" ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله "( لوقا 62:9).
آه يا نفسى لقد رجعت الى حبيبى معترفاً بما اقترفته من آثام ....وضعت خطاياى وشرورى وشهواتى و نجاساتى وتهاونى وتقصيرى وفتورى أمامه فتطهرت .....
شعور غريب أحسسته فى تلك اللحظة ، أحسست بأنى ليس لى وزن . العقل ، والقلب هدءاً ، أحسست بإطمئنان ..ولأول مرة أعرف معنى السلام سلامً معك يا نفسى ، وسلام مع إلهى ، لقد فرحت عندما وجدت حبيبى ، يسوع خليلى فى انتظارى ، فاتحاً يديه الطاهرتين عرفته بآثار جروحه ، أخذنى فى أحضانه أحسست بالدفء والأمان ذرفت دموعاً كثيرة ( فارتاح قلبى ) كيف أحزن هذا القلب الذى انكسر من أجلى ؟
الآن أدعوه يأتى إلى سريعاً ، أشعر به فى كل عمل أعمله ، كأن يده الطاهرة تشارك يدى الضعيفة قبل أن أبدأ فيه.
آه يا نفسى يالها من نعم فياضة كنت محروماً منها.
اننى أشعر بالندم على تلك السنين الماضية ...
آه ...كيف كان حالى ؟! وكيف كان طريقى ؟! كيف كانت حياتى ؟ كيف صنعت كل هذة الرجاسات ؟ أفعلها أنا ؟ وأين كان عقلى؟
آه لم يكن لى عقل ،كنت اتصرف كمختل العقل ..آه الشهوة المجنونة سلبت عقلى وسيطرت عليه ، كبلتنى بالسلاسل وقيدت روحى.
فقد كنت مسلوب الارادة ليس لى قوة ..آه ..كفى يا نفسى ندم.
لا تنظرى الى الوراء ، امتدى الى ما هو قدام ، وكفى تفكير فى ماضيك المخزى.
أين أنت الآن ؟ ومع من تبيتى؟ والى من تركضى؟!!
آه يا إلهى .. لما الندم ولما التفكير فى شىء وانت معى، يا لجهالاتى لكن إلهى أريد أن أبكى على خطاياى أبكى على الوقت المنقضى فى الملاهى والمستوجب الدينونة ، لولا رحمتك واحساناتك على ، وعندما أبكى يزداد فرحى بك أيها الاله الحى وترتاح نفسى ويهدأ قلبى ، هذا الذى كان لم يعرف الحب الحقيقى ..لم يعرف إلا الشهوة، فتحرك نابضاً بحب عالمى ، آه لو كان يعرف أن هناك حب أعظم؟! لكن كيف يعرف وهو ميت ، نعم ميت مع أنه ينبض بالحياة ولكن أى حياة هذة ... حياة ظلمة لم تر نور الحب الإلهى هذا الذى أنارك الآن يا نفسى.