ولد سنة 1901 م. في بلدة نوب طحا، مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية من أبوين تقيين. وقد حفظ المزامير والألحان الكنسية وتعلم اللغة القبطية، ولما أتمَّ دراسته عمل بمصلحة السكة الحديد.
في شبابه أحب سماع عظات الأرشيدياكون إسكندر حنا، وكان يتأثر بها جدًا لدرجة أنها كانت السبب في إقلاعه عن التدخين وعزمه على السلوك في طريق التوبة وحياة القداسة.
من بداية حياته الروحية كان حارًا جدًا، فكان يصلي السبع صلوات كل يوم كالآتي:
باكر قبل ذهابه للعمل.
صلوات الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة كان يصليها في إحدى عربات السكة الحديد الواقفة على الرصيف.
أما الغروب والنوم فبعد عودته من عمله.
وفي أصوامه كان صارمًا مع نفسه إلى حد القسوة فلم يكن يتناول طعامًا في أي يوم، عدا السبت والأحد، قبل الثالثة بعد الظهر، بل أحيانًا كثيرة لم يكن يفطر إلا في المساء. وقد بلغ به التقشف أنه كان يصوم باليومين والثلاثة وكان طعامه قليلًا من البقول. وقد مزج الصوم والصلاة بمداومة الإطلاع في الكتاب المقدس، وفي أحيان كثيرة كان يقرأ كتاب الله وهو راكع على الأرض.
لم تتركه الشياطين في سلام، بل كانت محاربتهم له تفوق الاحتمال، لكنه بقوة الله كان ينتصر عليهم. وفي إحدى المرات بعد تعرضه لحربٍ شديدة ظهر له رب المجد ليشجعه ويقويه.
كان المقدس سعد رافضًا الزواج مفضلًا حياة البتولية، إلى أن علم أن بعض الناس يريدونه أن يترهب لرسامته أسقفًا، فحسب نفسه غير أهلٍ لهذه الكرامة، ولم يجد مفرًا للهروب إلا أن يتزوج، وقد ظل سائرًا في طريق القداسة بعد زواجه.
لم يكن قاسيًا في معاملة أولاده بل كان ينصحهم بوجوب الاهتمام بأجسادهم وعدم إهانتها.
منحه الرب مواهب كثيرة، فكان يشفي الأمراض ويخرج الأرواح الشريرة، كما كانت له بصيرة روحية يميّز بها الأرواح والأفكار، ويتنبأ عن أحداث قبل وقوعها. ففي أيام البابا يوساب البطريرك 115 تنبأ بمجيء بطريرك قديس في عهده ستكون ظهورات سمائية على قباب الكنائس، وفعلًا تحققت نبوته ورُسِم البابا كيرلس السادس الذي في عهده ظهرت السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون.
في آخر عشر سنوات من حياته أصيب بعدة أمراض منها الشلل وفقدان الذاكرة، فلم يكن يتذكر أي شيء إلا أنه لم يكف عن تقديس اسم الله.
قبل نياحته بحوالي شهر بدأ يُعْلِم من حوله بأن زمن انتقاله قد اقترب. ورقد في الرب سنة 1978 م. عن عمر يناهز سبعة وسبعين عامًا.