...... كثيراّ ماتبدأ الأفراح وتنتهى بأحزان .. وكثيراّ ماتبدأ الأحزان وتنتهى بالأفراح .....
+++ وصلت إلى المستشفى السيده ( فيكتوريا ) فى حالة شبه خطره نتيجة أزمة
قلبيه حادة . ولم تمضى دقائق حتى فارقت الحياة . وقائع هذه القصه تمت فى
وادى صغير , فى أحدى المدن الواقعة فى شمال أوربا .
ولم تكن وفاة السيدة ( فيكتوريا ) يمر مرور عابر . فهى قد تركت طفلة صغيره
أسمها ( فرناندا ) ذات عمر 5 سنوات . بالأضافة إلى أنها وطفلتها حضروا
للسكن فى هذا الوادى من 7 أشهر فقط . وغير معلوم تماما أى بيانات شخصيه ,
أو أسرية للأم أو للطفله . وهنا ظهرت محبة أهل الوادى والذين أعلنوا
أستعدادهم لتبنى الطفله والرعاية بها .
لم يوافق أبداّ الأب الكاهن على موضوع القرعة , بين الأسر التى طلبت حضانة
الطفلة . وطلب فقط أن تقوم أسرة واحدة , برعايتها لمدة شهرين فقط حتى يتم
دراسة الطلبات جميعها وأختيار أفضل المناسب للطفلة . وهنا تقدمت السيدة (
كلارا ) معلنه أستعدادها لأن تقوم بهذه المهمه وهى الأهتمام بالطفلة حتى
يتم ترتيب الأمور لها . وافق الجميع لهذا الطلب والسيده ( كلارا ) معروفة
لديهم بتقواها ومحبتها للجميع .
ذهبت ( فرناندا ) إلى بيت السيدة ( كلارا ) وتم العناية بها كواحدة من أفراد الأسرة .
وفى أحد الليالى والوقت يقترب من الفجر ذهبت ( كريستينا ) وهى الطفلة
الصغيرة للسيدة ( كلارا ) والتى تشاركها ( فرناندا ) النوم معها فى
حجرتها.....ذهبت لتيقظ أمها وهى تقول لها _ فيه نور أزرق على سرير فرناندا
__ لم تعُرى الأم هذا الموضوع أى أهتمام سوى خيالات أطفال . وأصطحبتها إلى
حجرتها لكى تثبت لها أنها مجرد تخيلات . أظهرت ( كريستينا ) خوفها من النوم
فى الغرفة مرة ثانية , مما أضطر السيدة ( كلارا ) إلى النوم بجانبها . ولم
تمضى ساعة حتى أن ( كريستينا ) بدأت فى النداء على أمها بصوت خافت
لإيقاظها..... وتفاجىء الأم بأنه هناك نور أزرق خفيف يحيط ( بفرناندا ) .
لم تكن هناك أى خيالات . إنه نور حقيقى وسط ظلام الغرفة وفقط على سرير(
فرناندا ) . ولم يكن هناك أى مصباح مضىء فى هذه الأثناء فى الغرفة.
وكان الصباح وذهبت السيدة ( كلارا ) إلى ( الأب الكاهن ) لتخبره بهذه
الأمور الغير مفهومه . والذى أعلن برغبته فى مقابلة ( فرناندا ) .
جلس( الأب الكاهن ) بجوار( فرناندا ) يتجاذب معها الحديث ثم نظر عبر
النافذة وقال _ موجها كلامه إلى ( فرناندا ) _ لقد حلمت مرة أنى أمشى فى
طريق مملوء بالأشجار مثل هذا الذى نراه الأن . وأنتى يا ( فرناندا ) بتشوفى
أيه فى أحلامك . ردت ( فرناندا ) وقالت أنا شوفت ماما ونادمت عليها فردت
وقالت أنا مش ماما _ أنا ( دانيالا ) . قلت ليها لا أنتى ماما قالتلى تانى
أنا مش ماما أنا ( دانيالا ).
رجع ( الأب الكاهن ) متفكر فى هذه الأمور العجيبة طالباّ من الرب أن يكشف له حقيقة هذه الطفلة .
يوم الأحد بعد الكنيسة , أقتربت أحدى السيدات من ( الأب الكاهن ) وطلبت مقابلته .
أنا ( روزى ) اللى كانت بتسكن عندى السيدة ( فيكتوريا ) وأبنتها . السيدة
رحلت والطفلة أنتقلت إلى أسرة لتتبناها . ممكن تأخذوا متعلقاتهم من الشقة
لأنى محتاجة أنى أسكنها إلى أسرة أخرى .
وافق ( الأب الكاهن ) ووعدها بأنه بعد يومين , سوف تحضر خادمتين لأستلام متعلقاتهم وسوف يتم أخلاء المسكن فوراّ.
+يومين وكانت خادمتين فى طريقهم إلى المسكن لأخلائه . ولم تكن مهمة شاقة ,
كل الموجود بعض الملابس , ولم يكن هناك أى شىء له قيمه نهائى . وواضح أن
الأسرة كانت تعيش تحت خط الفقر الشديد . وبعد الأنتهاء من مهمتهم وفى أثناء
خروجهم , كانت هناك ملف لونه أحمر مغلق بخيط بجوار الباب . ألتقطته
الخادمه وفتحته وصاحت . يوجد جواز سفر هنا وصورة السيدة ( فيكتوريا )
بملابس الرهبنه ومكتوب أن أسمها الأم دانيالا .
بدأت الأمور تأخذ طريقها فى محاولات جادة للكشف عن هذا اللغز . وخصوصا أن هناك أوراق رسمية سوف تساعد على الحل .
وقد كان ................ السيدة ( فيكتوريا ) هى أم ورئيسة دير . تم تسليم الطفلة ( فرناندا) لها من أمها الحقيقية .
الأم ( دانيالا ) بدأت فى الشروع فى عمل ملجىء للأيتام وتكون ( فرناندا )
أول طفلة فيه , لكن عدو الخير شن حرب ضارية على الأم ( دانيالا ) متهما
أياها بأن فرناندا هى أبنتها بالجسد . وُطلب منها أن تترك ( فرناندا ) لكن
الأم ( دانيالا ) أختارت ترك الدير . لتعول ( فرناندا ) . وذهبت الى هذا
الوادى لتقيم فيه لمدة 7 أشهر لتنتهى مهمتها فى العناية ( بفرناندا ) قبل
أن تتسلمها السيدة ( كلارا ) .
++++ كانت الأمور حديث أهل الوادى وزادها أن السيدة ( كلارا) تشبثت
بفرناندا بطريقة أزهلت الجميع . وأصبح أستحالة التفرقة بين ( فرناندا )
وأمها ( كلارا ) .
ومرت سنوات وتسافر ( فرناندا ) ويصل منها خطاب مؤثر جدا . نذكر منه جزء
صغير .........أشكر الرب على أمى التى ولدتنى . أشكر الرب على أمى الراهبة (
دانيالا ) . والتى ضحت من أجلى . أشكر الرب على أمى القديسة ( كلارا )
والتى علمتنى كيف أحب إلهى , والذى أنا الأن قد نذرت نفسى له كراهبة حتى
نهاية أخر لحظة فى عمرى ...................
ومازالت القديسة ....... تصلى لينا جميعا .