لا تغرب الشمس علي غيظكم :
لقد كان أبونا المتنيح القمص متي روفائيل رجلا طيبا ومن عائلة كهنوتية كبيرة فقد كان شقيقه المتنيح متياس روفائيل وإبن عمه الراهب المتنيح القمص منقريوس المحرقي وكبير عائلتهم المتنيح البابا يوساب الثاني
وكان مسقط راسه (دير النغاميش )أخر مجافظة سوهاج وكان أهل هذه القرية يتعاملون بالبساطة والروحانية النقية الخالصة إلي طريق الأبرارمن أجل الملكوت
وبينما كان يتندربقصص أبناء عمومته
ذكر أنه ذات يوم كان في الحقل إثنان من أبناء العمومة ...وبدأ بينهما نقاش حاد مما جعل الصغيريحتد علي إبن عمه الكبير ويعلو صوته.... وعلي إثرها ترك الحقل وعاد الي البيت وبعد أن عاد الي البيت (رجع الي نفسه ولام نفسه كثيراً) كيف له أن يتعامل مع إبن عمه الكبير بهذه الصورة غير الللأئقة...وبعد أن هدأ ومالت الشمس علي الغروب ذهب الي بيت إبن عمه فلم يجده ولما كرر الذهاب ولم يجده سألوه عن الألحاح والطلب.......قال بجدة ألشمس قربت تغرب وإستدار لكي يذهب اليه في الحقل .
وهناك عند مشارف القرية وجد إبن عمه راجعا ونزل كل من علي حماره .....عانق كل منهما الأخر قائلا (لاتغضب مني يا إبن عمي لست أتدري ماذا جري ؟!وأنا أعتذر وأبوس رأسك وقد ذهبت إليك في المنزل ثلاث مرات ولم أجدك وكنت أخشي أن تغرب الشمس ومعاها زعلنا )والحمد لله إحنا حبايب والشمس ها تروح ومعاها المحبة ...........ما أجمل قول الروح لا تغربالشمس علي غيظكم.......وما أجملها آية ورائها حكاية .