[center]غلطة العمر
كل انسان معرض للخطأ, وقد يخطئ. وجلَّ من لا يخطئ...
ولكن غلطة معينة قد يرتكبها شخص, وتظل محفورة فى ذهنه, لا ينساها, وقد لا ينساها له الآخرون... هى غلطة لا علاج لها, وتستمر نتائجها إلى مدى طويل. إنها غلطة العمر...
***
خيانة يهوذا مثلاً: لا شك أن ذلك الشخص كانت له أخطاء كثيرة فى حياته. ولكن خيانته كانت هى الحدث الأكبر فى كل حياته. ولم ينسَ له التاريخ تلك الخيانة, بل صارت مثلاً يُضرب, وقد هلك بسببها... كانت هى غلطة العمر بالنسبة إليه...
وأبً كان يبذل كل جهده من أجل راحة أسرته ورفاهية كل أعضائه, ويسهر الليل والنهار فى سبيل ذلك. ولكنه للأسف الشديد لم يكن له وقت يقضيه مع أولاده, ليشرف على تربيتهم بنفسه. وشرد الأبناء بعيداً. الإبن انضم إلى أصدقاء السوء, وخسر الأب اسرته التى تعب كثيراً من أجلها. وكان ذلك كله بسبب غلطة واحدة هى عدم تفرغه لتربية الأولاد. وكانت هذه بالنسبة إليه هى غلطة العمر
وفى مجال السياسة والحرب, ما أكثر الملوك والقادة والزعماء الذين أضاعوا تاريخهم كله من أجل غلطة رئيسية فى سياستهم, لم يحسبوا حساباً لنتائجها الخطيرة, ولكنها كانت غلطة العمر, مع إنهم كانوا فى مجد وعظمة, ولكنهم فقدوا كل شئ... فنابليون العظيم غلطة حرب سببت له الهزيمة بل أيضاً انتهت بالقبض عليه وإذلاله. وهتلر الذى كاد فى وقت من الأوقات أن يصبح أسطورة... وشاوشسكى فى حكمه وقلة حكمته... كل هؤلاء أضاعتهم غلطة العمر...
***إن كوباً مملوءاً بالماء, تكفى لتعكيره نقطة واحدة من الحبر تسقط فيه. وكذلك صحة قوية يكفى ميكروب واحد خطير أن يقضى عليها... لذلك يجب على كل انسان أن يكون حريصاً جداً فى حياته ويبتعد عن مثل هذه الأخطاء. لأن ثقباً واحداً فى سفينة الحياة قد يؤدى إلى غرقها... ومن الله الرحمة .
البابا شنوده الثالث