آه يا يسوعى ليتك تعلم بمَ أشعر
آه يا يسوعى ليتك تعلم بمَ أشعر ، أعرف أنك هنا ، أعرف أنك بالجوار ، لكنـ .. لا أدرى !
- أنا أدرى بك أكثر من نفسك ، أنا لست فى الجوار فحسب ، بل إنى داخلك .. ساكن فيك ، أيوجد مكان أقرب من هذا ؟
- كم هو صعب يارب طريق طاعتك ! كم هو غال ثمن تبعيتك !
- أعرف ، لكن صدقينى إن نظرتِ من زاوية آخرى فستجدين أن الباب ليس ضيقا إلى هذه الدرجة !
- أما كان هناك اختبار آخر سوى هذا ؟!! .. كلا ، لا أقصد... ، أنت تعرف ما أعنى و ما أعانى ، فقط أقصد أننى لم أكن مستعدة !
- لقد اخترت أنسب وقت لهذا ، لأنك _ يا بُنيّتى _ تحتاجين الآن لما تعلمته من تجربتك . فكيف كنتِ لتتعلميه لو لم تجوزى التجربة ؟
- ماذا لو أن أمهلتنى بعض الوقت ؟ أما كان هذا ليكون أفضل ؟
- سبق أن أخبرتك أننى اخترت أنسب وقت ، أنا أعرف كل الأزمان ، صدقينى كان هذا أنسب وقت
- لكن .. لكنها تجربة صعبة .. مريرة
- أعرف ، لكنها السبيل الوحيد للبركة و القوة التى تحتاجينها فى مرحلتك القادمة
- مرحلة قادمة ؟! .. أعرف أن هذه الكلمة تعنى مزيدا من التجارب
- بل قولى أنها تعنى مزيدا من الانتصارات
- أجل
- تحدثى إلىّ ..
- أنت تعرف ما بى
- أجل ، أريد أن أخبرك شيئا
- مصغية
- أتذكرين يوم مرضتِ العام الماضى ؟
- أجل ، بدا ألمى كأنه لن يزول عنى ما حييت ، "إن حييت بعده"!!
- يومها شاغب فصلك ، سخطت معلمتك و ...
- و كتبت أمرا بفصل جميع الطلاب لمدة أسبوعين . ماذا فى ذلك ؟
- حماك الألم من قرار الفصل
- و ماذا فى ذلك ؟ كان الألم أشد علىّ من وقع قرار الفصل
- لست تعلمين هذا ، لكنى سأخبرك . بعد ... عاما ستتقدمين لطلب وظيفة ... ، كل المتقدمين للعمل سيكونون أفضل منك فى كيفية آدائه و خبرتهم به . لكن مدير العمل سيختارك أنت لأن ملفك الدراسى سليم و يدل على حُسن سيرك
- .....!
- لا تتعجبى ، حتى أصغر الحوادث فى حياتك مُخطط لها ، كل شئ إنما هو لخيرك
- يا إلهى ! و ما يحدث الآن ...؟...
- خططت له من زمن بعيد ، يوما ما ستشكريننى عليه
- هل يمكن أن يكون هذا اليوم هو ذاك ؟
- بالطبع _ حبيبتى _ !
- حسنا ، شكرا جزيلا ، مع أنى لم أعرف بعد وجه الخير فى ذلك ، لكنه حتما موجود
كل شئ انما هو حسن ، كل ما يحدث .. يحدث لهدف اعظم ، قد لا نعرفه الآن لكنه حتما سيظهر فيما بعد ، قد لا نشكر على التجارب .. لكننا سنشكر عندما ننال الاكاليل ، قد يكون الطريق موحشا .. لكن الرفيق الحبيب يسهّل كل المصاعب و يؤنس الدرب ، قد تكون مشاكلنا حاجزا بيننا و بين الله .. لكن الله قادر على تحطيم كل الحواجز ، قد تكون المشكلة كبيرة .. لكن الله اكبر منها .