ولد الطفل بولس غبريال بقرية دلجا مركز ملوى وكانت بلد عريقه كان بها اربعه
وعشرون كنيسة واربعه اديره كبيرة لم يبقى منهم سوى كنيسة واحده باسم
السيدة العذراء وهى التى نال فيها القديس سر المعمودية وتربى بها وفى
الثامنة من عمره سنة 1838 م تنيحت والدته وبعدها بثلاث سنوات تزوج ابوه
ومنذ ذلك التصق القديس بالكنيسة .
رسم شماسا فى الخامسة عشره من عمره بيد نيافة الأنبا يوساب اسقف صنبو
فى
الثامنة عشر من عمره قرر ترك العالم واختار حياة التكريس الكامل للرب فذهب
الى دير السيدة العذراء المحرق ثم بعد عام رسم راهبا فى سنة 1838 م بيد
القمص عبد الملاك الهورى رئيس الدير باسم الراهب بولس غبريال الدلجاوى
المحرقى اشتم رائحة المسيح الذكية فيه نيافة الأنبا ياكوبوس مطران المنيا
فارسل لرئيس الدير يطلب منه السماح للراهب بولس غبريال بالخدمة فى المنيا
فوافق الرئيس واطاع الراهب بولس وذهب هناك سنة 1859 م وبعد عام رسم قساً
بيد الأنبا ياكوبوس ثم بعد ثلاث سنوات اراد الرجوع الى ديره وتمت العوده
سنة 1863 م
فى سنة 1866 م عزل القمص عبد الملاك الهورى من رئاسة الدير
واتفق الرهبان على تزكية القس بولس الدلجاوى ان يكون رئيساً للدير وتقدموا
بطلب لقداسة البابا الأنبا ديمتروس الثانى البابا 111 فى تعداد البطاركه
الذى كان له معرفة شخصية بسيرة القديس العطره ووافق على ان يكون رئيساً
للدير وتمت رسامته قمصاً من قبل البابا وكان من اهم اهتماماته بالدير فى
النواحى الاتيةاولاً
اهتمامه الروحى ساعد على جذب عدد كبير من الشباب
المحب للفضيلة وازداد عدد الرهبان فى فترة رئاسته حتى وصلوا 40 راهبا
ترهبوا فى اسبوع واحد على دفعتين وكثير من تلاميذه صاروا قديسين مشهورين
ثانياً اهتمام القديس بالمكتبة اهتم بها أهتماما كبيرا حيث نجد بمكتبة الدير المحرق الكثير من المخطوطات التى ليس حصر وكتب التفسير
ثالثا
زيادة رقعة الارض الزراعية قد اهتم باستصلاح قطعة ارض وزراعتها حتى وصلت
مساحتها عشرين فدانا ومازالت تعرف باسم حديقة الأنبا ابرآم
رابعاً مبانى الدير اهتم ببناء سور الدير وترميمه كما قام ببناء بعض المبانى الاخرى
خامساً
الحفاظ على املاك الدير وجود وثائق منها وثيقة اعفاء اطيان الدير وقدرها
172 فدان من رسم الايلوله لوجود حجج تمليك شرعيه طالب بها القديس .
سادساًمشاركة
الدير فى احتياجات الفقراء كان القديس محباً للفقراء والعطاء واراد ان
ياخذ الدير بركة هذه الفضيلة فاعطى للفقراء والمحتاجين كثيراً وكانت هذه
الفضيلة سببا من أسباب طلب بعض الرهبان عزل القمص بولس عن رئاسة الدير .
عزل القمص بولس من الرئاسه
بعد
ما يقرب من خمس سنوات من رئاسته للدير قام بعض الرهبان بطلب إلى نيافة
الأنبا مرقس مطران البحيرة القائمقام بعد نياحة البابا ديمتريوس بعزل القمص
بولس عن الرئاسه بحجه انه يبدد اموال الدير على المساكين وهذا يوشك الدير
على الافلاس والبعض اقدموا على ذلك رغبة منهم فى رجوع ابيهم الرئيس السابق
القمص عبد الملاك الهورى واستجاب لهم الأنبا مرقس وتم عزله فى سنة 1870 م
وتولى القمص ميخائيل الابوتيجى رئاسة الدير بعده وفرح البعض والبعض لم يكن
راضى .
ذهابه الى دير القديس الأنبا بيشوى ثم الى دير البراموس
بعد
عزله كرئيس واظهار عدم الرضا من بعض الرهبان وايضا جمهرة الفقراء
والمحتاجين والمطالبه بالقمص بولس رأى القمص بولس من الافضل ترك الدير
والذهاب لدير اخر وفى سنة1870م ترك الدير وذهب معه بعض تلاميذه المحبين له
وهم القمص اقلاديوس الميرى والقمص سليمان الدلجاوى والقمص ميخائيل المصرى
والقمص اقلاديوس الخالدى وكان القمص ميخائيل البحيرى يريد الذهاب لولا
القمص بولس غبريال الذى رفض ذلك فتوجهوا الى البطريركيه ومن هناك الى دير
الأنبا بيشوى ولم يمكثوا اكثر من ثلاثة شهور انتقلوا بعدها الى دير السيدة
العذراء البراموس وكان يوجد به القمص عبد المسيح المسعودى الكبير وهو تلميذ
بولس غبريال وظلوا بدير البراموس احد عشر عاما حتى سنة1881م .
رسامته اسقف للفيوم والجيزة
فى
سنة 1881 تمت رسامه القمص اقلاديوس الميرى مطرانا لأثيوبيا باسم الأنبا
بطرس والقمص اقلاديوس الخالدى أسقفا لاثيوبيا باسم الأنبا متاؤوس وقد سبقهم
القمص ميخائيل المصرى أسقفا على كرسى صنبو باسم الأنبا اثناسيوس هؤلاء
اجتمعوا وطلبوا من قداسة البابا كيرلس الخامس برسامة ابيهم القمص بولس
غبريال أسقفاً للفيوم حيث كان أسقفها قد تنيح منذ فترة وقد ساند تلك
التزكية القمص عبد المسيح المسعودى الكبير ووافق البابا على ذلك واطاع
القمص بولس غبريال الذى لم يعلم فى بداية الامر بتلك التزكية وبهذا التدبير
الالهى صار القمص بولس غبريال المحرقى اسقفا للفيوم والجيزة باسم الأنبا
ابرآم فى شهر ابيب 1597 ش 1881 م
وقد رسم فى نفس اليوم معه نيافة الأنبا
ايساك مطران بنى سويف حيث كانت بنى سويف والفيوم والجيزة ايبارشية واحدة
منذ مائة سنة لهذا التاريخ .
نياحته
بعد ان امضى القديس من
العمر 85 عاماً منها 33 عاما فى خدمة الاسقفية انطلق بسلام الى دار الخلود
فى غروب يوم الثلاثاء 2 بؤونه سنة 1630 ش الموافق 9 يونيه سنة 1914 م بعد
مرض لازمه الفراش ما يقرب من شهر ونصف وانتشر الخبر وجاءت الجموع لتأخذ
بركه القديس حتى ان المؤرخين يقولون ان الذين حضروا الصلاه لا يقل عن عشرين
الفا كان بتقدمهم مندوبوا قداسة البابا وهم الأنبا ايساك مطران بنى سويف
والانبا مرقس اسقف دير القديس الأنبا انطونيوس واسقف دير الأنبا بولا مع
كبار رجال الحكومه بالفيوم مسلمين ومسيحيين وقد اعلن قداسة البابا كيرلس
الخامس خبر نياحته وميعاد الصلاة فى يوم 10 يونيه سنة 1914 .
مواهب وفضائل الروح القدس للقديس
شفاء
المرضىالقديس الأنبا ابرآم اعطيت له من الرب هذه الموهبه ولا نستطيع ان
نحصى ونعد الذين شفوا ببركته ومن المعجزات التى تنم عن هذه الموهبه
وباء
الكوليرا فى سنة 1896م تفشى مرض الكوليرا بحاله ازعجت جميع الناس وفى مساء
يوم اجتمع المصلون بدار الاسقفية وقصوا على الاسقف حاله الذعر وكثرة الذين
يموتون يومياً فقال لهم لماذا تخافون من الموت فان لم نمت اليوم غدا نموت
اذهبوا واستحضروا القمص ميخائيل اخاه من ابيه ولما حضر قال له هات مائتى
ورقة بيضاء واكتب على كل منها نحن عبيد يسوع المسيح الناصرى المصلوب ففعل
كما امره الأسقف وقدم له الورق فرشمه بالصليب وصلى عليه وقال له اعط ورقة
لكل من يطلب ليضعها على باب منزله الخارجى وكل من وضعها لم يدخل بيته
الوباء
وقد دونت كثير من معجزات الشفاء بصلوات القديس الأنبا ابرآم
لاناس من مختلف البلاد والذين نالوا بركة الشفاء منه ومعظمها امراض ليس لها
علاج .
اخراج الشياطين
تلك الموهبه يتميز بها القديس الأنبا
ابرآم فكانت تاتى اليه الجموع من كل الجهات لفك رباطات الشياطين ومن امثله
ذلك يقول القمص فيلبس المقارى باريحا .
حدث امامى فى عام 1906م ان
القديس الأنبا ابرآم كان يخرج شيطاناً واثناء الصلاه بكى الشيطان وقال له
مخادعاً أعف عنى واتركنى انا اسمى جرجس وابن المعمودية وعمرى سبعة ايام
ولما لم يعبأ به القديس واستمر فى صلاته قال له لولا صليب النار الذى بيدك
لفتكت بك كما فتكت بنا ثم صرخ صرخة قوية وخرج الشيطان وكثيراً مثل هذه من
القصص لاخراج شياطين على يد القديس مسجله بخط فى راها .
السياحةقد
وصل القديس الأنبا ابرآم فى طريقة الروحى الى درجة السياحة وكان يغلق بابه
ويحذر تلميذه من فتح الباب عليه ولكن الله المحب يسمح بطرق مختلفه ليكشف
فضائل الانسان .
موهبة التنبؤ ومعرفة الغيب
المستقبل لا يستطيع
انسان ان يعرفه من ذاته الله وحده هو يعرف المستقبل ولكن الله من محبته
اعطى الانسان موهبه معرفة الغيب وقد كان القديس ياتى اليه كثيرون بمشكلات
يريدون حلا لها ويفاجئون بالقديس يعرف سبب مجيئهم وعلى سبيل المثال كان
لاحد افراد عائله المرحوم اسكندر باشا فهمى قضيه حكم فيها بالادانه
ابتدائيا واستئنافيا ثم نقضاً ثم توجه لاخذ بركه القديس اما القديس الأنبا
ابرآم انتظر قليلا ثم قال له روح يا بنى براءه وفعلا حكم بالبراءه .
صنع المعجزات
القديس
الأنبا ابرآم هو بلا منازع رجل المعجزات فى القرن العشرين فكم من معجزات
تمت على يديه وكذا بعد نياحته ومن امثلة معجزاته الكثيره انه كان ذاهباً
لافتقاد احدى الاسر الفقيرة راكباً حماراً فكان الحذاء يخرج من رجله ويسقط
على الارض ويقف لاحضاره وتكرر هذا الامر اكثر من مره فشعر القديس ان
الشيطان وراء هذا العمل فكلم الحذاء وقال له يا إما لا تسقط مره اخرى يا
إما تتحرقى يا محروقه فلما سقط فى المرة الاخيرة احترقت رغم عدم وجود نار
فى ذلك الوقت وايضاً عندما ارادت فتاة ترك المسيح من اجل شاب وتملك عليها
الشيطان لتتمتع بحياة الخطية وعندما حضرت امام القديس ولم تخضع الى ارشاده
احتدت روحه منه وقال لها انت لا تقصدين الدين بل الشاب لان اغراضك شريرة
اذهبى الله يعرف شغله فيك وما ان خرجت من عنده حتى سقطت مغمى عليها فظنوا
انها ماتت فتوجه القديس وصلى على ماء ورشه عليها فقامت فى الحال مسبحه الله
وهى تقول انا شفت بعينى ثم عدلت عن طلبها بعد ذلك على عدم الزواج .
فضائل القديس
فضيله
حب الكتاب المقدسشهد له الكثيرون بانه عالما فى شرح آيات الكتاب وقد كان
يجمع شعبه يوميا ليقرأ لهم الكتاب المقدس ويفسر له الآيات التى تحتاج إلى
تفسير وقيل عنه انه كان يقرأ الكتاب المقدس مرة كل 40 يوماً .
الصوم والنسك
كانت
حياة الأنبا ابرآم كلها صوما وكان طعامه المفضل الفول والعدس والجبنه مع
بعض الخضروات لم يكن القديس ناسكاً فى الأكل فقط بل فى المسكن والملبس .
الصلاة
كان
رجل صلاة فى قلايته فى صلواته الخاصه يعطى وقتا طويلا لها ومن اجل ابنائه
كان يصلى معهم الغروب والنوم يوميا ليرشدهم كيف تكون الصلاه وليحببهم فيها .
حياة العطاءلقد شهد الجميع للقديس بانه رجل العطاء فى القرن
العشرين فكان القديس يوزع ويعطى للفقراء والمحتاجين دون خوف من المستقبل
وبسبب تلك الفضيلة خرج القديس من دير المحرق
وهناك قصص كثيرة تشير الى
مدى قوة هذه الفضيله منها قصة الشال والمراة التى ذهبت اليه لمساعدتها ولم
يكن عنده نقود لاعطاءها فاعطاها شالاً لم يستعمله بعد لكى تبيعه وتنفق من
ثمنه فلما ذهبت الى السوق لتبيعه رآها صاحب الشال فاشتراه منها واعادة الى
الاسقف ولكن قبل ارجاعه سأل القديس لماذا لم تتغط بالشال يا ابانا والدنيا
شتاء فاجابه الشال فوق يا ولدى ويقصد بأنه عند يسوع الذى أحبه وعندئذ اظهر
الرجل الشال وقدمه اليه فقال له رجل الله ربما تكون قد ظلمتها يا ابنى
فاجابه لا يا أبى بل أعطيتها ثمنه بالكامل يا أبى .
الاتضاع والبساطه
رغم كثرة مقابلاته مع الحكام الاعيان لكن كانت جلسته المفضله هى الجلوس على الاريكه الخشبية وسط كثير من البسطاء والفقراء .
القديس الأنبا أبرآم الأسقف
بناء الكنائس
كان
القديس الأنبا ابرآم محبا جدا لبناء الكنائس وتجديد ما تهدم منها وهناك
خطأ يقع فيه البعض عندما لا يفرق بين الكنيسة وبين دار المطرانية فكان
الشعب يريد ان تكون هناك دار للمطرانية يقيم فيه أسقفهم ويليق بابيهم
والضيوف الذين يأتون اليه من كل مكان وكلما كانوا يجمعون المال لذلك كان
يوزعه على الفقراء والمحتاجين الى أن اقنعه الاب البطريرك بذلك وسمح
لاراخنه الفيوم ببناء دار جديدة وعاش بها ما يقرب من 10 سنوات
تم بناء وتجديد حوالى سبعة عشر كنيسة ودير فى عهد القديس الأنبا ابرآم .
اهتم القديس الأنبا ابرآم بالاديرة واهمهادير الامير تادرس بدسيا +
والذى كان محبوباً له ويقضى به فترات الصوم وأسبوع الآلام
دير الملاك غبريال + تم بناء كثير من الحجرات فيه
دير العزب +
تم بناء بعض الحجرات واوصى بان يدفن بالدير بداخل كنيسة الشهيد ابى سيفين
اديره الجيزة + مثل دير طموه ودير الامير تادرس بمنا الامير ودير الأنبا برسوم العريان
دير القديس الأنبا صموئيل +
وهو يعتبر من اديرة الفيوم وقد ساهم القديس فى بدء تجديده بجهد فعال
رسامة الكهنة
كان
القديس الأنبا ابرآم يقوم بواجبه كأسقف فى رسامة الكهنه واضعا امام عينيه
ما قاله القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس لا تضع يدا على واحد بالعجلة
ولا تشترك فى خطايا الاخرين 1تى22: 5 فكان مدققاً فى اختياره الكهنه تم
رسامة اربعة واربعين كاهنا بيده المقدسه على مختلف كنائس الايبارشية .
الرعاية الساهرة
الافتقاد
+ رغم اتساع الايبارشية فى ذلك الوقت اذ تشمل محافظة الفيوم ومحافظة
الجيزة وتشمل المعادى وايبارشية حلوان ومع ذلك فكان القديس يفتقد كل شعبه
سنويا حيث يزور المدن والقرى
+ مشاركه الشعب فى افراحهم واحزانهم كان
القديس يرسل كارت تهنئة الاعياد كذا المشاركة فى ظروفهم الخاصه وهناك
خطابات كثيرة بخط يده تدل على عمق المشاركه الفعليه لابنائه سواء فى الفيوم
او خارجها
الاهتمام بالجمعيات والمدارس
الجمعيات + لقد اهتم
القديس الأنبا ابرآم بانشاء الجمعيات الخيريه لتساهم فى خدمة الشعب وقد
كان دور الجمعيات اعظم بكثير من دورها الان حيث كانت تقوم ببناء الكنائس
والرعاية الشامله للشباب واهم هذه الجمعيات :
جمعية المساعى الخيرية للاقباط بالفيوم
جمعية محفل الفيوم الماسونى
جمعية النهضة الادبية
جمعية كلوب الفيوم
جمعية الوعظ بالفيوم
وهذه الجمعيات قد ساهمت اسهاما كبيراً فى خدمة الشعب
المدارس + لاقت المدارس اهتماماً كبيراً من القديس الأنبا ابرآم فانشأ الكثير منها
مدرسة التوفيق الابتدائية للبنين
مدرسه التوفيق الابتدائية للبنات
مدرسة التوفيق الاعدادية للبنين
مدرسة التوفيق الاعدادية للبنات
مدرسة التوفيق الثانوية للبنات وهى اول مدرسة ثانوية للبنات فى الفيوم
مدرسة التوفيق الاعدادية بسنورس
مدرسة مارمرقس الرسول الابتدائية الجيزة
وكان
لافتتاح مدارس الفيوم صدى ليس فى الفيوم فقط بل فى خارجها ايضاً فقد ارسل
قداسة البابا كيرلس الخامس خطاب تهنئة لبناء مدرستى البنين والبنات للقديس
ولشعب الفيوم واعتذر لعدم حضور حفل الافتتاح
علاقة القديس بالكنيسة
كان
القديس يؤمن بان الكنيسة جسد واحد ولذلك عندما يتألم اى عضو يشعر القديس
بألمه ومن اقوى الادله على موقفه بجانب من يتألم من الكنيسة
الكاهن وقبوله الاسقف المفرز من الكنيسة
عندما
وقع المجلس الاكليريكى قرارا بفرز الاسقف ايسذورس اسقف دير البراموس وذهب
هذا الاسقف لزيارة احد الاباء الكهنه فى منزله واستضافه الكاهن وعندما سمع
الخبر عقدوا مجمع لمحاكمته وكان حاضرا القديس الأنبا ابرآم وقال رأيه وهو
أن الكاهن لم يخطىء إذ نفذ وصية سيده إذ اضافه فى منزله ولم يسمح له بدخول
الكنيسة أو الصلاة فيها بل قدم له طعاما ومكان يستريح به بمنزله وبهذا دافع
عن الكاهن واخذ المجمع برأيه
عزل البابا كيرلس الخامس بدير لبراموس
عندما
اصدر الخديوى أمرا باستبعاد البابا كيرلس الخامس الى دير السيدة العذراء
بالبراموس كان القديس الأنبا ابرآم من اوائل الأباء الأساقفة الذين قرروا
ارسال طلب تظلم من ذلك القرار وطلب رجوع البابا كيرلس الى مقر كرسية وفعلاً
تم ذلك فى 30 يناير 1893
المؤتمر القبطى الأول باسيوط
نظراً للظروف
التى مر بها الشعب القبطى فى بداية القرن العشرين فقد استقر راى الكنيسة
على عقد مؤتمر قبطى باسيوط ورفع قرارات هذا المؤتمر الى الدوله انعقد هذا
المؤتمر فى 6 و7 مارس سنة 1911م وقد طالب قداسه البابا كيرلس الخامس
الأساقفة بالمشاركة فى هذا المؤتمر فلهذا اناب القديس ثلاثة اشخاص نيابة
عنه كان منهم الأستاذ ميخائيل افندى فانوس المحامى بالفيوم الذى كانت كلمته
اقوى الكلمات المعبره عن المحبه بين الشعب المصرى اقباطاً ومسلمين .
علاقة القديس بالدولة
كان
القديس محبوباً من الجميع من شعبه ومن رجال الدوله ايضاً وكان يتعامل مع
كل مديرى الفيوم بطيبة قلب وعندما ياتى مديراً جديداً يقول له يا مدير ان
شاء الله تكون مبروك وموفق بس خد بالك من اولادنا خليهم ييجو الكنيسة يوم
الاحد وفعلاً فى عهده تقرر السماح للمسيحيين بالحضور لاعمالهم الساعة 10
صباحاً حتى يتمكنوا من حضور القداس الالهى
أعلى الصفحة
من تلاميذ الأنبا أبرآم
القمص
ميخائيل البحيرىكان اسمه ميخائيل وعندما اشتاق للرهبنه فى شبابه ذهب الى
دير المحرق وكان وقت ذهابه فى فترة رئاسة القمص بولس الدلجاوى الأنبا ابرآم
وبعد فترة الاختبار رسم راهبا ضمن 40 راهبا رسموا خلال اسبوع وقد رسم هو
باسم الراهب ميخائيل البحيرى وقد اشتهر القديس بفضائل كثيره منها حياة
البساطه والرحمه والعطاء كأبيه القديس الأنبا ابرآم .
وقد تحمل آلاماً
كثيرة منها ترك ابيه القمص بولس غبريال للدير وقد كان يريد ان يذهب معه
كأخوته ولكن القمص بولس قال دعوه فى الدير ولا تحرموا المجمع من وجود رجال
الله لئلا يكون محاطا بالغضب الالهى دعوه فان هذا يعزينا عن عملنا وتعب
ايدينا ويكون بركه فى هذا المكان ثم احتماله بصبر وشكر فقدانه للبصر اشتهر
بعمل المعجزات وشفاء المرضى واخراج الشياطين وخضوع الوحوش له تنيح 16 أمشير
سنة 1639ش الموافق 23 فبراير 1923م
الأنبا متاؤوس مطران
اثيوبياايضاً ترهب فى عهد رئاسه القمص بولس غبريال المحرقى وتتلمذ على يد
ابيه القمص بولس المحرقى وذهب هو واخوته مع ابيهم الى دير البراموس وظل
هناك الى ان ثم اختياره اسقف لمنطقة شوا باثيوبيا فى 3 ابيب سنة 1597 ش
1881م وتقدم مع اخوته بطلب الى البابا كيرلس الخامس لرسامه ابيهم الروحى
اسقف الفيوم والجيزة فتم ذلك وسافر الى خدمته باثيوبيا .
الأنبا
بطرس مطران اثيوبياايضا ترهب فى عهد رئاسة القمص بولس المحرقى ثم غادر
الدير مع القمص بولس غبريال الى دير البراموس وظل هناك الى ان رسم مطران
على الحبشه فى ابيب سنة 1597 ومعه ثلاثه اساقفة .
القمص عبد المسيح المسعودى الكبير
ترهب
فى دير المحرق سنة 1835م وتتلمذ على يد القمص بولس المحرقى ثم بعد 22 سنه
قرر الذهاب الى دير البراموس وصحبه عدد من اخوانه الرهبان .
القمص جرجس الاسيوطى المحرقى
كرس
راهبا فى بشنس 1586ش ولم يستطع احتمال البعد عن ابيه القمص بولس فذهب
وراءه الى دير البراموس وبعد رسامه ابيه للفيوم ذهب للخدمة مع الأنبا
متاؤوس فى الحبشه ثم عاد الى البراموس ثم الى دير المحرق وكان مشهودا له من
الجميع بالمحبه والوداعه والحكمه والارشاد .
الأنبا اثناسيوس أسقف صبنو وديروط وقسقامرسم سنة 1879 وتنيح سنة 1900م .
القمص سليمان الدلجاوى
من
دلجا بلد الأنبا ابرآم ورسم راهبا فى بشنس سنة 1586ش وقد ذهب مع القمص
بولس غبريال للبراموس ثم رجع لدير المحرق ثم دير البراموس ثم دير القديس
الأنبا انطونيوس واستقر اخيراً بالدير المحرق سنة 1632 ش وتنيح هناك سنة
1931م .
الأنبا مرقس مطران إسنا والأقصر وأسوان
ترهب بدير
المحرق فى عهد رئاسة القمص بولس الدلجاوى وهو فى عمر 18 سنة سيم اسقفا فى
عام 1879 على ابراشية الاقصر واسنا واسوان ويشهد له الجميع بالقداسه وقد
عرف بنياحة ابيه القديس الأنبا ابرآم وقت نياحته اذ راى الملائكة تحمل روح
القديس وهو فى الاقصر حينئذ نظر الى السماء قائلا مع السلامة يا ابى ثم قال
للموجودين معه الأنبا ابرآم تنيح ثم بعد ذلك وصل الخبر عن طريق تلغرافات
العزاء له فى ابيه ثم تنيح فى 25 فبراير سنة1934
سيرة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم ( سنكسار الأحد 3 بؤونه )
إ
في
مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة وذلك في سنة
1630 للشهداء الأبرار ( 10 يونيو سنة 1914 م ) . ولد هذا القديس وكان اسمه
بولس في سنة 1545 ش ( 1829 ) بعزبة جلدة مركز ملوي مديرية المنيا من والدين
تقيين فربياه تربية مسيحية وأدخلاه الكُتاب فتلقي فيه العلوم الدينية
التراتيل الكنيسة . ولما أظهر نبوغاً بين أقرانه رسمه الأنبا يوساب أسقف
صنبو شماسا علي كنيسة بلدته .
مال قلبه إلى الرهبنة فقصد دير المحرق ورسم راهبا باسم بولس غبريال المحرقي في التاسعة عشر من عمره .
إ
وكان وديعا متواضعا طاهر السيرة كثير الانفراد للصلاة فأحبه الرهبان حبا
جما وسمع به وقتئذ الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا فاستدعاه إليه واستبقاه مدة
بالأسقفية رقاه في أثنائها إلى رتبة قس ، ولما عاد إلى ديره الذي كان عامرا
وقتئذ بالرهبان الأتقياء اتفقت كلمتهم علي أن يختاروه رئيسا لهم بعد وفاة
رئيسهم . ورقي قمصا في أيام البابا ديمتريوس الثاني البطريرك ( 111 ) ولبث
خمس سنوات رئيسا للدير كان فيها الدير ملجأ لآلاف الفقراء حتى أطلق عليه
لقب أب الفقراء والمساكين .
إ ولم يأل جهدا في مدة رئاسته نحو
تحسين حالة الدير روحيا وماديا وإنماء ثروته وإصلاح أراضيه الزراعية وكان
كلما ازداد برا بالفقراء وإحسانا لليتامى والأرامل ازداد حقد بعض الرهبان
عليه لأنهم كانوا يعتبرون هذه الأعمال الخيرية إسرافا وتبذيرا فتذمروا عليه
وشكوه إلى الأنبا مرقس مطران البحيرة الذي كان قائما وقتئذ بالنيابة
البطريركية لوفاة البابا ديمتريوس فقبل شكايتهم وعزله من رئاسة الدير .
إ
وبعد زمن يسير من اعتزاله الرئاسة ترك دير المحرق وذهب إلى دير البراموس
وأقام به مدة لا عمل له إلا درس الكتاب وتعليم الرهبان وكان رئيس الدير
وقتئذ القمص يوحنا الناسخ الذي صار فيما بعد البابا كيرلس الخامس البطريرك (
112 ) .
إ كما ذهب إلى دير البراموس مع القمص بولس رهط من رهبان
دير المحرق الذين لم يعجبهم حال إخوانهم المتذمرين به وفي سنة 1597 ش ( سنة
1881م ) اختاره البابا كيرلس الخامس أسقفا لأبرشية الفيوم والجيزة بدلا من
أسقفها المتنيح الأنبا إيساك فتمت رسامته باسم الأنبا أبرآم وقد اشتهر في
مدة أسقفيته بأمرين :
الأول :
عطاياه للفقراء الكثيرين
الذين كانوا يقصدون دار الأسقفية فيهبهم كل ما يكون لديه من المال . وقد
جعل دار الأسقفية مأوي لكثيرين منهم . وكان يقدم ثيابا للعريانين وطعاما
لجائعين ولم يسمح مطلقا بأن يقدم إليه طعام أفخر مما يقدم للفقراء واتفق
مرة أن نزل ليتفقد الفقراء وهم يتناولون الطعام فلاحظ أن الطعام الذي قدم
إليه في ذلك اليوم كان أفخر مما وجده أمامهم فساوره الحزن وفي الحال أقال
الراهبة التي كانت موكلة بخدمة الفقراء من عملها .
أما الأمر الثاني
الذي
أشتهر به فهو الأيمان التي جرت بواسطتها علي يديه آيات شفاء عديدة حتى ذاع
اسمه في أنحاء القطر وبعض بلدان أوربا أيضا وكان يقصده المرضي أفواجا علي
تباين أديانهم فيتباركون بصلاته وينالون الشفاء .
إ وكان الأنبا
أبرآم واسع الإطلاع علي الكتب المقدسة يلقي علي زائريه دائما نصائح وتعاليم
وعظات تدل علي وفرة علمه بأسرار الكتاب المقدس ولكن الأهم من ذلك أنه كان
ذا صفات نقية وفضائل جمة . ومن أخص تلك الصفات إنكاره لذاته إنكارا شديدا
وزهده الحقيقي في ملاذ الحياة وأمجادها فطعامه ولباسه لم يتجاوزا قط حد
الضرورة ونفسه لم تكن تطمح إلى أبهة المناصب والرتب حتى أن البطريرك لما
أراد أن يرفعه إلى رتبة المطرانية اعتذر عن قبولها بقوله أن الكتاب المقدس
لا يذكر من رتب الكنيسة إلا القسيسية والأسقفية .
إ ومن صفاته
أيضا أنه كان صريحا إلى أقصي حدود الصراحة في إبداء رأيه . ولا ينظر فيما
يقول إلا إلى الحق لذاته ، فتتضاءل أمامه هيبة العظماء ومراكز الكبراء أمام
هيبة الحق وجلاله . ولذلك كان مطارنة الكنيسة وأساقفتها يتقون غضبه
ويتمنون رضاه .
وانتقل الأنبا ابرآم إلى النعيم في 3 بؤونة سنة
1630 ش ( 10 يونية 1914م ) فشيعه إلى القبر أكثر من عشرة آلاف نفس من
المسلمين والمسيحيين ووضع جثمانه الطاهر في المقبرة المعدة له في دير
العذراء بالعزب . وقد ظهرت منه آيات كثير بعد وفاته حيث لم تزل مقبرته كعبة
يزورها ذوو الحاجات والأوجاع . بركة صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما
أمين .
ابرآمالأسقف القديسسمع الكاتب الإنجليزي ليدر وهو في فرنسا عن
أسقف مصري قديس،فأسرع بالسفر إلى مصر مع زوجته ليلتقيا به، وقد سجل لنا
فصلاً كاملاً عن حياته، جاءفيه : "هذا القديس الشيخ عرفه العالم الشرقي
كله، وأدرك أنه الخليفة المباشر لسلسلةالمسيحيين الأولين غير المنقطعة" .
وعبرت زوجته عن هذا اللقاء بقولها : "كنا في حضرةالمسيح وامتلأنا بروح
الله" . نشأته وُلد هذا القديس في جالاد التابعة لإيبارشيةديروط عام 1829 م
من أبوين تقيين، وكان اسمه بولس غبريال، وقد حفظ المزامير ودرسالكتاب
المقدس منذ طفولته، وإذ التهب قلبه بحب الله دخل دير السيدة العذراء مريم
"المحرق" حيث رُسم راهبًا باسم بولس المحرقي عام 1848م . ولما دعاه الأنبا
ياكوبوسأسقف المنيا للخدمة حوّل المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى أربعة
أعوام رُسم فيهاقسًا عام1863 . ولحبه في الرهبنة عاد إلى ديره حيث اختير
رئيسًا للدير، فجاءه شبانكثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهبًا .
لكنه إذ فتح باب الدير علىمصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب
أخوة المسيح ثار البعض عليه وعزلوهعن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير . طُرد
أبونا بولس وتلاميذه بسبب حبهم للفقراءفالتجئوا إلى دير السيدة العذراء
"البراموس" بوادي النطرون، وهناك تفرغ للعبادةودراسة الكتاب المقدس . وفي
عام 1881 رُسم أسقفا على الفيوم وبني سويف والجيزة باسمالأنبا ابرام، فحوّل
الأسقفية إلى دار للفقراء . صديق للفقراء خصص الأسقف الدورالأول من داره
للفقراء والعميان والمرضى وكان يرافقهم أثناء طعامهم اليومي ليطمئنعليهم
بنفسه . وكان إذ دخل عليه فقير مدّ يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وأن
لميجد يعطه "شاله" أو "فروجيته" .. وله في ذلك قصص مذهلة . مطرانية في
السماء جاء عنهأن أعيان الايبارشية رأوا المطرانية غير لائقة فاتفقوا معه
على تجديدها وتوسيعها . وكانوا كلما جمعوا مبلغًا من المال يسلمونه له .
أخيرًا جاءوا إليه يطلبون إليهموعدًا للاتفاق مع المقاول على شروط البناء،
فتطلع إليهم قائلا : "لقد بنيت ياأولادي ! .. لقد بنيت لكم مسكنًا في
المظال الأبدية" . استغلال عطفه من الرواياتالمتداولة بين معاصريه أن ثلاثة
شبان أرادوا استغلال حبه للفقراء فدخل اثنان منهيدّعيان أن ثالثهم قد مات
وليس لهم ما يُكفنانه به، فلما سألهم الأب الأسقف : "هومات ؟ ! "، فأجابوا :
"نعم مات" . ثم هزّ الأسقف رأسه ومدّ يده بالعطية قائلا : "خذواكفّنوه به"
. وخرج الاثنان يضحكان : لكن سرعان ما تحول ضحكهما إلى بكاء عندما
نظراثالثهما قد مات فعلاً . رجل الصلاة ذكر كثيرون ممن باتوا في الحجرة
المجاورة لحجرتهأنه كان يقوم في منتصف الليل يصلي حتى الفجر بالمزامير،
وكان يقف عند القول : "قلبًانقيًا أخلق فيّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدده
في أحشائي"، مرددًا إياها مرارًابابتهالات حارة . وقد شهد الجميع أن صلاته
كانت بروح وعزيمة قوية حتى في شيخوخته . قال مستر ليدر : "لم أسمع قط في
حياتي صلاة كهذه، إذ أحسست بالصلة التي له بعرشالنعمة التي تملأ الإنسان
استقرارًا دائمًا . لقد بدا لي أن الأرض تلاشت تماما لكيتترك هذا الرجل في
حضرة الله نفسه يتحدث معه بجلاء" . إننا لا نبالغ إن قلنا أن مئاتبل آلاف
المعجزات تمت على يدي هذا الرجل وبصلواته . نسكه كان بسيطًا في ملبسه
وفيمأكله، يعيش بالكفاف، ضابطًا نفسه من كل شهوة وفي أحد الأيام اشتاق أن
يأكل "فراخًا" فطلب من تلميذه أن يطبخ له ذلك . فلما أعد له الطعام قدمه،
فصلى الأب وطلبمنه أن يحضره له في اليوم التالي . وتكرر الأمر في اليوم
الثاني والثالث والرابع دونأن يأكل منه شيئا حتى فسد الطعام . حينئذ قال
لنفسه : "كلي يا نفسي مما اشتهيت" . إتضاعه يقول مستر ليدر : "تضايق عندما
ألزمته بركوعي قدامه" . من عادته الجميلة أنهما كان يسمح لأحد من الشمامسة
أن يتلو عبارات التبجيل الخاصة بالأسقف عند قراءةالإنجيل، ولا كان يميز
نفسه عن شعبه بل يجلس على كرسي عادي كسائر أولاده . وكان يسربدعوة أولاده
له : "أبينا الأسقف"، ولا يسمح لأحد أن يدعوه : "سيدنا" . وعندما زارالبرنس
سرجيوس "عم نقولا قيصر روسيا" وزوجته مصر عام 1868 وسمعا عن القديس
توجهالزيارته، اهتمت الدولة واستقبلته استقبالاً رسميًا، وحاول أعيان
الأقباط أن يشترواأثاثا جديدًا للمطرانية لكنه رفض نهائيًا . ولما جاء
الزائران وركعا على الأرض والأبجالس يصلي لهما بحرارة قدما له كيسًا به
كمية من الجنيهات الذهبية، أما هو فاعتذر . وأخيرًا أخذ جنيهًا واحدًا
وأعطاه لتلميذه رزق . وقد خرج الأمير من حضرته يقول أنهلم يشعر برهبة في
حياته مثلما شعر بها عندما وقف أمام القديس العظيم الأنبا ابرام . أسقفاً
إنجيلياً يقول عنه الأنبا إسيذوروس أنه كان عالمًا في مواضيع الكتاب
المقدسإلى درجة حفظه نصوصها عن ظهر قلب، وقيل عنه أنه كان يطالع الكتاب
المقدس كل أربعينيومًا مرة . وكان يجمع شعبه كل يوم للصلاة مساءً مع دراسة
الكتاب المقدس . إخراجالشياطين قال الكاتب الإنجليزي ليدر : "سلطان الأسقف
في إخراج الأرواح النجسة جذبإليه كثيرون من أماكن بعيدة أكثر مما فعلته
المواهب الأخرى التي أشتهر بها" . نياحتهقبيل نياحته استدعى القمص عبد
السيد وبعض الشمامسة وطلب منهم أن يصلوا المزاميرخارج باب غرفته وألاّ
يفتحوا الباب قبل نصف ساعة .. ولما فتحوا الباب وجدوا الأبقد تنيح في الرب .
ومن المعروف أن الأستاذ سليم صائب حكمدار الفيوم قد نادى زوجتهيوم 3 بؤونه
( 1914م ) قائلا : "آه ! يظهر أن أسقف النصارى قد مات .. انظري
الخيولوركابها المحيطين به، وهم يصرخون "إكئواب، إكئواب"، ثم قام لوقته
وقابل أحدالمسيحيين وسأله عن معنى كلمة "إكئواب"، فأوضح له أنها تعني
بالقبطية "قدوس" وهيتسبحة السمائيين . إنه لا يزال ديره بالفيوم إلى يومنا
هذا، الذي به رفاته، سرّ بركة لكثيرين