الضمييير & الندم.....!!!
الضمير قاضى يحب الخير ولكنه ليس معصوماً من الخطأ +++لقداسة البابا شنودة الثالث ::
ان عذاب الضمير هو اسف على ماض سيىء ولكنه اسف لا فائدة منه ولا فاعلية له هو تألم يجعل الانسان يقول " أه لو لم يحدث هذا ولكن للاسف لقد حدث" !
ولهذا يقول احد الفلاسفة: ان عذاب الضمير هو اسف على خطأ ولكنه اسف بدون رجاء!
لا أدرى هل شد انتباهكم يوما ما بعض الحركات التلقائية التى تصدرعنا حين نرتكب فعلا شائنا او نتفوه بكلمة قبيحة؟ يضرب المرء بيده على المنضدة او يضرب الجدار براسه او يقرع بيده صدره... فمامعنى هذة الحركات ؟
معناها اننا نريد ان نؤذى انفسنا بانفسنا ونعاقب ذواتنا وهو رد فعل تلقائى للانسان الذى يظن انه يمحو خطاه بمعاقبة نفسة وليأسه من محو الخطأ ينقلب على نفسه وينتقم من ذاته بدون نتيجة او رجاء لان الخطأ قد ارتكب !
الضمير مثل إشارات المرور فى الطريق قد تضئ باللون الأحمر لكى يقف السائق ولكنه لا ترغمه على الوقوف + + + لقداسة البابا شنودة الثالث
وفى احيان يتخذ عذاب الضمير شكل الام مفجعة يستعذبها الانسان اذ يقنع نفسه بان الألم جيد فى حد ذاته مثـل يهوذا الاسخريوطى لقد اعترف انه قد أخطأ وسلم دما بريئا الى الموت
ولو بكى يهوذا مثلما فعل بطرس الرسول بعدما انكر سيده المسيح لاستطاع ان يغسل صدأه بدموعه فدموع التوبة هى حبات لؤلؤ تنزل على الوجه فتنظفة وتنيره !
ويشعر الانسان الذى قد استسلم لعذاب الضمير بانه مهما كانت اعماله التى عملها فانه لا يستطيع ان ينجو من قبضة هذا الماضى الذى يقيده ويخنقه ويجره كالكرة الحديدية فلا يستطيع ان يتقدم فى حياته سواء الروحية او الاخلاقية... وهكذا تبدو له الحياة انها قد توقفت تماما ولهذا يمكن تشبيهه بميت حى !
الضمير هو مجرد صوت يوجه الإرادة نحو الخير ويبعدها عنها الشر ولكنه لا يملك أن يرغمها + + +قداسة البابا شنودة الثالث
وعلى العكس من ذلك الندم الذى يجعل الانسان الخاطىء يسعى لتخطى ماضيه فالندم هو محاولة لتجاوز الماضى وذلك بالنظر نحو الامام والتطلع نحو المستقبل
ان الندم يؤكد لنا ان كل شىء قابل للاصلاح او التعديل فانا لست مسمرا فى ماض الى الابد بل يمكننى ان اصلحه واتجاوزه ولو فى بعض المواقف والظروف... وفى هذا تكمن البشرى العظيمة وقد اعلن لنا السيد المسيح ان الفداء امر ممكن والمستقبل بابه مفتوح والانسان ليس حبيس ماضيه او خطئه...فالقيامة المجيدة اكدت لنا ان الموت قابل للهزيمة وليس على الله امر عسير .
ويخرج الانسان من الندم كطفل رضيع استحم فصار نظيفا لانه غاص فى عمق قلبه الخاطىء ولمس قاع بؤسه وشعر بالذنب تجاه ما ارتكبه من ذنوب.
أن الإنسان لا ينظر مطلقاً إلى الخلف . بل ينسي ماهو وراء ويمتد إلى قدام "فى 13:3 " الأمس ليس فى يدك . لقد فارقك إلى غير رجعة . أما الحاضر فهو فى يدك . والمستقبل تستطيع أن تعمل من أجله . والذى يتطلع إلى الأمام ، يتقدم بغير توقف . نظراته حتى إلى الأبد ، وإلى الله +++قداسة البابا شنودة الثالث
نشكرك يارب لانك احييتنا حتى هذة الحظة