وأنت في أي صورة تعيش مع اللة
إن كلمات المرأة السامرية تدل على أن بصيرتها قد انفتحت بواسطة إعلان المسيح وكلامه معها.
واستيقظ ضميرها أمام فاحص الضمائر،
ولعلها ندمت على خطاياها أمام الفادي،
فغفر إثمها وستر عيوبها.
وجعلها قديسة بلا لوم قدامه في المحبة.
لم تنكر المرأة صدق ما اتهمها المسيح به…
ولم يحتدم غيظها كما يفعل معظم الناس حينما يمسّون بنقطة حساسة.
بل احتملت،
أن توبَخ على خطاياها.
مما يؤكد عدم رضاها على الحالة التي وصلت إليها.
وإننا لنرى في جوابها أثر كلمة المسيح في فحص القلب وإقناع الضمير بالإقرار بالذنب.
وفيه أيضاً برهان قوي على سلطان يسوع كحق محرر.
لقد خاطبته بكل إحترام.
يا سيد أرى أنك نبي.
ثم رغبت في المزيد من التعلم منه،
فعرضت عليه قضية بالغة الأهمية،
وهي معرفة مكان العبادة المقبولة.
وهذا هو جوهر الإختلاف بين الدين السامري والدين اليهودي،
وعلة البغض الشديد بين الأمتين.
ولعلها اشتاقت منذ زمن بعيد أن تعبد الله عبادة حقيقية.
فلما أُتيحت لها فرصة لقاء شخص تيقنت أنه أتى من الله،
طرحت سؤالها عليه.
من المسلم به أن الدين حاجة كل إنسان.
والدين يأمر السجود لله والتعبد له..
والسجود يعني التسليم الكامل لله والخضوع العملي لمشيئته،
واستيداع النفس بين يدي المحبوب المخلص.
وحينئذٍ يتم سجودنا لله بخوف ورعدة.
قد يتساءل البعض:
أين هو الله اليوم؟
فيجيبهم المسيح أن الله ليس هو ههنا، وليس هو هناك.
إنه مالىء الوجود، لذلك عبادته أوسع من أن يحدها مكان.
يظن الناس أن أمكنة العبادة يجب أن تكون أنيقة ومريحة.
أما ديانتنا المسيحية فلا تفصل مكاناً عن آخر من ناحية قداسته ورضى الله عليه.
لأنه في عهد النعمة لا يميز الله هذا المكان عن ذاك.
وتبعاً لذلك لم يقيد عبادتنا لا بهياكل ولا كنائس ولا أديرة،
الله حاضر في كل مكان بروحه القدوس،
ولهذا نصلي إلى أبي ربنا يسوع المسيح في كل مكان.
والمسيح حررنا من كل الطقوس،
فأتاح لنا علاقة حرة مع أبينا الذي في السماوات.
احفظ:
"إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل
ولا في أورشليم تسجدون للآب ":
(يوحنا ٢١:٤).
موضوع الصلاة:
نسجد للآب السماوي.
ونطلب إليه أن يقبل سجودنا له.