العزاء من رب السماء
" أنا أنا هو معزيكم " ( إش 51 : 21 )
+ هذا هو تأكيد جديد على أن الله هو المعزى الجيد والوحيد . وتكرار " أنا " توكيد على حقيقة الفعل ، أو العهد ، أو التعهد الإلهى .
+ ومن المؤكد كثرة المصائب فى العالم ، وهى شئ طبيعى جداً ، كما قال القديس بطرس الرسول : " لا تستغربوا البلوى المُحرقة ، الحادثة بينكم اليوم ، كأنه أصابكم أمر غريب " ( 1 بط 4 : 12 ) .
+ وقال المرنم : " كثيرة هى بلايا الصديق ( البار ) ، ومن جميعها يُنجيه الرب " ( مز 34 : 19 ) وهو وعد مؤكد لكل ضعيف ومريض ووحيد ، وكل مجروح وتعبان ، وكل من فى تجربة وضيقة .
+ وقال رب المجد للكل : " فى العالم سيكون لكم ضيق " ( يو 16 : 33 ) ، وفى كل مكان ، وكل زمان ، فى هذا الكوكب المعلون !! .
+ وتظهر التجربة ( لمن يمر بها ) أنها صعبة ومؤلمة ، ولكن فيما بعد يكتشف كل فوائدها ، وهو ما أختبره العديد من المؤمنين والأبرار والقديسين .
+ والمؤمن كالذهب الذى يُراد تنقيته ، فيدخل النار ، لفصل الشوائب والتراب وغيره ، فيعود نقياً 24 قيراطاً ، والمريض المُتألم الذى تجرى له جراحة ، تنتهى بالراحة . كما قال أيوب المختبر : " يجرح ويعصب ، يسحق ويداه تشفيان " ( أى 5 : 18 ) !! .
وهو الوحيد الذى يهمه كل أمرنا ، لأنه أحبنا وفدانا ، واشترانا بدمه الغالى ، وصيرنا له أبناء أحباء ، ولسنا عبيداً ، كما يقول أهل العالم عن ذواتهم .
+ وقد شهد عنه إشعياء ، وأعلنه هو بنفسه أمام المجمع ، وقال للكل :
* " روح الرب علىّ ، لأنه مسحنى ، لأشفى منكسرى القلوب ، وأنادى للمنسحقين بالحرية " ( إش 61 : 1 ) ، ( لو 4 : 18 ) . فلنشكره كثيراً .
+ هذا هو يسوع ، أب اليتيم ، وقاضى الأرملة والمدافع عن المسكين والضعيف : " الأشبال احتاجت وجاعت ( رغم قدرة آبائها ) . أما منتظرو الرب فلا يعوزهم شئ " ( مز 34 : 10 ) .
+ وهو الاختبار الذى مر به داود ، فى حروبه الطويلة ، ضد ظلم وافتراء شاول الملك ، حتى انقضى أجله ، وحل محله .
+ وهذا هو يسوع الحنون ، رجاء أقطار الأرض كلها ، وقيل عنه :
* " يفتح يديه فيشبع كل حى من رضاه " ( مز 145 : 16 ) .
+ والذين يلجأون إلى وسائل تعزية بشرية ، أو صناعية ( لهو أو أدمان ... ) لا يجدون العزاء ، لأن الروح القدس ( الباراقليط ) هو وحده المعزى الحقيقى والدائم ، وقد أختبره القديسون والأبرار وقت الشدة والآلام .
+ ويقول القديس مار إسحق السريانى : " الذى يبحث عن عزاء خارجى ، دليل على أن قلبه خالٍ من العزاء الداخلى " .
+ فاستفد ( يا أخى / ياأختى ) بهذه الحكمة ، واطلب التعزية من الروح القدس فقط .
+ وفى وقت الحزن صلّ بإيمان ودموع ، للرب يسوع ، واقرأ كلمته المُعزية ، وتذكر وعوده الصادقة والمؤكدة ، كما أختبرها داود ، وقال :
* " عند كثرة همومى فى داخلى ، تعزياتك تُلذذ نفسى " ( مز 94 : 19 ) .
+ واشكر الله على كل حال ، تجد العزاء من رب السماء