الحداد والحزن يلفان قرية "شهيد
رفح"..الأهالى يطالبون بالقصاص..وابن عم الشهيد: لو الدولة ما خدتش الثأر
هناخدة بأيدينا..و"عم الشهيد": كيف يدافع عن نفسة والحكومة تمنعة من إطلاق
النار أو استخدام السلاح؟
الثلاثاء، 7 أغسطس 2012 - 15:24
جانب من جنازة الشهداء
المنيا - حسن عبد الغفار
حالة من الحزن والرغبة فى الانتقام تسيطر على أهالى محافظة المنيا
بصفة عامة، وعلى أهالى مركز سمالوط بصفة خاصة، حيث ارتدى الأهالى السواد،
وأعلنوا حالة الحداد، والمشاركة فى جنازة شعبية تخرج من منازل الشهداء.
وأعلن عدد من الحركات الشبابية مشاركتها فى الجنازة الشعبية، التى يشرف
عليها أهالى المنيا، بعد إعلان إلغاء الجنازات العسكرية فى المحافظات.
واتهمت أسرة الشهيد محمد أحمد عبد المنعم، ابن قرية ساقية داقوف التابعة
لمركز سمالوط، إسرائيل بقتل نجلها غدراً على الحدود، وطالبت الرئيس محمد
مرسى بالقصاص لدماء الشهداء، وقال ابن عم الشهيد إنه فى حالة عدم قيام
الدولة بالثأر لأبنائنا سوف نأخذ ثأرنا بأيدينا.
وعلى بعد أكثر من 80 كيلومتراً تقع قرية ساقية داقوف التى يقطنها أكثر من
15 ألف نسمة حالتهم الاقتصادية متردية، ويقطن شهيد الحدود فى منزل صغير يضم
21 فرداً بداخله، بينهم 6 أشقاء هو أوسطهم، متزوج ويعول طفلاً يبلغ من
العمر عاماً ونصف العام، وزوجتة حاملٌ فى شهرها الثالث، والجميع أجمع على
طيب أخلاقه، وأكدوا أنه عاد إلى كتيبته بعد إجازة منذ 4 أيام، وكان مصاباً
فى حادث أثر على ذراعه، وكان سينهى فترة تجنيده فى شهر أكتوبر المقبل.
ولم يستطع والد الشهيد محمد الحديث هو او زوجتة التى حملت ابنة على كتفها
واخذت تنادى على زوجها، والدموع التى ترقرقت فى عيون أهالى القرية كانت
الدليل الدامغ على حبهم لمحمد، بسبب دماثة خلقه، وتعامله الطيب مع الجميع
داخل القرية. وقال عمه إنه كان ينوى السفر للخارج حتى يحقق أحلامه قبل أن
تناله رصاصات الغدر.
وأقامت أسرة الشهيد سرادقاً للعزاء، وامتلأت شوارع القرية بالأهالى من القرى المجاورة فى انتظار وصول جثمان الشهيد.
وقال سعيد علوانى، ابن عم الشهيد، عندما علمنا الخبر عن طريق القنوات
الفضائية، فقمنا بالاتصال بمستشفى العريش التى أخبرتنا أن الجثمان تم نقله
إلى القاهرة، فهرعنا إلى مركز شرطة سمالوط والحاكم العسكرى، فأخبرونا أنهم
لا يعلمون شيئا عن اسم الشهيد، ولم نحصل على أى معلومات أو بيانات إلا من
خلال القنوات الفضائية.
وتساءل محمد عبد المنعم محمود، عم الشهيد، كيف يدافع عن نفسه والحكومة لم
تعطه الأمر بإطلاق النار؟ ولا يحق له أن يستخدم السلاح؟، على حد قوله.
وتابع: "يجب على الحكومة تسليمنا السلاح، وإحنا ناخذ بثأر أولادنا الشهداء، ونحارب على الجبهة".
وطالبت أسرة شهيد المنيا بضرورة الكشف عن من وراء الأحداث، والقصاص منهم بدون رحمة.
من ناحيته قال اللواء سراج الدين الروبى، محافظ المنيا، إن جثمان الشهيد
سيصل إلى مطار المنيا العسكرى على متن طائرة عسكرية، وسيتم تسليم الجثمان
إلى أهله.
وأوضح المحافظ أنه سيتقدم المشيعين، يرافقه اللواء أركان حرب سعيد عباس،
رئيس أركان حرب المنطقة المركزية العسكرية، واللواء ممدوح مقلد، مدير أمن
المنيا، والعقيد خميس أبو الفضل، المستشار العسكرى للمحافظة، واللواء أسامة
ضيف، السكرتير العام، وكافة القيادات التنفيذية بالمحافظة، من وكلاء
الوزارات ومديرى المديريات.