السلوك العدواني واللا حضاري للبيئة
كنت ذات يوم اتحدث مع احد الاصدقاء عن سلوكنا العدواني للبيئة – فقص علي قصته .
قال
: بينما كنت ادخن سجارتي وانا اسير في احد شوارع المدن الامريكيه – رميت
ببقايا السجارة على الارض . بعد ان سرت قليلا – وقفت ونظرت الى الخلف – الى
بقايا تلك السجارة . عدت اليها - التقطتها من الارض ووضعتها في السلة
المخصصه لذلك .
سألته : لماذا عد[size=21]ت الى تلك السجارة – ولماذا عملت ما عملت – وربما لم يراك احدا ولم تجد من يسألك عن ذلك السلوك ؟
رد قائلا : لا اعرف لماذا عدت الى بقايا تلك السجارة – لكنني لم اشاهد احدا يرمي ببقايا السجاير على الارض . لهذا شعرت انني قمت بعمل خطأ يخالف سلوك القوم .
وسألته السؤال التالي: وماذا عن سلوكك في بيئتك العربية ؟
ابتسم
- واجاب : لن يكون لي نفس الاهتمام حتى لو رميت بحمل قلاب من المخلفات في
وسط الشارع . واصل حديثه قائلا : ربما في كلامي السابق مبالغة – لكن فيه
الكثير من الواقعية بالنسبة لي ولعامة المواطنين والمقيمين .
واصلنا حديثنا وتعليقاتنا عن السلوك هنا وهناك . كان من ضمن ما قيل ونوقش ان نظافة الشوارع في امريكا والدول الاوروبية – ليس من كثرة عمال النظافة وانما من سلوك المواطن .
في تلك الدول نادرا ما تشاهد عامل نظافة في الشوارع – وقد لا ترى احدا . وتجميع النفايات في تلك البلدان – فقط مرتين في الاسبوع .
في
مدننا – عمال النظافة يعملون ليلا ونهار – ونشاهدهم في كل شارع . ونفايات
منازلنا تجمع مرتين في اليوم – وليس في الاسبوع . بالرغم من كل هذا نشاهد
النفايات من مختلف الاصناف والانواع تغطي الارصفة والشوارع .
في ارض الوطن – قد لا نجد مترا واحدا في مدننا لا تغطيه اصناف – اصناف من المخلفات .
ارضنا مزروعة بالمخلفات وارضهم مزروعة بالورد ومختلف النباتات والاشجار .
حالنا
سوف يبقى على ما هو عليه ما دمنا ودام لأولادنا – هوايات : تكسير زجاج
المشروبات على الارصفة – رمي المخلفات من نوافذ السيارات – ترك المخلفات في
الحدائق العامة – عدم وضع نفايات المنازل في البراميل – الخ .
هذا
العداء للبيئة نراه ايضا في رمي مخلفات البناء في كل مكان – وفي الكتابات
على الجدران – وتكسير لمبات الشوارع – وتخريب حنفيات الري في الحدائق –
وغيرها .
السبب
في هذا السلوك هنا – وذاك السلوك هناك هو التوعية والمراقبة والعقاب
للمخالف . وارى ان للبيت والمدرسة والجامع دور كبير وتأثير ايجابي . بدون
هذه – سوف نظل على ما نحن عليه الى ما شاء الله .
[/size]