كلمـــــــــــــــة منفعــــــــــــــة
مشكلــة الأعـــــــــــذار
* كثيرون يقدمون أعذاراً ، يغطون بها بعض خطاياهم حتي لا يلاموا ، او يغطــــون بها تقصيـــــراتهم في عمل الخير ...
انه خطأ قديم ، يرجع الي أيام أبوينا اّدم وحواء !!
* حواء اعتذرت بأن الحية أغرتها ، وكان يمكنها ألا تطيع الحية ، فالعذر غير مقبول ، تماماً مثل عذر اّدم بأن المرأة أعطته ، وكان في امكانه ألا يسمع لها ...
حقاً .... ما أصدق عبارة : أن طريق جهنم مغروس بالأعذار !!
* حتي الذي دفن وزنته في التراب ، قدم لفعلته هذه عذراً هو أقبح من الذنب نفسه ، فقال ان سيده ظالم ، يحصد من حيث لا يزرع !!!
* وما أكثر الذين يعتذرون من عدم الصلاة ، بأنه ليس لديهم وقت !!... بينما يجدون وقتاً للتسليات العديدة وللمقابلات ، والحقيقة انه ليست لديهم رغبة !!..
* وغالبية الذين لا يقدمون عشورهم للرب ، يقدمون بدلاً منها أعذاراً ، بأنه ليس لهم ، بينما الأرملة التي دفعت الفلسين من أعوازها ، لم تقدم عذراً . وكذلك أرملة صرفة صيدا التي قدمت زيتها ودقيقها لايليا النبي في أيام المجاعة ، وهي في مسيس الحاجة ...
ان داؤود الطفل الصغير ، كانت أمامه أعذاراً كثيرة يمكنه أن يقدمها ، لو أنه لم يشا مقابلة جليات !!...
* انه لم يكن جندياً ولم يطالبه احد بهذا الأمر ، وكان صغير السن ، وقد سكت الكبار ، وكان جليات جباراً ليس من السهل مصارعته ... الخ ، ولكن غيرة داود المتقدة لم تسمح بتقديم عذر ....
واللص اليمين ، كانت أمامه أعذار ضد الايمان لم يستخدمها !!
* كيف يؤمن باله يراه مصلوباً أمامه ؟؟ ويبدو عاجزاً عن تخليص نفسه ، وترن في أذنيه تحقيرات الناس له وتحدياتهم ... ومع ذلك لم يسمح اللص لنفسه أن يعتذر عن الايمان ....
ان الخوف لم يكن عذراً يقدمه دانيال أمام جب الأسود ، ولا عذراً يقدمه الثلاثة فتية أمام أتون النار ....
* ولا محبة الابن الوحيد ، أمكنها أن تقف عذراً أمام ابراهيم حينما أمره الله أن يقدم هذا الابن محرقة ، وقد كان ابن الموعد الذي ولد له بعد عشرات السنوات !!
* وأصحاب المفلوج ، كانت أمامهم أعذار ، لو أنهم أرادوا .... ولكنهم لم يعترفوا بالعقبات ، وصعدوا الي السقف ونقبوه وأنزلوا المفلوج بالحبال .
ان الذي ينتصر علي العقبات ، فلا يعتذر بها ، انما يدل علي صدق نيته في الداخل ...
* أما ضعيف العزيمة ، أو ضعيف النية ، فيذكّّرنا بقول الكتاب "" قال الكسلان : الأسد في الطريق "" !!.
من كتاب كلمـــــة منفعـــــــة "" لقداسة البابا شنودة الثالث ""