا انا مسرور هكذا ... " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
البابا كيرلس السادس يتحدث إلى الرئيس عبد الناصر وهو يعالج فى تسالطوبو
وذهب الرئيس جمال عبد إلى بلدة تسمى تسخالطوبو بالإتحاد السوفيتى (روسيا) للعلاج من أصابة أوردة الساق , وحرص البابا أن يتحدث تليفونياً إليه ليطمئن على صحته , وفى المكالمة تمنى الرئيس عبد الناصر لو أن البابا كان معه فى العلاج لعلاج ساقه أيضاً , وتمنى له البابا الشفاء السريع والعودة إلى أرض الوطن .. وبعد يومين عاد إلى مصر الرئيس جمال عبد الناصر وكان قداسته فى مقدمة مستقبليه بمطار القاهرة الدولى , وتعانقا طويلاً بصورة لفتت أنظار كل الموجودين بمطار القاهرة الدولى , وقال الرئيس للبابا : " لماذا لم ترسل مندوباً عن غبطتكم وأنت لم تتماثل بعد للشفاء التام ؟ " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
طريقة تربية جمال عبد الناصر لأولاده - تبرعات أولاده لبناء الكاتدرائية
وتعود قداسة البابا أن يزور الرئيس عبد الناصر فى منزلة .. وفى زيارة من هذه الزيارات .. جاء إليه أولاده , وكل منهم يحمل حصالته وقفوا امامه فقال الرئيس لقداسته : " أنا علمت أولادى وفهمتهم إن اللى يتبرع لكنيسة زى اللى يتبرع لجامع , والأولاد لما عرفوا إنك بتبنى كاتدرائية صمموا على المساهمة فيها , وقالوا حنحوش قرشين , ولما ييجى البابا كيرلس حنقدمهم له , وأرجوا لا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم .. فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه على حجره وضع أولاد عبد الناصر تبرعاتهم ثم لفها وشكرهم وباركهم .. وكان هذا المبلغ وغيره من المبالغ الصغيرة التى كان الناس يعطونها إليه ثمن أرض دير مار مينا بمريوط . البابا كيرلس وعبد الناصر - محمود فوزى
فشل المجلس الملى - وزالت آلام صدر السيد الرئيس جمال عبد الناصر
وطلب البابا كيرلس السادس مقابلة السيد الرئيس جمال عبد الناصر ليعرض عليه مشكلة المجلس الملى بعد أن فشل فى آداء عمله وأدى إلى وجود عجز فى ميزانية البطريركية وتوقفت البطريركية من دفع مرتبات العاملين الموظفين فيها إستمرت لعدة شهور . وفى 9 مايو 1967 وصلت دعوة إستقبال الرئيس لقداسته فى منزلة بمنشية البكرى . وتوجه قداسة البابا ومعه الآباء المطارنة والأساقفة إلى منزل الرئيس جمال عبد الناصر فى منشية البكرى وكان منتظرهم وأستقبلهم إستقبالاً حاراً .. وعرض البابا المشكلة فأصدر الرئيس أوامره بإصدار قرار جمهورى بإنشاء مجلس إدارة أوقاف البطريركية , وحل المجلس الملى وتجميد نشاطه , وحلاً للأزمة التى تمر بها البطريركية تبرع بمبلغ 10 ألاف جنية لسداد العجز فى الميزانية . وطلب البابا السماح له بإنتهاء الزيارة والإنصراف نظراً لمعرفته بمشغوليات رئيس الجمهورية ولكن كان السيد رئيس الجمهورية يقول لقداسة البابا كيرلس فى ود : " موعد الزيارة لم ينتهى " , وعند نهاية زيارة البابا هنأه السيد الرئيس بعيد رسامته متمنياً له اياماً سعيدة , فشكرة قداسة البابا معرباً عن أمتنانه واضعاً يده المباركة على صدر الرئئيس جمال عبد الناصر فى لطف وهو يقول : " إنى أضع يدى على يد الرب , لأنه مكتوب عندنا أن يد الرب على قلوب الرؤساء " فإبتهج الرئيس جمال عبد الناصر بالحديث الودى مع البابا . وفى مساء نفس اليوم جاء إلى قداسة البابا كيرلس أحد رجال الدولة ليقدم شكر الرئيس لقداسته على هذه الزيارة المباركة التى تمت فى الصباح , وقد ذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يشعر بألام فى صدره وقد زالت جميعها عند وضع قداسة البابا يده فوق صدره " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
الوعد الأول
وفى مساء 8 يونيو 1967 م أعلن الرئيس عبد الناصر قرار تنحيته أثر نكسة 5 يونيو وهزيمة الجيش المصرى , وفى صباح يوم 9 يونيو 1967 م صلى القداس رافعاً قلبه لأجل مصر وشعب مصر وكان حزيناً , ثم ذهب مباشرة إلى بيت السيد الرئيس عبد الناصر وصحبه ثلاثة مطارنة وحوالى 15 كاهناً , ولكنهم لم يستطيعون إختراق الكتل البشرية تطالبة بالعودة إلى الرئاسة من المصريين التى أحاطت بمنزل الرئيس وسدت الطرق الموصلة إلى بيته , وصدرت تعليمات من رئاسة الجمهورية أن تقوم سيارة تابعة للقوات المسلحة بفتح الطريق أمام سيارة البابا . ووصل البابا إلى منزل الرئيس بمنشية البكرى وإستقبله السيد محمد أحمد سكرتير السيد الرئيس وأعلن له البابا تمسكه وتمسك الأقباط بإستمرار وجود الرئيس جمال كرئيس للجمهورية . وأحضروا للبابا كوباً من الليمون رفض أن يشربه وقال : " أنا عاوز أقابل الرئيس " فأوصلوا قول البابا إلى الرئيس تلفونياً فطلب الرئيس أن يكلم البابا بالتلفون وقال له : " أنا عمرى ما أتأخرت فى مقابلتك فى بيتى فى أى وقت ,, ولكنى عيان والدكاترة من حولى " .. فقال له البابا كيرلبس : " طيب عاوز أسمه منك وعد واحد " .. فرد عليه الرئيس : " .. قل يا والدى : " فقال قداسته : " الشعب بيأمرك أنك ما تتنازلش " .. فقال له الرئيس : " وأنا عند أمر الشعب وأمرك " وغادر البابا بيت الرئيس وفى طريق عودته طلب الإستعداد لضرب الأجراس , وبعد قليل أعلن السيد / أنور السادات رئيس مجلس ألأمة : أن الرئيس جمال عبد الناصر نزل عن إرادة الشعب . وفى صباح يوم 10 يونيو 1967 م إلى القصر الجمهورى , وقام بكتابة كلمة فى سجل الزيارات وقد اعلن فيها فرحته وإرتياح الأقباط بقرار عبد الناصر بالنزول على إرادة الشعب والعودة لممارسة مهامة كرئيس للجمهورية وزعيماً للأمة القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
إذاعة إسرائيل تقول : فإن معك كيرلس السادس .. ونحن معنا الأسطول السادس
بعد حرب 5 يونيو 1967 م أو نكسة 1967 م كما سمتها أجهزة الإعلام فى مصر أعلن قداسة البابا أن أصدر أمراً بأن يقوم الشعب بغقامة صلوات القداس الإلهى فى كل الكنائس القبطية من اجل مصر حتى يعطيها الرب الحماية والصمود . وإذا بإذاعة إسرائيل العربية الموجهة تتهكم على أوامر البابا بغقامة الصلوات وتقول : " أبشر يا عبد الناصر , فإن معك كيرلس السادس - أما نحن فمعنا الإسطول السادس " القمص ميخائيل داود - كتاب ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس - فيض النعمة وأدت الصلوات وبركة البابا كيرلس السادس وتأييده لجمال عبد الناصر إلى إعادة بناء القوات المسلحة تحت أسم " إزالة آثار العدوان - وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " وقام رجال القوات المسلحة بحرب إستنزاف أقلقت إسرائيل التى بدأت معارك رأس العش بعد عشرين يوماً فقط من معركة 5 يونيو 1967 م - وخسرت إسرائيل الكثير من الأفراد والمعدات ( طيلة ثلاث سنين من سنة 1967 م حتى 1970 م ) فى حرب لا تهدأ ليلاً أو نهاراً سميت بحرب الإستنزاف صممت خصيصاً لقلقلة الوجود الإسرائيلى على الضفة الشرقية لقناة السويس التى غحتلتها بعد حرب الأيام الستة . ووضعت خطط سرية هى خطة (جرانيت) وخطة (200) وتدربت عليهما القوات المسلحة , وللعلم هاتين الخطتين هما الخطتان اللتان قام الرئيس السادات والقيادة العليا للقوات المسلحة ببعض التعديلات عليهما لما أستجد من تغيير فى الثلاث سنوات التالية من سنة (1970 م - 1973 م) - وقام الرئيس أنور السادات الذى تقلد الحكم بعد موت جمال عبد الناصر لنه كان نائبة بإستخدام الخطط والإستراتيجية التى إتبعها جمال عبد الناصر . وفى يوم وفاة البابا كيرلس السادس قالت إذاعة صوت العرب : " لقد مات الصديق الوفى لجمال عبد الناصر "
محبة البابا كيرلس السادس لمصر كوطن
عمل البابا كيرلس السادس من أجل مصر بعد إحتلال إسرائيل سيناء بعد حرب الأيام الستة وذلك فى رسائلة الباباوية - البيانات التى أصدرها فى زياراته - اللقاءات التى حضرها للم شمل مصر وتدعيم موقف الرئيس جمال عبد الناصر - وهناك الكثير من المواقف الأخرى وهى :- ** طلب من افمبراطور هيلاسيلاسى أن يتخذ موقفاً مؤيداً لقضية مصر فى الأمم المتحدة . ** قام بحضور الندوات والمؤتمرات الشعبية والوطنية التى كان يحضرها أقباط ومسلمين للمناقشة حول وثيقة الكاردينال بيا والفاتيكان حول تبرئة اليهود من دم المسيح - وقد وقفت الكنيسة القبطية موقف شديد الصلابة ممثلة فى مجمعها المقدس الذى أصدر بياناً يرفض بشدة هذه الوثيقة ويؤيد التصريح الثنائى الذى أصدره البابا كيرلس مع شريكة فى الخدمة البطريرك الأنطاكى مارأغناطيوس يعقوب بهذا الصدد . ** قامت إسرائيل بضم القدس لأراضيها وتهويدها وغيرت وضعها قبل سنة 1967 م وقام البابا كيرلس السادس بالإتصال بالكنائس وحكوماتها لكى تقوم بتأييد عدم ضم القدس للأراضى اليهودية وأدلى قداسته بالعديد من الأحاديث الصحفية , وللتلفزيون الفرنسى من أجل الحقوق العربية فى مدينة القدس وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى - الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط - الجزء الأول ** أتخذ قرار بمنع ألقباط بالذهاب إلى القدس للتقديس إحتجاجاً على الوضع الراهن وقد نشر هذا القرار فى حديث أدلى به البابا إلى الأستاذ أبو الحجاج حافظ ونشر بجريدة الجمهورية مع عيد الميلاد المجيد عام 1968 قال فيه : " سؤال " ماذا عن الإتصالات الدائرة الآن بين قداستك وقداسة البابا بولس السادس ؟ الإجابة : بخصوص القدس طبعاً .. ونحن إستنكرنا ونستنكر ولسوف نستنكر دائماً إحتلال إسرائيل للقدس وإعتداءاتها على مقدسات المسيحيين والمسلميين وإنتهاكات للخدمات فى ألراضى المقدسة , ولقد أبرزنا رأينا واضحاً صريحاً أننا نريد القدس فى اليدى العربية (ملاحظة : قامت اسرائيل بأخذ دير السلطان القبطى وأعطته للأثيوبيين ) التى كانت دائماً تصونها برعاية ساهرة وسماحة وحرية كاملة , ولذلك قررنا الإمتناع عن الحج إلى القدس إحتجاجاً على الوضع الراهن " حديث ابو الحجاج حافظ - مع قداسة البابا كيرلس أحاديث وأحداث تاريخية 1968 م ملاحظة : استمر موقف الكنيسة هذا تجاه ذهاب الأقباط إلى القدس فى حبرية البابا شنودة الثالث أيضا حيث رفض السماح بذهاب الأقباط إلى القدس للتقديس أى استمر الأقباط فى إحتجاجهم منذ أن أعلن البابا كيرلس هذا القرار سنة 1968 م وحتى اليوم . ** فى سنة 1968 م أصدر الرئيس عبد الناصر بيان 30 مارس حدد فيه معالم روح العمل الوطنى فى المرحلة الجديدة بعد هزيمة / نكسة 1967 م وأصدر قرار بدعوى الشعب على إستفتاء على بيان 30 مارس . ومساء يوم الثلاثاء 30 أبريل 1968 م عقدت الكنيسة المعلقة إجتماعاً شعبياً للأقباط يراسه قداسة البابا كيرلس السادس وحضرة نيافة النبا غريغوريوس الذى قام بإلقاء كلمة قداسة البابا كيرلس - وكانت الكلمة تأييد للرئيس عبد الناصر والأقباط لبيان 30 مارس وتأييد الرئيس جمال عبد الناصر الذى يثبت دائماً أن قيادته تتسم بالإخلاص والوضوح والصراحة .. الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى - الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط - الجزء الرابع ** فى يوم 26 يونيو 1966 م فى عصر جلوس البابا كيرلس قم نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (قداسة البابا شنودة الثالث) بإلقاء محاضرة عنوانها " إسرائيل فى رأى المسيحية " وحضر هذه المحاضرة 12 ألفاً أحتشدوا فى النقابات المجاورة وشارع عبد الخاق ثروت , وقد ختم نيافته محاضرته قائلاً : " فإذا كان الرب يريد أن يرسل جمال عبد الناصر سيف تاديب لهذا الشعب , فإن هذا يكون خيراً روحياً لهم .. وتجد هذه المحاضرة فى الندوة الدولية عن القدس بالجامعة العربية يوم الحد 12/ 32 م 1995 م وأيضاً ندوة القدس بدولة الإمارات العربية بابو ظبى فى نوفمبر 1995 م وفى مجلة المنتدى التى يصدرها مجلس الكنائس الشرق الأوسط 0 يناير 1996 م
وفاة الرئيس جمال عبد الناصر
فى مساء يوم الإثنين 28 سبتمبر 1970 م توفى الرئيس جمال عبد الناصر فجأة بعد المجهود المضنى الذى بذله فى مؤتمر القمة العربى الذى عقد فى القاهرة وبعد توديعه لخر الرؤساء العرب الذين حضروا المؤتمر وهو أمير الكويت فى المطار . وتلقى البابا كيرلس السادس نبأ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بـاثر شديد وحزن حزناً عميقاً وأصدر بياناً إلى الأمة يعبر فيه عن شعورة قال فيه : " إن الحزن الذى يخيم ثقيلاً على أمتنا كلها لأنتقال الرئيس المحبوب والبطل المظفر جمال عبد الناصر إلى عالم الخلود أعظم من أن يعبر عنه أو ينطق به . إن النبأ الأليم هز مشاعرنا ومشاعر الناس فى الشرق والغرب بصورة لم يسبق لها مثيل , ونحن لا نصدق أن هذا الرجل الذى تجسدت فيه آمال المصريين وكل العرب يمكن ان يموت . إن جمال لم يمت ولن يموت , أنه صنع فى مدى عشرين سنة من تاريخنا ما لم يصنعه أحد من قبله فى قرون , وسيظل تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية إلى عشرات الأجيال مرتبطاً بإسم البطل المناضل الشجاع الذى أجبر الأعداء قبل الأصدقاء على أن يحترموه ويهابوه ويشهدوا بأنه الزعيم الذى لا يملك أن ينكر عليه عظمته وحكته , وبعد نظره وسماحته ومحبته وقوة إيمانه بمبادئ الحق والعدل والسلام . إن ألسى فى قلوبنا أعمق من كل كلام يقال , ولكن إيماننا بالخلود وإيماننا بالمبادئ السامية التى عاش جمال عبد الناصر من اجلها وبذل عنها دمه وأعصابه وحياته إلى آخر رمق فيها يملأ قلبنا بالرجاء .. أننا نشيعة إلى عالم الخلود محفوظاً بالكرامة التى تليق بإسمه العظيم , وعزاء الأمة كلها , ولأمة العرب باسرها , بل عزاء للعالم فى رجل من أعظم الرجال الذين عرفتهم البشرية فى كل عصورها .. كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية راجع د/ يوسف خليل - كمال حبيب .. كلمة وفاء من الكنيسة القبطية إلى الزعيم البطل جمال عبد الناصر . وتوجه البابا كيرلس السادس فى ظهر يوم ألربعاء 30 سبتمبر إلى القصر الجمهورى بالقبة يرافقة نيافة الأنبا إسطفانوس مطران النوبة وعطبرة وام درمان ونيافة ألنبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى , وهناك قابل محمد أنور السادات نائب الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية العليا - لتقديم العزاء رسمياً فى جمال عبد الناصر , وقد غلب التأثر على قداسته وتحدث باكياً عن محبة عبد الناصر وعلاقته به , ثم سجل كلمة عبر فيها عن مشاعرة ومشاعر القباط فى وفاة الزعيم ناصر قال فيها : " يوم حزين على بلادنا وبلاد الشرق العربى , وما اعظم الخسارة التى لحقت بنا جميعاً وببلاد العروبه , بل لقد خسر العالم فى إنتقال الرئيس المحبوب البطل القائد والرائد والمناضل جمال عبد الناصر خسارة كبرى , إن إسم هذا البطل العظيم سيظل غلى أجيال وأجيال تالية مرتبطاً بتاريخ الجمهورية العربية المتحدة , وبتاريخ السرة البشرية فى كل العالم , لأنه الرجل النزيه الشجاع الذى وهب نفسه وحياته إلى آخر رمق فيها لخدمة وطنه , ووطنه هو كل بلاد الشرق العربى وكل أفريقيا وليس الجمهورية العربية المتحدة وحدها , إن عقل عبد الناصر وقلبه أوسع من ان يكون لأسرته ووطنه بالمعنى الضيق - رحمة الرب رحمة واسعة , وأحسن غليه فى آخرته بقدر ما احسن إلى الرب فى خدمة مبادئ الحق والعدل والكرامة والسلام , إن وفاته جاءت فى لحظة مجيدة ختم فيها صفحة كريمة من صفحات جهادة المجيد , فلتحيا جمال عبد الناصر إلى الأبد - راجع د/ يوسف خليل - كمال حبيب .. كلمة وفاء من الكنيسة القبطية إلى الزعيم البطل جمال عبد الناصر إعلان الحداد فى الكنيسة امر البابا كيرلس جميع الكنائس أن تدق أجراسها دقات الحزن منذ إعلان نبأ وفاة جمال عبد الناصر , وتلقى العديد من رسائل تعزية من رؤساء العالم , واقام صلوات القداسات الإلهية وصلاة ترحيم على روح عبد الناصر رئيس جمهورية مصر الراحل وأن تشح جميع الكنائس بالسود طوال فترة الأربعين يوماً . وتوجهت مسيرة من ألاباء المطارنة وألساقفة والكهنة والشمامسة إلى قبر الرئيس جمال عبد الناصر . والقيت كلمات فى جميع الكنائس تعبر عن مشاعر الأقباط عن فقدهم الرئيس جمال عبد الناصر والقى نيافة الأنبا شنودة اسقف التعليم يوم الجمعة 9 اكتوبر سنة 1970 م فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى كلمة عن فضائل الرئيس جمال عبد الناصر .
البابا يؤيد نقل سلطات رئيس الجمهورية إلى نائبة طبقاً للدستور والقانون فى يوم الأثنين 12 أكتوبر 1970 م ذهب البابا كيرلس السادس إلى القصر الجمهورى بالقبة وكان يرافقة وفد كبير من المطارنة والأساقفة والكهنة ليعلن موافقة الكنيسة القبطية الرثوذكسية لترشيح السادات رئيساً للجمهورية وقد القى نيافة النبا اغريغوريوس كلمة البابا كيرلس السادس قال فيها : " بإسم قداسة البابا ةبإسم الكنيسة القبطية كلها جئنا لنؤيد قرارات الهيئات الرسمية والبرلمانات والشعب , لترشيح سيادتكم رئبساً للجمهورية على طريق البطل الراحل جمال عبد الناصر , الذى بنى بلاده وجميع من حوله الشعب والشعوب العربية كلها من خلال مبادئة التى نادى بها ومات من اجلها .. الرجل الذى أحس الناس فى عهده بالقوة والفاعلية , وأنتم زميل الكفاح والنضال , فلا عجب إن الكل يشعر بأنك الرجل المناسب , فى الوقت المناسب , وفى المكان المناسب لمواصلة المسيرة والحفاظ على المبادئ الإشتراكية والحرية والوحدة والكفاية والعدل , مبادئ رئيسنا الراحل .. لقد جئنا جميعاً لنؤيد ترشيحكم لرئاسة الجمهورية ونطلب فى صلوات قداسة البابا أن يؤيدكم الرب لتمضوا فى الكفاح وتتحملوا مسؤوليات هذه التركة الثقيلة .. عزاؤنا أن روح عبد الناصر فيكم , وأنتم الرجل الذى سيحمل الشعلة , تؤيدكم محبة الناس .. وفقكم الله ورعاكم " ثم ألقى السادات كلمة رداً على كلمة البابا كيرلس قال فيها : " وأننى أشكر قداسة البابا الذى اعرفه حق المعرفة , وقد حضرت بنفسى حفل تنصيبه , وكنت فخوراً به ولعلكم لا تعرفون إننا من بلد واحد . واشكركم جميعاً على هذه الخطوة المباركة , وأعتبر هذا التأييد عوناً لى فى المهمة الملقاة على عاتقى والتى أريد كما قلت لأخوتكم من قبل , إننى فى حاجة إلى ساعد كل واحد فيكم معى لكى نؤدى الأمانة التى تركها لنا جمال .. إن الوطن يجتاز محنة ويحيط بنا ألعداء وأول سلاح أن ينفذ به بيننا هو سلاح الفرقة .. فلنكن يقظين فنحن شعب واحد , هكذا عشنا وهكذا تعلمنا وعكذا سنمضى إن شاؤ الرب برسالى زعيمنا وما تركه لنا من مبادئ . لقد قرأت تاريخ بلدى .. لقد ترك لى جمال أمانة فى عنقى سواء أكنت فى موقع رئيس الجمهورية أو أى موقع آخر , فهى امانة أنا مسئول عنها إلى الموت . أقول لقد تاريخ بلدى , واليوم وفى حضور قداسة البابا اقول لقد ىن الآوان لكى تأخذ كنيسة ألسكندرية مكانها كما كان عبر التاريخ .. لقد كانت منارة فى عالم المسيحية قبل كنائس كبيرة .. أقول آن الأوان وأنى واثق أن قداسة البابا يحمل فى عنقه هذه الرسالة وهو خير من يحملها . كما أثق أنكم بإرادتكم لمعركتنا ستحافظون على وحدتنا الوطنية حتى نخلص وطننا من عدونا الذى تعرفونه جيداً والذى حلت عليه اللعنة فى ألإنجيل والقرآن .. ثم نعود إلى معركة البناء ونسعد بمستقبل زاهر أراده لنا جمال | |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:51 am | |
| نياحته ومعجزاته نيـــــــــــــــــــــــاحتــــــــــــــة يقول القديس مار أسحق الذى عشق البابا كيرلس كتاباته وكان يحفظها : أزهد فى الدنيا يحبك الرب وأزهد فيما بين أيدى الناس يحبك الناس , من عدا وراء الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة جرت وراءه وأرشدت عليه الناس " وعن هذا قال نيافة الحبر الجليل الأنبا غرغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمى : " أنكم إذا عدتم إلى أيام نياحة البابا كيرلس وقرأتم نعى الدولة ورجالها الرسميين لقداسته يبدو لكم جلياً , أنهم لم ينعوه نعياً رسمياً ولكن نعى الصديق والحبيب " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 25
مين احسن من مين يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلى : " .. كان أبونا مينا المتوحد ينظر لكل إنسان على أنه أفضل منه .. " ويقول نيافة الحبر الجليل الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف : " .. فى احد الأيام قمت بإلقاء عظة فى الكاتدرائية المرقسية يكلوت بك فى وجود البابا كيرلس .. وبعد إلقاء العظة قال لى البابا : أنت يا خويا عمال تشخط وتنطر فى الناس كده ليه .. إحنا عارفين مين أحسن من التانى .. " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 30
هل كان البابا كيرلس السادس يعرف يوم وفاته ؟
تصرفات البابا غير المعتادة فى آخر زيارة له لدير مار مينا
فى مايو عام 1970 ذهب البابا إلى ميناء الخلاص وهو دير مار مينا بمريوط , والشئ الغريب أن أن تصرفاته كانت غير معتادة !!! وقد ذكر القس رافائيل أقا مينا تلميذ قداسة البابا وأحد رهبان الدير : " إعتاد قداسة البابا قبل أن يغادر ادير مار مينا أن يجلس مع كل راهب من رهبان الدير , ويتحدث معه ويمنحه البركة ويعطيه هدية تذكارية شيئاً من ملابسة الخاصة , ثم يتوجه إلى الكنيسة الكبيرة حيث يصلى صلاة الشكر ويغادر الدير مبتسماً فرحاً . ولكن فى مايو 1970 م ودع البابا الدير بطريقة مخالفة تماماً , فقد أستدعى القمص مينا افامينا (أصبح فيما بعد نيافة الأنبا مينا أفامينا رئيس الدير ) أمين الدير وتحدث معه حديثاً قصيراً وهو يحاول أن يغلب دموعه , ولكنها هى التى غلبته , ثم سلمه عدد من القلنسوات بعدد رهبان الدير , ثم توجه إلى الكنيستين الموجودتين بالدير , وعمل تمجيداً للشهيد مار مرقس الرسول والشهيد مار مينا , وكان ممسكاً بصورة القديس مار مرقس كانت معه منذ توحدة بالجبل , وقد حاول قداسته أن يبتسم أمامنا , ولكنه لم يقدر وإنسابت دموعه بغزارة , ولم يجلس مع أحد منا , بل ركب قداسته سيارته ودموعه لم ينقطع سيلها .. لقد رأينا ذلك وتسائلنا : أين إبتسامة البابا ؟ وأين جلسته الطويلة معنا ؟ ولم أهدى لكل راهب منا قلنسوة ؟ .. وأيضاً ما سر دموعه؟ ولم كان يمسك صورة القديس مرقس بيده " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس فى يونيو 1970 أختار البابا كيرلس القمص تيموثاؤس المحرقى وكيل بطريركية الإسكتدرية ليكون أسقفاً على كرسى البلينا بإسم نيافة الأنبا يوساب فى 14 من يونيو فى صباح يوم الثلاثاء 29 سبتمبر رأس صلاة القداس الإلهى وعمل ترحيم لروح الزعيم عبد الناصر وكان غاية فى التأثر والحزن لفقد هذا الصديق . فى 13 اكتوبر 1970 م تلقى البابا خبر من اثيوبيا بإنتقال الأنبا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا إلى السماء , فأرسل قداسة البابا وفداً قبطيا فى نفس اليوم مكون من : نيافة الأنبا أسطفانوس مطران أم درمان وعطبرة والنوبة , نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى , القس مكارى عبدالله كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بطوسون شبرا .. وذلك لتقديم العزاء للإمبراطور هيلاسيلاسى وللآباء مطارنة وأساقفة الكنيسة الأثيوبية والمشاركة فى الصلاة عليه .. فى 24 أكتوبر 1970 حينما أصيب قداسة البابا فى جلطة فى الشريان التاجى فى القلب - وأشرف على علاجة فريق من الأطباء برئاسة الفريق رفاعى كامل , كما خصص د / عبده سلام وزير الصحة ثلاثة من الأطباء للعناية بقداسة البابا والتواجد معه ليلاً ونهاراً .. وبعد ثلاثة أسابيع تحسنت صحة البابا ومرت مرحلة الخطر ولكن صدرت ألوامر بمنع الزيارات لحين يستعيد قداسته صحته تماماً , تم تركيب سماعات فى قلاية البابا بالمقر الباباوى لكى يستمع إلى القداس وهو راقد فى فراش المرض . فى ديسمبر 1970 كانت آخر أفكاره بإنشاء لجنة باباوية لرعاية أسر الكهنة الذين توفوا , وقد منحها قداستة 600 جنيهاً من مخصصاته أعانه لها , كما تبرع بمبلغ 50 جنيهاً لرابطة مرتلى الكنيسة القبطية بالقاهرة . فى ليلة عيد الميلاد المجيد 1971 م قام قداسة البابا كيرلس السادس بصلاة القداس الإلهى وإستقبلة الشعب بالفرح والزغاريد . فى الأسبوع الأول من مارس 1971 م أصيب البابا بالإنفلونزا وكان يستقبل أولاده ومباشرة كل مهام الكنيسة وحل مشاكلها وكان مل ما كان يقوله جملتين هما .. " الرب يرعاكم " .. و.. " الرب يدبر أموركم " يوم الحد 7 مارس 1971 م اقام صلاة القداس الإلهى رغم طلب الأطباء بعدم الحركة حتى يتم الشفاء كاملاً وقد استقبل أولاده وباركهم . فى يوم الأثنين 8 مارس 1971 م قام قداسة البابا كيرلس بالأتصال تلفونياً بالسيد صلاح الشاهد الأمين الأول برئاسة الجمهورية لتحديد موعد مع الرئيس السادات لتأكيد تأييد الكنيسة القبطية له فى موقف الرئيس تجاه العدوان الإسرائيلى ولكن شكر السادات البابا لمشاعره وترجاه إرجاء الزيارة حتى تتحسن صحته , ولما لم يكن له قوه فى المشاركة أرسل برقية للسادات قال فيها : " سيخلد التاريخ لسيادتكم فى أنصع صفحاته دوركم العظيم فى الحفاظ على السلام فى الشرق الأوسط , ولكن غصرار العدو على التوسع , أغلق الأبواب فى وجه محاولات السلام , ولم يكن أمامكم إلا الطريق المشروع " وفى صباح يوم الأثنين 8 مارس دخل إليه القمص بنيامين كامل فقال له البابا : " خلاص يا أبونا " فقال له القمص : " يعنى ايه يا سيدنا " قال البابا : " خلاص كل شئ أنتهى " قال القمص : " متقلش كده يا سيدنا .. ربنا يعطيك الصحة وطول العمر " قال البابا : " الصحة .. ! ما خلاص .. العمر .. ما أنتهى .. خلى بالكم من الكنيسة إهتموا بيها وربنا معكم ويدبر أموركم " ثم سلم قداسة البابا للقمص بنيامين سكرتيره بعض الدفاتر الهامة التى لم يتركها لأحد وقال له : " ربنا معاكم يا ابونا " وأعطاه البركة والصليب ليقبله القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
اليوم الأخير الذى تنيح فيه البابا كيرلس السادس 9 مارس سنة 1971 م
صلى البابا كيرلس صلاة نصف الليل , وفى الساعة 5 صباحاً إستيقظ قداسته فى قلايته صلاة باكر وصلواته الخاصة , وأستمع إلى القداس الإلهى الذى يقام فى الكاتدرائية عن طريق السماعات . وفى الساعة الثامنة صباحاً كشف د/ ميشيل جريس الطبيب المقيم بالبطريركية على البابا وقرر أن حالته الصحية مستقرة . وفى الساعة 10 خرج من قلايته إلى صالون الإستقبال وتقابل مع الزوار وصل عددهم 50 زائر منهم بعض الآباء الكهنة , وكان القمص حنا عبد المسيح كاهن كنيسة العذراء بروض الفرج هو آخر من قابلة وقال له : " ربنا يدبركم " وبعد نصف ساعة توجه قداسة البابا إلى قلايته وأثناء سيره سعر بدوار شديد وكاد يسقط على الأرض بين باب القلاية والسرير , فجرى تلميذه الأستاذ فهمى شوقى ( الأب متياس البراموسى حالياً ) وسند البابا حتى أصعده على السرير , ثم صرخ منادياً د/ ميشيل الذى دخل إليه مسرعاً وحاول تدليك القلب إذ أصيب بهبوط حاد , وفى ذات الوقت تم الإتصال بالأطباء الذين الذين توالى حضورهم , وتم إبلاغ وزير الصحة الذى كان بالإسكندرية فأمر بنقل الأجهزة اللازمة الموجودة بعهد القلب , كما طلب إبلاغه تطورات حالة قداسة البابا الصحية أولاً بأول . أما آخر كلمات البابا كيرلس السادس كانت : " الرب يدبر أمـــــــــــوركم " وأسلم روحه الطاهرة لتصعد حاملة أعماله الحسنة ليقدمها للرب وكان ذلك فى تمام الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من صباح 9 مارس 1971م . وقد توقفت ساعة البابا كيرلس الخاصة عند لحظة أنتقاله إلى السماء , وهى معروضه فى مزاره الخاص بدير مار مينا بمريوط .
الكنيسة تعلن وفاة البابا كيرلس رسمياً
قام المقر الباباوى بإخطار رئاسة الجمهورية والمسئولين والآباء المطارنة والأساقفة ورؤساء الكنائس فى العالم بإنتقال قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكنيسة المنتصرة , ودقت أجراس الكنائس دقاتها الحزينة الثلاثة والمستمرة لحين الصلاة على البابا الراحل . البيان الرسمى الذى أصدرته البطريركية : " تنعى البطريركية القبطية الرثوذكسية ببالغ الأسف غبطة راعيها الأول مثلث الرحمات طيب الذكر البابا الأنبا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذى أنتقل إلى الأمجاد السماوية فى الساعة العاشرة والنصف صباح امس .. النعى الذى كتبه المجمع ال**** فى جريدة الأهرام : " المجمع المقدس للكرازة المرقسية , ينعى ببالغ الأسى رئيسه وأياه الكلى الطوباوى مثلث الرحمات السعيد الذكر البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المائة والسادس عشر من البطاركة خلفاء القديس العظيم مرقس الرسول كاروز أفريقيا , إنتقل إلى أحضان القديسين تاركاً فى قلوب الأقباط وسائر المصريين والعالم أجمع أطيب ألثر بعد أن ادى رسالته كأحسن ما تؤدى رسالة رئيس الكهنة ورائد بار لكفاحنا الوطنى , فتال إكليل الجهاد المعد له عوض الرب الكنيسة والأمة عنه خيراً .. وستقام الصلاة على جثمانه الطاهر الساعة الخامسة مساء باكر الخميس بالكاتدرائية الجديدة بشارع رمسيس .
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:52 am | |
| الشعب القبطــــــــــــــــــى يودع راعيـــــــــــــــة
قام بتحنيط جسد البابا الأنبا كيرلس السادس ودهنه بالطيب الأطباء الأقباط شفيق عبد الملك , ومشيل أسعد , ويوسف يواقيم , وميشيل جرس .. ثم البسوه الملابس الكهنوتية وأضيئت الشموع حول الجسد المسجى .. ووقف المطارنة والأساقفة يتلون المزامير , ثم حملوه بدموع تنهمر من عيونهم وأجلسوه على كرسى مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر بالكنيسة المرقسية الكبرى لكى يلقى شعبه القبطى نظرة الوداع الأخيرة , ويقدر عدد الذين ألقوا نظرة الوداع 75 ألفاً وكنت أنا الضعيف راكبا الأتوبيس ولم أعرف موضوع ألقاء نظرة الوداع وإذا بسيدة رأت الصليب مرسوم على يدى فقالت تسألنى : هل هذه محطة كلوت بك فقلت نعم فقالت : " أنا رايحة اشوف البابا كيرلس لأنه تنيح , ثم مالت على أذنى وقالت لقد قال لى ستحملين وستلدين ولداً وتسميه مينا " وكانت المرأة حامل , ونزلت بدافع الفضول لأرى انا كمان البابا كيرلس ووجدت الطابور أمام باب الكنيسة المرقسية يمتد لأميال ووجدت أبنى عمى يقف فى الطابور فوقفت معه أتكلم وقلت اروح لأن الطابور طويل وإذا بعربية نقل من البلدية تقف أمام باب الكنيسة ويطلبون مساعدة الناس فى نقل قصارى ورد أحضرت خصيصاً لتجميل المكان لحضور بعض الشخصيات الهامة والسفارات .. ألخ فحمل أبن عمى واحده وحملت واحدة ودخلنا ووضعنا قصارى الورد حيث يضعها العمال فى اماكن ظاهرة ودخلنا فى الطابور الداخلى الداخل إلى الكنيسة ورأيت جسد البابا مسجى وعينه مفتوحه فلم اهتم ولكن عند قرائتى لأحدى المعجزات وجدت ان إحدى النساء شافت عينه مفتوحة ايضاً " وفى مساء يوم الربعاء 10 مارس 1971 م إجتمع المجمع المقدس لبحث موضوعين وسكرتير المجمع المقدس - وقد تم إختيار نيافة ألنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة بعد إعتذار كل من نيافة الأنبا ساويرس مطران المنيا ونيافة الأنبا مرقس مطران ابو تيج وطهطا - وتم إختيار الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا ليكون سكرتيراً للمجمع المقدس . وقد صدر قرار جمهورى بتعيين الأنبا أنطونيوس قائمقام بطريرك .
السادات يعزى
فى الساعة السابعة والربع من مساء يوم الأربعاء ذهب الرئيس محمد أنور السادات لتقديم العزاء شخصياً إلى القائمقام بطريرك وأعضاء المجمع المقدس وكان الجميع فى أستقباله وإنضم إليهم الدكتور كمال رمزى أستينو , والسيد كمال هنرى أبادير , والمهندس أبراهيم نجيب . وقال الرئيس السادات : " إننى كنت دائماً أعتز بقداسة البابا الراحل الذى احبه وأرجوا أن يخلفه من يسير على منواله , وأن تمضوا فى إختيار خليفته حسب طقوسكم المعروفة , ولكن فى أتحاد بغير أنقسام .. إننى أعتبركم عائلتى , وأرجوا ألا يكون بين عائلتى أى إنقسام "
الصلاة على جثمان البابا كيرلس الراحل
ووضع جثمان البابا فى صندوق فاخر من خشب الساج الذى لا يسوس مبطن من الداخل بقماش أبيض ثمين وفتحته العلوية من البلور المتحرك , وكان إشتراه أحد المحال الكبرى لدفن الموتى من لبنان ووصل مصر يوم 8 مارس وكان شيئاً غريباً أن يتواجد مثل هذا الصتدوق فى مثل هذا الوقت - فى الصورة المقابلة الصندوق يحمله الكهنة فى طريقهم للكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسية وفى الساعة الخامسة صباحاً فى يوم 11 مارس 1971 م نقل الصندوق وبه جثمان قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس وأستقبله الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بالألحان المناسبة , ووضع أمام الهيكل الرئيسى على منضدة خاصة .. وهنا ألتف حول الصندوق رهبان دير مار مينا وهم يتلون الصلوات والمزامير والدموع لا تتوقف من عيونهم . وتوافد الألوف من الشعب القبطى للكاتدرائية بأرض الأنبا رويس وأمتلأت الكاتدرائية التى تسع الألاف وأمتلأ المقدمة أمام الكاتدرائية وحولها الكاتدرائية بألاف أخرى ولم يكن هناك موضع لقدم . وفى الساعة الثالثة بعد الظهر بدأت صلوات طقس تجنيز الآباء البطاركة , وبدأ كبار رجال الدولة والسفراء الحضور لمشاركة الأقباط حزنهم لفراق راعيهم الصالح . وألقى نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة عن البابا الراحل بالدموع والبكاء: " قال الوحى الإلهى : " عزيز فى عينى الرب موت أتقيائة " أعنى أن الرجال الأتقياء أو الذين يتقون الرب غال جداً فى عينى الرب موتهم , ولكن هذه هى إرادة الرب التى نخضع لها , لأن الرب فعل .. لقد كان البابا كيرلس السادس له الشخصية الشيعى بالنعمة والبركة المملوءة رحمة وطهارة وأثماراً صالحة. فعسير هلينا أن نقف لنرثيه .. عسير علينا أن نلقى نظرة الوداع على جثمانه الطاهر المسجى بيننا فى هذه الكاتدرائية العظيمة التى شيدها والتى يبذل الجهد عزيزاً ليتم بناؤها ويدوى بين ربوعها رنين أجراسها كما ترتفع الأصوات الملائكية من الشعب بالصلاة . عسير علينا أن نتكلم عن هذه الشخصية العظيمة الضخمة التى كانت ثاقبة النظر فى المور العامة , راسخة فى الوطنية , رائدة فى الخدمة العامة بالأبوة والرعاية الكاملة . كانت ساحة البابا كيرلس السادس متسعاً للجميع , وكان بابه مفتوحاً على مصراعية , للفقير قبل الغنى والصغير قبل الكبير , كان يقابل الجميع بترحاب ويصغى إليهم فى أناة وحب , لا تفارق الإبتسامة شفتيه .. وكثيراً ما كان ينصحة أطباؤه بألا يرهق نفسه بتلك المقابلات التى لا تنقطع , وكان رجلاً والرجال قليل . كان البابا الراحل محباً للسلام : " طوبى لصانعى السلام لأنهم يدعون أبناء الرب " . وكان نشيطاً يعمل دائماً من أجل الكنيسة , وتسامعت الكنائس بنشاطه وبره فسعت إلى تعزيز صلاتها بكنيستنا ودعته لزيارة كنائسها وبلادها , ولكن عمله كان يشده دائما إلى حقله , يتعده بالغرس والصقل حتى يمن الرب عليه بالنمو الصالح . ولم تقتصر زياراته على القاهرة والأسكندرية أو الأقاليم فى مصر , بل خرجت وأمتدت إلى الكرازة المرقسية , فزار أثيوبيا أكثر من مرة , ورحب به جلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول , ترحيباً كبيراً , وفرح وهلل بزيارته مطوب الذكر البطريرك الجاثليق فى أثيوبيا ورجال الأكليروس والشعب , وأحسو فى قربه الأبوة الروحية الغامرة , وشعروا انهم أمام أب يعطف على ابنائة جميعاً , ولا يضن عليهم بثمرة حبه وأقام فى عهده كنائس كثيرة فى ربوع الكرازة المرقسية وفى أمريكا وأستراليا وغيرها , وعمرت أديرة بما لا يتسع المجال لذكره الآن . وأقام فى عهده كنائس كثيرة فى ربوع الكرازة المرقسية وفى أمريكا وأستراليا وغيرها , وعمرت الأديرة بما لا يتسع المجال لذكرة الآن . وتوج الأعمال بتشييد هذه الكاتدرائية القبطية بتعزيز رئيسنا الراحل الخالد جمال عبد الناصر , وقد آزره صاحب الجلاله الإمبراطور هيلاسيلاسى , والشعب القبطى بالجمهورية العربية المتحدة (أسم مصر فى ذلك الوقت) . إن التاريخ سوف يخلد لمثلث الرحمات البابا كيرلس السادس فضائلة التى قلما تتوافر جميعها فى غيره , والتى كان أبرزها تواضعة الجم الذى لازمه راعياً متوحداً وكاهناً متعبداً , وبابا بطريركاً عظيماً على رأس كنيسة أم الشهداء الخالدة , التى قال عنها الرئيس أنور السادات .. حفظة الله , إن هذه الكنيسة القبطية ذات تاريخ مجيد مشرف يؤهلها لأن تتبوأ مكانتها المرموقة بين كنائس العالم . والآن .. نحن نودع ابنا وحبيبنا وسيدنا البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس .. لقد غادر هذه الديار وأنتقل إلى الأمجاد السماوية حيث ينعم بجوار السيد المسيح وأعماله العظيمة تتبعه . فإن فارقنا بروحه , وإن الجسد يرجع إلى معدنه الذى أخذ منه , إلا أنه خالد لا ينسى , ولن ننساه , ولن ينسى الوطن , ولن ينساه أحباؤه . راقد على رجاء القيامة . فنم ياسيدى مستريحاً تتبعك أعمالك , ونحن ندعو الرب بشفاعتك وبصلواتك التى نرفعها أمام العرش الإلهى , إذكرنا ولا تنسانا , أذكر كنيستك لكى يرعاها الرب ويسوسها وبخدمها ويفلحها , ويقيم الراعى الصالح الذى يتبع خطواتك . أذكر الوطن العالى أمام ربك لكى يحفظه من كل شر , ومن كل أمر ردئ , وأن يكتب سلامته وأن ينصره على من يعاديه . إننى ياسيدى إذا تكلمت قد يخوننى لسانى , وقد تخوننى مشاعرى فمهما قلت لا اوفيك حقك , فقد كنت قديساً عظيماً بمعنى كلمة عظيم . المصاب ضخم والمصاب كبير , ولكن مشاعر هذه النفوس ومشاعر هذه الشخصيات العظيمة التى واستنا , والتى إشتركت معنا خففت الألام . شكراً جزيلاً للرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية العربية المتحدة الذى واسانا , شكراً لجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الذى أناب عنه مندوبه الذى أتى متحملاً السفر الطويل . وشكراً لمندوب الرئيس السودانى النميرى . وشكراً لقداسة البابا بولس السادس حبيبنا الذى أناب عنه سفيره ومندوبه فى مصر الذى حضر بمجرد وصوله من إيطاليا وزارنا أمس بالبطريركية واليوم أيضاً . شكراً جزيلاً للسادة نواب الرئيس والسادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا , والسادة الوزراء , وأعضاء اللجنة المركزية ورجال الدولة , ونواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء . وأنتم يا اصحاب الغبطة والقداسة وأصحاب الفضيلة ..لقد غمرتمونا بعطفكم , غمرتمونا بمشاعركم , فشكراً لقداسة الكاردينال إسطفانوس الأول والآباء المطارنه .. شكراً للبطريرك أغناطيوس يعقوب الذى أرسل مندوبيه من بيروت . شكراً لنيافة المطران أثناسيوس أبراهام نائب غبطة البطريرك الإنطاكى للسريان ألاثوذكس .. شكراً للقس فيكتور هوارد مندوب مجلس الكنائس العالمى . شكراً لنيافة المطران مندوب غبطة بطيرك الروم الأرثوذكس بالأسكندرية شكراً لنيافة غبطة كاثوليكوس امينيا . شكراً للسادة رعاة الكنائس الإنجيلية ومندوب الكنيسة الأسقفية و ومندوب الكنيسة الروسية الأرثوذكسية , وجميع مندوبى الكنائس التى إشتركت معنا سواء فى تشييع الجنازة أو فى الصلاة أو فى الإشتراك معنا بمشاعرهم وبرقياتهم ورسائلهم . شكراً للسادة السفراء ولؤساء بلادهم جمهوريين وملكيين وغيرهم .. شكراً للشعب المصرى بجميع مواطنيه على مواساتهم ومشاعرهم الطيبة .. وشكراً لكم جميعاً .
ثم قام بعد ذلك رجال الدولة ووفود الكنائس والسفراء وقدموا العزاء لنيافة النبا أنطونيوس وللآباء المطارنة والأساقفة . | |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:53 am | |
| إلى المثوى الأخير
وحمل الأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بحمل الصندوق الذى يحوى جثمان راعى الرعاة ورئيس الكهنة البابا كيرلس السادس ودخلوا به إلى الهيكل وطاروا حوله طورة ثلاثية يرددون الألحان الجائزية الحزينة ثم خرج الموكب إلى صحن الكنيسة وعلا صراخ الشعب وبكائة وخرجوا من باب الكاتدرائية الجانبى وهبطوا السلم إلى البهو السفلى حيث توجد المقبرة التى أعدت بسرعة ودفن بها والكلى يصلى فى بكاء على باباه الراحل .
فى ذكرى الأربعين
فى يوم 17 أبريل 1971 م وافق مرور أربعين يوماً على نياحته ووافق سبت الفرح ايضاً وليلة عيد القيامة .. وحيث أنه طبقاً لطقوس الكنيسة لا يجوز عمل جنازات فى أسبوع الألام وحتى عيد القيامة لأنه يخصص للسيد المسيح فقرر ألاباء أن يكون ألإحتفال يوم الجمعة 23 أبريل 1971 م بالكاتدرائية المرقسية الكبرى , وفى مساء الساعة الرابعة من مساء الذى قرره ألاباء بدأ صلوات الأربعين للبابا كيرلس السادس بحضور الآباء المطارنة والأساقفة , وقد حضر الأستاذ صلاح الشاهد كبير أمناء رئاسة الجمهورية ذكرى الأربعين نائباً عن الرئيس أنور السادات وحضر عدد كبير من رجال الدولة والسفراء . وكما هو معروف فى ذكرى الربعين وضعت صورة كبيرة لقداسة البابا كيرلس السادس أمام الهيكل. وبعد الإنتهاء من الصلوات القى نيافة الأنبا انطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة تعزية قال فيها : " يا حضرات الآباء جميعاً .. يعز على اليوم أن اقف متحدثاً عن اب كريم تمتعنا جميعاً بحبه وبركاته وشاء أمر الرب إلا أن يأخذه منا . وما يسندنى فى وقفتى هذه سوى أننا لسنا نشيعه بجسده العزيز فى الثرى راقداً بقدر ما نودعه بروحه السامى إلى مدارج العلا صاعداً , وليس كمن إنتفى وجوده بيننا , بل كمن إختفى عن أعيننا وهو موجود معنا دائماً , ذلك لأننا نؤمن أن الذين يرقدون فى الرب ينضمون إلى كنيسة ألأبرار التى هى كنيسة من هم بلا جسد الذين نشترك معهم بالروح والعقل مرتفعين فوق مادية هذا الجسد مثلما قال الكتاب المقدس " لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة , بل أتيتم , إلى مدينة الإله الحى أورشليم الماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى اللإله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين " ذلك هو صاحب هذا الرسم , أبونا القديس جزيل الطوبى مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس فقيد الكنيسة المحبوب والوطن المفدى . لست أعلم من أين أبدأ الكلام عن مناجاتك , أبدأ منذ زهدت فى الدنيا وأيقنت ان ملازمة الرب خير ملازمة العالم , بإخلاص تام وبقوة ويقين أدرت ظهرك للعالم ووليت وجهك نحو الصحراء , ففتح الدير أبوابه لك على مصراعية , ولكنك سرعان ما خلوت إلى شق فى صخر الجبل حاذياً حذو السلف من المتوحدين , ولم تكن خلوتك إلى فترة أرضيت فيها نزوة عابرة بل كنت بداية للطريق الذى رسخت فيه إلى نهايته , أم أذكر ذهابك إلى سوهاج إلى دير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , سلام الرب عليه , ومكثت فى مغارة فى الجبل الغربى بسوهاج . أم أذكر كيف كنت فى صومعة بجبل المقطم بمصر القديمة نائباً عن العالم , وما كان سيدنا القدوس العلى فى كل هذا إلا راعياً محباً لك وما كان القديسون العليون إلا رفاقاً وحماة لك , فكان الرب القدوس فى تعبدك الحار يعمق أساسك ليأتى بك يوماً إلى الخدمة , وكان الناس فى إبتعادك عنهم يزدادون إقتراباً منك وقصداً إليك طالبين البركة باثين الشكوى , ملتمسين البرء " لأن صلاة البار مقتدرة فى فعلها" أم أذكر وقد أختارك لرعاية كنيسته فإزدحموا حولك , ولم تضق بهم ولم تنهرهم , بل كنت ترد من أراد أن يردهم عنك وبوجه ملؤه الحب والإبتسام , وقلب ملؤه العطف والحنان , وروح كلها صلة وإيمان , صليت وخدمت , جاهدت وثابرت فى الليل والنهار , فى الإنفراد ومع الجماعة بأقصى جهد إلى آخر لحظة من حياتك الغالية , حتى إذا جاءت اللحظة المعلومة عند الرب أسترقت روحك الطاهرة إلى العلا وأنت واقف فى الميدان والناس من حولك لا يدركون ما حدث . أيها الأحباء .. لقد عمل أبونا الراحل فى فترة قليلة عملاً كبيراً جداً من أجل الكنيسة فلقد نظم العلاقة بين الكرسى الباباوى الأسكندرى والكنيسة الأثيوبية الحبيبة , وعقد أتفاقية حققت لأثيوبيا أمانها بأن جعلت لها بطريركاً جاثليقاً , فى كل إيبارشية من إيبارشيات الكرازة كان يختار الأساقفة ألأفاضل رعاية أبناء الكنيسة فى مصر وفلسطين والسودان . كما أنه أقام اساقفة أوكل إليهم شئوناً خاصة كالمعاهد اللاهوتية والخدمات العامة والثقافة القبطية , ولأول مرة أنشئت كنائس قبطية أرثوذكسية فى الكويت وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا . وأوفد المبعوثين إلى كنائس أفريقيا وإحتضن البعثات من تلك الدول لتلقى الدراسات اللاهوتية فى مصر وأثيوبيا فكانت لقاءات التقوى والحب . زاره كثير من رؤساء الكنائس الأجنبية وأختم بالحركة المسكونية , كان على مؤتمر الكنائس الشرقية بأديس ابابا , بعث ممثلين إلى المحافل الكنائسية العالمية وكان فى كل هذا عاملاً من أجل الإيمان بالرب ومن أجل الإيمان بالمثل الهليا ومن أجل الإيمان بالخدمة الأمينه للوطن الغالى .. إلا سلاماً وإجلالاً له أمام الرب عابداً خاشعاً . إلا سلاماً وإجلالاً له بين الناس راعياً حانياً . إلا سلاماً وإجلالاً له خادماً وطنياً أميناً كان اه أثره فى تعاطف الكنائس مع مصر والعروبة , وكانت له جولاته فى الدفاع عن الوطن العربى وإعلان كلمة الحق أمام الظلم والإعتداء . إلا سلاماً له فى كلماته وإعلاناته ونداءاته ورسائله التى عممت إلى كبار القادة العالميين فى أقطارهم البعيدة الذين كان يخاطبهم فى شتى المناسبات إلى ابنائنا الجنود البواسل حاملى السلاح الذين كان يراسلهم بإنتظام , وآخر رسائلة لهم العدد الضخم من الأناجيل الصغيرة التى أرسلها لهم بمناسبة عيد الميلاد المجيد الماضى جنودنا فى قلبه وصلاته .. وهنا لى وقفه . صدقونى لقد كان مريضاً محتاجاً للراحة ولكنه ابى إلا أن يوقع بيده الكريمة على كل أنجيل من هذه الألاف المرسلة غلى ابناءه . كم كان محباً لأبناء الوطن , كم كان رائداً للوحدة الوطنية , كم كانت علاقته وثيقة طيبه بالهيئات والأفراد , كم أحب الرب والناس , وكم أحبه الرب والناس . جاء لتوديعه الوداع الأخير الألوف من أبناء مصر والعالم , وكانت تلك لحظات لامعة من الزوايا الروحية التقوية والأخوية والوطنية والإنسانية العالمية . يا أحبـــائى .. كم يهزنى أن وفد بمخيلتى إلى الترابط الطبيعى بين قادة هذه الأمة هذا الذى تقيمه وتباركه السموات التى قالت فى الكتاب المقدس : " مبارك شعبى مصر " فلقد كان قادة هذا الوطن سياسياً ودينياً على مر التاريخ مترابطين . فسلاما لأرواح الخــــــالدين .. وسلاماً للمتحابين المترابطين , وسلاماً للمصريين وسلاماً لأبناء الوطن العربى وسلاماً لأتحاد الجمهوريات , ولتكن مشيئتك يارب كما فى السماء كذلك على الأرض . أيها الأعــــــــــزاء .. كم أقص عن أن أتكلم عنه ولكننا لم نفتده بل كسبته السماء وكسبناه شفيعاً جديداً لنا امام عرش النعمة , ورائداً لنا فى السماء , ذكره يبقى إلى الأبد ويبقى معنا للبركة . إلا فإسمحوا لى أيها السادة أن اتقدم عن نفسى وعن أعضاء المجمع المقدس وعن الإكليروس والشعب القبطى بأخلص الشكر على تكرمكم بالإشتراك معنا فى الإحتفال بذكرى فقيدنا العظيم لكم جميعاً مثوبة مجاملتكم داعياً لجميعكم بالبركة والصحة والسعادة وأن يلهمنا الرب نعمة العزاء . أبقى الرب حياتكم هانئة سعيدة , ولإلهنا كل مجد وإكرام وسجود من ألآن وإلى البد آمين . ثم ألقى بطريرك الأقباط الكاثوليك أسطفانوس الأول كلمته وبعده القس لبيب مشرقى رئيس الطوائف الإنجيلية ثم المهندس إبراهيم نجيب رئيس لجنة الأوقاف , ثم كلمة نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا وسكرتير المجمع المقدس بإلقاء كلمة شكر لكل المشاركين فى هذه الصلوات وإلقاء الكلمات عن البابا الراحل كيرلس السادس .
| |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:55 am | |
| كلمات البابا شنودة - لتعزيتة فى نياحة البابا كيرلس السادس
كلمة نيافة الأنبا شنودة - أسقف التعليم فى الإجتماع الإسبوعى بالكاتدرائية الجديدة بالأنبا رويس - الجمعة 12 مارس 1971 م
فى الواقع لم أحضر هذا اليوم لألقى عليكم عظة إنما لأعزيكم فى نياحة أبينا الطوباوى المكرم الأنبا كيرلس السادس ليس أمراً هيناً على الكنيسة أن تفقد الأب الأكبر لها الذى تسميه الكنيسة بألقاب عديدة فنقول فيها أنه أب الاباء .. وراعى الرعاة .. ورئيس الالكهنة .. ورئيس الأساقفة ,, ورئيس المجمع المقدس .. وخليفة الرب ونائبة على الأرض .. وثالث عشر الرسل .. وليس هيناً أن تودع الكنيسة شخصاً كبيراً من هذاالنوع فى صمت وهدوء البابا فى الكنيسة هو أكبر شخصية تذكرة فى صلواتها فى رفع بخور عشية وباكر والقداس والألحان الكنسية والتسابيح بل حتى أثناء تقديس الأسرار الإلهية عند تقديم الحمل , فى كل وقت البابا يشغل الكنيسة وتنشغل به طالبة من الرب له حياة مديدة وأزمنة سالمة هادئة وأن يحفظة لنا , هذا من ناحية الشعب وتذكار الكنيسة له . أما من ناحية البابا كيرلس بالذات فقد كانت له فى الكنيسة مكانة خاصة , بدأ حياته الرهبانية كراهب صادق الرهبنة ترهب وهو صغير ثم عكف على الوحدة , ثم سكن فى مغارة قرب دير البراموس وأنا زرتها بنفسى , ثم أنتقل إلى طاحونة قرب مصر القديمة وتعبد فيها سنوات طويلة ثم توحد فى كنيسة خاصة به بناها بنفسه وأشرف على الفعلة بنفسه وعاش فيها متوحداً حتى أن السنوات الطويلة من سنة 1944 م إلى 1959 م لا أذكر أنه خرج من ذلك المكان إلا لكى يعمل عملية جراحية فى وقت ما حتى لقب بالقمص مينا المتوحد , وفى وحدته كان رجل صلاة ربما حوالى 35 عاماً من الزمان كان يقيم قداساً كل يوم , لم ينقطع يوما ما عن القداسات طول هذه المدة , وكانت صلواته تخجل الناس , رجل كبير فى السن فوق الستين أو قارب السبعين يصحو كل يوم حوالى الساعة الرابعة صباحاً ليصلى , كانت الكنيسة جزء من حياته , وكانت القداسات تجرى فى عروقة مثل دمه تماما وكانت التسابيح والصلوات شيئاً طبيعياً بالنسبة له ولم يكن يجد غضاضة فى أن يقف مع احد المرتلين يرابعة التسبحة , وكان يتعجب إذا وجد كاهناً يصلى من الخولاجى حتى أن جميع صلوات القسمة وهى عديدة كان يحفظها تماماً . لعله درس كبير لنا فى المواظبة على القداسات والتبكير للكنيسة والإلتصاق بها وحفظ الصلوات والتسابيح والألحان والمدائح , وله فى الرهبنة صلات ودروس وتجارب كثيرة , له صلة بدير البراموس العامر حيث ترهب هناك , وله صلة بدير السريان العامر حيث أرسل كثير من ابناءه ليتعبدوا به , له صلة بدير مار مينا الذى عمره وترهب بأسمه ولقد ترك فى نفسه أثراً كبيراً يعطينا فكرة عن كيف أننا أسمينا أولادنا بأسماء القديسين تتعلق نفوسهم به وبأعمالهم , وقد أهتم بدير مار مينا كثيراً قبل أن يصير خليفة لمار مرقس الرسول , وكان يريد من مصلحة الآثار أن تترك له هذا المكان ألثرى ليبنى فيه ولو قلاية بسيطة , وأشترى خمسين فداناً وبنى كنيسة ومغارة وقلالى للرهبان وسوراً كبيراً يحيط بها وبيتاً للضيافة أو الخلوة , وكان يحب دير مار مينا ويسافر إليه ويقضى فيه شهوراً طويلة وكان يود لو أنه أيضاً دفن فيه , كان يحب الهدوء والبعد عن الضوضاء , ومشاكل القاهرة ومن حبه لهذا الدير كان يود لو بنيت مذابح فى كل كنيسة بإسم مار مينا , ورسم أحد المطارنة بأسم مار مينا وتلميذه الخاص باسم الراهب مينا وعمر ذلك الدير , ولأول مرة نجد راهباً يحمل إسم مار مينا , وكان يعيد فى كل سنة فى عيده , ويفرح بالذين يشتركون فيه , وإستطاع أن يجعل إسمه محفوراً فى قلوب أبناء هذا الجيل . لا أدرى عندما تصعد روحه ليلتقى به فى ألبدية كيف سيكون لقاؤهما ؟ لهذا اقول لكم أنكم سميتم أبناءكم باسماء القديسين لتركت فى نفوسهم آثار كبيرة مثلما أحب البابا كيرلس إسمه القديم " الراهب مينا" وإلتصق به كثيراً. كان البابا محباً للتعمير والبناء فقد بنيت فى عصره فى القاهرة أكثر من 31 كنيسة وفى الإسكندرية 9 كنائس إن كنيسة المستشفى القبطى بالقاهرة وبالإسكندرية تعتبر مبدأ عظيماً , لا يوجد أحوج إلى التناول والصلوات من المرضى وذويهم , وليت هذا المبدأ يعمم فى بلادنا المريض يكون قريباً جداً إلى الرب ومستعداً للتوبة أكثر من أى إنسان آخر , لذلك عندما أتكلم عن هذا الأمر إنما تعجبنى الفكرة فى حد ذاتها حتى لو كانت هذه الكنيسة غرفة أو قاعة صغيرة , يكفى المذبح والكاهن داخل المستشفى , وأعجبنى وجود كنيسة فى كلية البنات القبطية , شئ جميل أن توجد كنيسة فى مدرسة لكى يبدأ الطلبة اليوم الدراسى بالصلاة , ويشعرون بأنهم فى رحاب الكنيسة والواقع أنها إمتداد لأفكار آبائنا القدامى , فالكنيسة والمدرسة يغذيان الروح والعقل معاً , وأعجبنى أيضاً أن توجد كنيسة فى قاعة مثل قاعة إبراهيم لوقا بمصر الجديدة لماذا لا توجد كنيسة فى كل مستشفى ومدرسة وقاعة ؟ وأيضاً جميل أن توجد فى بيت مدارس الأحد وفى جمعية الإخلاص , كل هذه الأمور تظهر أن الكنائس ليست مجرد أبنية إنما لها أهداف روحية , وجميل أيضاً أن توجد فى اماكن مهجورة مثل حى القصيرين أو الزاوية الحمراء , ناس مجهولين لا يجدون أحداً يزورهم , وكان كثيرون من طلبة الإكليريكية يذهبون إليها للخدمة والوعظ وكنيسة الساحل وأرض الشركة . هذه المحبة للتعمير لم تشمل الكنائس فقط إنما الآثار فقد كون لجنة للبحث عن كنيسة أتريب ولها وضع كبير فى تاريخ الكنيسة والنبوات المقبلة , وهذا الموضوع طويل , وقد تعاونت هذه اللجنة مع البعثة الهولندية هناك , ولا ننسى أنه تمت فى عهده أبنية الكلية الإكليريكية مثل مبنى كلية اللاهوت سنة 62 م ومبنى الداخلية للطلبة المجاور لها , وأيضاً معهد ديدموس للعرفاء , وإن كان ازيل حالياً لبناء الكاتدرائية , وكان محباً للتعمير حتى نياحته , ففى نفس اليوم الذى تنيح فيه بدأ تعمير مقبرة البطاركة التى تحت المذبح مباشرة وكان أول بطرك يدفن فيها . ومحبته للتعمير لم تكن فقط للأبنية المادية إنما للبناء الروحى أيضاً ففى عهده وصل نشاط الكنيسة لأماكن بعيدة ما كنا نظن أنه يصل إليها , فأصبح لنا كاهناً فى كندا القس ماركوس إلياس فى تورنتو , والقس رفائيل يونان بمنتريال وكلاهما من أساتذة الكلية ألإكليريكية ثم رسم القس مينا لبيب لسدنى وآخر لملبورن بأستراليا , ثم رسم القس غبريال أمين للولايات المتحدة وأرسل إليها القسيسين بيشوى كامل وتادرس يعقوب وكان يشرع فى رسامة آخرين لإنجلترا وأوربا , وإهتم أيضاً بالكرازة فى أفريقيا , وأرسل لها مقدمات كثيرة من قبل وأرسل أولاً القس مكاريوس (الأنبا اثناسيوس حالياً) والقمص شنودة السريانى والقمص باخوم المحرقى (الأنبا أغريغوريوس حالياً) وكاهن كنيسة الزمالك , وأنطونيوس السريانى , وأرسل بعثات من العلمانيين .. الدكتور زاهر رياض وغيره من أساتذة الكلية للإتفاق على إقامة معهد كرازى بالقاهرة فى كرتسا واخرج هذا المركز مجموعة من الكارزين يكرزون حالياً بالسودان ويعمدون كثيرين بإسم المسيح إلى يومنا هذا , كان إهتمامه كبيراً بأفريقيا والكويت أيضاً حيث أرسل إليها القمص ميخائيل المحرقى (أنبا مكسيموس حاليا) والقمص تيموثاوس المقارى الذى ما زال هناك. وإهتم أيضاً بالكنيسة فى أثيوبيا وصدقونى إن العلاقات مع الكنيسة فى أثيوبيا كانت تتركز كثيراً على المحبة ألكبيرة القائمة بين قداسته وجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى وكانت هذه المحبة هى السور الكبير الذى يحفظ العلاقة بين الكنيستين , ومن أول سيامته وهو يهتم بها , ففى يوليو عام 1962 م رسم جاثليق أثيوبيا أبونا باسيليوس (ولقب أبونا بأنب عندنا يطلق على رؤسائهم) , وزار بنفسه أثيوبيا وكان الإمبراطور قد زاره أثناء سيامة الجاثليق وقلده وشاح سليمان الأكبر , وقلد كثيراً من الآباء قلائد وأوسمة , وبمجرد وصول قداسته أثيوبيا عام 1965 م وكان مريضاً طلب البدء بإقامة القداس بكاتدرائية الثالوث الأقدس , وسنة 1962 م زار كثير من مقاطعات , وزار دير القديس تكلا هيمانوت رئيس الرهبنة الحبشية وغيره من ألماكن , وإشترك فى الإحتفال الثلاثينى بتنصيب الإمبراطور , وسنة 1965 م رأس مجلس الكنائس الأرثوذكسية الشرقية هناك , وإستقبل بحفاوة كبيرة وتنازل له الإمبراطور عن قصره ليقيم به أثناء الزيارة وكانا أسداه طليقين , وعندى فى قلايتى الخاصة صورة لقداسة البابا وهو يداعب أحد هذه الأسود , وكان جلالة الإمبراطور يقول لقداسته أننى أننى مستعد أن ابنى لك هنا قصراً لتزورنى كل عام , وعندما كان يقدم الهدايا للآباء المجتمعين بالمجلس كان ينسبها إلى قداسته لا إلى شخصه بإعتباره صاحب المكان , وكان يستقبله إستقبال الملوك وتطلق له المدافع 21 طلقة , وألأثيوبيين يحبون خليفة مار مرقس ويسمون كنيستهم الكنيسة القبطية , وكانت لفتة جميلة أن يزور أثيوبيا مرتين , وكان جلالة الإمبراطور بمجرد وصوله إلى القاهرة يزروه ويأخذ بركته . ولم يقتصر ألمر على هذه العلاقات بأفريقيا وأمريكا وأستراليا وآسيا وإنما أيضاً كان له إتجاه فى العلاقات المسكونية العامة , وقد زاره فى مصر كثير من رؤساء الكنائس العالمية مع انه لم يزر أحد منهم , زاره البطريرك اثيناغورس رئيس الكنيسة اليونانية , وبطريرك موسكو ألكسيس , ومكاريوس أسقف قبرص , وبطريرك بلغاريا ورومانيا وفنلندا , ومن الكنائس الشقيقة بطريرك الأرمن , ومار أغنوطيوس يعقوب بطريرك السريان ورؤساء البروتستانت والمسئولين فى مجلس الكنائس العالمى وكثيراً من كرادلة الكاثوليك منهم رئيس أساقفة فينا , ولقد وجدنا هذا افرتباط الكبير مع كنائس العالم ظاهراً فى حفل مار مرقس الرسول وحفل بناء هذه الكاتدرائية حيث تبرعت كثير من الكنائس بمستلزماتها , ولا ننسى من كان يوفدهم فى بعثات لحضور المؤتمرات الكنسية العالمية ومن أوفدهم لحضور إجتماعات مجمع الفاتيكان الثانى لسنوات طويلة . ولا ننسى الجهود الجبارة التى قام بها من الناحية الوطنية مما جعله موضع ثقة وثناء الرؤساء , كان الرئيس جمال عبد الناصر يحبه محبة خاصة ويكرمه إكراماً كبيراً ويثق به وبوطنيته , والرئيس أنور السادات تكلم عنه كلاماً فى منتهى الجمال وأشاد بمثاليته فى الوطنية وقال عنه : كنت أعز هذا الرجل إعزازاً خاصاً وقال إنه : "بلدياتى" وقال إنه كان رجلاً محباً واعياً بكل ما يحيط بالبلد من احداث ولا يفتأ أن يوجه الأقباط فى نصرة وطنهم , وتحركت الدولة كلها أثناء مرضه .. رءيس الدولة والمسئولون فى الإتحاد الإشتراكى (الحزب الحاكم) والوزراء جميعهم . وكان لقداسته إلى جوار هذا كله صفاته الفاضلة فى حياته الخاصة , وكان رجلاً يتميز إلى جوار الحزم وقوة الشخصية بالبساطة وكان رجلاً لطيفاً , وكانت له أبتسامة رقيقة جميلة تؤثر فى كل من يزوره وكان يتبسط كثيراً مع الناس , ولعله أول بابا فى جيله يفتح بابه على مصراعيه لكل صغير وكبير رجلاً كان أو أمرأة . أتذكر منظراً مؤثراً فى سنة 1959 م , وكنت فى ذلك الحين سكرتيراً له , وكان يصلى صلاة عشية وبينما كان يصرف الشعب وجدت رجلاً بسيطاًَ أمسك يده بقوة وشدها بعنف ووضعها على صدره وقال بإيمان عجيب : " أنا عيان إرشمنى هنا " كان كل صاحب مشكلة يذهب إليه ويدعو لكل واحد ويتكلم مع كل واحد وفى أيام الإمتحانات كان الطلبة بالألاف يأتون إليه يطلبون صلواته وهو يدعو ويصلى للكل , وكان مجهوداً جباراً لا يستطيع من فى سنه أن يحتمل مثله . ولعله بسببه كان هذا المرض الأخير .. رحمه الرب , وكان رجلاً صامتاً يسمع كثيراً أكثر مما يتكلم وكان فى صلواته كثير البكاء , كثير من الناس الذين لهم قوة شخصية تكون دموعهم عزيزة أما هو فكان البكاء قريباً منه , وكانت له ذاكرة فى منتهى القوة يحفظ الأحداث القديمة ويحفظ أسماء لا حصر لها ويكلم الناس بروح مرحة , وكان رجلاً كنسياً وطقسياً وشعبياً وملازماً للكنيسة , كانت فيه صفات عديدة رحمة الرب رحمة واسعة . | |
| | | النهيسى عضو مميز
المساهمات : 412 نقاط : 620 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2014
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 12:57 am | |
| البابا كيرلس بعد نياحته يقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى كتاب بعنوان " البابا كيرلس السادس: العظيم فى البطاركة " ما بعد نياحته مع كل يوم جديد نسمع قصصًا عجيبة على مستوى العالم بخصوص عمله في حياة الكثيرين بعد انتقاله. لا أنسى أن أحد الأحباء جاء من أستراليا إلى الإسكندرية وسألته عن المدة التي يقضيها فقال أقل من أسبوع. وإذ دهشت قال: "جئت من أستراليا لأزور مدفن المتنيح البابا كيرلس السادس وأعود فورًا فصلاته أنقذتني!" أما عن ظهوراته لمحبيه في كل العالم فصارت أشبه بقصص خيالية من كثرتها وفاعليتها. كثيرون تابوا ورجعوا إلى الرب خلال ظهوراته. صورة أم قوة! .. في مارس 1997 في لقاء محبة بمنزل الأخ ا.ش بمنطقة جنوب أورانج كاونتي، روى لي رب البيت القصة التالية: تحدث معي أحد العملاء وهو أمريكي يهودي، قال أنه كان يعتزم أن يبدأ مشروعًا معينًا، وكان كلما بدأ خطوة يجد العقبات حتى فقد الأمل في تكملة السير في هذا الطريق. كان من بين العاملين لديه سيدة مصرية، رأته في ضيقة شديدة، وإذ عرفت ما يعاني منه قالت له: "خذ هذه الصورة وضعها في جيبك، وأصرخ إلى اللَّه، فإنه يسندك حتمًا". لم يكن الرجل متدينًا قط ، لكنه في وسط مرارة نفسه قبل الصورة دون أن يسألها عن شخصية الإنسان الذي له الصورة. ذهب إلى بيته، وهناك دخل حجرته، وفي مرارة صرخ إلى اللَّه، وكان يتحدث مع اللَّه، في حوارٍ مفتوحٍ... لاحظ أن قوة قد ملأت أعماقه الداخلية. بدأ خطوات المشروع فلاحظ أن كل الأبواب تنفتح أمامه بطريقة غير عادية، وكما قال أنه يشعر بقوة فائقة تسنده أينما ذهب. روى هذا الرجل هذه القصة للأخ ا.ش بروح مملوء قوة، فسأله الأخ عن الصورة، وللحال أخرجها من جيبه ليُريه إيّاها باعتزاز، فإذا بها صورة البابا كيرلس السادس. سألته وماذا بعد هذه الخبرة؟ فأجاب إن خبرته هذه حديثه جدًا. انسحقت نفسي وصرت أتأمل في أعماقي: لقد تنيَّح أبي الحبيب منذ حوالي 30 عامًا، وها هو يعمل بروح الصلاة بأكثر قوة في دول كثيرة! لم يكن أبي القديس يُجيد الإنجليزية، لكنه يتحدث مع أمريكي يهودي بلغة الروح التي تفوق كل لغة بشرية هل جسد البابا كيرلس تحلل ؟ فى يناير 2007 م ظهرت صورة على شبكة الإنترنت وقالوا عنها أنها لجسد البابا كيرلس السادس ولم تتحلل , ولكنها ليست صورة حقيقية لعدة أسباب أن عصا الرعاية لم تكن موجودة مع جسد المتوفى , وأن المتوفى فى يده قربانة وحول جسده ورد حديث والصندوق الذى ترقد فيه الرفات مصنوع من الخشب فى حين أن الصندوق الذى دفن فيه البابا من الرصاص والمعدن وكان مستورد وغير محلى , وقيل أن الصورة لقس متوفى حديثاً يشبه البابا , وللأجابة على السؤال هل جسد البابا كيرلس تحلل ؟ نقول أنه لم يتحلل وقد حدث أن البابا كيرلس السادس دفن فى البطريركية بالأنبا رويس ولكن عندما فتحت وصيته بعد سنة من وفاته وجدوا أنه كتب أنه يحب أن يدفن فى دير مار مينا بصحراء مريوط وكلف البابا شنودة لجنة من ضمنها أحد العلمانيين من السكرتارية لنقل رفاة البابا كيرلس السادس وقال لهم : لا تفتحوا الصندوق " وفى الطريق لم يستطيعوا وقف فضولهم للأجابة على هذا السؤال .. ففتحوا الصندوق ووجدوا أن جسد البابا لم يتحلل .. وكان يوم نقل الرفاة أن المطر أنهار بغزارة شديدة وأستمرت الأمطار تهطل حتى وصلوا غلى الدير ووجدوا العرب محيطين بالدير ويتسائلون .. لماذا تهبط المطار بعد توقف دام ستة شهور ونحن نعرف أن ألمطار كانت تهبط عند جضور البابا كيرلس فقالوا لهم .. جسد البابا كيرلس حضر وسيدفن فى الدير .. ورجعت اللجنة المكلفة بهذا المر لتقدم تقريرها غلى البابا شنودة بعد أن اتفقوا على ألا يبيحوا بالسر الذى عرفوه لأنهم خالفوا امر البابا شنودة .. ولكنهم فوجئوا بقول البابا لهم : " أنا موش قلتلكم لا تفتحوا الصندوف !! "
منقوـــــــــــــل
| |
| | | Coptic girl Admin
المساهمات : 3464 نقاط : 8143 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 06/08/2012
| موضوع: رد: لماذا دعوناه قديساً ؟ الخميس يونيو 12, 2014 8:58 am | |
| | |
| | | | لماذا دعوناه قديساً ؟ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|