انت عصبى لية كدة

بسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين
عصبية الولد

أولا تحديد العصبية :
يكون الولد غير مستقر، ويصعب التعامل معه . أى سلوك كثير الإزعاج للآخرين، وللأهل خاصة، يتصف بطابع التوتر النفسى .
ثانيا مظاهر العصبية :
الحركة الدائمة والمضطربة، قد تتخذ شكل تشنجات عضلية متواترة، أو تأتأة على سبيل المثال .
كافة مظاهر السلوك العدوانى، سواء موجه نحو الخارج " صراخ، ضرب، كلمات نابية، تحطيم الأشياء أو رميها " أو مرتد نحو الولد نفسه " لطم الرأس بالحائط، أو قضم الأظافر "
ثالثا أسباب عصبية الولد :
توجد أسباب خلقية وجسدية، وأسباب علائقية .
1 الأسباب الخلقية :

قد تعود لتكوين الولد، فهناك الولد المشدود أكثر من سواه، فيكون أكثر حركة، وأسرع غضبا، وأكثر ميلا إلى الأعمال العدوانية، وبالمقابل يكون أكثر استقلالية وجرأة .
وهذه السمات تعتبر مجرد استعداد يتأثر بالمناخ الذى سيواجهه الولد فى محيطه .
2 الأسباب الجسدية :

مثل بعض الإلتهابات فى الحنجرة والأنف، والإظطرابات فى الإفرازات الغددية، وأعراض فى طور النشوء والتعب الذى قد يعود إلى أسباب عضوية، أو إلى أسباب نفسية مثل الحزن على فقد شخص ما، أو الغيرة من أخ أصغر، أو خلاف الوالدين، أو النظام المدرسى الصعب الذى لا يترك وقت كافى للنوم أو اللعب .. ألخ .
3 الأسباب العلائقية :

كثير من أسباب عصبية الولد ترجع إلى البيئة، وخصوصا البيئة العائلية التى يشكل الوالدان محورها . ومن هذه العوامل :
1 عصبية الوالدين :

من مشاكل الحياة المتعددة ( إقتصادية، وصحية، وفى العمل، والعلاقات الزوجية .. ألخ ) فينفسون فى أولادهم، بالصراخ لأقل هفوة، أو العقوبة التى لا تتناسب مع الخطأ . أو حتى مع كبت النرفزة تظهر فى الملامة الدائمة، أو الملاحظات الجارحة فى مضمونها ونبرتها .
فيشعر الولد بأنه عرضة لعدوان الوالدين دون مبرر، وهذا يؤلمة خصوصا على قدر تعلقه بوالديه وحاجته العاطفية إليهما، فتثور عدوانيته بالمقابل، وتعكس عصبيته عصبية الوالدين . <H3 dir=rtl style="MARGIN : 0in 0in 0pt">2 تشدد الأهل المفرط :

على الولد أن يكون مهذبا، يحسن تناول الطعام، يبقى نظيفا، يجتهد فى الصف، يهتم بإخوته الأصغر منه، يؤدى خدمات بعد عودته من المدرسة، و .. و ..
وإن كان هذا حسن ومشروع، ولكن كثيرا ما يطلب الأهل تنفيذ أوامرهم بسرعة ودقة متناسين أن الولد ولد .
وقد يطالبون الولد بصفات متناقضة، مثل الخضوع الكلى لهم، مع الشخصية القوية والإستقلالية الشجاعة التى لا تتكل على غيرها . فإذا ما طولب الولد بأكثر من طاقته أحس بأن عدوانا يمارس عليه، فيبادلها بعدوانية تعبر عن ذاتها بالعصبية فى السلوك .
3 التدليل المفرط :

حيث ينزع إلى اعتبار نفسه مركزا للكون، ويسترسل فى رغباته، ولا يعود قادرا على احتمال أى إحباط . وسوف لا يستمر الأهل فى قدرتهم على إشباع كل تلك الرغبات .
4 ضيق المدى المكانى او الزمانى المتاح لنشاط الولد :

حيث هو محتاج لإشباع حاجته إلى الحركة والنشاط قد لا يتوفر بسبب :
أ ضيق المنزل : يثير عصبية الولد، وزحام الساكنين يزيد، وضيق الأهل الذى ينعكس عنفا على الأولاد، والخضوع الدائم لرقابة الوالدين فى كل شاردة وواردة يزيد .
ب عدم توفر أمكنة للعب حول المنزل : فيضطر إلى الحبس فى المنزل، وبالأخص المنزل الضيق .
ج الوقت غير الكافى :
التركيز على المجهود المدرسى، مع اعتبار اللعب مضيعة للوقت متناسين أنه حاجة حيوية للتعبير عن ذاته وبناء شخصيته .
5 قلق الأهل المفرط : الخشية على الولد من هبة النسيم، ودوام القلق على صحته، وتحصيله المدرسى، ومعاشراته، مما يدفعهم إلى المبالغة فى السهر عليه وحمايته، فيفرضون عليه رقابة خانقة ويحصون عليه أنفاسه .
فيجد الولد نفسه مجمد الطاقات، معطل الحرية، مقيد الحركة والتصرف، معزولا عن أترابه، فيعانى حرمانا شديدا يثير عدوانيته وينفجر عصبية فى سلوكه .
<H3 dir=rtl style="MARGIN : 0in 0in 0pt">6 التفكك بين الوالدين : ليس المقصود الخلافات العادية الطبيعية التى تدل على تمايز صحى فى الوحدة . ولا الصدام العنيف نسبيا الذى يحدث من حين لآخر ثم تغلبه وتحتويه المحبة .
وإنما المقصود قيام فجوة عميقة بين الزوجين تهدد الرباط الزوجى بالتفسخ .
والولد يشعر بهذا التفكك ولو حاول الوالدان أن يخفياه . فهو يحس بالجفاء فى ملامحهما، ونظراتهما، ونبرات صوتهما مما يثير قلقه الشديد حيث صعوبة التوفيق بين حبه للواحد وحبه للآخر وإلى أى طرف ينحاز دون أن يعتريه تمزق ؟ وشعوره أن العلاقة بين والديه والتى تشكل قاعدة استقراره وأساس البيت الذى يجد فيه أمانه مهددة بالإنهيار . بالإضافة إلى أن الزوجين المتخاصمين كثيرا ما يهملا الأولاد مما يزيد فى قلقه الذى ينعكس فى ردود فعل عدوانية قد تتخذ شكل العصبية . <H3 dir=rtl style="MARGIN : 0in 0in 0pt">7 خلاف الأهل بخصوص تربية الولد : حيث يشعر الولد بوجود ثغرة لتحقيق كل رغباته باستعمال أحد الوالدين ضد الآخر ( فرق تسد ) ونصل إلى موقف الولد المدلل .

8 الغيرة الأخوية : ومصدرها الشعور بالحرمان من جراء وجود منافس يخيل للولد أنه يغتصب حقوقه فى التمتع بعطف الوالدين وتقديرهما، مما يثير لديه اضطرابا وعدوانا قد يتخذان شكل السلوك العصبى .

9 قد نضيف العسراوية ( أن يكون أعسرا ) : ومحاولة فرض استخدام اليد اليمنى عنوة وبدون مراعاة إمكانياته .

رابعا علاج عصبية الولد :
أولا على الصعيد الطبى :

العرض على طبيب، وإذا ما عولجت العوامل العضوية التى أشرنا إليها، تخف حدة العصبية .

ثانيا على الصعيد التربوى :

ينبغى تفهم عصبية الولد ولذلك ينبغى أن نلاحظ بانتباه متى، وكيف، ولماذا تظهر عصبيته . وذلك للتصدى لهذه الأسباب . ثم نتساءل عن طبيعة المناخ الذى نوفره له داخل الأسرة الذى يحتاج إلى :
1 أن نخلق له جوا من الهدوء والصفاء : روح المرح بين الوالدين، وعدم تضخيمهم للأمور دون مبرر، وثقتهم بالولد، ومطالبة الولد بما هو قادر عليه فقط، واعتبار هفواته أمرا لابد منه، وألا ترتكز تربيتنا له على العقوبات " وإن التجأنا إليها أحيانا " هذا الجو سينعكس على أعصابنا نحن فيريحنا نحن أيضا .
أن نلطف من وطأة سلطتنا الوالدية عليه :

أى أن تصبح أوامرنا ونواهينا أكثر مرونة، ولا تفرض إلا فى الضرورة، ومراعاة إمكانيات الولد وحاجاته . وليس المقصود أن تسود الفوضى المنزل، وإنما يترك للولد مجال كاف من الحرية والإستقلال " هنا تبرز أهمية مناطق الحرية "3 أن لا نقابل عصبية الولد بعصبية مثلها : فحتى فى غضبنا على الولد، من المهم ألا نفقد السيطرة على أعصابنا مثله . بل نحتفظ حتى فى غضبنا بحد أدنى من ضبط النفس حتى لا ننزلق إلى سلوك عشوائى وصبيانى، ويقدم للولد صورة راشدة يستطيع إذا ما تمثل بها أن يتقدم فى القدرة على ضبط النفس التى هى من مقاييس النضج .

والمقصود مواجهة غضب الولد دون عداء ودون استسلام، وتحاشى الميوعة وشدة الإنفعال . ويقول أحد علماء النفس ( دكتور دودسون ) فى هذا الصدد : إذا رضختم لغضب الولد تقدمون الدعم لسلوكه وتعلمونه أن يزيد من صراخه كى يفرض نزواته . كما يوصى بعدم محاولة إسماع الولد صوت العقل، أو إلهائه عن غضبه بالكلام فهو على غير استعداد لسماع صوت العقل والمنطق . ويحذر خاصة من محاولة إخماد الغضب بالتهديد بالضرب فسيكونون كمن يحاول اطفاء النار بالبنزين . ولكن ماينبغى هو أن نترك الولد يحيا غضبه لوحده فيتحقق من جهة أننا نتقبل هذا الغضب ونسمح له بالتعبير عنه، ومن جهة أخرى لن نسمح لهذا الغضب أن يؤثر على موقفنا وسلوكنا .
وكل مربى يجد الوسيلة الخاصة لهذا : إما الإمتناع عن الكلام حتى يهدأ، أوتأمره بالذهاب إلى غرفته .. ألخ .
4 أن نسمح للولد بالتعبير عن مشاعره العدائية مع التصدى غير العنيف لكل اعتداء فعلى : فإذا حرمنا على الولد التعبير عن مشاعره العنيفة أو العدائية، فإننا فقط نكبتها، وستنفجر فى نهاية المطاف .

5 أن نساعد الولد على الإنتقال من التعبير الجسدى المباشر عن انفعالاته إلى التعبير الكلامى عنها : وبذلك نساعده على اكتساب القدرة على ضبط النفس، مع إنماء قدراته العقلية .


فيجب أن يتعلم الولد أن ثورات غضبه لا تفيده شيئا، بينما نستجيب للتعبير الكلامى كلما كانت الإستجابة ممكنة .
6 أن نعطى الولد فرصا للتنفيس عن عصبيته : النشاطات التى توظف شحناته . والألعاب الرياضية التى تتطلب شيئا من العنف والكثير من الحركة .

7 أن نوفر له حياة منتظمة من شأنها أن تساهم فى تهدئة عصبيته :

ومن مقومات هذه الحياة :
أ نوم كاف مع انتظام فى ساعات النوم واليقظة .
ب تجنب ماهو بالغ الإثارة من المطالعات والمشاهدات التلفزيونية .
ج تأمين نظام طعامى مناسب، عدم الإفراط فى اللحم والتوابل على حساب الحليب ومشتقاته والخضار والفواكه .