كيف اميز مشيئة الله - نيافة الانبا موسي
إذا تحرك الإنسان تحت حمى مظلة الصلاة، تاركاً للرب أن يتدخل بالصورة التى يراها، بحيث تسود مشيئته كل مشيئة. حينئذ سوف يتدخل الله قطعاً إما إيجاباً أو سلباً أو تأجيلاً.. وسوف يكون الإنسان فى قمة الراحة لأى اختيار إلهى من هذه الثلاثة، "لأن شهوة قلبه مختارة أفضل من الذهب والحجر الكثير الثمن، وأحلى من العسل والشهد. عبدك يحفظها، وفى حفظها ثواب عظيم"
(مز 10:19).
*وهكذا يتحرك الإنسان فى الطريق دون توتر، ودون شهوة ذاتية أو مشيئة خاصة، وصرخة قلبه المستمرة: "لتكن مشيئتك" (مت 10:6).
*من حقه أن يطلب، حسب وصية الرب: "اسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا" (مت 7:7)، "لا تهتموا بشئ، بل فى كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله" (فى 6:4)، ولكنه يسلم كل شئ لله، تاركاً له تحديد المسار،
* والنتيجة النهائية: "لتكن لا إرادتى بل إرادتك" (مت 42:22)
وقديماً قال الآباء: "سوف يأتى وقت فيه نشكر الله على الصلوات غير المستجابة أكثر من الصلوات المستجابة".
ونحن كثيراً ما نطلب دون أن نأخذ، لأننا حسب تعبير الرسول "نطلب ردياً لكى ننفق فى لذاتنا" (يع 3:4)، "فلنطلب أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لنا" (مت 33:6).
فليعطنا الرب القلب المرتبط به، والحياة السالكة فيه، والأذن الواعية لصوته، لنتعرف على مشيئته المقدسة، ونضعها بفرح قائلين: "طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله" (يو 34:4)، ولاشك أن مشيئته "صالحة ومرضية وكاملة" (رو 2:12).
والآن أتركك يا أخى الشاب لتراجع ما قلناه، وإذ تقف متحيراً: ماذا أفعل؟ تسمع الصوت الإلهى: "سر أمامى وكن كاملاً، أجرك كثير جداً" (تك 1:15)، (تك1:17).