بأسم الثالوث الاقدس
كلمـــــــة منفعـــــــــة
( 1 ) الهــــــــــــــدوء
* الهدوء صفة جميلة يتصف بها الانسان الروحي ، منها :
هدوء القلب ، هدوء الاعصاب ، وهدوء الفكر ، وهدوء الحواس ، وهدوء التصرف ، وهدوء الجسد .
* الانسان الهادئ لا يضطرب قلبه لأي سبب ، ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكل . وكما قال داؤود النبي " ان يحاربني جيش فلن يخاف قلبي . وان قام عليّ قتال ، ففي هذا انا مطمئن " . انه هدوء مصدره الايمان....
* ان فقد الانسان هدوءه من الداخل ، يبدو امامه كل شئ مضطرباً ، وكل شئ بسيط يبدو معقداً.
* ان التعقيد ليس في الخارج ، وانما في داخله ..... وان هدأ القلب ، يمكن ان تهدأ الاعصاب ايضاً . فلا يثور الشخص ، وانما يحل الاشكال في هدوء.....
*ان العقل اذا عجز عن حل امر ما ، تتدخل الاعصاب لحله . وقد تعلن الاعصاب الثائرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيلة . وكلما تعبت الاعصاب ، تزداد ثورتها ....
* والشخص الهادئ قلباً واعصاباً ، يمكنه ان يكتسب الهدوء في التفكير وفي التصرف ، فيفكر تفكيراً متزناً مرتباً بغير تشويش ، ويتصرف في اتزان وفي هدوء ، ليس في صخب الانفعال ، ولا في اضطراب الاعصاب .
* ومما يساعد علي الهدوء الداخلي ، الهدوء الخارجي : هدوء المكان ، وهدوء البيئة ، والبعد عن المؤثرات المثيرة .
* لذلك فان الرهبان الذين يعيشون في هدوء البرية ، بعيداً عن الضوضاء ، وعن صياح الناس ، وعن اثارات الاخبار والاحداث ، هؤلاء يكون تفكيرهم اكثر هدوءاً ، وتكون قلوبهم واعصابهم هادئة . ويكون في الغالب قد اعتادوا الهدوء .....
* وحياة الوحدة والانفراد ، تجلب الهدوء عموماً ، بسبب هدوء الحواس لأن الحواس هي ابواب التفكير كما يقول القديسين . فما تراه وما تسمعه وما تلمسه ، يجلب لك فكراً . فان استراحت حواسك من جمع الاخبار ، استراحت نفسك من الافكار ....
* والمكان الهادئ يساعد علي هدوء الحواس ، وبالتالي هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الاعصاب . لذلك فان الكثيرين يبعدون عن الاماكن الصاخبة التماساً للهدوء .....
**ان محبي الهدوء يبحثون عنه بكل قواهم ، ولكن البعض - للأسف - يحبون الصخب ، ولا يعيشون الا فيه ، ويسأمون من الهــــــــــدوء !!! .
++ مبارك هو الانسان ، الذي يسعي الي كلمة منفعة . " البابا شنودة الثالث "
من كتاب كلمة منفعة "" لقداسة البابا شنودة الثالث ""