نعيد
فى هذا اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد الذي لمخلصنا يسوع المسيح . هذا
الذي أظهرته الملكة المحبة للمسيح القديسة هيلانة أم قسطنطين من تحت كوم
الجلجثة الذي أمرت بإزالته ، أما سبب وجود هذا الكوم فهو أنه لما رأى رؤساء
اليهود كثرة العجائب التي تظهر من قبر المخلص من إقامة الموتى وإبراء
المقعدين ، غضبوا ونادوا في جميع اليهودية وأورشليم " كل من كنس داره أو
كان عنده تراب ، فلا يلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصري" ، واستمر الحال على
ذلك أكثر من مائتي سنة حتى صار كوما عظيما . ولما حضرت القديسة هيلانة
وسألت اليهود عن موضع الصليب لم يفيدوها . وأخيرا أرشدها بعضهم عن رجل
يهودي مسن يسمى يهوذا يعرف مكانه ، فاستدعته فأنكر أولا ، ولما شددت عليه
اعلمها مكان الكرم . فأزالته وأخرجت منه الصليب المقدس وبنت كنيسة وكرست
عيد له في السابع عشر من شهر توت . وصارت الشعوب المسيحية تحج إليها مثل
عيد القيامة .
واتفق أن كان إنسان مسافرا هو وجماعته مع الشعب إلى
أورشليم يدعى اسحق السامري ، هذا كان يبكت الناس على تكبدهم المتاعب في
الذهاب إلى أورشليم .ليسجدوا لخشبه . وكان مع الشعب قسا يسمى أوخيدس ،
وفيما هم سائرون في الطريق عطشوا ، ولم يجدوا ماء فأتوا إلى بئر فوجدوا
ماءها نتنا مرا ، فضاق صدر الشعب جدا . وابتدأ اسحق السامري يهزأ بهم ويقول
ان أنا شاهدت قوة باسم الصليب! آمنت بالمسيح . فغار القس أوخيدس غيرة
إلهية وصلى على الماء النتن ورشمه بعلامة الصليب فصار حلوا . وشرب منه كل
الشعب ودوابهم . أما اسحق فانه لما تناول وعاءه ليشرب وجده نتنا مدودا .
فندم وبكى وأتى إلى القديس القس أوخيدس وخر عند قدميه أمن بالسيد المسيح .
وشرب من الماء فوجده حلوا . وصار في ماء هذه البئر قوة ان يكون حلوا
للمؤمنين ، ومرا لغيرهم . كما ظهر فيه صليب من نور . وبنوا هناك كنيسة .
ولما وصل اسحق السامري إلى مدينة القدس ذهب إلى أسقفها واعتمد منه هو وأهل بيته .
أما
ظهور الصليب المجيد على يد الملكة هيلانة فكان في اليوم ا العاشر من
برمهات . ولأنه دائما يكون في الصوم فقد استبدله الآباء بيوم 17 توت الذي
هو تكريس كنيسته . والمجد والسجود لربنا يسوع المسيح إلى أبد الآبدين .
امين .